كلمة الرئيس نبيه بري
في
رعاية حفل تدشين مركز التحرير الثقافي وقاعة
العالم رمال رمال في الدوير
رعى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي الاحد 10/ 3
/2002، الحفل الذي نظمه مجلس الجنوب واهالي بلدة الدوير ـ النبطية لتدشين قاعة
العالم رمال رمال بحضور الوزراء علي قانصو، ميشال موسى وغسان سلامة والنواب : سمير
عازار، علي خريس، انطوان خوري، علي الخليل، عبد اللطيف الزين، علي حسن خليل، قاسم
هاشم، ياسين جابر وعلي بزي، محافظ النبطية القاضي محمود المولى، رئيس الجامعة
اللبنانية الدكتور ابراهيم قبيسي، مدير عام المغتربين هيثم جمعة، مدير عام الصندوق
الوطني للضمان الاجتماعي الدكتور محمد كركي، إمام بلدة الدوير السيد قاظم ابراهيم
وشخصيات سياسية، عسكرية، اجتماعية وجمع من رؤساء واعضاء المجالس البلدية
والاختيارية في محافظة النبطية وحشد من المواطنين دلفوا من كل حدب وصوب.
ابرز المواقف :
-
التأكيد على دور المراكز الثقافية في نشر الوعي
حول الاطماع الاسرائيلي ضد بلدنا وامتنا.
-
ادعو الى تأسيس لرأي العام ضاغط لالغاء كافة انواع
الاحتكار.
-
لبنان يمثل حديقة الحرية ودوره في حوار الحضارات
كنافذة يطل منها الشرق على الغرب.
-
آن الاوان لاقرار هيكلية عصرية لوزارة الثقافة
تضمن حياة المبدعين وحقوقهم.
-
ان ما يحتاجه الشعب الفلسطيني هو اطلاق فعاليات
النظام السياسي العربي والشارع العربي للتعبير عن نفسه دون قيود استنكاراً
للكارثة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
-
ان قوة الحق لا بد وان تنتصر على قوة الباطل.
-
ان تمادي الضغط والعدوان الاسرائيلي على الشعب
الفلسطيني سيؤدي الى انفجار عام في المنطقة.
-
ان الطريق الى السلام بشروط الامن الاسرائيلي غير
سالكة على جميع الخطوط، وان هناك طريقاً واحداً سالكاً هو طريق السلام الشامل
والعادل.
-
احذر من اليمين الاسرائيلي الذي يعبر عن اصولية
صهيونية تهدد الامن والسلام الاقليميين.
-
نؤكد على علاقة الاخوة والتنسيق والتعاون بين
لبنان وسوريا انموذج يحتدى به في العلاقات – العربية العربية.
-
نثمن عاليا التعبيرات الاقتصادية التي حملتها
القمة اللبنانية – السورية، وقرارات سيادة الرئيس الاسد في مجال تسهيل عملية
تبادل المنتجات الوطنية والتعاون في مجال تشجيع الزراعة بصفة عامة خصوصاً في عكار
والبقاع، واقامة صناعات مشتركة وسدود ومصفاتين للنفط، وغيرها من القرارات التي
توسع خيارات اللبنانيين الاقتصادية وتتيح لهم فرص عمل وانتاج جديدة، وتمكنهم
وتمكن لبنان من الصمود بمواجهة الضغوط الراهنة.
-
العالم رمال رمال كان الدافع والحاضر لانشاء مركز
الدراسات للتعليم وانشاء مؤسسة خاصة للتخصص العلمي تفتح آفاق العلم امام كل
نابغة.
الكلمات
:
استهل الاحتفال بكلمة رئيس بلدية الدوير فؤاد
رمال الذي توجه بالشكر الى مجلس الجنوب لمساهمته في دعم وتأسيس المشروع.
ثم القى رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان كلمة
قال فيها :
" سنستمر بالتنمية والانماء لتأمين احتياجات
الناس ولتوفير أسباب السلامة ولبناء آلاف المساكن التي تنتظر الأموال لبنائها.
