الرئيس بري في "مؤتمر رؤساء البرلمانات الدولية":

لم يعد ممكنا اخضاع العملية الديموقراطية لشروط النظام الدولي كما في الانموذج الفلسطيني حيث جرى تطويق نتائج الانتخابات التشريعية لتقوية الدور البرلماني عبر منع تهميش الديموقراطية واضعاف الرقابة

 

اكد رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في الكلمة التي القاها عصر اليوم في "المؤتمر العالمي الثالث لرؤساء البرلمانات الدولية" في جنيف والذي تستمر اعماله غدا وبعد غد، "انه لم يعد ممكنا اخضاع العملية الديموقراطية لشروط النظام الدولي كما في الانموذج الفلسطيني"، حيث "جرى تطويق نتائج الانتخابات التشريعية واعتقال نتائجها من قبل الاحتلال الاسرائيلي، وقبل ان نلمس الضغط الدولي على صعيد وقف الاستيطان ورفع الحصار عن غزة وتنفيذ القرارات الدولية لتحرير لبنان من كل احتلال اسرائيلي".

 

حضر المؤتمر مع الرئيس بري رئيسة بعثة لبنان في الامم المتحدة نجلاء عساكر وسفير لبنان في سويسرا حسين رمال.

 

كلمة الرئيس بري

وقال الرئيس بري في كلمته: "مع تأكيدنا على اهمية الحفاظ على الاتحاد البرلماني الدولي كمنظمة غير حكومية تقع في قمة التنظيم الدولي دون التوهم، او المبالغة بامكانية مناظرة الاتحاد للامم المتحدة فاننا مع ايجاد صيغة تعاون بين الاتحاد والمنظمات الدولية من خلال بروتوكولات تعاون او تفاهم. وبالنظر من جهتنا الى ان تأسيس الاتحاد باتفاقية دولية سوف لا يغير من واقع الامور ولن يوفر له مزيدا من الدعم او يضفي عليه المزيد من الاهمية. فاننا من جهتنا نطلب اعادة ترتيب مسألة تقوية الدور البرلماني بتوسيع عملية دعم البرلمانات والادارات البرلمانية عبر منع تهميش الديموقراطية واضعاف الرقابة البرلمانية على اعمال الحكومة او تواطؤ الاكثرية البرلمانية مع الحكومة والتغطية على سياستها وارتكاباتها وعبر تعزيز مفهوم ان الديموقراطية اسلوب حياة وليس مجرد عملية اجرائية، وعبر تعزيز عملية التربية على الديموقراطية في كل بلد وادخال النظام البرلماني في المنهج التربوي وعبر تمكين المرأة من المشاركة الكاملة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومشاركة الشباب بخفض سن الاقتراع".


اضاف: "ان اعلاء صوت شعوب العالم في النظام الدولي يحتاج اولا الى تمكين الشعوب من اعلاء صوتها بواسطة برلماناتها الوطنية داخل بلدانها وتعزيز ادوار الاتحادات والمجموعات الاقليمية باعتبار ان جوارها الجغرافي يدعم الادوار الدستورية لهذه البرلمانات او يسهم في زيادة ادوارها ومنع اختصار مهمتها على الدور التشريعي الى قيامها بدور رقابي فعلي يتيح لها اسقاط الحكومات في حلبة المجالس اذا اقتضى الامر ورفع الحماية (السياسية) او الاقطاعية او الاثنية او الطائفية او المذهبية عن الحكومات".

 

وتابع: "اننا قبل ان نلمس ان الانظمة الديموقراطية تتعزز بصورة ملموسة وانه لم يعد ممكنا اخضاع العملية الديموقراطية لشروط النظام الدولي كما في الانموذج الفلسطيني حيث جرى تطويق نتائج الانتخابات التشريعية واعتقال نتائجها من قبل سلطات الاحتلال وقبل ان نلمس ان الضغط الدولي الرسمي الحكومي والبرلماني ملموس على صعيد وقف الاستيطان في المناطق الفلسطينية المحتلة ورفع الحصار عن قطاع غزة وتنفيذ القرارات الدولية لتحرير لبنان من كل احتلال اسرائيلي، فاننا نرى ان اعادة تأسيس الاتحاد البرلمانمي الدولي عبر اتفاقية دولية تحول مهماته وادواره امر لن تضفي اي جديد ولن يحدث فرقا في الواقع الدولي.

 

وختم: "بالمقابل اضم صوتي لصوت رئيس الاتحاد هذا الصباح، مطالبا بمشاركة اكثر فعالية بين اتحادنا والامم المتحدة لاعطاء دور رقابي على مجلس الامن من قبل الاتحاد البرلماني الدولي".

