استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة امين عام المجلس الاعلى للأمن القومي  في الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور علي لاريجاني والوفد المرافق بحضور السفير الايراني لدى لبنان مجتبى اماني. اللقاء الذي استمر لاكثر من ساعة وربع ساعة جرى خلاله بحث بتطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان والجمهورية الاسلامية الايرانية.

وبعد اللقاء تحدث لاريجاني قائلاً:

بسم الله الرحمن الرحيم سعداء للغاية بوجودنا اليوم في زيارة الى لبنان واللقاء بأبناء لبنان،  لبنان يعتبر بلداً استراتيجياً ذا مكانه و لكل البلدين مسار طويل من العلاقات التاريخيه والقيمه واليوم وفي هذه المرحله الحاليه لدينا احسن العلاقات مع لبنان فعلا ان الشعب اللبناني وخلال تصديه للكيان الصهيوني المحتل كانوا نجماً متألقاً، الرجال اللبنانيون هم الابطال في ساحه المقاومه هذه وفي مقدمهم الشهيد السيد حسن نصرالله عقدت اليوم اجتماعاً مع فخامه رئيس الجمهوريه وكذلك دوله رئيس مجلس النواب اللبناني بالنسبه لنا وحده لبنان ونجاحه في الانجازات وكذلك التطور والازدهار امر في غاية الاهمية ان سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية مبنية على ان تكون دول المنطقة دول مستقلة قوية متمكنة ومقتدرة وهذا النهج يأتي على عكس ما يميل او تميل اليه بعض الدول باستسلام دول المنطقة  نحن نؤكد دوما على التعاون الودي والصداقة بين البلدان ولا نؤكد على بعض الاوامر التي من خلالها يتم تحديد جدول زمني،  ما نحن مؤمنون به انه ومن خلال الحوار الودي الشامل والجاد في لبنان يمكن لهذا البلد الخروج بقرارات صائبة ونسال الله سبحانه وتعالى السعادةوالازدهار للبنان وشعبه العزيز.  

وردا على سؤال حول نقاط القوة اليوم لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تدفعها الى زيارة لبنان والوقوف الى جانب مقاومته بوجه التدخلات بشؤون لبنان الداخلية.

أجاب: نقطة القوة لايران هي مرتبطة تماماً بهذه الحالة من التماسك والانسجام والوحدة بين ابناء ايران وان قوة ايران تنبع من الثورة الايرانية القوية التي حصلت، حيث ان الثورة الايرانية تعتبر احد الثورات التي سطرها الشعب على مستوى العالم، نحن لا ننظر على الاطلاق الى اصدقائنا كأداة ومؤمنون بأن المقاومة تتمتع بشعور عميق وتفكير استراتيجي قوي.

وحول ما اذا كانت ايران تعارض موقف الحكومة اللبنانية الاخير بموضوع الجدول الزمني لحصر سلاح المقاومة  واعتراض بعض اللبنانيين على ما يعتبرونه تدخلا ايرانيا في الشؤون الداخلية.

أجاب لاريجاني:اقول بأن الدول الخارجية يجب ان لا توجه اوامرها من الخارج الى لبنان،  وبأن الشعب اللبناني هو شعب ابي وشجاع وهو يستطيع ويتمكن من اتخاذ القرار بنفسه وأي قرار ستتخذه الحكومة بالتعاون والتنسيق مع فصائل لبنان نحن نحترمها تماماً  وعندما طرحت موضوع تحديد الجدول الزمني كنت اقصد به الورقة الامريكية المقدمة الى لبنان مؤخراً  فمن هنا ان لبنان من خلال المشورة مع المقاومة من شأنها ان تتخذ القرار المناسب.

وسئل لاريجاني عن الرسالة التي يحملها الى لبنان خاصة بعد زيارته للعراق واوجه الشيه بين الساحتين اللبنانية والعراقية.