سنستمر بالعمل لسد الفراغ الحاصل من الوزارات والإدارات التي ندعوها للحضور ولأخذ
دورها والقيام بواجبها تجاه الجنوب والبقاع الغربي ".
وألقى وزير الثقافة الأستاذ غسان سلامة كلمة
جاء فيها :
" إن المشروع الصهيوني وصل إلى منعطف لم يشهد له مثيلاً في نصف القرن
المنصرم وصل هذا المشروع إلى منعطف حمل المشروع الصهيوني إلى أقصى أنواع التطرف
والتهور وبتنا على قاب قوسين من إرغام هذا المشروع على إعادة النظر بنفسه، فإما نحو
مزيد من التدهور والحروب، وإما نحو تسوية لن نقبل بها إلا عادلة شاملة وكاملة .
ولكننا اليوم في صلب هذا المنعطف وأيا تكن الطريق التي سيسير فيها النزاع العربي –
الاسرائيلي بعد اليوم فنحن بحاجة إلى أمثال رمال رمال. فان كنا ذاهبين نحو الحرب
والتدهور والتشنج فإننا بحاجة إلى علماء فيزيائيين وكيميائيين وحسابيين يقارعون
الصهاينة فيما برعوا فيه، وان كنا نحو التسوية ذاهبين فإننا بحاجة إلى أمثال رمال
رمال لمنافسة الكيان الموجود في جنوبنا في ظروف مختلفة هي غير ظروف الصراع ".
" نحن قدوة في التعليم وفي التفوق وفي العبقرية من
خلال رمال رمال وأمثاله. ونحن ايضاً بفضل جبل عامل قدوة في التحرير والتحرير
والاستشهاد في سبيل القضية ".
واخيراً كانت الكلمة لراعي الاحتفال دولة رئيس
مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي الذي قال :
بسمه تعالى
هو الزمان بخيل الوقت، لا يمكنني من ان اكون حيث
اريد وحيث احب، لذلك اعتب على نفسي لأنني اقصر عن حبكم في كـل لحظة، ولا اسأل
اعينكم بعد النهار الطويل اين يستريح تعبكم، واين تلتقون واين تجتمعون واين
تجتهدون، واين تكتبون رسائل إلى حبيباتكم واشواقكم وسهركم وقصائدكم وحكاياتكم.
ولأني اعرف الجواب في وطن اصبحت الارصفة فيه مقاعد
الضجر، والمقاهي متلبسة بسعال المتنادمين بأوجاع الوطن.
ولأني اعرف ان الجواب هو انكم تعودون في مساءاتكم
كالمراكب المهشمة الممزقة الاشرعة، تفتشون جيوب عيونكم بحثاً عن مكان ليوم سابع
للاستراحة فلا تجدون، فتأخذون بعضكم بعيداً عن بعضكم ليحفر كل واحد منكم، بل كل
واحد منا مقابر لنعشه، ويلبس نومه كفناً من الكوابيس او الاحلام.
ولأني اعرف هذا الجواب المر قلت : لأحاول ان اجد
منازل للمساءات العاملية، علّ الناس تعود لتلتحم كالريح بالريح، وتعبر حاجز الاسلاك
فيما بينها إلى واحة القصائد، وهكذا اخذت يدي بيدي وكان المركز الثقافي الاول في
تلة الرادار، الذي احتوى على قاعة للمسرح ومكتبة عامة، ثم كرت السبحة فكانت مكتبة
جوزف مغيزل في تبنين ومركز باسل الاسد الثقافي في صور، والمركز الثقافي العاملي في
مجمع التحرير السلطانية، وقبله حجر الاساس لمركز المطران بولس الخوري الثقافي في
مرجعيون، واليوم مركز التحرير الثقافي في الدوير، الذي نفتتحه ونحن على مسافة بضعة
ايام من الذكرى السوداء الرابعة والعشرين للاجتياح الاسرائيلي بعنـوان عمليـة
الليطاني في الرابع عشر من اذار عام 1978، لذلك فإن اختيار الزمان والمكان ليس
مصادفة حيث اننــي :
اولاً : اخترت هذا الموعد لإفتتاح هذا المركز
من اجل التأكيد على دور مؤسسات الـرأي العام الثقافية وكذلك الاعلامية، في نشر وعي
حول الاطماع الاسرائيلية وحـول المخططات الاسرائيلية العدوانية ضد بلدنا وامتنا،
ومن اجل كشف النقاب وتوثيق حروب اسرائيل ضد بلدنا، والمجازر والدمار الذي الحقته
بالبشر والشجر والحجر، والذي مثل ولايزال ابشع صور ارهاب الدولة.
