كلمة الرئيس نبيه بري في بلدة حولا بمناسبة عيد التحرير

وافتتاح مدرسة حولا وإزاحة الستار عن نصب لشهداء مجزرة البلدة


 

قام رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي السبت 25/5/2002 بجولة واسعة على المنطقة الحدودية بمناسبة الذكرى الثانية للتحرير واندحار العدو الإسرائيلي، دشن خلالها ثلاث مدارس رسمية في حولا وبيت ليف ويارين وفرع لجامعة الكسليك في بلدة رميش.

 

ورافق الرئيس برّي في جولته وزير التربية والتعليم العالي الأستاذ عبد الرحيم ممثلاً رئيس الحكومة الشيخ رفيق الحريري. وعدد كبير من نواب وحشود كبيرة من أهالي المنطقة ورئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان.

 

بدأت جولة الرئيس برّي في بلدة حولا حيث دشن الثانوية الرسمية وأزاح الستارة عن النصب التذكاري لشهداء البلدة، فتحدث رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، فالوزير عبد الرحيم مراد.

 

وألقى الرئيس برّي كلمة برزت فيها المواقف التالية:

  • ان سلطة القرار في إسرائيل من ذات اليمين واليسار متفقة على الثوابت الإسرائيلية والمبنية على مسلمات لا تقبل التراجع.

  • وان كل الأحزاب الإسرائيلية تسعى إلى انجاز مشروع إسرائيل الكبرى.

  • تعويضاً لبلدة حولا عن الحرمان الذي فاتها، أعلن استعدادي لمشاركة البلدية في مشروع لإقامة متحف للتراث الشعبي.

نص الكلمة كاملاً:

 

بسمه تعالى

ايها الاخوة الاعزاء،

 

سؤال ملح يطرق اسماعنا كل لحظة وهو : لماذا اطلق شارون عملية الجيش الاسرائيلي للمرحلة ؟ هل هدف هذه العملية في الواقع انشاء سور واق او سور رادع يحول بين الفلسطينيين وبين الاسرائيليين ؟ هل ان هدف العملية في الواقع امني وان الجيش الاسرائيلي يسعى لتعويض عجز السلطة الفلسطينية عن السيطرة على السلاح والمسلحين الفلسطينيين، وخصوصاً الاستشهاديين منهم ؟ هل ان الهدف الاسرائيلي ملاءمة السلطة الفلسطينية لتصبح موضع ثقة الاسرائيليين ؟ هل انتهت العملية العسكرية الاسرائيلية ام ان هناك مراحل اخرى تتجاوز جغرافية فلسطين ؟ ما هي آفاق المرحلة المقبلة ؟

هذه الاسئلة وغيرها تلح في الخاطر وتستدعي تحديد الاجابات لبناء سياسات قطرية عربية واستراتيجية عربية لمواجهة التحدي الاسرائيلي الجديد. فما هو التحدي الجديد الذي يمثله المشروع الاسرائيلي وكيف نواجه هذه التحدي ؟ إذا أردنا البقاء

لعل هذه الاسئلة الكثيرة تفترض حديثاً لساعات وساعات، ولكن في غير حولا التي تمتلك ما يكفي من الادلة والشهادات والشهداء والتجربة، والتي تكفي اساساً كأنموذج لجواب على الاسئلة جميعاً، لنعرف ان مواجهة التحدي الذي تمثله اسرائيل ومشروعاتها الجديدة المترتبة على اهداف عملياتها في كل المراحل المرسومة، يستوجب صياغة مجتمع المقاومة الوطني والعربي.

ولكن لا بد في كل الحالات من تسليط الضوء على بعض الحقائق حتى لا تضللنا الاخبار، ونقوم بأنفسنا بإسدال الستار على أليات تنفيذ النكبة الثانية للشعب الفلسطيني ويتحول انتباهنا إلى مكان آخر، وكأن المطلوب انقاذ السلطة او صياغة الدولة او مملكة الوهم الفلسطينية وفق الرؤية الاميركية العمياء وتجاهل الحقيقة والحقوق والتاريخ وكل التضحيات.

وكذلك، لم ينتبه الجميع إلى ان الادارة الاسرائيلية او سلطة القرار في اسرائيل من ذات اليمين وذات اليسار متفقان تماماً على الثوابت الاسرائيلية فيما يخص سلام اسرائيل، المبني على مسلمات امنية واستراتيجية ومائية واقتصادية لا تقبـل التراجع. أو إعادة النظر.

لم ينتبه الجميع إلى ما يجب ان ينتبه اليه الجميع وهو ان اليسار او اليمين في اسرائيل له معنى اسرائيلي خاص لا يتفق مع معنى المصطلحين وتفسيرهما المسلم به في السياسة الدولية.

