وصل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي قبل ظهر الاثنين 23/4/2001 الى طهران، واستهل اليوم الاول من زيارته للجمهورية الاسلامية الايرانية بزيارة مقر مجلس الشورى الاسلامي في طهران حيث كان في استقباله نظيره رئيس مجلس الشورى حجة الاسلام مهدي كروبي وعدد من النواب. وقد رافق الرئيس برّي سفير لبنان لدى ايران عدنان منصور، ووفد من قيادة حركة "أمل" مؤلف من الشيخ حسن المصري، الشيخ اديب حيدر، الدكتور حسن فران، الدكتور علي المسمار، الحاج حسن حمدان، الحاج محمد عواضة وأمين عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة.
بداية، رحب الشيخ كروبي بالرئيس برّي والوفد المرافق، وبعدها قدم الرئيس برّي عرضاً مسهباً للوقائع المرتبطة بانتفاضة الشعب الفلسطيني مذكراً بالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 بقيادة آرييل شارون وبالمقاومة التي قادتها " افواج المقاومة اللبنانية " ـ " أمل " على ابواب بيروت في خلدة حيث تمكنت حينها من ايقاف تقدم الغزو، وأسرت بعد ان قتلت نائب أركان الجيش الإسرائيلي يقتائيل آدم ودمرت وأسرت عدداً من الآليات .
اضاف الرئيس برّي: "لقد استهدف الجيش الإسرائيلي الغازي العاصمة بيروت في العام 82 بآلاف القذائف قبل ان يواصل تقدمه في ظل غياب أي من مظاهر الاحتجاج في العواصم العربية حيث كانت اول تظاهرة ضد الغزو مع الأسف في إسرائيل".
وتابع: "لقد بدأت بصورة هذا المشهد لأقول ان إسرائيل وحدت نفسها بقيادة شارون وهذا لا يعني انتخاب شخص، بل انتخاب نهج عدواني وتوسعي واستيطاني".
وذكّر الرئيس برّي بالتحذيرات التي اطلقها من طهران في خلال المؤتمر التأسيسي لاتحاد برلمانات دول منظمة المؤتمر الاسلامي وذلك رداً على الاعتقاد الذي ساد على خلفيات الانتخابات الإسرائيلية والتي كانت ترى في باراك بطل سلام.
وقال الرئيس برّي: " قلت حينها للجميع ان باراك بطل حروب، وكشفت النقاب عن بعض ما جاء في برنامجه الانتخابي، وان الوحيد الذي اظهر اهتماماً كان حجة الاسلام الشيخ هاشمي رفسنجاني رئيس هيئة مصلحة تشخيص النظام في الجمهورية الاسلامية في ايران، الذي طلب وقتها نسخة عن برنامج باراك الانتخابي ".
ولاحظ " انه مع تصاعد سياسات الحصار والقتل والتدمير الممنهج الذي تتبعه إسرائيل في محاولة لاخماد الانتفاضة لدفع تصاعد التهديدات، والعدوان الاخير الذي استهدف لبنان وسوريا لم يتحرك احد سوى الجمهورية الاسلامية الايرانية لعقد هذا المؤتمر الذي هو تظاهرة رسمية وشعبية في آن معاً لدعم فلسطين وانتفاضة ابنائها.
وعن القمة العربية التي عقدت مؤخراً في عمان، قال: "ان مؤتمر قمة عمان كان بعنوان " الانتفاضة " الا ان بالواقع تحول عن الامر الاساسي الى امور ثانوية واكتفى في الختام بقرارات مالية لدعم الانتفاضة".
وابدى الرئيس برّي مخاوفه من ان تكون هذه القرارات المالية مشابهة لتلك التي سبق واتخذتها قمم عربية سابقة لدعم لبنان وانتهت لان تكون " شيكات من غير رصيد".
وتابع: "ان سوريا ومعها لبنان وحدهما حملا الهواجس الحقيقية تجاه السياسات الإسرائيلية المتوقعة في الحاضر والمستقبل، ودعيا ( أي لبنان وسوريا ) الى ان تكون القمة التي انعقدت في الحقيقة قمة فلسطين".
ثم قدم الرئيس برّي جملة مقترحات لها علاقة بدعم الانتفاضة وتسليط الضوء على الجرائم الإسرائيلية واستنهاض الموقف الشعبي في العالمين الاسلامي والعربي ضد الجرائم الإسرائيلية.