ثانياً : لأن المراكز الثقافية تشكل جدران
الامان لحرية التعبير ولبناء المشاركة الحقيقية للانسان في كل ما يصنع حياة الدولة
والمجتمع، ولأنها المكان الاصلح لابـداء الرأي العام ونقاش السياسات العامة
والتربية على الحوار والديموقراطية.
ثالثاً : لأن المراكز الثقافية تشكل خط
الدفاع الاول عن الوطن والمواطن بواسطة الوعي، حيث ان هذه المراكز يمكن ان تؤسس
لوعي دستوري ولوعي قانوني، ويمكن ان تكون مراكز للتأهيل وللتدريب ولزيادة المهارات
خصوصاً في مجال تكنولوجيا الاتصال، اضافة إلى دورها في نشر وعـي فكري وثقافي
واجتماعي اقتصادي.
رابعاً : لأن المبادرة إلى انشاء هذه المراكز
وكذلك مشروع انشاء المركز الثقافي في مرجعيون تم بمبادرة من مجلس الجنوب، كما ان
مركزي باسل الاسد الثقافي في صور وفي المرج في البقاع الغربي تما بتمويل مشترك من
اللجنة السورية العليا لدعم صمود الشعب اللبناني ومن مجلس الجنوب، وهـذه المبادرات
للمجلس نثمنها عالياً خصوصاً وان الجنوب والبقاع الغربي حرما طيلة عهود طويلة من كل
انواع الخدمات، ومن امكانية ملاءمة العصر.
انني اورد هذا الكلام ليس في مجال الدفاع عن المجلس
امام اصحاب الغايات الحسنة ( مجلس الجنوب )، فهؤلاء لهم الحق في المساءلة، ولكن هذا
الكلام يصبح ضرورة ازاء الحملات المغرضة التي يقودها الذين كانوا ولازالوا يريدون
ان يفصل بين الجنوب والوطن احـزمة امنية واحزمة بؤس، وكانوا ولازالوا يراهنون على
اسرائيل.
كما اني اورد هذا الكلام ليس في معرض الدفاع عن
المجلس وادارة ميزانيته ومهماته، فعندما تحين ساعة الحساب فإن المواطنين في الجنوب
والبقاع الغربي واهالي الشهداء والمعتقلين يستطيعون قول كلمة حق رداً على كهان
المعابد الدموية والزمرات الشريرة التي تحاول ان تسمم الهواء والاثير والاثير التي
لا تريد اعادة بناء عشرات المدن والقرى والبلدات التي ابيدت عن الوجود والتي دمرتها
اسرائيل وكذلك دمرت خطوط التماس التي كانت قبل التحرير، انني اورد هذا الكلام لأقول
ان المجلس سيستمر في دوره ولو كره الكافرون، والجنوب له الكثير في ذمة الوطن، واقل
حق له ان يلمس وان يحس بالدولة ودورها في النشاط التنموي المتنوع لأهله، خصوصاً وان
لبنان لن يبتسم وجنوبه متألم.
خامساً : إنني ادعو لأن يفتتح هذا المركز
باكورة اعماله بنشر وعي حول توجه الدولة إلى التخصصية وفوائدها وخطاياها ايضاً،
وحول الغاء الوكالات الحصرية والتأسيس لـرأي عام ضاغط لالغاء كافة انواع الاحتكار،
وحماية المستهلكين اللبنانيين من تجار الهيكل نفس التجار الذين طردهم السيد المسيح
من الهيكل.
