إسمي وباسم
مجلس النواب اللبناني أرحب بإنعقاد لجنة الشؤون البرلمانية الفرنكوفونية تحت قبة
البرلمان اللبناني في بيروت مرضع الشرائع وأول مدرسة للقانون في الشرق.
وأرحب بصفة
خاصة بالزميل بيار دبانه رئيس اللجنة المتحدر من أصل لبناني وبزملائه النواب الذين
يمثلون اثني عشر بلداً.
ان إنعقاد
إجتماع لجنتكم للمرة الثانية في لبنان، يؤكد المكانة الهامة التي يحتلها لبنان في
نشر القيم الفرنكوفونية، ويشجع الاسهام المتزايد للبنانيين في تطوير التبادل
الثقافي والاقتصادي في المحيط الفرنكوفوني.
كما ان
إنعقاد اجتماعكم الآن يشكل اعلاناً مؤكداً لانعقاد القمة الفرنكوفونية في لبنان.
بداية اؤكد
على أهمية الموضوعات التي سيبحثها إجتماعكم وفي الطليعه اللامركزية الادارية في
الدول الفرنكوفونية وهو موضوع سيسهم في اغناء النقاشات حول المشروع المنتظر لقانون
اللامركزية في لبنان، حيث اننا نؤكد على الحكومة اللبنانية بالمناسبة على اعتباره
من الاولويات على جدول اعمالها مع العلم انني من جهتي كنت من المطالبين ببحث هذا
الموضوع واقراره قبل اجراء أي انتخابات بلدية نظراً للتحديات المطروحة في بلدنا على
مستوى التنمية العلاجية والتنمية المستدامة.
إن بحثكم
لهذا الموضوع سيوفر لنا الاطلاع على تجربة بلدانكم في هذا المجال وتحسين اللامركزية
الادارية في لبنان بشكل يوفر بناء الادارات المطلوبة من أجل تحقيق الغايات
التنموية.
كمـا اني في
الوقت ذاته اؤكد على أهمية بحث عنوان : ( تعددية الوكالات ) وكذلك عنوان : ( ظاهرة
الامتناع عن الانتخابات ) خصوصاً وان هذه الظاهرة رافقت إجراء الانتخابات الفرنسية
وتسببت في كسر التقاليد الفرنسية أو كادت ـ وبالمناسبة نوجه باسم هذا اللقاء
التهنئة للرئيس شيراك بفوزه بالانتخابات الرئاسية ـ وفي بروز تيار متطرف متحفز
لإقتناص السلطة كما وان هذه الظاهرة رافقت وترافق عدداً من انماط السلطات في
البلدان الفرنكوفونية، وكانت مرافقه للانتخابات النيابية في لبنان عـام 1992.
ان معالجة
هذا العنوان، يجب ان تنطلق من ان تأكيد الثقة بالدولة يبدأ من اوسع مشاركة
للمواطنين في كل ما يصنع حياة المجتمع والدولة عبر تعزيز التربية على الديموقراطية
كجزء اساسي من النظام التربوي العام في اقطارنا بما يؤدي الى بناء قناعة راسخة بان
ممارسة حق الترشيح والانتخاب يجب ان لا يكون مجرد عملية تتم هنا او هناك كل بضع
سنوات بل نهج حياة في بلداننا ومؤسساتنا الرسمية والاهلية.
ايهـا
الزمـلاء،
ينعقد
إجتماعكم في ظرف دقيق تمر به منطقة الشرق الاوسط نتيجة السياسات العدوانية المغامرة
والشرسة للحكومة الاسرائيلية .
فقد صعّدت
اسرائيل عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني، هذا العدوان الذي ترافق مع اشاعة
مناخ حربي في المنطقة وجاء بعد يوم واحد من انتهاء أعمال القمة العربية في بيروت
والتي تبنت مبادرة للسلام.
انكم دون
شك، تتابعون الفصول الدموية للحرب الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، بما تتضمنه من
مجازر، وعمليات اعدام جماعية واغتيال واعتقال وحصار ودمار وتخريب وتجريف.