بعد ذلك تحدث الشيخ كروبي، فقال:
" من الضروري ان اشكركم والوفد المرافق على تلبية الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر، وان اشكركم على الوحدة الوطنية التي تسود جميع الطوائف في لبنان، وان اشكر الحكومتين اللبنانية والسورية على مواقفهما، وان اشكر حركة "أمل" و "حزب الله" على التنسيق والتعاون في ما بينهما وهو الامر الذي احبط مؤامرات إسرائيل لايجاد فتنة وحفظ النصر الذي تحقق".
وأكد الشيخ كروبي "ان موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية هو دعم استمرار الانتفاضة والاستفادة القصوى من هذا المؤتمر من اجل ذلك". معتبراً: "ان الظروف التي تولدت جراء الموقف المشترك لسوريا ولبنان وانتصار المقاومة كان تفجير الانتفاضة في فلسطين ".
وشدد على "ضرورة بذل الجهود في كل الاتجاهات لتأمين تحرير الشعب الفلسطيني لأرضه واستعادته لحقوقه عبر توفير الارضية المناسبة للجميع".
واتفق الرئيسان برّي وكروبي على ضرورة التصدي لمحاولات إسرائيل تغيير قواعد اللعبة والحفاظ على جذوة الانتفاضة وعلى تقديم الاقتراحات والآليات المناسبة لتنفيذها لدعم الشعب الفلسطيني.
وفي نهاية اللقاء، قدم الرئيس برّي لنظيره الايراني مجموعة كتب مؤلفة من 12 جزءاً عن سيرة الامام السيد موسى الصدر ومواقفه، وهي من اعداد حركة " أمل " واشراف رئيس هيئتها التنفيذية يعقوب ضاهر.
هذا وكان الرئيس برّي وصل الى طهران قبل ظهر اليوم الاثنين 23/4/2001، وكان في استقباله في المطار نظيره الايراني حجة الاسلام مهدي كروبي والسفير عدنان منصور.
وفي صالون المطار ادلى الرئيس برّي بتصريح للصحافيين قال فيه:
" في البداية اتوجه بالشكر للقيادة في الجمهورية الاسلامية الايرانية على الدعوة لهذا المؤتمر لدعم فلسطين ".
وقال: "المهم ان لا يكون هذا الاجتماع كغيره وبالتأكيد لن يكون وان نكتفي بعبارات التنديد والاستنكار للجرائم الإسرائيلية وكفى الله المؤمنين شر القتال ".
واضاف: " ان وصول شارون الى رئاسة السلطتين السياسية والعسكرية في إسرائيل يجب الا يقابل ببيانات خصوصاً ان شارون وحّد صفوف الإسرائيليين فيما ينصرف العرب والمسلمون عن حقوقهم ".
واشار الرئيس برّي الى " ان القيادة الإسرائيلية الجديدة استطاعت وبسرعة ان تحيّد موقف الادارة الاميركية الجديدة لمصلحتها، اذا لم نقل انها وحّدت موقف الولايات المتحدة معها ".
وقال: " ليعلم الجميع ان المسألة ليست ان استئناف المفاوضات على المسار الفلسطيني في خطر، الحقيقة هي ان الشعب الفلسطيني في خطر ".
واكد " ان مؤتمر طهران يجب ان يعطي الجواب على هذه الاستحقاقات، وان يعطي الجواب على التهديدات الإسرائيلية لايران ولبنان وسوريا وايضاً لمصر ".
من جهته قال، الشيخ كروبي:
"ان هذا المؤتمر تشارك فيه فعاليات سياسية وبرلمانية وثقافية وفكرية من خمسين دولة وان انعقاده الآن له دلالات عديدة ومنها بداية تشكيل الارضية المناسبة لتحريك الرأي العام العالمي لدعم الانتفاضة واجبار إسرائيل على التسليم بالحقوق الفلسطينية واقامة الشعب الفلسطيني لدولته المستقلة ".
كما زار الرئيس برّي والوفد المرافق نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الأمير قبلان في مقر اقامته.
ومساء افتتح الرئيس برّي والوفد المرافق مكتب حركة " أمل " في العاصمة الايرانية طهران.
