الرئيس بري في باريس بتاريخ
الخميس 28 تشرين الأول 2010
الرئيس بري في باريس
الثلاثاء 26 تشرين الأول 2010

الرئيس بري يلتقي رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي

home_university_blog_3

يختتم رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري زيارته الرسمية لفرنسا يوم غد بلقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي و يتناول معه العلاقات الثنائية و الوضع في لبنان و المنطقة .
و ظهر اليوم عقد الرئيس بري محادثات مع رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه في قصر الوكسمبورغ بحضور عدد من أعضاء مجلس الشيوخ ، السفيرين اللبناني و الفرنسي بطرس عساكر و دوني ون بين مجلسي النواب اللبناني و الشيوخ الفرنسي و و العلاقات اللبنانية – الفرنسية.
ثم أقام لارشيه مأدبة عداء تكريما للرئيس بري و الوفد المرافق بحضور عدد من أعضاء الشيوخ.
و ألقى لارشيه كلمة أكد فيها على متانة العلاقات اللبنانية- الفرنسية وتميزها و قال: "إن زيارتكم اليوم هي إشارة واضحة تعكس الصداقة القوية بين بلدينا مؤكداً أن فرنسا تدعم المؤسسات الرسمية اللبنانية و تعتبر أن تقويتها لا غنى عنه للإستقرار السياسي في لبنان ".
و أضاف: "إن هذه الزيارة تأتي في وقت يشهد فيه لبنان بعض التوتر السياسي و نحن أصدقاء لبنان نتابع عن قرب هذا الوضع . و بصفتكم كرئيس للمجلس و من موقعكم و دوركم الكبير و الفعال فإننا نتطلع مرة أخرى لأن نتمكن من تر سيخ التهدئة من أجل خدمة وحدة لبنان ".

و تناول لارشيه الدور القوي و الفاعل للقوات الفرنسية العاملة في قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني و كذلك ما تلعبه فرنسا من دور في مجلس الأمن ، مؤكدا مرة أحرى على وقوف فرنسا إلى جانب لبنان و إلتزامها بهذه القوات لخدمة كل اللبنانيين و خدمة سيادة لبنان الكاملة .
كلمة الرئيس بري
ثم ألقى الرئيس بري الكلمة الآتية:

دولة الرئيس جيرار لارشيه المحترم
رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي
السادة اعضاء المجلس والحضور الكريم

بداية اود ان اتوجه بالتحية الى صديق لبنان دولة الرئيس جيرار لارشيه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي ، من كل لبنان من شماله الى اقصى نقطة في جنوبه ، وان احمل اليه تحيات الكثير من اصدقائه الذين يلمسون محبته المتزايدة للبنان وسهره على ان لا يدخل لبنان في اي تجربة شريرة جديدة .

كما انه يشرفني ان اجدد لقائي بدولة الرئيس لارشيه للمرة الثانية هذا العام بعد زيارته المهمة والشاملة للبنان قبل ثمانية اشهر ، والتي وصل فيها الى اعمق نقطة على الحدود اللبنانية الجنوبية الى بلدة يارون ، وهو الامر الذي اثار اعجابنا اكثر بشخصيته وانتباهه الى منطقة لبنانية حدودية نائية تكاد الدولة في لبنان لا تصلها لولا ان وصلها الجيش اللبناني .
ويسرني ان اقدم التهاني لدولة الرئيس لارشيه بمناسبة اليوبيل الفضي لاستمرار مسيرته البرلمانية العريقة ، والتي تمتد منذ انتخابه للمرة الاولى سناتورا" عن منطقة " الايفلين " في الثامن والعشرين من ايلول عام 1986 .
ويسرني بداية ان اؤكد للرئيس لارشيه ان مسيرة العمل التشريعي في لبنان متصاعدة ، وتتطور يوما" بعد يوم وتكتسب المزيد من المهارات والخبرات ، خصوصا" في مجال صنع القوانين وقريبا" في مجال الرقابة على تطبيق القوانين وضمان صدور مراسيم تطبيقية ، لها ومنع التعسف او الاساءة في استخدامها .
واود ان اؤكد هنا انه ومع انتهاء اعمال التسوية في ابنية المجلس ستنطلق اعمال وحدة تحليل الموازنة كما سينطلق عمل مركز التدريب البرلماني ، وسنعود لتطبيق برامج التعاون مع كل المؤسسات الدولية المهتمة بالتطـوير البرلماني ، حيث وقعنا المزيد من الاتفاقات في هذا الصدد ، وحيث ستنفذ احدى المؤسسات الدولية مشروعا" بتمويل من الاتحاد الاوروبي .
إنني في هذا اللقاء اود ان اوجه عناية دولتكم ومجلس الشيوخ الفرنسي الذي يربطنا معه بروتوكول تعاون منذ ثماني سنوات ، الى ان مجلسنا سبق له وبعد انعقاد مؤتمر باريس واحد ان انجز التشريعات الاساسية التي مهدت لانعقاد باريس 2 و 3 ، وأن اي تلكؤ في إنقاذ قرارات مؤتمرات باريس مصدرها الحكومة السابقة ، حيث خاطر مجلس النواب بإقرار قوانين غير شعبية منها قانون الضريبة المضافة ، الى جانب تحرير قطاع الاتصالات ، وقانون الكهرباء والرقابة على تبييض الاموال كما اتخذنا على الصعيد البرلماني عددا" من المبادرات في طليعتها اقرار قانون النفط والعمل من اجل ترسيخ الشراكة بين القطاعين العام والخاص