وكان المؤتمر بدأ أعماله في العاشرة من صباح اليوم بتوقيت سويسرا (الحادية عشرة بتوقيت بيروت) في تظاهرة برلمانية هي الأولى على هذا المستوى منذ خمس سنوات، وفي حضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي حرص على الالتقاء بالرئيس بري الذي طمأنه الى الوضع في الجنوب.

 

وعقد الرئيس بري على هامش المؤتمر سلسلة لقاءات مع عدد من رؤساء البرلمانات المشاركة، فاجتمع بعد ظهر اليوم مع رئيس مجلس الشورى الايراني الدكتور علي لاريجاني وعرض معه الأوضاع في المنطقة والتطورات الأخيرة، وتطرق البحث الى الوضع في لبنان والعراق، كما عزى رئيس المجلس الدكتور لاريجاني لضحايا الجريمة الارهابية بتفجيري زاهدان.

وكان الرئيس بري التقى أيضا كلا من رئيس مجلس الشعب السوري الدكتور محمد الأبرش، ورئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي، ورئيس مجلس النواب المغربي عبد الواحد الراضي.

 

وعلى هامش المؤتمر أيضا، عقد الرئيس بري لقاء مع رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية برنار أكويير الذي جدد دعوة فرنسا الرسمية للرئيس بري لزيارة باريس في أيلول المقبل. وجرى البحث في العلاقات الثنائية، وكذلك التغييرات المطلوبة في المؤتمر، حيث أكدا على ان "تسير الأمور بعدم تسرع وبانتباه"، وشددا على "ألا يكون دور البرلمانيين في الأمم المتحدة مجرد متفرجين".

وتناول الحديث أيضا الوضع في لبنان وعلاقة قوات "اليونيفيل" مع الجنوبيين، وطمأن الرئيس بري أكويير ان هذه العلاقة "هي تاريخية، ويجب أن لا يؤخذ ما حدث مؤخرا بالتفسيرات المبالغ بها بين الحين والآخر". وقال: "ان "اليونيفيل" هي جزء من شعبنا وجيشنا".

 

وكان المؤتمر استهل بكلمة رئيس الاتحاد البرلماني الدولي رئيس برلمان ناميبيا تيو بن غيروراب الذي تناول قضايا عديدة بينها حقوق الانسان ومساواة المرأة والرجل، داعيا الى "إنشاء هيئة تابعة للأمم المتحدة لهذه الغاية"،وقال:

ان موضوع هذا الاجتماع هو تأمين المساءلة الديمقراطية العالمية في عالم يتسم بأزمة شديدة ومنها الأزمة الاقتصادية الأخيرة".

وتحدث عن التفجيرات الارهابية في بعض الدول، فقال: "ان الاتحاد البرلماني الدولي يدين كل أشكال الارهاب أينما حدثت ويعرب عن تضامنه مع ايران والعراق واوغندا التي استهدفت بمثل هذه الأعمال الجبانة".

 

ثم ألقى الأمين العام للأمم المتحدة كلمة شدد فيها على ثلاثة مواضيع هي: انتشار الأسلحة النووية، تهديد الارهاب، وتنامي الجريمة المنظمة عبر الحدود. وقال: "ان هذه الامور تشكل تهديدات تحدق بالأمن والسلم، وهي بحاجة الى عملنا الجماعي للتصدي لها".

 

وتناول الأهداف الانمائية للألفية التي تعبر عن "السعي لاجتثاث الفقر". وأكد ان "الديموقراطية تشكل القوة من أجل التغيير".

 

وبعد تلاوة تقارير عن كيفية تنظيم البرلمانات لأعمالهم مع الأمم المتحدة، والأهداف الانمائية للألفية، وتعزيز الاتحاد البرلماني الدولي وعلاقة مع الأمم المتحدة، بدأت كلمات رؤساء البرلمانات. ولفتت في فترة قبل الظهر كلمة رئيس مجلس الشورى الايرانية الدكتور علي لاريجاني الذي تناول "الجرائم الصهيونية ومنها حربها على لبنان التي استمرت 33 يوما (2006) والتي أدت الى هزيمة اسرائيل على يد "حزب الله" والمقاومة".

وكرر دفاع بلاده عن مشروعها النووي السلمي، وقال: "نحن مصممون قدما في مشروعنا لان العقوبات لا يمكن أن تمنعنا من تحقيق أهدافنا من أجل طاقة نووية سلمية".