حفل تدشين مبنى مدرسة متوسطة بلدة طير دبا الجنوبية
الأحد 19 كانون الأول 1999

كلمة الرئيس نبيه بري في مهرجان القسم لقيادة إقليم

home_university_blog_3

كلمة الرئيس نبيه بري في مهرجان القسم لقيادة إقليم بيروت في حركة "أمل" وانتساب 1421 شاباً وشابة


 

أقامت قيادة إقليم بيروت في حركة "أمل" مهرجان تخريج 1421 شاباً وشابة أنهوا دوراتهم الثقافية الحركية في قاعة المعهد الفني الإسلامي ـ شاتيلا، الثلاثاء 28/ 12 /1999.
تقدم الحضور رئيس مجلس النواب رئيس الحركة الأستاذ نبيه برّي، كما حضر الاحتفال النواب السادة : أيوب حميّد، علي حسن خليل، علي خريس، حسن علوية، محمد عبد الحميد بيضون، محمود أبو حمدان، ياسين جابر، باسم السبع، أسعد حردان، أحمد سويد، صلاح الحركة، وحسين يتيم، ممثل قائد الجيش ميشال سليمان والعقيد الركن ميشال المير، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الأمير قبلان، كذلك حضر الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي غازي سيف الدين،رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصوه، رئيس حزب الكتائب منير الحاج على رأس وفد من الحزب، رئيس "جبهة الشعب" جوزف حداد، رئيس الرابطة المارونية بيار حلو، رئيس الاتحاد العمالي العام الياس ابو رزق، إضافة الى وفود من : جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، حزب الرمغفار، حركة الناصريين الوحدويين، دار الفتوى، جمعية الفتوة الاسلامية.
كما حضرت مجموعة كبيرة من مسؤولي الحركة. وألقيت كلمات بالمناسبة حيث قدم الخطباء الشيخ حسن المصري، فكانت كلمة للمسؤول التعليمي لإقليم بيروت محمد جباوي، ثم كلمة المفتي قبلان.
 

بعد ذلك، أقسم المنضوون الجدد القسم الحركي أمام الرئيس نبيه برّي والمسؤول التنظيمي المركزي لحركة أمل الحاج علي كوراني والمفتي قبلان.
 

ثم تلا الشيخ حسن المصري برقية تهنئة للرئيس نبيه برّي من الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي عبدالله الأحمر.
 

وفي ختام الإحتفال، ألقى الرئيس برّي كلمة في المنتسبين والحضور، هذا نصها :
 

مرةً جديدةً، وفي الزمن الصعب، الذي يتراجع فيه الجميع عن أحلامهم وذاكرتهم ومعتقدهم وخطهّم، تركض الجياد والأفراس الى ملاعب مجدك يا سيدي الامام الصدر وهي تحمل فرساناً خضراً وأمواجاً خضراء وأيادٍ خضراء لتنتمي الى أفواجك المقاومة ـ أمل، ولتنتمي الى خطّك خطّ الرُسُلِ والصالحين.
 

مرةً جديدةً، حين يقف قطار الوقت على عقرب الموت تتجدد امل بالحياة كأنها النهر الأبدي الذي يركض من نبع مقدّس الى عتبات الثرى في جبال عامله والعرقوب.
 

مرةً جديدةً، حين تنفرط العناقيد وتتشتّت الصفوف، تنتظم صفوفك كالبنيان المرصوص، وتأتي إليك الجهات، تأتي المدن والقرى والدساكر الى صفائك، حيث عرشك في قلوبهم يا إمامنا المفدّى، القائد السيد موسى الصدر.
 

ومرةً جديدةً، حين تقفُ دورةُ الزمنِ عندَ حدودِ المهزلةِ او المأساةِ ولا يُلاحِظُ الآخرونَ أنَّ الموقفَ عندَ حدودِ نهاياتِ الألفِ الثانيةِ يتطلّبُ الإستعدادَ لدخولِ الألفيةِ الثالثةِ تستَعِدُّ أمل على محاورِ الوطنِ لحمايةِ الحدودِ والوجودِ وصناعةِ الدور.
 

أيّها الأخوة،
 

انّه لمن دواعي غبطتي وسروري ان أقف اليوم في هذه الحضرة الرمضانية عشية بدء العام الجديد لرعاية هذا الحفل الذي ينعقد بعنوان الحقيقة حيث يقسم أخوة جدد لنا يمين الانتماء الى أفواج المقاومة اللبنانية.
 

