كرر
الرئيس نبيه بري في حديث لإذاعة "مونتي كارلو" الجمعة 16/11/2007، انه ما يزال
متفائلاً، وذكر
بالكلام الذي سمعه من النائب الحريري الذي قال في بداية شهر رمضان انه يريد
الانتخابات
بإجماع أو شبه إجماع، وقال: ان حديثه اليوم في الصحف اللبنانية المعطى لإحدى
القنوات التلفزيونية الفرنسية فيه نقض لكلامه الأول بأنه بحث في موضوع النصف زائدا
ًواحداً،
وأيد النصف زائداً واحداً. ولكن أنا أعتبر أن هذا الكلام يزيد من غالبية الشعب
اللبناني التي تنتمي الآن إلى حزب واحد هو كاظمو الغيظ، الذين يكظمون غيظهم من
التصريحات هنا وهناك ويريدون حلا في لبنان.
ورداً
على سؤال "انا متفائل لأسباب
موضوعية .. ونحن اليوم على الأرجح في انتظار أن يأتي شيء من غبطة البطريرك في
موضوع
لائحة توافقية. وطبعا البطريرك قبل أن يقدم على هذا الأمر أراد ضمانة بأن لا
يحصل
معه ما حصل عام 1988 بأن يعطي أسماء يتم تجاوزها. لذلك أصدرنا بيانا باسمي
وباسم
الأخ سعد الحريري اننا نلتزم ما يصدر من أسماء للبحث. هنا نقطة مهمة للغاية
ان
البطريرك سيرسل لنا أسماء توافقية، ونحن نجتمع لنحاول أنا وسعد الحريري أن نتفق
على
اسم توافقي أو اسمين أو ثلاثة. كل اسم نتفق عليه عندئذ ننزل الى المجلس النيابي
يدا
واحدة وصفاً واحداً في هذا الموضوع، لا كما يقال ان نأخذ اللائحة على طريقة "خذها
أو
اتركها" ونذهب بها الى المجلس النيابي. لا، ليس هذا هو الأمر، لذلك كان الكلام
واضحاً في موضوع الرئيس أو الرؤساء التوافقيين. أنا أعتقد أن البطريرك أحرص مني
وأحرص
من الجميع في ان تكون لائحته لائحة على الأقل فيها عدد كبير من التوافقيين
إذا
لم تكن كلها توافقية، وبالأساس هكذا كان البيان الذي قدم الضمانة الى البطريرك،
وطبعاً أنا عندئذ أزداد تفاؤلا أن البطريرك أصبح شريكا. وهذا أمر ليس له علاقة ابدا
بدور
المجلس النيابي وبموضوع الديموقراطية.
قال:
وأسأل سؤالاً هنا، في أي بلد
ديموقراطي في العالم حيث يكون انتخاب رئيس الجمهورية من المجلس النيابي وليس من
الشعب، أليس من واجب رئيس المجلس النيابي أن يجلس مع رئيس الأكثرية، لكي نعرف على
الأقل
من هم المرشحون؟ أليس من واجب رئيس المجلس النيابي أن يشاور الفاعليات؟ هذا
الذي
أفعله وعلى رأس هؤلاء الذين أتشاور معهم غبطة البطريرك. وهذه ليست المرة
الأولى، وأذكر انه في زمن الرئيس الياس الهراوي ذهبت إلى البطريرك صفير وبدأت
مشاوراتي في ذلك. هذا أمر أقل من طبيعي، وعلى كل الديموقراطية يجب أن تكون في خدمة
الشعب، ولا شيء الآن في خدمة الشعب اللبناني كمقدار الاتفاق على رئيس الجمهورية.
"
وقيل
له ان النائب الحريري قال في الساعات الأخيرة انه يريد ان يتوافق معك على
مرشح
من 14 آذار أو مرشح قريب جداً جداً من 14 آذار،
فقال
الرئيس بري: له الحق بتمنياته هذه
ولي
الحق أنا أيضاً بتمنياتي ان يكون المرشح الفائز مرشح المعارضة الذي هو حتى الآن
واحد
وهو العماد ميشال عون. هذه التمنيات له الحق بها وأنا لي أيضاً. الذي ليس له حق
فيه
النائب سعد الحريري هو الكلام الذي صدر عنه اليوم بالعودة إلى الكلام على
النصف
زائدا واحدا. شرط التوافق معه وبداية الحديث كان هو الإقلاع عن هذه الفكرة
التي
هي ضد الدستور والتي تؤدي إلى تدمير لبنان. مع ذلك أنا لا أقف عندها ولكن أنبه
أحيانا أن الجو الحامي اذا أتى في الصيف الملتهب يعطي حرارة أكثر مما إذا أتى في
الجو
البارد. سعد الحريري وأنا المفروض ان يكون جونا باردا أكثر من اللازم كي
نستطيع أن نطفئ الحماوات التي حولنا، وبالتالي لا يجوز أن يشارك في هذا الأمر.
