خفض عديد
القوة الدولية الى دون 4500 جندي مؤامرة ونكسة كبيرة لسياسة الحكومة
الخفض يؤدي الى خوف حقيقي من انتهاء هذه القوة وهو وسيلة ضغط على لبنان والجنوب
التقى رئيس
مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ظهر الاثنين 7/ 5 /2001 الاعلاميين المعتمدين في
المجلس النيابي وادلى بعدة مواقف كان ابرزها ما يتعلق بخفض عدد عناصر قوات الطوارىء
الدولية .
وقال الرئيس بري :
" اردت ان
التقيكم اليوم لكي لا يكون هناك تعمية على الشعب اللبناني، لانه مع الاسف الشديد
صدر تقرير عن الامين العام للامم المتحدة في ما يتعلق بخفض عدد قوات الطوارىء
الدولية وقد تواكب هذا الامر وثار هذا المخطط تحت غبار امرين :
-
عندما كان
الرئيس الحريري في نيويورك قرأنا جميعاً انه جرى تفاهم مع الامين العام للامم
المتحدة الا يخفض عدد قوات الطوارىء تحت العدد الذي كان عليه قبل التحرير أي تحت
4500 عنصر . وإذ لم يستقم الخبر من " الحرج الى البرج " إذ انه بالكاد وصل الرئيس
الحريري الى لبنان وإذ صدر تقرير عن الامين العام بخفض عدد قوات الطوارىء الى
3600 ثم الى 2000 خلال سنة او اقل .
-
اما
الغبار الثاني، فهو ان اوساطاً من داخل الحكومة اللبنانية تنبري وتشيد بالخطوة،
وهذا امر مستغرب الى حد كأنهم يريدون اقامة تمثال لهذه الخطوة، وتتكلم هذه
الاوساط على هذه الخطوة بقولها انه طالما هي في الفعالية نفسها وفي الاطار نفسه،
فان هذه الخطوة لا بأس بها . وكأن شيئاً لم يكن، لذلك، كي لا يتجاهل الرأي العام
اللبناني او يتجاهلوننا ويتجاهلون المنطق الصحيح، نقول : اولا، هذه الخطوة تشكل
نكسة كبيرة لسياسة الحكومة، لماذا ؟ كلنا يعرف انه عندما حصل التحرير كانت الامم
المتحدة تتكلم على نيتها زيادة القوات الدولية الى 7200، فما " عدا عما بدا " حتى
بدأ الكلام على الخفض .
ثم قيل خلال
اللقاء مع الرئيس الحريري ان العدد سيعود الى ما كان عليه قبل التحرير أي الى 4500
جندي . وبعد 24 ساعة فقط، صدر ما صدر في التقرير حول الخفض وهذا يشكل، كما قلت،
نكسة كبيرة لسياسة الحكومة ونشاطها . وفي رأيي ان هذه الخطوة هي احدى وسائل الضغط
على لبنان التي لم تستطع الحكومة اللبنانية ان تقف وتمنع هذا الضغط وتواجهه، وهذا
يعتبر فشلاً ".
أضاف : " اما الامر الثاني فانه ليس صحيحاً ان الــ 2000 عنصر او جندي يقومون
بالواجبات نفسها كما الــ 4500، ان هؤلاء الــ 2000 عنصر سيضعونهم فقط، على الحدود
لمراقبة نشاط المقاومة وبالتالي، فهم يخفضون العدد من دون ان يأخذوا في الاعتبار لا
استمرار الاعتداءات الاسرائيلية ولا استمرار احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا .
والوضع في المنطقة، وكأن الامر قد انتهى .
الامر الثالث، ولنكن صريحين، ففي الفترة التي يمر فيها لبنان في اول ازمة اقتصادية
خطيرة، فان فارق العدد بعد الخفض يعني زهاء 2500 جندي يشكلون عاملاً اقتصادياً
جيداً للجنوب، ولقد خسرناه كلبنانيين، ولو خسر لبنان هذا العامل الاقتصادي رغماً
عنه لقلنا " لا حول ولا قوة "، اما ان يخسرها باهمال وتقاعس ويعود " يطبل ويزمر "
للخطوة فهذا امر لا يصدق .
ونريد ان نسأل سؤالاً : لماذا كان يجري الكلام عند التحرير بزيادة العدد الى 7200
والآن يحكى عن خفض ؟ " .
أضاف : " ان
شارون الموجود في اسرائيل الآن هو نفسه الذي كانت الناس تأمل ان يخرج من لبنان،
لكنه عاد ودخل الى بيروت . ان اهل الجنوب تعلقوا دائماً بقوات الطوارىء الدولية .
ولم ينسوها على الاطلاق، وقدعاشوا معها وكانوا داعمين لها واستشهدوا معها وأكلوا
وعاشوا معها .