ان هذا الإنتماء هو إنتماء الى لبنان الذي نريد :
 

ـ لبنان الواحد الموحّد الأرض والشعب والمؤسسات.
ـ لبنان الرسالة التي تعبر عنه صيغة التعايش الفريد.
ـ لبنان الطموح الذي يمثل أبناؤه أمبراطوريّة لا تغيب عنها الشمس.
ـ لبنان الكلمة واللغة والحرف وحديقة الحرية.
ـ لبنان النظام البرلماني الديموقراطي.
 

ان هذا اللبنان الذي نريد يحتاج إليكم في صنع وبناء سلامه الأهليّ، وترميم ما هدمه الجميع بمعاول الفتنة والطائفية .
 

ان هذا اللبنان يحتاج الى لبنانيين أصيلين في إنتمائهم السياسيّ والنقابيّ، والى إلتزام أهدافهم في إستعادة السيادة الوطنية بتحرير الأجزاء العزيزة من أرضنا التي تحتلّها إسرائيل ورفع العدوان. نحتاجكم في إعادة بناء البشر والحجر اللذين وقع عليهما الإحتلال ورفع كل أشكال التطبيع والتطويع الذي وقع عليهم. نحتاجكم في مشاريع التنمية العلاجية لطي الملفات المترتبة على وقائع العدوان المستمر.
 

ان صورة الوطن الذي نريد هي صورة دولة المؤسسات التي تقوم على الإخلاص الوطني والقومي والكفاءة والنزاهة وشفافية الحكم .
 

ان هذا الوطن الذي يكون على هذه الصورة نخلص له ونكون الفدائيين على حدود أرضه المقدسة وحتى يكون الوطن على هذه الصورة فإنكم أيها الأخوة الذين تقفون اليوم في صف امل، وخنادق امل مطالبون بدعم دولة المؤسسات وأدوار هذه المؤسسات .
 

مطالبون بالإنحياز الى جانب بناء إدارة الدولة لتتجاوب وتتلاءم مع متطلبات إدارة عصرية. مطالبون بدعم أجهزة المراقبة والمحاسبة في اطار الإنتاج الوظيفيّ، وفي اطار الحفاظ على الأموال العامة، وفي اطار التلزيم القانوني.
 

انكم ايها الاخوة مطالبون بتخطيط مشروعات التنمية الريفية، ولاسيما الزراعية والضغط بكل الوسائل الديموقراطية من أجل ترتيب الأولويات إنطلاقاً من تنفيذ مشروعات الري على مساحة كل لبنان.
 

مطالبون بتأكيد إلتزامنا حق التعليم، وحق العلاج، وحق العمل، وحق التعبير، وحق التملّك، وحق الإنتخاب، وحق التجمع لكل مواطن.
 

إنّكم مُطالبون، أولاً ودائماً، بالحفاظ على علاقات الأخوة والتعـاون والتنسيق والمصير المشترك مع سوريا الأسد. أولاً، وفاءً لهذا البلد على تضحياته من أجل إنقاذ لبنان، وإستعادة سلامه، ودعـم مقاومته وصموده بوجه الإحتلال الإسـرائيلي، ودائماً، لأن سوريا، تمثل حاجة ملحة للبنان لما يمثله لبنان من حاجة ملحة لسـوريا ولأن البلدين سـويّاً، يمكنهما صناعة مستقبل مشرق يكون أنموذجاً للعلاقات العربية ـ العربية .
 

هل تُراني أُطالبُكُم بالكثير ؟
 

ان الإنتماء الى حركة امل مسؤولية كبيرة، تتطلب التضحيات وهو يتأسس اليوم على ما كنت قد أكدت عليه، خلال مهرجان الوفاء للإمام الصدر، في النبطية حين قلت : ان المشروع التنظيمي لحركة "امل" سيعاد إنتاجه بما يتلاءم مع دورها كقوة وطنية وانتخابية حيّة، تتحمل المسؤولية تجاه عملية صنع السلام الأهلي وبنائه وإنتاج الدولة وتحقيق الوحده الوطنية، وبالتالي إستقرار النظام العام .
 

