كلمة الرئيس نبيه بري في الاحتفال التأبيني بمناسبة ذكرى أربعين سماحة الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين


 

أقيم صباح الأحد 18/2/2001 في المجمّع العلمي الثقافي في مستديرة شاتيلا، احتفال تأبيني لمناسبة ذكرى أربعين الراحل الكبير سماحة العلامة الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

 

وكان أقيم الإحتفال بدعوة من سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الأمير قبلان.

 

حضر المهرجان حشد من الشخصيات تقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه برّي ممثلاً رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، وزير الأوقاف السوري الدكتور محمد زيادة ممثلاً الرئيس السوري بشار الأسد، وزير المال فؤاد السنيورة ممثلاً رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري، والرؤساء : الياس الهراوي، حسين الحسيني، رشيد الصلح.

كما حضر المهرجان بالإضافة إلى العديد من الوزراء والنواب، ممثل لرئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد وزير الأوقاف الدكتور محمد زيادة وحشد كبير من الشخصيات والقيادات الروحية والعسكرية والنقابية والاعلامية والتربوية وسفراء عرب وأجانب ورؤساء البلديات والمخاتير في العديد من المناطق والقرى ووفود من الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية والجمعيات الكشفية والأندية الثقافية والإجتماعية وعمداء ومدراء وأساتذة الجامعات في لبنان ورؤساء المحاكم الشرعية.

 

إستهل الحفل الخطابي بقصيدة للشاعر الوزير السابق جوزف الهاشم، وتعاقب على الكلام، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، قائم مقام شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث، المطران الياس نجم ممثلاً بطريرك الروم الأرثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك انطاكية وسائر المشرق، وزير المالية فؤاد السنيورة ممثلاً رئيس الحكومة الشيخ رفيق الحريري، الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، السفير الإيراني في لبنان محمد علي سبحاني، وزير الأوقاف السوري الدكتور محمد زيادة ممثلاً سيادة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، كلمة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي، وكانت كلمة مسك الختام لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الأمير قبلان.

 

نص كلمة الرئيس نبيه برّي :

 

كلفني فخامة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود تمثيله اليوم، في الوقوف على منبر فقيد لبنان والعرب والمسلمين، سماحة الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، وهو امر يزيد من مسؤوليتي، خصوصا" وان سماحته كما قال فخامته في نعيه كان شخصية وطنية وروحية كبيرة، وعالما" علامة جمع بين الفقه والمعرفة والعمـل، وكان ذا حضور مميز ومواقف رشيدة وحكمة راجحة، وهي صفات تميز بها في كل المواقع التي حل فيها والمسؤوليات التي تسلمها، وكان آخرها رئاسة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى خلفا" للامام المغيب سماحة السيد موسى الصدر.

 

ان فخامة رئيس الجمهورية يختصر كل كلام عندما قال، ان مواقف الراحل الكبير كانت مدرسة في الوطنية وترسيخ الانتماء، وساهمت في تعزيز اللحمة بين ابناء الوطن الواحد على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية، وكان لدعواته الى الحوار وجمع الشمل والنضال والمقاومة الصدى المثمر في العالمين العربي والاسلامي، حيث جاء تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الاسرائيلي نتيجة حتمية لما دعا اليه وآمن به الراحل الكبير.

 

وبعد وبعد،

من اصعب المحاولات، تلك المحاولة التي تتصل بالكتابة او بالكلام عن شخصية ابوية تتجاوز العلاقة بها العواطف الى الفكر والعقل وميادين العمل العام والجهاد اليومية.
ومن الصعوبة بمكان ايضا" وايضا"، انتقاء المفردات عندما نقف امام شخصية مميزة في عالم المصطلح، بل شخصية فريدة في تحديد توصيف الواقع وبالتالي الموقف.
وربما الاصعب والاصعب ان تحاور عالماً فقيهاً مجتهداً له نظرته ونظرياته واستنباطاته واحكامه، في الاقانيم الثلاثة المتصلة بالاسلام كدين وحياة واقصد :