"
ورداً
على سؤال حول دور سوريا من الوساطة الفرنسية، قال الرئيس بري: الذي أعلمه والذي
قرأته
والذي سمعته حتى من الفرنسيين ومن الوفود الأخرى التي تزورني أن السوريين في
هذا
الأمر يدعمون المبادرة الفرنسية، وإنهم يريدون رئيسا توافقيا في لبنان.
ورداً
على سؤال آخر، قال: يقولون في اللغة القديمة "افتح يا سمسم". موضوع رئاسة
الجمهورية في لبنان هو بداية المفتاح لحل الأزمة في لبنان اولاً، وثانياً أعتقد ان
كثيراً من الأزمات في المنطقة في حاجة إلى هذا الحل بدءاً بمؤتمر الخريف "أنابوليس"
أنا أعتقد انه إذا لم تحصل انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان فسيحصل تأجيل لهذا
الموضوع، وثالثا ان محاولة إيجاد صراعات في المنطقة في البلدان العربية بين سنة
وشيعة
والصراع المفتوح منذ 11 أيلول بين ما يعتقد الغرب انه التعصب الإسلامي
والمسيحية أي صراع الحضارات له نموذج في العالم. هذا النموذج هو لبنان.
أضاف:
"لبنان أكثر من وطن لبنان رسالة". هذه الكلمة لقداسة البابا (يوحنا بولس الثاني
رحمه
الله)، وأنا أقول أكثر من ذلك من واجب المسلمين في لبنان، وهذه نقطة أساسية جدا
وليس
واجب المسيحيين، الواجب على المسلمين أكثر في حفظ اللبنانيين ولبنان وبرئاسة
مسيحي
لان هذا الأمر يجعل مثالا لكل الدنيا انه غير صحيح ما يقال ان هذا المليار
والنيف من المسلمين لا يستطيعون ان يتعايشوا مع المليارات الأخرى في العالم من
الأديان. يقال بلد صغير مثل لبنان عدد المسلمين فيه أكثر من عدد المسيحيين وها هم
يجعلون منهم رئيسا عليهم ويتعايشون معهم. أقول هذا الكلام بكل فجاجة سياسية، ولكن،
ان
شاء الله بكل رؤية انطلاقا من التعاليم الحقيقية للإسلام والمسيحية. لبنان حاجة
إسلامية لحفظ عيشنا المشترك. لذلك أنا قلت ان المسيحيين في لبنان هم أيقونة
المسلمين إذا صح التعبير، وقلت أيضاً مع الأسف الشديد بالنسبة إلى غبطة البطريرك في
صحيفة
"الاوريون لو جور" منذ حوالى عشرة أيام، قلت أرى أن المسلمين في لبنان يصغون
الى
غبطة البطريرك أكثر من المسيحيين. والمسيحيون يصغون إلى غبطته أكثر من
الموارنة، والموارنة يصغون الى غبطته أكثر من المرشحين للرئاسة، وبالتالي كان بعض
هؤلاء
فعلاً كالعرب قبل الإسلام يضعون آلهة من تمر يأكلونها حين يجوعون، هذا ما
يحاولون ان يفعلوه الآن مع بكركي، هذا الأمر ليس مزايدة. فقد سمعت شخصا (سمير جعجع)
يقول
متى كان نبيه بري حريصا على المسيحيين؟ نعم أنا طول عمري حريص على المسيحيين،
ولكني
أصبحت حريصا أكثر على المسيحيين عندما خفت عليهم منه. وأيضاً أسمع بعض الناس
وبعض
الذين يخيلون لهم (جوني عبدو) عن بعد أنه قد يكونون مرشحين للرئاسة، وأنا أعرف
دورهم
تماما كيف كانوا عرابي إسرائيل في الأمن وفي غير الأمن عام ,1982 وهم يعرفون
أدوارهم. أنا أتعجب من هذه الهجمة وهذا الحرص على بكركي ألا تسمي أو تشترك أو.. متى
سمت
بكركي؟ لأنكم لم تتفقوا. متى تدخلت بكركي؟ لأنكم لم تتفقوا. أتريدون مثالا،
سأعطيكم مثالا. نبيه بري كانت أميركا ضده، وفرنسا ضده، وبعض العرب ضده، وانكلترا
ضده
في رئاسة المجلس النيابي، ولكن جرى ترشيحه من طائفته فاستطاع في النهاية ان
يصل،
طبعاً بأصوات بقية اللبنانيين، وعلى رأسهم وليد جنبلاط وسعد الحريري وهناك كتل
أخرى
استطاعت أن تغير رأيها، لماذا؟ احتراما للعيش المشترك في لبنان والذي يشمل
أيضاً
المسلمين في ما بين بعضهم البعض، وإلا كيف حاز نبيه بري على تسعين صوتا على
رغم
وقوف كل هذه الدول ضده. لو كان هناك تضامن وتوحد في ما بينكم لكنتم فرضتم رأيكم
على
الجميع من دون استثناء. وغبطة البطريرك هو تعويض عن عدم وحدتكم.
"