لقد قلت يومها إنّ مؤسساتنا التنظيمية ستتسع لقيام نوع من البرلمان الشعبي يكـون معنياً بالمشـاركة في تخطيط دور حركتنا ومهامها ورسم استراتيجيتها ومراقبة المسؤولين ومحاسبتهم. ان هذه المؤسسة الحركة يجري بناؤها اليوم وستأخذ دورها وموقعها كما أعلنا.
 

لقد أطلقت في ذلك اليوم وعداً بأن حركة امل ستسعى لتصبح على مسـاحة لبنان البشرية والجغرافية وأنا اليوم أُجدّدُ هذا العهد، بأن تكون الحركة مفتوحة لكل اللبنانيين وان تكون دائماً في خدمة لبنان الذي نريد .
 

ومرةً جديدةً وفي هذا العرس التنظيمي لحركـة امل، أدعو كل اللبنانيين المعنيين بنهوض الوطن الى تسجيل ملاحظاتهم واقتراحاتهم حول مسيرة هذه المؤسسة السياسية الوطنية، كما أدعو مؤسسات الرأي العام الثقافية والإعلامية والقطاعات النقابية الى المساهمة في هذا الاطار لأننا رفضنا ونجدد رفضنا، ان تكون حركة امل، اطاراً مغلقاً على ما فيه ومن فيه .
 

أيها الأعزاء،
 

لقد كان لحركة امل حضوراً مميزاً في كلّ المحطات الوطنية.
 

لقد كنا السباقين الى المقاومة وسنبقى نقاوم حتى تحرير آخر ذرة تراب من أرضنا المقدسة .
 

لقد كنا السباقين الى الإنحياز لضرورة الدولة ورفض التقسيم والتوطين ولازلنا .
 

لقد كنا السباقين الى فتح ملف الحرمان المزمن، وأطلقنا المشاريع على مساحة مناطق الصمود، ومن لحمنا الحيّ أقمنا المؤسسات، بين الطلقة والطلقة، وبنينا الجسور والمدارس والمستشفيات، وأعدنا تشييد شبكات الطرق والكهرباء والماء والبُنى التحتيّة ولانزالُ على هذا العهد .
 

لقد كنا السباقين الى المطالبة بمشاركة المواطنين في كل ما ينتج حياة الدولة والمجتمع وكنا اول من انحاز الى جانب إجراء الإنتخابات النيابية والبلدية، ونحن اليوم ندعو المواطنين الى المشاركة الكاملة في كل ما ينتج أعلى درجات التمثيل الشعبي في الإنتخابات النيابية القادمة.
 

إنّ هذه المشاركة أيها الأعزاء يجب ان لا تتوقف عند حدود المشاركة السياسية، بل ان تتعدّاها الى المشاركة الإقتصادية والإجتماعية، خصوصاً وأنّ بلدَنا يواجهُ أزمةً اقتصاديةً ـ اجتماعيةً ضاغطةً، لا يُمكن حلّها إلاّ بكسبِ الثقة بأنفسنا وبوطننا وبكسب ثقةِ العالم بلبنان .
 

إننا كقوة سياسية مطالبون بالعمل على المستويات السياسية والتشريعية والحزبية والنقابية من أجل الوصول الى مؤشرات صحيحة للأسعار، ونظام ضريبي مدروسٍ وعادل، وجماية المنافسة، وتطوير القوانين المضادة للإحتكار، وحماية المستهلكين، أساساً وقبل كلِّ شيء، حماية العمل .
 

أيها الأعزاء،
 

لقد اقتحمنا المستويات البرلمانية العربية برفع مطلب مشاركةِ المرأةِ، والمصالحةِ مع نصفنا الآخر .
 

إنّ الأولى بنا أن نقتحم واقِعنا بتعزيز دور المرأةِ وحضورِها ومشاركتِها .
 

إنّ المرأةَ في لبنان موجودة في كلِّ ميدان. وأثبتت أنها على قدرِ التحدّي، وأنها قوةُ عملٍ وانتاج الى جانب كونها ربةَ منزل وأمّاً.
 

إنني أتوقّع أن تكون المناسبةُ القادمةُ مناسبةً تنظيميةً تؤكّدُ إنّ حركتَنا ليست منفصمةَ الشخصيةِ وأنها تعترفُ بالنصف الآخرِ، الذي هو المرأة .
 