ان هذا الخفض في العدد يؤدي الى خوف حقيقي من ان يتواصل هذا الخفض كي تنتهي قوات
الطوارىء، قبل تنفيذ القرار 425 لان تنفيذ القرار لا يتم الا بعد تحرير آخر شبر من
الاراضي اللبنانية وخصوصاً مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لان هذه الارض هي ضمن القرار
425، وليس بالتفسير الذي اخذ بان مزارع شبعا لا تدخل في القرار 425 " .
هذا هو معنى هذه الخطوة، واذا صارت المسألة رغما عن الحكومة فلا مشكلة ولكن ان نصفق
لهذه الخطوة ونسمع وزراء يقولون " انها ليست مشكلة " فهذا أمر مستغرب، خصوصا انه لم
يعط، حتى الآن، الجنوب وأهله أي شيىء،اذ انه حتى القروض التي تأتي الى الجنوب
يطلبون بان تدخل في الموازنة والا تذهب الى الجنوب . فاذا كانت هناك مؤامرة لمعاقبة
اهل الجنوب لانهم قاتلوا اسرائيل، فهذه مسألة كبيرة ليست لمصلحة لبنان ولا لمصلحة
البلد .هناك عقوبة لاهل الجنوب لانهم قاتلوا اسرائيل " .
قيل له : هل الحكومة تشارك فيها ؟
أجاب : " اذا كانت الحكومة لا تشارك فيها عن قصد فهي واقعة في الشيىء عن غير قصد "
.
ورداً على سؤال، كرر القول : شو عدا عما بدا " كي يتكلموا اليوم على الخفض، بينما
كانوا يتكلمون عند التحرير على زيادة عدد قوات الطوارىء .
لقد قرأنا
بالامس تصريحاً للرئيس الحريري في الصحف عندما كان في نيويورك انه تم الاتفاق ان
يعاد عدد قوات الطوارىء الى ما كان عليه قبل التحرير، أي الى 4500 جندي، ولم يمر
اكثر من 24 ساعة على ذلك، وقبل أن يصل الرئيس الحريري الى بيروت صدر تقرير الامين
العام عن الخفض . ولقد استفسرت هذا الامر من الرئيس الحريري فور وصوله، وقال لي : "
انه اتفق مع الامين العام كما كان معلناً .ثم سمعت بعد ذلك تصريحات من وزراء بعد
تقرير الامين العام بان لا مشكلة في هذه الخطوة، وأنني اقول لهم : هناك مشكلة، وهذا
الرأي الذي يقولونه ليس رأي الجنوب ولا لبنان ".
"تبرير
خاطىء ومغلوط "
ورداً على
سؤال، أوضح الرئيس بري " أن تبرير عدم اعادة مزارع شبعا بحجة انها تخضع للقرار 425
لانها أحتلت عام 1967 هو تبرير خاطىء ومغلوط، أن مزارع شبعا أحتلت على مراحل .
ومنها ما أحتل عام 1985 وأستكمل احتلالها عام 1989، وبالتالي فهي أحتلت بعد عام
1978 عندما صدر القرار 425، كما ان قلعة الشقيف احتلت عام 1982، وكذلك بيروت .
علينا ان نشرح كل هذه الحقائق، لا أن نسمع ماذا تقول الولايات المتحدة الاميركية
وكأن هذا الكلام انجيلا أو قرأنا".
كأنه
عقوبة للجنوب
سئل : هل ان
خفض قوات الطوارىء هو ضغط لارسال الجيش الى الجنوب ؟ .
أجاب :" يمكن ان يكون هذا الامر احد الاسباب ولكن هناك ضغط على لبنان، علينا ان
نلتفت الى ماذا جرى بالنسبة لمؤتمر الدول المانحة ؟ أنه مسلسل . فحتى الاموال التي
تعطى من مؤسسات غيرحكومية للجنوب اللبناني فهم يطالبون بأن تكون في الموازنة . وكأن
الامر عقوبة ضد الجنوب لانه قاتل اسرائيل . ,أننا ننبه الى هذا الامر ونقول : أنه
لا يخضع للمزاح " .
المجلس
يدعم الحكومة
سئل : جرى
الحديث عن توتر بين المجلس النيابي والحكومة ؟ .
أجاب : " لا، هذا غير صحيح، فالمجلس يدعم الحكومة ويهمه المصلحة . ولكن هذا لا يعني
ان يدعمها بكل شيء . فالدعم للصديق يجب ان يتم على قاعدة " صديقك من صدقك لا من
صدقك " أي يجب ان ينبه الصديق اذا اخطأ . والمجلس النيابي طالما يعطي الثقة الى
الحكومة، فمعنى ذلك انه يدعمها، وعلى العكس، فالمشاريع التي صدقناها وما قمنا به
ونستعجل من اجله ونقوم بورشة حقيقية في المجلس كي نلبي الحكومة بكل المتطلبات التي
تتعلق بمواجهتها للازمة الحكومية " .