كلمة الرئيس برّي في جلسة افتتاح المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة في ايران دعا فيها الى قطع العلاقات مع إسرائيل ومقاطعة الشركات المتعاملة
العدوان الإسرائيلي الاخير جاء لإرباك النظام العام في المنطقة سوريا تمثل حاجة وضرورة لبنانية ملحة.
إسرائيل تحاول تفكيك جبهة المقاومة الممتدة من فلسطين الى لبنان وسوريا وايران واقصاء الدعم الايراني المستمر للمقاومة في لبنان وفلسطين.
ألقى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي كلمة في جلسة افتتاح المؤتمر الدولي لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني الذي بدأ أعماله صباح الثلاثاء 24/4/2001 في العاصمة الايرانية في طهران.
يذكر انه يشارك في اعمال المؤتمر اكثر من 35 بلداً اسلامياً ووفود فلسطينية ولبنانية.
النص الحرفي لكلمة الرئيس برّي
" بداية اتوجه بالشكر الجزيل الى الجمهورية الاسلامية الايرانية لدعوتها لعقد هذا المؤتمر الدولي لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني.
وهذا الامر هو جزء من رسالة مؤسس الجمهورية وملهمها الامام الخميني العظيم ( قدس سره ) الذي بادر فور انتصار انتفاضة الشعب المسلم في ايران على نظام الشاه البائد الى اعلان يوم الجمعة الاخير من رمضان يوماً للقدس، من اجل استنهاض همة المسلمين للجهاد من اجل تحريرها من براثن الغاصب الصهيوني.
ان الشعب الفلسطيني المجاهد يعلق امالاً كبيرة على هذا المؤتمر، وقد ملّ عبارات الاستنكار والادانة التي لن توقف الجرائم الإسرائيلية، وعبارات التأييد للانتفاضة، وهي لا تداوي جريحاً ولا تواسي شهيداً ولا تطعم الجماهير الفلسطينية المحاصرة في المدن والبلدات والقرى الفلسطينية.
ان الشعب الفلسطيني ينتظر بالطبع الوسائل التي سيتيحها هذا المؤتمر لدعم انتفاضته.
انني قبل ان اقدم مساهمتي ببعض الافكار في هذا المجال، اود ان اقدم للسادة المؤتمرين وجهة نظر ارى من المفيد عرضها، حتى لا يبقى في داخل أي منا أي تردد، حول ان طبيعة الصراع مع إسرائيل قد حسم على انه صراع وجود، وان امكانيات التسوية قد تلاشت امام جملة المراسيم الحاخامية التي تفرض سلوك المستوى السياسي الإسرائيلي.
كمسؤول قدت افواج المقاومة اللبنانية " أمل " التي اسسها الامام القائد السيد موسى الصدر منذ عام 1980 وحتى تحرير معظم الاراضي اللبنانية ومن خلال مدرسة الامام الصدر التي تعلمت منها، ومن خلال خبرتي وتجربتي فانني اليوم واكثر من أي يوم مضى اؤكد ان الإسرائيليين كلهم او في معظمهم يعتنقون تصور الاصولية اليهودية الجذري والعدائي للعلاقة بين إسرائيل وسائر بلاد العالم.
ان صورة إسرائيل اليوم هي الصورة التي يمثلها آرييل شارون الذي يقف على رأس المستوى العسكري والسياسي في إسرائيل والذي يعبر عن الاتجاه الاكثر تطرفاً لإسرائيل بشكل عام، إسرائيل المنغلقة فكرياً، إسرائيل الاستيطان، إسرائيل العدوانية.
ان آرييل شارون كعنوان لإسرائيل يعبر عن تمكن الفكر الاصولي الصهيوني من ارساء نظام متماسك ينطلق ليس من التنكر للاتفاقات المجحفة التي تم التوصل اليها مع الفلسطينيين، بل من الغاء هذه الاتفاقات واعادة احتلال مناطق السلطة الفلسطينية، والتأكيد ليس على ضم القدس نهائياً وانما ضمان ضم الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان الى إسرائيل.
استراتيجية لمواجهة إسرائيل :
اني ادعو الجميع الى بناء استراتيجيتهم لمواجهة إسرائيل ليس على اساس ان هناك انقلاباً تصحيحياً قد حصل لصالح الصهاينة الأصوليين الذين يطرحون فكرة " ملخوت يسرائيل " أي اعادة السلطة الى بيت داوود على ارض إسرائيل الكاملة والذين يتبنون فكرة اعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى.
