تابع الرئيس بري المستجدات السياسية وتطورات الاوضاع في لبنان وما يجري في السويداء خلال استقباله رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير السابق طلال أرسلان بحضور الوزير السابق صالح الغريب وبعد اللقاء تحدث إرسلان قائلا:
يعني كالعادة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر فيها المنطقة، وتحديدًا سوريا وانعكاسها على الوضع اللبناني، لا بد من زيارة دولة الرئيس نبيه بري بما يمثل ليس فقط على المستوى السياسي كرئيس مجلس النواب انما لحكمته وتعقله في مقاربة الامور المصيرية التي نتعرض لها في المنطقة بأسرها، كان واجبا علي ان ازور دولة الرئيس واضعه بحقيقة الاجواء التي تحصل مع اخوتنا واهلنا في جبل العرب في سوريا وانعكاسه وخطورته على استقرار سوريا اولا وعلى لبنان.
واضاف: لا يفكرن احد من جهابذة السياسة عندنا بالبلد مع الأسف، الذين يفكرون ان ما يحصل في سوريا لا علاقة لنا فيه صحيح بالمباشر، لكن من عنده ذرة من الحس الوطني والانتماء الوطني اللبناني يعرف تجارب التاريخ عبر مئات السنين، أن لبنان يتأثر بالمباشر بما يحصل في سوريا وبالتالي المطلوب من الجميع في لبنان أولًا، ومن رؤساء الحكومات السابقين والحاضرين والمستقبليين أن يعوا، ان المطلوب اليوم لا خطاب طائفي، ولا خطاب مذهبي، المطلوب رجال دولة، مطلوب رجال على مستوى كبير وعالي جدًا من المسؤولية والحس بالمسؤولية.
واضاف: اتوجه لكل اللبنانيين ولإخواننا السوريين وإخواننا العرب بشكل عام، إذا كانت الدول بمصالحها الكبيرة تلعب بدّم الناس يعني هذه مصالح دول، نحن لا نستطيع ان نغير فيها لكن لا يمكن ان نستوعبها لا الشعب السوري ولا اللبناني ولا العربي، ولا ان نغض النظر أو نتواطأ على دمنا، هذا لا استطيع ان افهمه بصراحة، فتصوير المشهد في سوريا أنه مشهد مجازر بين إخواننا البدو في جبل العرب مع الدروز يعني الطابع السني والدرزي في جبل العرب هي كذبة كبيرة، وأتمنى على الإعلام ان لا يسوق لشيء ليس حقيقيا نحن على تواصل ساعة بساعة مع الوضع بسوريا وفي جبل العرب.
وتابع: أنا اريد ان أسأل وعبر الإعلام هل الإيغور والشيشان والباكستان والأفغان وغيرهم من جنسيات مختلفة هؤلاء من بدو جبل العرب؟ مش صحيح الذين اتو من إدلب وحماة من حمص، من حلب نحن وإخواننا السنة في السويداء، السويداء مساحتها 6000 كيلومتر مربع محافظة السويداء فيها عشائر عربية وفيها دروز وفيها إخواننا المسيحيين من ضمن النسيج الوطني الاجتماعي السوري العام، تاريخيًا كان يحصل مناوشات على مشاكل زراعية، مشاكل بسيطة كما يحصل بأي بلد، من 200 سنة لـ 300 سنة بتصير يتدخل رجال كبار، عقلاء، كانت الدولة السورية قبل تتدخل الوساطات، يعملوا مصالحات عشائرية، لكن بالشكل الذي يحصل الان لم يحصل ولا مرة صار 1% من الذي يحصل الان، الان إبادات، و تكفير، النساء، الأطفال، الشيوخ ماهي علاقتهم؟ سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية العربية الكبرى، الذي ثار على إقامة الدولة الدرزية التي انشأتها فرنسا سنة 21 بسوريا، قاومها، ووحد سوريا، وحارب ضد الانتداب، وذهب الى الأردن واستقبلته وذهب الى المملكة العربية السعودية واستقبلته المملكة العربية مع مجموعة كبيرة من الثوار، الان تقفل الحدود على الأردن؟ سلطان الأطرش متوفى له 50 سنة، تمثاله كسر، صوره انداس عليها، مشايخ دين تُقتل، انداس على صورهم، نُكل فيهم مقامات دينية، معالم تم حرقها تحت أي شعار؟ تحت شعار وحدة سوريا؟ الدولة لكي تقوم يجب ان تقوم على قاعدة ان تجمع أهل بلدها وليس ان تنكل بالناس اتفهم إذا ما انسان عصى على قرار الدولة المركزية يحاسب على قدره لكن ان يحاسب مجتمعه بنسائه، بأطفاله، برجال الدين، كيف هذه القصة؟ ووفق أي معيار؟.
وأضاف: افهم الاستنكار من كافة الدول والاطراف على قيام إسرائيل بضرب دمشق كعاصمة عربية أكيد يجب الاستنكار ولا يجب ان يرضى احد بذلك، لكن يجب ايضا استنكار المذابح بحق الناس، حفاظًا على سوريا أولًا و أكثر ما يؤلمني هذا السكوت العربي عن المجازر وعن قتل الناس، فجبل العرب وجهته التاريخية عبر ألف سنة هي وجهة إسلامية عربية نقية نظيفة واضحة صريحة، في مواجهة كل مشاريع الاستعمار اللي مرت فيها هذه الأمة إن كان الاستعمار العثماني الفرنسي، الإنجليزي، الإسرائيلي، نحن طائفة مسلمة على رأس السطح، نحن طائفة عربية لماذ نخون؟ الجولاني موجود في دمشق من ستة او سبعة أشهر، بدون إرادة إسرائيلية؟ أكيد من يسكت عن مذابح غزة سوف يسكت عن كل المجازر التي ترتكب ويمكن ان ترتكب على ايدي المجموعات الإرهابية.
واضاف إرسلان: إذا تقسمت سوريا والناس فلتت على بعضها بتحريض مذهبي، طائفي، بغيض ماذا يمكن ان يحصل بلبنان؟ المطلوب منا الالتفاف مع بعضنا البعض المطلوب منا حماية انفسنا وحماية وحدتنا وحماية هويتنا ووطننا وان لا نسمح لهذا الفلتان ان يتمدد ويجب ان يتوقف، المطلوب الوعي والحس بالمسؤولية ليس مطلوب تسجّيل مواقف بالإعلام على رجال الدولة والقيادات ان تتحمل مسؤوليتها في حماية ناسها وأهلها و نسيجها الوطني الداخلي ليس همّي حماية الدروز، أنما ايضا حماية الإخوة الذين اتعايش معهم في نفس الوطن واحمل معهم هوية واحدة ما يحصل عيب ويجب ان يتوقف.
الرئيس بري استقبل أيضاً الرئيس الجديد لمجلس الانماء والاعمار المهندس محمد علي قباني والأعضاء الجدد في المجلس في زيارة تعارفية وكانت مناسبة أيضا قدم خلالها قباني شرحا لبرنامج عمل المجلس في المرحلة المقبلة.