بدأ رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري اليوم، محادثاته الرسمية مع المسؤولين الفرنسيين، في إطار زيارته التي يتوجها بعد غد بلقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقد التقى مساء اليوم، على مدى ساعة، رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فييون بحضور السفير اللبناني في فرنسا بطرس عساكر والدكتور محمود بري.
وبعد اللقاء، قال الرئيس بري: "كان اللقاء أكثر من ودي، وبدأت بتوجيه الشكر لدولته على إتاحة هذه الفرصة، كما استفدت من هذا اللقاء لأتوجه بالشكر الى فرنسا رئاسة وأيضا مجلس شيوخ ومجلسا نيابيا وحكومة وشعبا لكل المؤازرة والدعم الذي تقدمه للبنان. وأهم من ذلك هو الحرص دائما على سلام لبنان واسقراره، بالاضافة الى الدعم العسكري الذي يقدم الى الجيش اللبناني، وكذلك على الاعداد لباريس 1 وباريس 2 وباريس 3 كما تعلمون جميعا. وركزنا بصورة خاصة على الدور المميز الذي تقدمه فرنسا عبر "اليونيفيل" في جنوب لبنان. لا ننسى ان فرنسا هي الدولة التي استمرت منذ عام 1978 من دون انقطاع بالمشاركة في هذه القوات".
أضاف: "لقد أكدت لدولته ان ما يشاع عن إشكالات بين الحين والآخر بين اللبنانيين الفرنسيين غير مقصودة، ومثل هذه الأمور تحصل حتى بين الجيش الوطني والأهالي. بعد ذلك انتقلنا الى مواضيع عديدة اقتصادية وغيرها، وركزنا أيضا على موضوع النفط في المياه اللبنانية، والخوف أيضا من أن هذا الاكتشاف الذي يعود لمصلحة لبنان والاقتصاد اللبناني أن يحصل تأخير في إستخراجه ما يؤدي الى استفادة الآخرين الذين بدأوا منذ الآن أي الاسرائيليين بهذا العمل".
وقال: "حول الاستقرار اللبناني كان كلاما صريحا للغاية بأن ما حصل وما يحصل في لبنان القصة ليست فقط قصة المحكمة الدولية، القصة أيضا قصة العقد الاجتماعي. لبنان بحاجة الى خارطة طريق متكاملة، وتذكيرا بما حصل في الحوار الوطني اللبناني عام 2006 عندما كان على أول جدول الأعمال التحقيقات الدولية وكانت المحكمة الدولية، ووافقنا جميعنا وبالاجماع عليها وخلال دقائق معدودة من دون أي تحفظ، ولكن الذي حصل بعد ذلك من مسلك حول الدستور وحول توقيع رئيس الجمهورية، وبعد ذلك ما حصل من تهم ومن توقيفات أدت الى شكوك بموضوع المحكمة، وهذا الأمر أيضا يجعل من الوضع اللبناني يعاني عوائق كثيرة. وأكدت على ان الجسر السعودي-السوري لا يزال هو الحافظ وأيضا فرنسا، وبكل صراحة تستطيع أن تؤازر، سيما ان علاقتها اكانت مع سوريا أو مع السعودية هي علاقات جيدة. اللقاء كان أكثر من جيد".
ومساء أقام رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية برنار اكويير مأدبة عشاء تكريما للرئيس بري والوفد المرافق.
كوشنير وكان الرئيس بري استقبل في مقر إقامته قبل ظهر اليوم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في حضور السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون وسفير لبنان في فرنسا بطرس عساكر والدكتور محمود بري والمستشار الاعلامي علي حمدان.
وبعد اللقاء قال كوشنير:"تربطني بالرئيس بري معرفة طويلة، وهو مرحب به في فرنسا. وقد بحثنا في ذكرياتنا المشتركة وبالوضع الحالي، وخصوصا الوضع في لبنان الذي يعيش توترا بالنسبة لمراحل أخرى عرفتها، ويجب برأيي خفض هذا التوتر وتعطيل كل العوامل الذي تخلق هذا التوتر. هناك وضع في الشرق ليس ايجابيا وهناك المشكلة الكبيرة الاسرائيلية-الفلسطينية، وقد اعتقدنا اننا سنشهد مرحلة ايجابية وتقدما لكن ذلك لم يحصل حتى الان، وكانت اجتماعات واشنطن ومحاولة الاجتماع في باريس، وهناك لقاء مرتقب في برشلونة وان فرنسا تتكلم بهذا الشأن وهو اللقاء الذي يفترض ان يعقد في 21 تشرين الثاني وهناك احتمال ان تتقدم الامور في هذا اللقاء".