- المشروع الفكري
- المشروع التنظيمي
- المشروع السياسي

وربما الاشد صعوبة ان تحيط بشخصية تمتد بآثارها وادبياتها على مساحة العالمين الاسلامي والعربي، ولها حضورها المؤثر في اكثر من ساحة، خصوصا" تلك الساحات التي تقع بمواجهة مشروع اسرائيل، وايضا" ساحة العراق التي كانت ولاتزال تحت المجهر منذ اكثر من ربع قرن، وفي خضم ذلك، التحولات التي شهدتها ايران منذ انتصار الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني "قدس سرّه"، وانعكاسات هذه الثورة المتواصلة على محيطها الجغرافي والبشري والاسلامي والعالمي.

الا ان المغامرة الاصعب هي محاولة اسرار الشخصية التي كان سماحة الامام شمس الدين والامام السيد موسى الصدر يمثلانها في موقع التمهيد والاعداد لاحداث نعتز بها، ولاحداث لازالت في طور التفاعل استعداداً للخطة المقاومة او الثورة.

اقول انها المغامرة الاصعب، لأنني ومنذ اخفاء الامام الصدر، اقف كل عام امام نفسي قبل ان اقف على منبره لأستلهم عباراته وتعبيراته وادبياته، فأجده يسبقني الى يومي والى غدي وهو يستشرف المستقبل ويقرأ كف الوقائع القادمة، وكأنه يقرأ من صفحة كتاب مفتوح علىعلم الغيب، وهو لم يكن بعراف، بل كان يسكن قلوبنا ومعاناتنا، وكذلك قلوب الايرانيين والعراقيين ومعاناتهم وكل العرب من الجولان الى الكرمل والقدس وسيناء وبورسعيد.

المغامرة الاصعب الآن، هي ان اقف على المنبر ذاته وعليه عمامتان : عمامة الامام الصدر وعمامة الامام شمس الدين، فبأيهما استعين على تفسير الاخر، وبأيهما استعين على خوفي وعلى شدتي إزاء الموقف والارض والمقاومة والوطن وعلى فسحة الامل؟

 

ايها السادة،

من اين تراني ابدأ وانا لا اريد ان انتهي الى الحزن، بل اريد ان احتفظ بتلك الابتسامة الانيقة الرصينة التي تتفتح على الكلمات الناضجة بالحكمة البسيطة الممتنعة، وان احفظ وان تحفظوا عن ظهر قلب كل عباراته وتعبيراته امامنا الراحل سماحة الشيخ شمس الدين في مختلف الشؤون خصوصاً الشأن الوطني.

اقول ذلك ليس لأنه امام الحوار، فهذه صفة يجب ان تكون لصيقة بكل رجل دين بإعتبارها جزءاً من رسالته، ولأن الحوار كما يقول سماحته ليس اكتشافاً جديداً عندنا وانما اساس عقائدي .

واقول ذلك ليس لأنه امام الاعتدال، فقد امر الله الانسان كما يقول سماحته ان يكون عادلا" في علاقته مع نفسه، وكذلك الحال في علاقته مع الله وفي علاقته مع الاخر.

بل اقول ذلك لأن سماحه الامام شمس الدين كان فيلسوفا" اسلاميا"، تميز بحداثته ومنهجيته المرتكزة الى معارف تفصيلية، واستاذا" في صناعة صيغ الادارة والوحدة الاسلامية والوحدة الوطنية والبناء الوطني، وهو عمل ميزه كرجل دين فقيه مجتهد خصوصا" امام نظام وتحولات عصره.

فالامـام شمس الدين اعطى لصيغة العيش المشترك مضمونا" فكريا"، يتجاوز التفسير الظاهر للمصطلح ومقتضيات السياسة الى التأكيد ان ايماننا يقتضي هـذا العيش، واننا حينما نقبل المواطن المسيحي وغير المسلم، نقبله لا من موقع التفضل، بل من موقع الحق، وكونه مواطنا" يقتضي ان يكون موجودا" كما يريد ان يوجد، وكمـا يقتضي ايمانه وثقافته وحضارته ان يوجد.