دولة الرئيس
لقد تبدل الكثير في المشهد السياسي الشرق اوسطي منذ زيارتكم لبنان الى اليوم .
لقد زادت عمليات الاستيطان ومصادرة الاراضي وتجريف المنازل والاعتداءات على الاماكن الدينية واحراقها ، خصوصا" المساجد والحفريات اسفل المسجد الاقصى ، وكذلك رفعت سلطات الاحتلال الاسرائيلية من وتيرة عمليات القمع والاغتيال والاعتقال ، وصولا" الى تتويج كل تلك الاجراءات بإقرار الحكومة الاسرائيلية تعديل ما يسمى " قانون المواطنة " والقاضي بإلزام المرشحين لنيل " الجنسية الاسرائيلية " ايا كانت ديانتهم قسم الولاء لـ " دولة اسرائيل يهودية ديموقراطية " .
إن هذا القانون وتعديلاته يعبر عن عنصرية سوداء وتشريع للتطرف ودعوة مفتوحة لترحيل السكان العرب الذين احتلت اسرائيل بلدهم وصادرت اراضيهم .
وعلى المستوى العراقي اودى احتلال العراق المزيد من الانقسام السياسي والطائفي والمذهبي والعرقي ، وانتج عجزا" عن تشكيل حكومة توافق وطني .
وعلى المستوى اللبناني فإننا لا نخفي عليكم ان بلدنا يعيش حالة من التوتر والقلق على المصير .
الا اننا في كل مرة نلمس ان لبنان يقع تحت ضغوط متنوعة ، لأن هناك اجندة دولية تريد جعل وظيفته تحويل الانتباه عن قضايا المنطقة من المفاوضات الى العراق الى افغانستان والضغوط على الملف النووي الايراني .

واسمحوا لي ان اقول التوتر المسلح والقلق على المصير ، الذي منشأه ان ادارة التحقيقات فيما يخص جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تمت بطريقة لا تخدم وحدة لبنان .
لقد جرى حرق الوقت على قصص وروايات مضللة وسنياريوهات غربية عجيبة ، في الوقت الذي كنا فيه ولانزال ومثلنا كل القوى الاساسية السياسية والبرلمانة في لبنان تريد اخراج التحقيقات من الاطار السياسي المحلي الضيق وتريد الحقيقة والعدالة .

اننا بالمقابل نسعى في لبنان الى احلال الحوار مكان التوترات والى ابعاد شبح الفتنة ، خصوصا" وان الجميع دون استثناء يريدون ترسيخ استقرار النظام العام وانطلاق الحكومة للقيام بمهماتها ، خصوصا" وان المواطنين يعيشون وسط تقنين مختلف انواع الخدمات الحكومية .

دولة الرئيس
لقد اطلت عليكم ولكن كل ذلك كان في سبيل استدعاء دور اوروبي وفرنسي على وجه الخصوص فعال وملموس في الشرق الاوسط .
لقد تم اقصاء الاتحاد الاوروبي عن اي دور فاعل في المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية وتحولت اوروبا فقط الى صندوق للمساعدات ، فيما تحول دورها في افغانستان الى ثكنة لتصدير المزيد من الجنود لدعم عمليات ايساف المستمرة الى الابد ، وتحول الدور الاوروبي في الملف النووي الى دور سلبي يلبي او يتلاءم مع الضغوط الاميركية ذات البعد السياسي ، اما في لبنان فإن الدور الاوروبي في تمكين لبنان من الخروج من ازماته ولعب دور في نظام منطقته – هذا الدور لازال ممكنا" ويعتمد على اصرار فرنسا على تحمل مسؤولياتها .

مجددا" اشكر لكم اتاحتكم الفرصة لزيارة بلدكم مؤكدا" على افضل العلاقات بين فرنسا ولبنان .

عشتم يا دولة الرئيس
عاشت فرنسا
عاش لبنان .