أجاب لاريجاني: رسالتنا تقتصر على نقطة اساسيه بحتة  حيث انه مهم لايران ان تكون دول المنطقة هي سيدة نفسها ومستقلة في قراراتها وانها لا تحتاج الى تلقى الاوامر من ما وراء المحيطات والبحار من هذا المنطلق وبعد توقيعنا على الاتفاق او الوثيقة الامنية مع الجانب العراقي اكدنا من خلال توقيعنا على هذه الوثيقة ان تكون لدينا اساس او قاعده للتعاون الامني بين البلدين حفاظاً على الاستقرار والازدهار في المنطقة.  هذا هو كلمتنا بالاحرف الاولى انه اي بلد مهما كان هذا البلد، اي دولة مهما كانت لها هذا الحق لكي تقرر مصيرها وتخطط لمستقبلها نحن لم نحمل معنا اي خطة للبنان الا ان الامريكيين هم الذين اتوا لكم بورقة من عندهم  نحن دوما نقول ونوجه هذا الخطاب لكم بأنكم انتم اسياد قراركم وانتم الذين تتخذون القرار بأنفسكم. فلا تدخل لنا في شؤونكم الداخلية وفي اتخاذ قراراتكم. سؤالي موجه اليكم ايها الاصدقاء الاعزاء  اليست اسرائيل هي التي اعتدت عليكم فعليكم ان الانتباه واخذ الحيطة والحذر حتى لا تعيد اسرائيل الكرة مرة ثانية. ما لم تتمكن اسرائيل من تحقيقه من فوهة البنادق عليكم الانتباه بأن لا تسمحوا لاسرائيل بتحقيقه بطرق اخرى.وعليكم أن تميّزوا بين الصديق والعدو، وعليكم أن تعوا وتعلموا بأن المقاومة هي رأس مال عظيم وكبير لكم.رأس مال وطني للعالم الإسلامي بحذافيره.إنهم يريدون من خلال الإعلام الكاذب أن يضللوا الرأي العام حول التمييز من هو العدو ومن هو الصديق عدوكم هي إسرائيل التي اعتدت عليكم، وصديقكم هو الذي تصدى لإسرائيل وواجهها وعليكم ان تعرفوا الفرق بينهما.

وردا على سؤال اذا ما كانت ايران ستقف الى جانب لبنان اذا ما تعرض الى اعتداء اسرائيلي جديد؟

اجاب لاريجاني:  في حال طلبت الحكومة اللبنانية نحن جاهزون طبعا".

وردا على سؤال عن الاستياء الرسمي من تصريحات بعض المسؤولين الايرانيين التي اعترضت على قرارات الحكومة اللبنانية؟

اجاب لاريجاني: انا اطلب منكم ان لا تحولوا الموقف الرسمي الايراني انا المسؤول عن الامن القومي الايراني. وفي هذا الاطار اقول لكم بصريح العبارة بأن ايران لا تنوي على الاطلاق التدخل في شؤون اي دولة كانت بما فيها لبنان نحن نحترم اي نتيجة تتفق عليها الحكومة اللبنانية مع مختلف المكونات واي طلب من الحكومة اللبنانية للمساعدة نحن جاهزون ان الذي يتدخل في شؤون لبنان الداخلية هو الذي يقدم لكم ويزودكم بورقة ويحدد جدولا زمنيا من ألاف الكيلومترات.

وعن نتائج لقائه مع الرئيس نبيه بري قال: الاخ نبيه بري من الاصدقاء القدامى منذ ان كنت رئيسا للبرلمان الايراني وكنا على تواصل دائم باستمرار واليوم هو شخصية ورجل الساحة السياسية في لبنان. وبالاضافة للقائي مع دولة رئيس مجلس النواب التقيت مع فخامة رئيس الجمهورية ولدي لقاءات مع عدد من المسؤولين السياسيين وفي كل لقاء اكون صريحا" في كل شيء. فخامة الرئيس اعلن بصريح العبارة ان ايران هي صديقة للبنان. ثم انا علقت على كلامه وقلت اننا كإيران لا ننوي التدخل في شؤون لبنان الداخلية على الاطلاق الا اننا جاهزون لتقديم اي نوع من المساعدة لكم ك حكومة وكذلك كنا ولا زلنا ننصحكم بالحفاظ على المقاومة وتقديرها عاليا" واكيد لا يخفى على اي احد منكم ان اسرائيل في يوم من الايام اتت واحتلت بيروت خلال يوم واحد آنذاك لم يكن هناك من اثر او وجود لحزب الله. ولكن اليوم حزب الله موجود ويتصدى لاسرائيل، فاسرائيل تحولت اليوم الى حيوان مفترس ونجد حزب الله يقف في مواجهة هذا المفترس نحن اصدقائكم ننصحكم جميعا ان تقدروا اصدقائكم تقديرا قويا".

وعن اعادة الاعمار وموقف ايران من ربطه بسلاح المقاومة؟
اجاب لاريجاني: في ما يخص اعادة اعمار ما دمره العدوان في لبنان سنقوم بأي جهد اذا تمكنا من ذلك ولغاية الآن قدمنا مساعدات في هذا الاطار. ليست كل المشاكل يمكن حلها في هذه اللحظة.

واكد لاريجاني ان حزب الله والحكومة يتمتعان بفهم وادراك عميق ودقيق في الظروف الحالية واني واثق تماما ان الامور لا تتجه نحو التصعيد كما جاء في سؤالكم ونحن نستبشر خيرا ومتفائلون لمستقبل لبنان.

وردا على سؤال عما اذا كان محور المقاومة قد ضعف او تأثر نتيجة الظروف التي مرت بها المنطقة اجاب لاريجاني: محور المقاومة لم يتكون بناءً لاوامر الاجانب لو نلقي نظرة على تاريخ المقاومة نجد ان المقاومة نشأت ردا على تدخلات الدول واحتلالها هذا ما حصل في لبنان والعراق.
فالمقاومة تتشكل ليس بنتيجة اوامر من احد.