انني على
المستوى البرلماني اوجه ملاحظتكم إلى ان اسرائيل اصابت في الصميم كل القيم
الديموقراطية عبر اعتقالها العضو المنتخب في المجلس التشريعي الفلسطيني مروان
البرغوثي الذي تخضعه لساعات طويلة من التحقيق والتعذيب يومياً كما اوردت كل وكالات
الانباء.
انني في هذا
الاطار، اطالبكم بتأييد قيام هيئة البرلمانيين لحقوق الانسان في الاتحاد البرلماني
الدولي، بتحرك ضاغط على سلطات الاحتلال الاسرائيليه لاطلاق سراح النائب مروان
البرغوثي.
كما انني
احذر من ان انعكاسات الوقائع الفلسطينية لها بعد اوروبي، وهي لن تتوقف عند حدود
جغرافية الحركة العسكرية الاسرائيلية حيث يسعى شارون الى تحقيق ترانسفير فلسطيني،
وبمعنى أوضح الى دفع الفلسطينيين الى الرحيل عن ارضهم مقابل استقدام مليون مستوطن
من اوروبا.
ان اسرائيل
ما كانت لتتمادى في حروبها وجرائمها بصراحة لولا انها تتصرف كولاية اميركية مميزة
تعتبر استثناء القاعدة في تطبيق القرارات والاتفاقات والاعلانات الدولية.
ان هذا
الامر يستدعي من كل البرلمانيين ومن كل البرلمانات او الجهات الدولية او الجهوية او
القارية ممارسة الضغوط من اجل تثبيت المعايير الدولية التي لا تقبل الاستثناء بوضع
حد لارهاب الدولة الذي تمثله اسرائيل واخضاعها لمبادىء القانون الدولي الانساني.
الغريب،
اننا نقر جميعاً ارهاب الفرد ولكن ننسى ارهاب الدولة، ايهما أكبر؟
وفي اطار ابعاد الحرب الاسرائيلية فانني وخلال افتتاح اعمال اللجنة الفرنكفونية
للشؤون البرلمانية في الخامس عشر من نيسان 1999، قلت لكم ان المغزى اللبناني
لانعقاد اجتماعكم في بلدنا هو دعوتكم وبرلماناتكم لتحمل المسؤولية تجاه لبنان البلد
العضو في المنظمة الفرنكوفونية.
واليوم
وازاء ما تخطط له اسرائيل تجاه لبنان البلد العضو في المنظمة الفرنكوفونية، وإزاء
محاولة شارون الهروب الى الامام من استتباعات الحملة العسكرية لجيشه ضد الشعب
الفلسطيني، خصوصاً محاولته طمس جرائم الحرب، والتي تمثل اعلى مراحل ارهاب الدولة ـ
ازاء ذلك كله ـ ادعو برلمانات الدول الاعضاء في مجلس النواب الفرنكوفوني الى اتخاذ
المبادرات بالطلب الى حكوماتها التأكيد انه في حال استمرار إسرائيل في عملياتها
العسكرية ضد الشعب الفلسطيني وضد لبنان وستستمر بالتهديد واللجؤ الى القوة أو
استعمال القوه ضد لبنان، وضد سوريا، فإنها أي حكومات الدول الفرنكوفونية ستتخذ اقصى
العقوبات ضد اسرائيل بما فيها قطع كافة اشكال العلاقات السياسية والدبلوماسية كافة
لعل هذا الامر يشجع العرب على اتخاذ هذه الخطوة.
ايهـا
الزمـلاء،
قلت امامكم
قبل سنوات اربع، وأجدد التأكيد اليوم ان جلّ ما يطمح اليه العرب واللبنانيون
والسوريون والفلسطينيون ضمناً وفي الطليعة هو تطبيق معايير العدالة الدولية تجاه
قضية الشرق الاوسط.