انكم ايها السادة المؤتمرون سوف تلمسون قريباً ان خطوات حكومة شارون ستتبع الخطوات التالية :
أولاً : التنفيذ الكامل لخطة الفصل، بما سيؤدي حتى ولو توقفت الانتفاضة الى خنق اقتصادي للمناطق الفلسطينية، عبر تضييق سبل العيش واغلاق فرص العمل امام الفلسطينيين.
ثانياً : تجميد المفاوضات مع الفلسطينيين وطي خرائط الانسحابات التي كانت مطروحة من أي نسبة من الاراضي الفلسطينية.
ثالثاً : التركيز على سياسة الاستيطان الحازم في اشد المواقع حساسية حول القدس.
احببت ان اوجه انتباهكم الى ماتقدم من اجل ان اؤكد لكم ان الاجماع الإسرائيلي الذي تحقق لا يعبر عن نفسه بقيام حكومة شارون التي تضم حزبي الليكود والعمل ومعهما شاس وغيرهم فحسب، وانما يعبر هذا الاجماع عن نفسه بالتأكيد ان المجتمع الإسرائيلي لن يكون الان او في المستقبل ملائماً او قابلاً بأية تسوية، وطبعاً لن يعترف بحق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
ان إسرائيل جادة في تحديد هدفها بتجريد الفلسطينيين الرسميين في اطار السلطة او الاخرين الذين يقفون خارجها من سلاحهم.
انني هنا لاؤكد لاخوتي الفلسطينيين ان إسرائيل سوف تتراجع كذلك عن معاملة عرب فلسطين في الاراضي المحتلة عام 1948 ولو كمواطنين من الدرجة الثانية.
وانني احذر من ان إسرائيل سوف لا تبذل جهوداً فقط من اجل تحويل الحلم الفلسطيني باقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع الى كابوس، بل ان سلطة القرار الإسرائيلية ستتجاوز في تطبيق سياسة القهر على الفلسطينيين في الاراضي المحتلة عام 1967 الى الاراضي المحتلة عام 1948.
ان النظرية الإسرائيلية حالياً في التطلع الى ابناء الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة عام 1948 تنطلق من قاعدة حسابية إسرائيلية تقول " اذا اردنا الحؤول دون سفك الدماء سفكاً متصلاً، فليس ثمة الا حل واحد وهو نقل سكان ارض إسرائيل من العرب الى الدول العربية ".
هذا على المستوى الفلسطيني، اما على بقية المستويات او المسارات كما يحلو لاي منكم ان يصفها فاني اوجه عنايتكم:
أولاً : لقد رافق سقوط حكومة باراك وانتخاب شارون ظهور اصوات في إسرائيل تطالب بضرب السد العالي.
واوجه ملاحظة الجميع الى ان جميع المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والامنية الإسرائيلية، تعتبر انها فشلت في تحييد دور مصر في العالمين العربي والاسلامي. وبالتالي فان إسرائيل عادت لتتطلع الى مصر كعدو، وهي تقوم باعادة تشكيل جبهتها الجنوبية وتنظر الى احداث الانتفاضة في قطاع غزة على انها امر يمثل خط تماس مع مصر.
ثانياً : ان إسرائيل ورغم اعلانها الانسحاب من الاراضي اللبنانية وفق القرار 425، فان إسرائيل لم تلغ من ادبياتها ولم تسقط من مشروعها الايديولوجي اطماعها في لبنان.
لقد قامت إسرائيل بحملة تحريض واسعة بهدف تحميل لبنان المسؤولية عن أي حركة عسكرية عدواني إسرائيلية. وقامت كذلك باطلاق المزاعم عن امتلاك المقاومة لصواريخ بعيدة المدى واسلحة هجومية متنوعة تستهدف امن الشمال الإسرائيلي . كما يقولون وصلت الى لبنان من ايران عن طريق سوريا.
وهكذا فإن العدوان الإسرائيلي الجوي الأخير الذي استهدف لبنان وسوريا في لبنان لم يكن رد فعل على عملية للمقاومة، فالمقاومة هي نتيجة للاحتلال وستبقى ما بقي الاحتلال، وقد سبق لها ونفذت عمليات في مزارع شبعا وستتابع ذلك . لقد جاء هذا العدوان عن سابق إصرار وتصميم لإرباك النظام العام في المنطقة ولبنان وعلى وجه الخصوص عبر الإيحاء باستعداد إسرائيل للعودة بلبنان إلى أجواء الفتنة.