والامام شمس الدين كان متعصبا" ضد التمذهب، ومن هنا كان تأكيده الدائم وعلى مستوى الايمان والاعتقاد وليس على مستوى السياسة على وحدة المسلمين وعلى اخوة المسلمين بعضهم لبعض.

والامام شمس الدين كان واضحا" ضد نزعة التبشير داخل الاسلام، معتبرا" انها نزعة غير مقبولة اطلاقا"، وانطلاقا" من ان المسلمين امة واحدة تنوعت اجتهاداتهم على مدى التاريخ، ولكن هذه الاجتهادات كانت دائما" في نظاق المعتقد الواحد والفقه والسنة والكتاب الواحد.

 

ايها السادة،

لقد قلت في البداية ان الامام شمس الدين كان استـاذا" في فن الادارة، لأن منطلقه كان دائما" وابدا" القبول بالاخر، والاعتراف بالآخر، وكان داعية الى بناء ادارة وآلية لادارة كل اتفاق وكل اختلاف.

وانطلق من هنا لأقول ان اساس دعوة الامام شمس الدين الى ضرورة الدولة خصوصا" في الدول والشعوب والمجتمعات المختلطة من اتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية، ارتكزت دائما" على القبول المتبادل والاعتراف المتبادل لبعضهم بعضا"، لأن ذلك يشكل شرطا" ضروريا" لتعاونهما في الدفاع عن الحق، وفي السعي معا" لاقرار قيم العدل والانصاف في العلاقات الانسانية وترسيخها على المستوى العالمي وعلى المستويات الوطنية المحلية.

لقد كان الامام شمس الدين وسيبقى حاجة ملحة لتفسير ولكشف كل علاقة يمكن ان تكون ملتبسة لدى البعض لاسباب مختلفة، ربما يكون من ابرزها ارادة البعض ان تكون تلك العلاقات معقدة وملتبسة.

لقد ثار علىالدوام جدل حول الاسلام والعروبة، وهذا الجدل المقصود او المفهوم حسمه الامام شمس الدين بأن العلاقة بين العنوانين هي علاقة تكامل لا تضادّ. لقد صار جدل حول الموضوع ففصله على أساس التكامل.

انني انتخب بعض العناوين من فكر الامام شمس الدين المجتهد المجاهد بدءا" بما تقدم، لأن هذه العناوين لاتزال تتملك الشارع السياسي المحلي والعربي والدولي، ولأن افكار سماحته كانت احيانا" محصورة ببعض النخب، فإنني ادعو الى نشر تلك المواقف على مساحة مجتمعاتنا العربية والاسلامية، لأن نشر تلك المواقف ستسهم عاليا" في تطوير نظرتنا الى قضايا الديموقراطية والحريات والتعددية في مجتمعاتنا، عبر حوار هادىء لحفظ مناعة الامة وحفظ طاقاتها، ولكي لا يكون يأسها شديدا" وتكون ضعيفة امام العدو، توخيا" لتحقيق السلم الاهلي داخل امتنا الذي هو اساس المشروع للمقاومة، المشروع للعدو الصهيوني.

انني في هذا الاطار اقف باحترام امام وصية سماحة الامام الراحل الى صوغ ميثاق ينظم الحياة السياسية وتداول السلطة في مجتمعاتنا العربية والاسلامية، على قاعدة نبذ العنف في العمل السياسي بجميع اشكاله وبجميع تنظيراته، وتأكيده على عقد العزم على ان نتخلى ان اسلوب العنـف في الترويج للقضية السياسية او في محاربة القضية السياسية، في الترويج للذات او في محاربة الاخر، لأنه من دون ذلك لا يمكن ان نحقق السلم الاهلي فيما بيننا، الذي هو الاساس الركين لأن يولد فينا مشروع النهضة نتسالم على خطوطه العامة. ومن هنا وعلى قاعدة هذه الوصية فإن متابعة البحث والدراسة والحـوار والمؤتمرات للتوافق على مشروع نهضوي كامل.