أيّها الأعزاء،
 

لا يفوتُني في هذه المناسبة التعرضَ للواقع الأليمِ الذي تعيشُه الجاليةُ اللبنانيةُ في ساحل العاج هذه الجالية التي كان لها الأيادي البيضاءُ الكثيرة على لبنان وجنوبه بالأخص، والتي كانت ركيزةً هامةً لصمود شعبنا بمواجهة العدوان الإسرائيلي .
 

لقد أجرينا الإتصالات لحفظ أبنائنا الذين لم يقصّروا يوماً واحداً في إعلاء شأن البلد المضيفِ وعدم تعريضِ حياة أحدٍ منهم للخطر، إلاّ أنّ الحقيقة أنّ هذه الجاليةَ تعرَّضت لنكبةٍ فعلية .
نقول لكلّ الابناءِ هناك إنّنا سنكونُ لهم الأبَ والأمَّ والاخوةَ، وإننا متأكدون أنّهم سيتمكّنون من تجاوز هذه المحنةِ، ومن دعم استقرار " الكوت ديفوار " والاستمرار في دعم صمود أهلِهم في لبنان .
 

إنني إذ أتوجّه بالتحية لكل فردٍ منهم، أؤكّد لهم جميعاً، أنّ فخامة رئيس الجمهورية ونحن والحكومة، نُتابعُ بدقةٍ الأوضاع آملين أن تؤول الى الخير والهدؤ .
 

أيها الأعزاء،
 

مجدداً لا بدّ من التذكير بثوابت أمل إزاء القضية الوطنية :
 

أولاً : تمسّك لبنان بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 425 دون قيد أو شرط .
 

ثانياً : تمسك لبنان بمقاومته وبضرورتها واستمرارها وتعميمها حتى جلاء الإحتلالِ الإسرائيلي، وبسط السيادة الوطنية حتى الحدود الدولية .
 

ثالثاً : الرفض المطلق لتوطين الأشقاء الفلسطينيين اللاجئين في لبنان، والتصدي لأيّ مشروع يهدف الى تذويب هويتهم وشخصيتهم الوطنية في المجتمع اللبناني، وتحويل لبنان الى مركز لإستثمار تعويضاتهم كلاجئين في مشاريع متحركة لإسكانهم .
 

رابعاً : تعميق العلاقات اللبنانية ـ السورية وترسيخها، وتأكيدُ أن علاقة البلدين هي علاقة مصير وليست علاقة مسار، وإن هذه العلاقة مبنية على التاريخ والجغرافيا واللغة والروابط والمصالح الإستراتيجية والقربى .
 

أيها الأعزاء،
 

أخيراً، إن أمانة الامام الصدر التي تحملونها في أعناقكم تطلب منكم دائماً العمل على :
 

ـ ترسيخ العيش المشترك، وصيانة الوحدة والإندماج الوطنيين .
ـ حفظ النظام البرلماني الديمقراطي، والسعي لإلغاء الطائفية السياسية بإرادة جميع اللبنانيين .
ـ بناء لبنان وطن العدالة الإجتماعية، وفي التصدي للأصنام والإمتيازات من كل فئة، وفي مواجهة كل تشكيك واتهام بكل الحقيقة والوضوح والصراحة .
ـ لمّ شمل العائلة اللبنانية المقيمة والمغتربة، لأن لبنان لن يحلّق بجناحين طائفيين بل بجناحيه : المغترب والمقيم .
ـ جعل لبنان منبراً للحرية .
ـ حفظ حق المواطن في التعبير والإنتماء، وأساساً الوصول الى القوت .
ـ حفظ عروبة لبنان، وفي تأهيله لجعله واجهة السوق العربية المشتركة .
ـ حفظ العلاقات المميزة مع سوريا، وفي الوفاء لسوريا الأسد التي مدّت دائماً يدها البيضاء الى لبنان، وكانت الشقيق وقت الضيق .
ـ وأخيراً، وأولاً، ودائماً، حفظ لبنان وفي قلبه الجنوب، وفي حفظ الجنوب درعاً ومنارة للعرب ولبنان .
 

عشتـــــــــــــم
عاش لبنــــــان

 


أعلى الصفحة | اتصل بنا |

حقوق الطبع محفوظة 2003 ©

أنجز هذا الموقع الفريق الفني في مصلحة المعلوماتية - مجلس النواب اللبناني