كما حملت إسرائيل عدوانها رسائل عديدة منها : انها تستهدف قطع الطريق على تعزيز قوة المقاومة، وقطع طريق محاولة تطبيع العلاقة بين سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة التمسك بالثوابت العربية.
ان إسرائيل تريد التوصل الى غاية استراتيجية اخرى عملت من اجلها خلال اجتياح عام 1982 للاراضي اللبنانية، وهي كسر المبادرة السورية المستمرة تجاه لبنان وهي المبادرة التي مكنت لبنان من:
1 ـ وقف النزيف الداخلي الذي تمثل بالحرب الأهلية.
2 ـ تمكن لبنان من السير خطوات ثابتة نحو صنع سلامه الداخلي وبنائه واستعادة الدولة وبناء الثقة بالدولة .
3 ـ توحيد لبنان ومقاومته التي تمكنت من دحر الجيش الإسرائيلي .
ان هناك هدفين إسرائيليين متلازمين هما : الوصول الى فك وحدة المسارين اللبناني والسوري واطلاق نشاط ديبلوماسي دولي ضاغط على لبنان، لنشر الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية في اطار وظيفة اقليمية تهدف لجعل هذا الجيش حارس حدود لإسرائيل.
ان المسعى الإسرائيلي سينصب على سحب سلاح المقاومة، وبالتالي جعل الجنوب اللبناني مجدداً ساحة مكشوفة عسكرياً.
مصلحة لبنان في التمسك بالدور السوري
بالمقابل، فان المصلحة الاسترتيجية اللبنانية العليا هي التمسك بالمبادرة والدور السوري في لبنان لان سوريا تمثل حاجة وضرورة لبنانية ملحة وعنصر التوازن اللبناني مقابل:
أ ـ استمرار الاحتلال الإسرائيلي لاجزاء عزيزة من الاراضي اللبنانية عنيت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
ب ـ مواصلة إسرائيل خرق المجال الجوي والبحري للبنان.
ج ـ استمرار إسرائيل في احتجاز حرية المعتقلين والمسجونين اللبنانيين.
ان سوريا تمثل حاجة لبنانية. اما على المستوى السوري فلا حاجة للقول ان إسرائيل تتنكر لحق سوريا في استعادة ارضها المحتلة حتى حدود الرابع من حزيران.
ان إسرائيل تركز بصفة خاصة على بناء الجمهورية الاسلامية الايرانية لقوتها الذاتية، وتحاول ان تولد موقفاً دولياً مناهضاً لعملية تحديث التسلح الايراني. ان إسرائيل ترى في مواقف الجمهورية الاسلامية الايرانية في السلاح الايراني خطراً عليها. ان إسرائيل تريد اقصاء الدعم الايراني المستمر للمقاومة في لبنان وفي فلسطين.
ان إسرائيل تحاول بكل الجهود منع تطبيع العلاقات العربية ـ الايرانية.
اذن، وكما نلمس، فان إسرائيل تحاول تفكيك جبهة المقاومة والممانعة الممتدة من فلسطين الى لبنان وسوريا والجمهورية الاسلامية، ان هذه الجبهة وحدها تشكل المانع امام تشكل إسرائيل الكبرى.
اني اقدم الاقتراحات الآتية: ان المطلوب دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني، وان الشعب الفلسطيني يعاني اشد المعاناة .
انني ادعو الى :
1 ) انشاء صندوق لدعم حاجات الشعب الفلسطيني الملحة من التبرعات الشعبية، لأن صناديق الحكومات كما أكدت التجربة اللبنانية من خلال القمم العربية هي مع الاسف شيكات من دون رصيد.
2 ) العودة للعمل بميثاق منظمة التحرير الفلسطينية واعتبار الكفاح المسلح خياراً ايضاً.
3 ) قيام جميع الدول الاسلامية بقطع كل انواع العلاقات مع إسرائيل.
4 ) تجديد العمل، ليس على مساحة العالم العربي فحسب، بل على مساحة العالم الاسلامي بمقاطعة كل الشركات التي تتعامل مع اسرائل.
5 ) تخصيص برامج اعلامية للانتفاضة.
6 ) قطع العلاقات مع كل دولة، حتى اذا كانت اجنبية، تحاول نقل سفارتها الى القدس الشريف.