 

ايها السادة،

انني لا اخرج عن الموضوع اذا تناولت الشأن العام في المنطقة خصوصا" وان سماحته رحمه الله كان دقيقا" في متابعة هذا الشأن.

ان العالم بما في ذلك عالمنا العربي يقف مشدودا" الى الفعل الاسرائيلي الذي اوصل جنرال اليمين الاسرائيلي الى اعلى هرم السلطة، والى موقع القرار في المستوى السياسي الاسرائيلي.

اننا وعلى ضوء تجربة لبنان وحروب اسرائيل ضد لبنان، نرى ان جنرال اليسار الاسرائيلي يهودا باراك وجنرال اليمين الاسرائيلي ارائيل شارون هما وجهان لصورة اسرائيل الواحدة التي عبر عنها على الدوام العدوانية والاحتلال والاستيطان وارهاب الدولة.

اننا وفي لبنان، وبخلاف اي احد اخر في العالم العربي لا نرتجف خوفا"، لأن شارون قد يندفع بخطوات عدوانية نحو الامام، فقد كان السقوط الاول لشارون عند بوابة خلده عندما قاومته ثلة من ابناء شعبنا، واسروا عددا" من الياته، وقتلوا نائب رئيس اركانه، وكانوا طليعة من سجلوا الامال بمقاومة منتصرة ودحر الاحتلال. بدأ أول نصر للمقاومة في عصر شارون، فلماذا نخاف؟.

اننا سنبقى ننظر الى اسرائيل كشر مطلق، ومن موقع الامام شمس الدين، نرى ان اسرائيل تمثل تحديا" صارخا" وانتهاكا" صارخا" للعدالة الانسانية على كل المستويات.

لقد وقفنا في لبنان صامدين ومقاومين ضد الاحتلال الاسرائيلي حتى دحر هذا الاحتلال، ونحن نعتبر ان هذا الصمود والمقاومة الجهادية تمثل خيارات الامة في مواجهة مشروع الكيان الصهيوني للهيمنة على المنطقة، كما اننا ومن موقع الامام الصدر، ومن موقع الامام شمس الدين، نعتبر ان شرف القدس يأبى ان تتحرر الا على ايدي المؤمنين، وان الانتفاضة الباسلة تمثل انبـل تعابير الروح الكفاحية للشعب الفلسطيني.

 

ايها السادة،

اننا من موقع الامام شمس الدين نقول ان سوريا مثلت، وتمثل على الدوام حاجة استراتيجية وحاجة اقتصادية وحاجة اجتماعية وحاجة دفاعية وامنية الى لبنان كما يمثل لبنان حاجة مماثلة لسوريا.

ان سوريا هي ضرورة لبنانية، كما ان لبنان يمثل ضرورة سورية.
ان لبنان القوي يمثل قوة لسوريا، كما ان سوريا القوية تمثل قوة للبنان.
لقد لمسنا على الدوام، ان لسوريا مصلحة في مناعة لبنان ووحدته وفي ازدهاره وفي تقدمه، ولها مصلحة دائمة في استقلاله.

وعليه، ومن موقع الامام شمس الدين نؤكد التزامنا بهذه المصلحة الاستراتيجية، وايضا" بعلاقة التاريخ والجغرافيا والدم واللغة، وايمانا" منا بالقيادة الحكيمة لسوريا التي تضع المصلحة القومية وحسابات المستقبل فوق كل اعتبار.

اننا سنلتزم على الدوام بالتعاضد الاخوي وبالتنسيق والتعاون وبعلاقة المصير والمسار التي جمعتنا في الماضي والتي تجمعنا في الحاضر والمستقبل، توصلا" لبناء سلام عادل وشامل يحفظ الحقوق العربية ويؤسس لمناعة اقطارنا وامتنا وازدهار انساننا.

