كلمة
الرئيس نبيه بري
في الحفل التكريمي الذي أقامته حركة " أمل "
للسفير الإيراني محمد علي سبحاني لمناسبة قرب مغادرته لبنان
في فندق البريستول ـ بيروت
كرّمت حركة " أمل "الخميس 16/8/2002 السفير الإيراني
محمد علي سبحاني في مناسبة مغادرته لبنان نهائياً في عشاء أقامته في فندق
البرّيستول، حضره دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي، سماحة مفتي الجمهورية
اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني وسماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي
الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان والوزراء محمود حمود وعلي قانصوه وميشال موسى وعلي
عبد الله وممثل البطريرك الماروني المطران خليل أبي نادر، ونائب الأمين العام لـ "
حزب لله " الشيخ نعيم قاسم والأرشمندريت سليم غزال ونواب وديبلوماسيون وقيادات
أحزاب وفاعليات.
وألقى الرئيس برّي كلمة في المناسبة هذا نصها :
ليس من دواعي الصدفة ان نجتمع اليوم في هذا العشاء
التكريمي، الذي تقيمه حركة امل لسعادة السفير محمد علي سبحاني سفير الجمهورية
الايرانية الاسلامية في لبنان، الذي يغادرنا بعد ان انهى مهمته في لبنان.
فالسفير الصديق كان سفيراً استثنائياً وفوق العادة،
ليس من حيث التشريف بل من حيث التكليف لبلده في لبنان.
وكان السفير الصديق سفير بلاده الى كل لبنان وكل
طوائف لبنان، وكل فئات لبنان وكل جهات لبنان، سفيراً الى لبنان الموحد الارض والشعب
والمؤسسات.
قد يقول قائل ان العلاقات الايرانية اللبنانية لم
تكن على هذه الصورة، وان للجمهورية الاسلامية خاصية في علاقاتها مع جغرافيا لبنانية
محددة او جهات جغرافية - سياسية لبنانية بالذات.
نقول في هذا المجال ان المفاهيم المحددة للموقف
الايراني ازاء لبنان والقضايا المتصلة بالواقع اللبناني تشدد على الوحدة الوطنية
وعلى تعميق تجربة لبنان الفريدة التي تعبر عنها صيغة التعايش الوطني بين مختلف
الطوائف.
الا ان هناك خاصية مميزة للموقف الايراني قد تجعل
البعـض يعتقد ان هناك انحيازاً ايرانياً لفئة ما او لطائفة ما او لجهة ما.
هذه الخاصية تنطلق من دعم الجمهورية الاسلامية
الايرانية لبنان وسوريا وللشعب الفلسطيني في ممانعتهم ومقاومتهم وانتفاضتهم بمواجهة
الاحتلال والعدوانية الاسرائيلية المتمادية.
ان هذه الخاصية تستمد مرجعيتها من الاسس التي كانت
ركيزة الثورة الاسلامية في ايران، وهذه الاسس اعتبرت ولاتزال اسرائيل غدة سرطانية
في جسم الامة الاسلامية، بالتالي فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية مثلت ولاتزال
احد اطراف المثلث الماسي الذي تتشكل جبهته من سوريا ولبنان، وهو المثلث الذي اسس
لانتصار المقاومة في لبنان واندحار الجيش الاسرائيلي عن معظم الارض اللبنانية.
وعليه فإن سعادة السفير الصديق محمد علي سبحاني قد
قام بالتعبير الدقيق عن سياسة بلده تجاه لبنان عموماً والمقاومة فيه على وجه
الخصوص.
ويسعدني هنا ما ضمنه سعادته في كلمته الوداعية الى
اللبنانيين والتي خلصت الى :
اتوجه الى الشعب اللبناني الذي عانى وصمد وقاوم
وانتصر فكان مثالاً يحتذى، اتوجه الى هذا الشعب الذي احببت بكلمة محببة الى نفسي
ويحلو لي الاستغراق فيها الا وهي " المحبة " فنحن معشر الايرانيين شعباً ومسؤولين
احببنا هذا البلد بشعبه، وربوعه وحركة القيم ومنظومة الافكار التي تحكمه، انها
المحبة التي اختتم بها مهماتي في لبنان وليس افضل منها ناموساً يحكم علاقات الشعوب
وعنوان دعوات الرسل والانبياء وليس اقدس منها وسيلة تعبير عن مكنونات الذات بين
الاشقاء حتى نكون جميعاً عند حسن ظن الاجيال المقبلة في بلدينا بأن نبني لها معاً
حضارة العقل والفعل والتطور الفاعل، لا حضارة الجمود والاستهلاك ورد الفعل والتبعية
البغيضة، وان نعمل معاً لتكون ارادتنا الصلبة ووحدتنا الثابتة وحدهما القادرين على
صنع حاضرنا والمستقبل.