7 ) ادعو لعقد اجتماع طارىء لاتحاد برلمانات دول منظمة المؤتمر الاسلامي.
8 ) اطلاق تحرك دولي لمنظمات حقوق الانسان.
اخيراً، اننا في " أمل " كنا دائماً منحازين لكفاح الشعب الفلسطيني البطل بمواجهة إسرائيل. واننا اليوم اكثر من أي وقت مضى، نتمسك بما قاله مؤسس الحركة الامام السيد موسى الصدر " القدس تنادي "، ان شرف القدس يأبى ان يتحرر الاعلى ايدي المؤمنين.
الرئيس برّي يلتقي الرئيس الايراني ويشرح له الوضع في لبنان الاربعاء 25/4/2001
استقبل الرئيس الايراني السيد محمد خاتمي في طهران قبل ظهر الاربعاء 25/4/2001 رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي على رأس وفد من حركة " أمل " ضم الشيخ حسن المصري، الدكتور حسن فران، علي المسمار وعلي حمدان، ورافقه ايضاً الامين العام للشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة وفي حضور السفير اللبناني في ايران عدنان منصور، وسفير ايران في لبنان محمد علي سبحاني.
واستهل الرئيس خاتمي اللقاء بالتأكيد على علاقات الجمهورية الاسلامية الايرانية المتينة بكل لبنان، وتمنى ان يخرج المؤتمر الدولي لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني المنعقد في طهران بنتائج طيبة.
ثم تحدث الرئيس برّي، فشكر للرئيس خاتمي اتاحته الفرصة لهذا اللقاء، وقدم له شرحا للوضع في لبنان ولرؤيته للوقائع المترتبة عن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وكذلك العدوان على القوات السورية في لبنان. وحذر من ان شارون قد يقوم بقفزات الى الامام او الى الخلف بهدف خلق عمليات تهجير جديدة للشعب الفلسطيني، وتوسيع نطاق التوتر والمواجهات الاقليمية.
وشكر الرئيس برّي للرئيس الايراني اقامة مكتب لحركة " أمل " في طهران، وقدم له هدية مجموعة كتب عن " مسيرة الامام السيد موسى الصدر " أعدتها حركة " أمل ".
ثم تحدث الرئيس خاتمي، فقال:
" كل ايران هي مكتبكم، وان الشرح الذي قدمتموه هو تحليل جيد، ونحن نستفيد دائماً من اللقاءات معكم ومن هذا التحليل ".
وأعرب الرئيس خاتمي عن تقديره لدور الرئيس برّي على الساحتين اللبنانية والعربية، وقال: " لقد كنا وسنبقى إلى جانبكم، ونتمنى لكم التوفيق في أعمالكم، وللمقاومة والشعب اللبناني ". وأكد أيضاً انه سيزور لبنان قريباً.
استقبالات
وكان الرئيس برّي التقى على هامش أعمال مؤتمر دعم الانتفاضة أمس الثلاثاء 24/ 4 /2001 رئيس المجلس الوطني في
السودان وعرض معه الشؤون العربية والتطورات في الشرق الاوسط في ضوء العدوان على الشعب الفلسطيني والتهديدات والاعتداءات على لبنان وسوريا.
كما التقى الرئيس برّي وفداً من حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين " حماس "، ووفداً من حركة الجهاد الاسلامي، وبحث معهما الوقائع الجارية في الاراضي الفلسطينية وسياسة التدمير الممنهج التي تمارسها إسرائيل.
والتقى الرئيس برّي في وقت لاحق، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون وعرض معه اوضاع الانتفاضة، كما التقى وفداً من قيادة الفصائل الفلسطينية ضم الامين العام لحركة فتح ـ الانتفاضة العقيد سعيد موسى " ابو موسى " والامين العام للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة أحمد جبرّيل.
اختيار الرئيس برّي عضواً في هيئة رئاسة المؤتمر الدولي في ايران
تم اختيار هيئة رئاسة المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة المنعقد في ايران في مستهل جلسة الافتتاح الثلاثاء 24/4/2001 وضمت الي جانب رئيس مجلس الشورى الايراني الشيخ مهدي كروبي، رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي، نائب الرئيس السوري زهير مشارقة، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور محمد بن عبدالله جبير، الأمين العام لـ " حزب الله " السيد حسن نصرالله والمطران إيلاريون كبوجي.