انني اوجه عناية معالي وزير الثقافة الدكتور غسان
سلامه إلى هذه المراكز بالاضافة إلى متحف قانا، متمنياً عليه ان تعتبر الوزارة هذه
المراكز مؤسسات عامة فنحن لا نريد احتكار منابرها وقد تعرضت مسيرتنا ومسيرة الدولة
لنقد ايجابي من على هذه المنابر من مواقع المؤسسات الثقافية التي تبحث عن تعزيز
مشاركة المثقف في كل ما يصنع حياة المجتمع والدولة.
لقد زرتم يا معالي الوزير مركز باسل الاسد الثقافي
في صور، وها انتم في هذا المركز وستفتحون قريباً المركز الثقافي في السلطانية.
ان هذه المراكز تحتاج إلى تجهيزات متنوعة، وتحتاج
إلى طاقات ومهارات بشرية لادارتها. وتأكد تماماً انه طالما ان موازنة وزارة الثقافة
والسياحة في هذا المستوى من التدني ووزارات اخرى على مستوى عال، فإن لبنان ليس
معافى. اننا نعلم الحجم الضئيل للاستثمار المالي في موازنة الدولة على وزارة
الثقافة، ولكننا اذ نحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه، اننا لا نملك ثروة
نفطية او معادن، فإننا نملك ميزات متعددة ابرزها :
حديقة الحرية التي يمثلها لبنان وانسان لبنان،
وطبيعته وكنوزه الاثرية والانسانية، ورسالة لبنان التي هي المحبة والتسامح
والتعايش، ودور لبنان في حوار الحضارات وكنافذة يطل منها الشرق على الغرب.
ان البناء على هذه الميزات يقع علىعاتق وزارتكم التي
آن الاوان لاقرار هيكلية عصرية لها، تضمن تحقيق فعل ثقافي دائم وليس موسمي، وتضمن
للمبدع اديباً او شاعراً او روائياً او مسرحياً او ممثلاً او مخرجاً او سينمائياً
او فناناً تشكيلياً حياة ممكنة، وائتمانات صحية واجتماعية وحماية لانتاجه وعدم وقوع
المبدع ضحية المنتج والناشر والكاليري.
ايها السادة
كما كانت القاعدة متناقضة مع المنطق في منتصف القرن
الماضي ومحكومة إلى ان :
قتل امرىء في غاية جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن جريمة فيها نظر
فإن هذه القاعدة التي حكمت القضية الفلسطينية منذ
اواخر الاربعينات من القرن الماضي لاتزال في مطلع الالفية الثالثة تحكم هذه القضية.
وللأسف الشديد فإن العالم بما في ذلك عالمنا العربي
يبدو مسحوراً وخـارج الوعي ازاء الوقائع الدامية الجارية في فلسطين، حيث يجري سحق
المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية بأحدث اسلحة الحرب والدمار، ويجري الجيش
الاسرائيلي مناورة بالذخيرة الحية على جسد الفلسطينيين نساء واطفالاً وشيوخاً.
ان ما يحتاجه الشعب الفلسطيني بالواقع هو اطلاق
فعاليات النظام السياسي العربي والشارع العربي للتعبير عن نفسه دون قيود، استنكاراً
للكارثة التي يتعرض لها هذا الشعب الشقيق، وايضاً وايضاً لمشاهد البطولة التي
يسجلها الاستشهاديون والفدائيون من ابناء هذا الشعب دفاعاً عن وجودهم. وعن ارهاب
الدولة من اميركا إلى اسرائيل.
اننـا نتوجـه إلى اهلنا في بلاطة وقلقيلية وجنين
وغزة ورام الله من الجنوب، جنوب الامام الصدر وبلال وهشام فحص واحمد وحسن قصير
ومحمد سعد وكل المقاومين، ونقول لهم اصبروا وصابروا ورابطوا لأن قوة الحق لا بد وان
تنتصر على قوة الباطل.