يريد العالم الوحدة والمناعة لإسرائيل ويريد لنا التفكك خصوصاً بيننا وبين سوريا. فلننتبه ان الموفدين الذين يأتون الآن لا يأتون أبداً في سبيل فلسطين او في سبيل حتى المسارات السلمية. ان القضية الأولى لديهم هي قضية العراق وكي توجه جميع الأنظار عن شارون وعن وحدة إسرائيل في الداخل، وبعد ذلك يأتون لماماً على الموضوع الفلسطيني ليقولوا لنا هذا رجل خطير، أعطوا فرصة لشارون وسامحوه قليلاً. أصبحنا نحن يجب ان ندفع ثمن إنتخاب إسرائيل لشارون.

 

ايها السادة،

باسم فخامة رئيس الجمهورية، وباسمي، لا بد ان نعترف للراحل الكبير بفضله الدائم في تعزيز المساعي التي هدفت في احلك الساعات من اجل استعادة السلم الاهلي وصنعه وبنائه، وتعميق الانتماء والوحدة الوطنية وزيادة مساحات الحـوار وتعميم وعي حول مشروع الدولة وضرورة الدولة، وفي عمله اليومي لاستنهاض ارادة المقاومة والتحرير التي حققت الانتصار واندحار الاحتلال الاسرائيلي.

ان فخامته، ونحن معه، سنتذكر سماحته علىالدوام في قوله : "اننا في لبنان نلاحظ بغبطة وسرور ان مشروع الدولة والمجتمع قد صمد وهو لايزال ينمو رغم الضغوط الخارجية المهددة له، ورغم الصعوبات الداخلية التي ينبغي معالجتها وايجاد الحلول لها".

اننا من موقع الشفافية والحقيقة نعترف ان سماحته قد عبر بدقة عن الوقائع بقوله ان صعوبات النمو الداخلية تتمثل في قصور بعض اوجه نشاط المؤسسات وفي معالجة جدية وناجحة للمشكلة الاجتماعية، وان هذا الامر ينبغي التوقف عنده.

اننا مع سماحته في قوله ان لبنان ليس طبيعة جميلة جبالاً وسهولاً وشاطئاً وهواءً فحسب، بل هو معنى، هو كرامة، وحرية، وبيت، ورغيف حلال، ومستشفى، ومدرسة، وقدرة على المشاركة في الرأي والقرار من خلال تأمين مقومات الدورة الانتاجية والاقتصادية السليمة. واننا باسم فخامة الرئيس، نؤكد اننا لن نألو جهداً من اجل اطلاق فعاليات لبنان، خصوصاً في مجال تعزيز قوة العمل والانتاج.

اننا مع سماحته نلمس ان لبنان الذي ينهض بعد التحرير، هو لبنان الشباب الباحث عن فرص العمل، وعن مستقبل زاهر، واننا مثل سماحته ومن موقع المسؤولية الوطنية الذي نتحسس فيه بقوة الالام ومعاناة اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق، من كل الاعمار والمستويات، سنعمل بكل جد وحزم من اجل معالجات مسؤولة، وصولاً الى تضامن اجتماعي فاعل.

اننا سنحفظ ذكرى سماحته في حفظ الوحدة الوطنية، باعتبار ان الوحدة امر حيوي لسلامة لبنان وسلامة كيانه وصيغته وتحركه، وشرط هذه الوحده انها ليست شيئا" معطى ابداً، بل هي شيء يصنع باستمرار، وذلك من خلال الحوار الدائم المفتوح الذي يقوم علىمبدأ قبول الآخر.

اننا ندعو اللبنانيين الى التمسك بهذه الوصية، والى حفظ هذه العناوين التي رسمها الراحل الكبير بقوله :
"ان شرط وجود المسلمين في لبنان كلبنانيين هو وجود المسيحيين،
وان شرط وجود المسيحيين في لبنان كلبنانيين هو وجود المسلمين،
ولا معنى للبنان دون مسلميه" كما انه لا معنى له دون مسيحييه.
 

اخيراً رحم الله فقيد لبنان

عشتم ........ عاش لبنان

 


أعلى الصفحة | اتصل بنا |

حقوق الطبع محفوظة 2002 ©

أنجز هذا الموقع الفريق الفني في مصلحة المعلوماتية - مجلس النواب اللبناني