وقد سعى السفير الصديق فوق ذلك كله الى توطيد اواصر
العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، حيث وقعت العديد من الاتفاقيات
والبروتوكولات وتعزز التبادل الثقافي التجاري والسياحي.
وقد جرى خلال فترة ترؤسه للبعثة الدبلوماسية
الايرانية في لبنان تبادل العديد من الزيارات للمسؤولين في البلدين، وكان وزير
خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية الاخ كمال خرازي اول مسؤول يزور المنطقة
الحدودية بعد تحريرها.
كما قام السفير الصديق بالاتصالات التي اثمرت قبل
وبعد التحرير عن مشروعات تربوية واقتصادية لدعم صمود الجنوب والبقاع الغربي.
وعليه فإن تكريم حركة امل لسعادة السفير، هو تكريم
للجمهورية الاسلامية الايرانية على مواقفها تجاه قضايا المنطقة وفي الطليعة القضية
الفلسطينية، وكذلك دعم لبنان وسوريا بمواجهة حروب وعدوانية اسرائيل، وهو في الوقت
نفسه تكريم شخصي لسعادة السفير الذي كان لا يضيع اي سانحة او فرصة للقيام بدور او
نشاط.
الحضور الكريم،
اننا في حركة امل وبهذه المناسبة، ونحن نتابع
محاولات اسرائيل لتصدير القلق من تعاظم قوة الجمهورية الاسلامية وبناء مؤسساتها
الدفاعية، كنا ندرك جيداً ان اسرائيل التي خسرت احد اكبر حلفائها بعد سقوط نظام
الشاه البائد وقيام الجمهورية الاسلامية في ايران، فإنها ستدفع الى الامام دائماً
نحو تبديد قوة هذه الجمهورية، ومحاولة منعها من التشكل كقوة ارتكاز منيعة للمسلمين
والعرب في مواجهة محاولات الهيمنة والاستئثار، ووضع اليد على الثروات لشعوب العالم
الاسلامي وشعوب العالم الثالث.
اننا اذ ندين ونستنكر المحاولات الجارية لتشويه صورة
ايران واثارة القلق والهواجس من دورها ومواقفها، فإننا نرى ايضاً في التهديدات
الاميركية تارة ضد ايران وطوراً ضد العراق واحياناً عبر التسريبات والحرب الاعلامية
الارهابية ضد المملكة العربية السعودية، خدمة مجانية تقدمها الادارة الاميركية
لاسرائيل، عبر السعي لتفكيك النظامين العربي والاسلامي، ومحاولة للتحويل الانظار
والانتباه بعيداً عن قضية فلسطين، القضية المركزية للعرب والمسلمين، وكذلك لاضعاف
الجبهة العربية والاسلامية، لتمهيد طريق العدوان الاسرائيلي ضد سوريا ولبنان،
واستكمال سحق مقومات حياة الشعب الفلسطيني.
وفي هذا المجال فإنه ليس خافياً على احد التحركات
والحشود العسكرية الاسرائيلية على طول الحدود مع لبنان وسوريا والتي تأتي بالترافق
مع تسلم اسرائيل لصفقة طائرات (بلاك هوك) الاميركية الصنع.
أخيـــراً
باسمي وباسم حركة امل، اجدد تقديم جزيل الشكر لسعادة
السفير محمد علي سبحاني على دوره الموفق في خدمة بلاده وخدمة العلاقات المشتركة بين
بلدينا، وكذلك على تعزيز الثقة في العلاقة المشتركة بين بلاده وحركة امل التي كان
مؤسسها سماحة الامام الصدر واخوه الدكتور المجاهد مصطفى شمران السباقين الى مشاركة
الامام الخميني والمجاهدين من ابنائه في القاء بذار الثورة الطيبة في ارض ايران
الطيبة حتى كان الانتصار وقيام الجمهورية الاسلامية الايرانية.