ونتوجه إلى عالمنا العربي من جنوب لبنان وعلى مسافة
كيلو متر ونصف من معتقل انصار، الذي شهد عذابات شعبنا، وعلى مرمى العين من فلسطين،
لاجدد التحذير من ان تمادي الضغط والعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني سيؤدي
دون ادنى شك إلى انفجار عام في المنطقة، وانه لا يمكن امتصاص نقمة الشارع العربي
بإظهار الاحداث الجارية وكأنها توتر ناجم عن خلاف على حدود الامن الاسرائيلي وحدود
الدولة الفلسطينية بالمقابل.
ان الوقائع الشرق اوسطية الراهنة وضمناً الدروس
والعبر التي سجلتها مقاومة الشعب اللبناني، وايضاً الدروس والعبر التي تسجلها
انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته، وخط ونهج المقاومة الذي تقوده سوريا يؤكد على ان
الطريق إلى السلام بشروط الامن الاسرائيلي غير سالكة علىجميع الخطوط، وان هذه
الوقائع اثبتت عجـز القوة الاسرائيلية، وان هناك طريقاً واحداً سالكاً هو طريق
السلام العادل والشامل. مع اعتقادنا، بل جزمنا ان احداً في العالم وخصوصاً في
العالم العربي لن يصدق بأن المستوى السياسي في اسرائيل والذي يقف على رأسه الارهابي
شارون قادر على اخذ اي مبادرة والمساهمة في بناء وصنع السلام، بل اننا نحذر بأن هذا
اليمين الاسرائيلي الذي يعبر عن اصولية صهيونية سيتمادى في ارهابه وفي ممارسة ضغوط
عسكرية مكثفة ومتلاحقة، وصولاً إلى تهديد الامن والسلام الاقليميين والدوليين
وتعريضهما للخطر الداهم.
اننا في لبنان وسوريا في هذا المجال وعلى ضوء
الزيارة التاريخية لسيادة الرئيس بشار الاسد، وفي هذا الظرف الدقيق الذي تمر به
المنطقة، وعلى ضوء التقييم المشترك للتطورات والوقائع، نؤكد ان رفع ارهاب الدولة
الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وتقويـة عنـاصر السلام مـن موقع الحقوق
تستدعي تعزيز روابط التضامن والعمل العربي المشترك، وجعل علاقة الاخوة والتنسيق
والتعاون بين لبنان وسوريا انموذجاً يحتذى به في العلاقات العربية العربية.
ايها الاعزاء
وبالعودة إلى لبنان، اسمحوا لي مجدداً
ومن الجنوب ان اشكر اليد السورية البيضاء الممدودة دائماً إلى لبنان، والتي مكنت
بلدنا من صنع وبناء سلامه الاهلي واطلاق مسيرة الدولة واستعادة ثقة العالم بلبنان،
وكذلك مكنت بلدنا من الانتصار الذي تمثل بإندحار قوات الاحتلال الاسرائيلي عن معظم
ارضنا بفضل صمود شعبنا ومقاومته، وهو الانتصار الذي يجسد احد انجازات التعاون بين
البلدين.
ان الجنوب سيبقى الشاهد على سوريا التي عمرت مقابل
اسرائيل التي دمرت، حيث ترتفع على مسافة قليلة من هذا المركز مدينة الاسد الرياضية
مكان المعتقل الذي اقامته اسرائيل في انصار.
واليوم، فإننا نثمن عالياً التعبيرات الاقتصادية
التي حملتها القمة اللبنانية السورية، وقرارات سيادة الرئيس الاسد في مجال تسهيل
عملية تبادل المنتجات الوطنية والتعاون في مجال تشجيع الزراعة بصفة عامة خصوصاً في
عكار والبقاع، واقامة صناعات مشتركة وسدود ومصفاتين للنفط، وغيرها من القرارات التي
توسع خيارات اللبنانيين الاقتصادية وتتيح لهم فرص عمل وانتاج جديدة، وتمكنهم وتمكن
لبنان من الصمود بمواجهة الضغوط الراهنة.