لم ينتبه الجميع إلى ما يجب ان ينتبه اليه الجميع، وهو ما كتبه المعلق العسكري الاسرائيلي زئيف شيف ذات يوم بعد توقيع اتفاقية كمب ديفيد عندما قال : انه لو كان اليسار الاسرائيلي هو سلطة القرار في اسرائيل لكان قبل بأقل من السلام مقابل اقل من سيناء.

لم ينتبه احد إلى ان القرار الاسرائيلي في ما يختص بالحرب او السلام لم يكن مرة واحدة مدار تنازع في اسرائيل، وان كل الاحزاب الاسرائيلية تسعى إلى انجاز مشروع اسرائيل الكبرى، وان كل الاحزاب تعتمد استراتيجة واحدة تقوم على مشروع قتل الاغيار أو التهجير أو الاستسلام منذ يوشع بن نون إلى يومنا هذا.

انني ومن حولا التي حاول الاسرائيليون اغتيالها بالمجزرة التي تركت الماً في كل منزل، والتي قامت من نكبتها كما يقوم طائر النورس من الرماد، اقول ان فلسطين ستقوم من نكتبها، وان الفلسطينيين الشهود على كل الآلام والشهداء من اجل كل الامال سيقومون إلىغدهم، وان تجربة الصمود والمقاومة التي اسسوا لها والتي اختارها لبنان ونجح في تجربتها ستكون الحافز لهم لتفسير حلمهم بالعودة، وتقرير المصير واقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس.

ومن دواعي سروري ايضاً وايضاً ان اكون معكم في ازاحة الستار عن النصب التذكاري لشهداء المجزرة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948 والتي ارتكبتها السلطة اللبنانية في حرمان حولا من حقها منذ 1948 والتي ارتكبتها السلطة اللبنانية في حرمان حولا من حقها منذ 1948، هذه العصابات التي حكمت هناك وتحكم هنا وحولت اسرائيل إلى دولة ارهابية.

ان هذا النصب التذكاري سيكون كتاب حولا المفتوح امام كل العالم ليشهد على جرائم اسرائيل.

انني في هذا اليوم انوه بالنشاط والدينامية التي ابرزتها بلدية حولا التي ادخلت البلدة في سباق مع الزمن لتعويضها كل الحرمان الذي فاتها، وانني من اجل ذلك اعلن عن استعدادي لمشاركة البلدية في مشروع لاقامة متحف للتراث الشعبي، مترافق مع مركز متخصص لتعليم استخدام الكومبيوتر والانترنت.

اخيراً، اود ان اهدّىء من مخاوفكم الناتجة عن قلقكم على استقرار النظام العام في بلدنا جراء الاختلافات على طبيعة بعض التوجهات.
والتقصير حتى الآن بإعادة أعمار المناطق المحررة. لماذا تطالبون بإعادة الأعمار للمناطق المحررة طالما ان كل الناس تشيد بالمقاومة وكل الناس معها وكل الناس تقول " يعيش " أهل الجنوب ويعتبرونهم أبطالاً وكل الناس أصبحت مشاركة بالمقاومة ". إذا كان شخص معه دفتر سيارة فلماذا يحتاج السيارة ؟ ليس هناك ضرورة ؟ أن هذه الحدود التي حمت العرب والتي أعادت الوحدة إلى لبنان لا ضرورة ان يصبح فيها إنماء.
لا يجب ان يكون عدد السكان المقيمين الآن في هذه المنطقة التي كانت تسمى الشريط الحدودي أقل مما كان أيام الاحتلال الإسرائيلي " يا عيب الشوم ".
هذا الأمر ليس شغلة مجلس الجنوب ولا شغلة رئيس مجلس النواب ولا وزير عبد الرحيم مراد ولا شغلة أحد هذا يجب ان يكون ورشة كبيرة. هل تتذكرون اجتماع الحكومة في النبطية ؟ ماذا جرى ؟ لم يتحقق وعد واحد. نحن نعرف ان هناك وضعاً اقتصادياً صعباً ونكظم الغيظ ونحن مسؤولون عن الخزينة اللبنانية والذي قدم دمأ وشهداء يصبر وأننا نصبر ولكن للصبر حدود.

في المناسبة أتوجه فعلاً من كل قلبي، وان كان هذا الأمر أحد الواجبات على كل اللبنانيين ولكن أريد أن أقول شكراً كبيراً لمواقف الرابطة المارونية التي هنأت أهل الجنوب بالعيد ولكن تساءلت : أين الأعمار ؟ الرابطة المارونية تتساءل : أين الأعمار ؟ هذا شيىء فعلاً يعزينا ".

ان هذه الاختلافات لا تفسد في الامر مودة، وهي تعبر عن طبيعة النظام البرلماني الديموقراطي.

ان الاهم انه لا يوجد احد في لبنان يختلف مع الاخر على حفظ لبنان وفي قلبه الجنوب، والاهم كذلك هو اننا سنحفظ الجنوب وفي قلبه لبنان.

 

عشتــــم

عاش لبنـان