اننا على مسافة اسبوعين من الاحتفال بالذكرى الرابعة
والعشرين لاخفاء الامام الصدر ورفيقيه، نحمل سعادة السفير العائد الى بلاده امانة
الحفاظ على شعلة هذه القضية مضيئة ومحسوسة، خدمة للجمهورية الاسلامية التي كانت
مسقط رأس هذا المفكر والقائد الاسلامي، وخدمة لقضايا المسلمين والعرب، وفي الطليعة
قضية فلسطين وخدمة للبنان .
عشتــــــم
عاشت الجمهورية الاسلامية الايرانية
عاش لبنـــان
أهم المواقف التي برزت في الحتفال:
-
السفير سبحاني كان سفيراً استثنائياً وفوق العادة.
وكان لا يضيع أي سانحة أو فرصة للقيام بدور أو نشاط. هناك خاصية مميزة للموقف
الإيراني الذي يدعم لبنان وسوريا والشعب الفلسطيني في ممانعتهم ومقاومتهم
وانتفاضتهم بمواجهة الاحتلال والعدوانية الإسرائيلية المتمادية.
-
إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مثلت ولا تزال
أحد أطراف المثلث الماسي الذي تتشكل جبهته من سوريا ولبنان، وهو المثلث الذي أسس
لانتصار المقاومة في لبنان واندحار الجيش الإسرائيلي عن معظم الأراضي اللبنانية.
-
إننا في حركة " أمل " وبهذه المناسبة، ونحن نتابع
محاولات إسرائيل لتصدير القلق من تعاظم قوة الجمهورية الإسلامية وبناء مؤسساتها
الدفاعية، كنا ندرك جيداً أن إسرائيل التي خسرت أحد أكبر حلفائها بعد سقوط نظام
الشاه البائد وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران، ستدفع إلى الأمام دائماً نحو
تبديد قوة هذه الجمهورية، ومحاولة منعها من التشكل كقوة ارتكاز منيعة للمسلمين
والعرب في مواجهة محاولات الهيمنة والاستئثار، ووضع اليد على ثروات شعوب العالم
الإسلامي وشعوب العالم الثالث.
-
التهديدات الأميركية لإيران والعراق والسعودية
تمهد طريق العدوان الإسرائيلي على سوريا ولبنان. نحمل سعادة السفير العائد إلى
بلاده أمانة الحفاظ على شعلة قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه خدمة لإيران
ولقضايا المسلمين والعرب وفي الطليعة قضية فلسطين ولبنان.
ورد السفير سبحاني بكلمة شكر فيها للرئيس برّي
وحركة " أمل " تكريمه ملقياً أضواء على العلاقات التاريخية التي تجمع إيران
بلبنان وقال : " في الحديث عن إيران ولبنان والجهاد والمقاومة، لا بد لنا من أن
نستحضر رجل الجهاد والمقاومة بل مؤسس المقاومة في لبنان بجهده وجهاده الإمام
المغيب السيد موسى الصدر الابن البار للإمام روح الله الموسوي الخميني ( أعاده
الله تعالى ) الذي أسس حركة المحرومين أفواج المقاومة الحقيقية في وجه العدو
الصهيوني دفاعاً عن الجنوب ومنعاً لاستغلاله في سوق المزايدات الدولية التي كانت
المقاومة عندهم تجارة يدفع ثمنها أبناؤه من دمائهم وأرضهم.
وتحدث عن محطات مواجهة حركة " أمل " للقوات
الإسرائيلية وقال : " لقد أثمر زرعكم وأينع حرية وكرامة ودحراً للاحتلال ولقد عبر
دولة الرئيس برّي عن رؤية عميقة ذات دلالة حينما أعلن ذات يوم بأننا نزرع أجسادنا
والقطاف آت وهو التحرير الذي كان فخراً للبنان ولشعبه ومقاومته وللأمة العربية
والإسلامية وذلك بفضل الوحدة الوطنية الرائعة التي تجلت في الشعب اللبناني ودولته
حيث وقفت خلف المقاومة ومعها سوريا وإيران التي ستبقى معكم داعمة كما كانت على
الدوام تجسيداً لهذا التاريخ المشترك وللمستقبل الذي يفرض على جميع قوى المقاومة
ومن معها مواجهة ما يخطط لها من مؤامرات شيطانية أميركية – صهيونية تستهدف شعبنا
في فلسطين ومقاومته الشجاعة والأمة جميعها لتكون خاضعة لسياسة الاستكبار الأميركي
".
|