ايها السادة
وبالعودة إلى الدوير ( المكان ) الذي يرتفع عليه صرح
هذا المركز الثقافي، فإنه على مسافة بضعة مئات الامتار من هنا روى سالم جوني احد
ابطال امل وقائد عمليات المقاومة في القطاع ـ روى ـ الارض بدمائه اثناء مواجهة
بطوليـة في الثالـث من نيسان عـام 1985.
وعلى بعد بضعة عشرات الامتار من هذا الموقع وخلال
حرب التدمير والتهجير الاسرائيلية ضد لبنان في تموز 1993 سقط الاخوة حسن رمال وحسين
رمضان وماجد جوني وغيرهم.
ومثل كل الجنوب، كتب ابناء الدوير بدمائهم كتاب
محبتهم للارض، وسلكوا طريق نوارتهم احد فرسان الجنوب المجاهد كامل طعان قانصو الذي
رافق وشارك صادق الحمزة وادهم خنجر فعل المقاومة والممانعة ضد الاستعمار، فألف الف
تحية للشهداء علي عبد المنعم قانصو واحمد رمضان وسهيل رمال وحسن درويش وماجد قانصو
واسماعيل حوماني ومنير حطيط وجلال رمال وغيرهم وغيرهم، هؤلاء الشهداء من مختلف
القوى السياسية الذين اتفقوا ان اسرائيل عدوة لهم، كاف وتركوا لأهلهم في الدوير
والجنـوب الوصيـة ان في الاتحاد قوة، وانه يجب الارتفاع فوق الحساسيات الطائفية
والمذهبية والمناطقية والفئوية والعائلية، وانه يجب ان لا نبقى اسرى ذهنية تشدنا
إلى الخلف، لأن اسر هذه الذهنية اشد الماً من الاسر في معتقل انصار الذي كان لا
يبعد كثيراً عن موقع هذا المركز الثقافي، وهو المعتقل الذي حوله شعبنا إلى ملعب
للشمس الصبية.
اخيراً وليس آخراً، نستذكر ومن على هذا المنبر روح
العلامة المجاهد السيد مهدي آل ابراهيم احد الكواكب العاملية المضيئة في سماء هذا
الجبل.
كما لا يفوتني وانا في الدوير ان اتذكر النابغة
العالم رمال رمال، واذكـر انه كان الدافع والحافز لانشاء مركز الدراسات للتعليم،
فاستدعى الايادي البيضاء لانشاء مؤسسة خاصة للتخصص العلمي تفتح افاق العلم امام كل
نابغة، ولكن يبقى اننا لازلنا نقف حيـارى امام هجرة الادمغة والطاقات الوطنية بسبب
عدم توفير المواقع والامكنة والمختبرات المناسبة لكفاءتهم ونبوغهم، ولكثرة الجامعات
التي يجب ان تكون كما الاعلام لكل طائفة، لذلك كأن العدد اربعين إذا لم يكن أكثر من
ذلك لأنه في كل طائفة يوجد عدد كم الطوائف! وهكذا فإن ابنائنا يستمرون في النزوح
وهم يحملون علامة فارقة : صنع في لبنان، ويعودون الينا محمولين على اكتافنا إلى
مثواهم الاخير، فتحتـرق اعلام وتذوي شموع امثال رمـال رمـال وعبد الرحمن يونس وغسان
قانصو الذي تصادف في هذه الايام ذكرى وفاته.
هل ترانا نستفيد من الدروس والعبر التي فقدنا خلالها
خيرة مبدعينا ومفكرينا ونوابغنا ؟
لعلنا نستطيع سوياً ومعاً ان نحفظ لبنان وطناً
لمبدعيه الذين عاشوا دائماً وفي قلبهم لبنان.
عشتـــم
عاش لبنان
ثم أزاح الرئيس برّي والحضور الستارة عن لوحة حملت
اسم ( قاعة العالم رمال رمال ).
|