اننا نطالب
بإلحاح بتطبيق القرارات ذات الصلة بازمة الشرق الاوسط الصادرة عن مجلس الامن الدولي
والتي اغلبها، بل كلها تمت بأقتراح او بموافقه اميركية وفي الطليعة القرارات 242 و
338 و425 و194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة فهل هذا كثير ؟ .
اننا نطالب
بقوة حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين فهل هذا كثير ؟؟.
اننا نطالب بإتخاذ الاجراءات الدولية الضرورية لمنع اسرائيل من اقتراف جريمة
انسانية كبرى جديدة بدفع الشعب الفلسطيني الى الرحيل خارج ارض وطنه، وبالتـالي
تعقيد مشكلة اللاجئين بدل حلها باعتبارها تمثل جوهر الحل فهل هذا كثير ؟.اني اعتذر
من الاسره الدولية.
انه اثناء
زيارتكم البارحة الى الجنوب والى مناطق المجازر التي تستمر في ارض الجنوب، لقد
واكبكم الطيران الاسرائيلي طيلة النهار ولا احد يتحدث عن هذا العدوان المستمر على
الشعب اللبناني. ان ما سمعتموه وشاهدتموه بالامس حصل اول امس وقبله حتى الساعة
الثانية والنصف صباحاً من ليلة الجمعة ـ السبت ومن ليلة السبت ـ الاحد.
ايهـا
الزمـلاء،
لابد لي ان
اوجه عنايتكم الى ضرورة وضع آليات لتبادل الخبرات بين المجالس النيابية الاعضاء في
منظمتكم خصوصاً في مجال تحديث القوانين، وفي مجال تحليل الموازنة، ومراقبة سياسة
الانفاق، وفي اطار زيادة المشاركة وترسيخ العملية الديموقراطية.
كما اوجه
عنايتكم الى انه وبالاضافة الى علاقات الصداقة التي تربط الدول الاعضاء في مجلس
النواب الفرنكوفوني، فإن للبنان ميزة خاصه هي وجود جاليات لبنانية كبيرة على ارضها
وهو الامر الذي يستدعي مع وجود هذا الجسر الانساني الكبير، تعزيز العلاقات التجارية
والاقتصادية والسياحية وخصوصاً الثقافية.
ولابد كذلك
من الاشارة الى ان بعض الدول المشاركة في الاجتماع هي من الدول الصناعية الكبرى
فيما البقية هي من الجنوب الدولي من الدول المسحوقة اقتصادياً وهذا ما يحتم على
الدول الغنية مساعدة الدول الفقيرة او الدول النامية.
اننا لا نمد
أيادينا على رصيف الدول الغنية طالبين حسنات او هبات او قروض. اننا نريد مساعدتنا
لتمكين بلداننا من الافادة من التقدم الاقتصادي والتكنولوجي، وفي مجال رد الاثر
السلبي للعولمة على قوة العمل والانتاج في بلداننا كما اننا نريد مساعدات في مجالات
التعليم، وتنمية الموارد البشرية ومواجهة الانعكاسات السلبية الاجتماعية المترتبة
على الصراعات خصوصاً من الشرق الاوسط وافريقيا.
ايهـا
الزمـلاء،
اخيراً
اتمنى ان يكلّل اجتماعكم بالنجاح في اغناء الموضوعات المطروحات على جدول اعمالكم
بالمعلومات والقرارات والتوصيات المناسبة، وفي ان يسهم كذلك في تعزيز العلاقات بين
الدول الاعضاء من اجل ان نتمكن من بناء قوة ضاغطه تحاول مجتمعة مناهضة الهيمنة
واخضاع العالم لمنطق الامبراطوريا ت البائدة، وتؤكد على الاعتراف بالهوية الشخصية
والثقافية الخاصة بشعوبنا، وتعمل في سبيل بناء وتعزيز السلام والامن الدوليين
والاقليميين على قاعدة العدالة والحقوق.
متمنياً لكم
اقامة طيبة في بلدكم الآخر
عشتـم
عاشت الفرنكوفونية
وعـاش لبنـان