سئل: ماهي العوامل التي تخلق التوتر؟ اجاب: هناك الكثير في الشرق الاوسط. سئل: ولكن نتكلم عن لبنان؟ اجاب: لا يمكن فصل لبنان عن الشرق الاوسط، المشاكل ليست فقط لبنانية وانا متأكد من ذلك. هناك مشاكل لبنانية، وهناك مشاكل بين الطوائف وهناك المشكل الكبير بين السنة والشيعة وهذه ليست مشكلة لبنانية هذه مشكلة في الشرق وانا والبعض نعتقد ان اعلان دولة فلسطينية يمكن ان يساهم بتسهيل الامور. كما وهناك مشاكل بين سوريا والعراق.
قيل له: ليس هناك مشاكل؟ لكن الوزير كوشنير لم يعلق، وتابع ردا على سؤال حول امكانية عقد مؤتمر سان كلو آخر في فرنسا فقال: انا احاضر.
سئل: هل تكلمت في ذلك مع الرئيس بري؟ اجاب: لا لم اتكلم معه في هذا الموضوع واعتقد انه يوافق.
وردا على سؤال قال: هناك امور ايجابية مثل القمة السورية السعودية التي كانت جيدة ولكن هل نتج عنها امل؟اتمنى ذلك لكن الامور في الشرق الاوسط تجري على شكل انه اذا كانت الامور جيدة في بلد فانها تكون سلبية في بلد آخر.
سئل: هل تحدثتم بموضوع المحكمة؟ اجاب: طبعا وانتم تعلمون ان فرنسا تؤيد العدالة الدولية، وهي كانت في اساس انشاء المحكمة الجزائية الدولية، واليوم هناك محكمة خاصة بلبنان، ولا احد بستطيع ان يؤثر على هذه المحكمة.
سئل: هناك صحيفة لبنانية قالت ان الرئيس ساركوزي قال للرئيس اللبناني انه اذا حصل اجماع لبناني على الغاء المحكمة فليكن ذلك؟ اجاب: انا لا اعلم من كتب ذلك، والصحافة اللبنانية ليست انجيلا او قرآنا وكنت حاضر في لقاء الرئيسين ساركوزي وسليمان ولم يجر حديث من هذا النوع، ونحن نعلم ان اي بلد لا يمكن ان يؤثر على المحكمة. نحن نقول انه من الافضل ان تهدأ الاوضاع قبل صدور القرار الظني واسأل من يعرف ماذا سيحمل القرار الظني؟
سئل: وماذا عن ملف شهود الزور؟ اجاب: قد تكون هذه مسألة اضافية ولكن ليست هي الاساس ويبدو ان العدالة اللبنانية لديها موقف في هذا الموضوع، وارجو الا تعقدوا الامور ولا يجب ان ننسى ان العدالة الدولية تقوم على حقوق الانسان ونحن ندعمها.
سئل: لكنها عدالة المنتصر؟ اجاب: اتعتقدون ان هناك عدالة للمظلوم؟
قيل له: لا هناك ظلم بحق المظلوم؟ اجاب: لا الامور ليست كذلك هناك رئيس حكومة هو رفيق الحريري قد اغتيل وان اصدقاءه وحتى الذين لم يكونوا معه يريدون الحقيقة، هذا الامر بكل بساطة، لذلك انشئت هذه المحكمة بطلب من لبنان وبقرار من مجلس الامن.
سئل:هل لا تزال علاقتكم جيدة مع سوريا؟ اجاب: نعم.
سئل: هل انتم متفقون مع سوريا في موضوع لبنان؟ اجاب: مرة جديدة تريدوني ان اتدخل في موضوع لا احد يستطيع ان يتدخل فيه، فالعدالة الدولية مستقلة وهي تتقدم على نمطها الخاص، وكلما تريدون ان تتدخلوا فانكم ستصلون الى الهدف المعاكس.
سئل:هل حكومة الرئيس الحريري مهددة بالسقوط؟ اجاب: اتمنى الا يكون ذلك، وقد بحثت هذا الامر مع الرئيس بري، وانا اتذكر مراحل التعطيل التي طالت جدا، ولكن الرئيس بري يبدو متمسكا مثلي بالرئيس الحريري الذي انتخب بطريقة شرعية