تصريح الرئيس نبيه بري حول موضوع استخدام إسرائيل الأسلحة المغلفة باليورانيوم في الجنوب اللبناني


 

رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري يضع في الواجهة ملفاً جديداً يتعلق باستخدام إسرائيل الأسلحة المغلفة باليورانيوم في الجنوب اللبناني.
 

أدلى الرئيس بري الاربعاء 17/1/2001 بالتصريح التالي :

" ان الاعلان الصادر عن مسؤولي وعن الصحف الاسرائيلية حول استخدام الجيش الاسرائيلي لقذائف اليورانيوم المستنفذ للعمليات الحربية منذ العام 1985، وبما ان الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على لبنان خصوصاً خلال عمليات اعوام 1993، 1996، 1999 وغيرها والمجازر المرتكبة والمعلومات المتداولة تؤكد استعمال اسرائيل للقنابل العنقودية والفوسفورية والانشطارية والمسمارية، فإننا بتنا متأكدين ان لبنان كان ميدان تجربة القذائف، وكذلك فلسطين قبل انفضاح جريمة اعراض البلقان ".
 

اضاف الرئيس بري : " اننا لذلك نطالب الحكومة اللبنانية والجهات الدولية التقصي حول وقوع لبنان تحت تأثير هذا النوع الاشنع من القذائف والتي تؤدي الى الاعتلالات الصحية الخطيرة ابرزها السرطان حيث انها من المؤكد ان اسرائيل ستحظى بالامتياز في ارتكاب هذا النوع من جرائم الحرب.
كما نطلب من الوزارات المختصة القيام بدراسات علمية واختبارات سريعة لمعالجة هذا الموضوع بدءاً من التعليمات والتحذيرات والتنبيهات التي يجب ان تتولاها ".
 

وفي هذا الإطار قام الرئيس بري بسلسلة تحركات كان ابرزها :
 

مطالبة رئيس السلطة التنفيذية رئيس الحكومة رفيق الحريري بالكشف والتحقق عبر تشكيل لجنة للتقصي حول إستخدام اسرائيل لقذائف مغلفة باليورانيوم المستنفذ بما يتسبب بإشعاعات مضرة بالصحة العامة، على إثره قام مجلس الوزراء في جلسته الاسبوعية بتكليف وزارتي الصحة والبيئة والمجلس الوطني للبحوث العلمية بالتعاون مع الجيش اللبناني إعداد تقرير حول هذا الموضوع الخطير جداً.
 

هنا وقد تطرق الرئيس بري الى هذه المشكلة مع كل من :

1- الممثل الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميتسورا يوم الخميس 18/ 1 /2001، والذي صرح بعد اللقاء حول موضوع اليورانيوم بالتالي : " لقد اثار الرئيس بري هذه المسألة وهو محق في ذلك وهي قضية ليست موضع اهتمام لبنان فحسب، بل موضع اهتمام كل العالم. وانا شخصياً كنت في كوسوفو والبوسنا والعراق بعد الحرب، ولقد تحققنا من وجود عوارض غريبة ومؤذية بين المدنيين والعسكريين نتيجة احصاءات اجريت في ضوء النزاعات وبمعنى آخر جراء هذا النوع الجديد من السلاح الذي يبدو انه يترك آثاراً على الانسان والا لما شاهدنا ما يحدث الان في ايطاليا وبلجيكا وفرنسا حيث هناك قلق جدي على الجنود والمدنيين، وعندما كنت في كوسوفو ولقد قضيت فيها وقتاً طويلاً، وجدنا مثل هذه الحالات ورغم ما اقوله فأنه يجب الا نثير مشاعر الخوف. لكن الرئيس بري كان اول الذين اثاروا هذا الموضوع معي فيجب علينا ان نكون علميين، وفي نفس الوقت علينا الا نكون متسرعين. فهذه القضية يجب ان يتم التحقق منها علمياً واختبارياً هنا وفي كل البلدان. ونستطيع ان نتبادل المعلومات في هذا المجال بيننا وبين تلك التي تحصل في كوسوفو بطلب من الاتحاد الاوروبي واعضاء آخرين في حلف شمال الاطلسي. وهذه الدراسات يمكن ان نقارنها بما نستطيع ان نفعله هنا من وجهة نظر تقنية، وعندما نعرف بها، علينا ان تهتم بالاطفال والمدنيين الذين عانوا من امور أخرى،والذين يجب الا نعرضهم لامور لم نحقق بها علميا.
2- كذلك الامر تصدر هذا الموضوع اللقاء مع سفير بريطانيا الجديد ريتشارد كينشن الذي قال : " كانت زيارتي للرئيس بري زيارة تعارف واجرينا جولة افق حول عدة مواضيع وتناولنا خصوصاً الاوضاع القائمة بين لبنان واسرائيل وتأثيرها على جنوب لبنان ".
 

سئل : هل لديك معلومات عن استخدام اسرائيل لقذائف اليورانيوم المستنفذ في الجنوب ؟
أجاب : " لقد اثار الرئيس بري مسألة اليورانيم المستنفذ وهو موضع بحث في عدة دول اوروبية ودول اخرى ".
ونحن مستعدون لتقديم أي معلومات او مساعدات للرئيس بري وللشعب اللبناني في هذا المجال. ولكن الامر لا يزال قيد التحقيق في الدول الاوروبية ".

 

تحركات وردود فعل أخرى :

1 ـ لبنان يطلب من الأمم المتحدة معلومات حول استخدام اسرائيل الأورانيوم المستنفذ طلب وزير الخارجية والمغتربين محمود حمود من مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير سليم تدمري أجراء اتصالات لدى المنظمة الدولية للحصول على معلومات عما تردد عن استخدام اسرائيل مادة الأورانيوم المستنفذ في اعتداءاتها على لبنان نظراً الى اهمية الموضوع وتأثيره على البيئة والسلامة العامة.

 

لمحة عامة عن اليورونيوم :

اليورانيوم المستنفذ معدن ثقيل وهو مشع قليلاً، ولجميع المعادن الثقيلة خصائص كيميائية سامة والتعرض لها والاحتكاك بها لفترات طويلة قد تكون له نتائج صحية سلبية وهو امر معروف بالنسبة لليورانيوم.
وترتبط درجة الخطورة بمدى احتكاك الافراد بهذه المادة. وتنبغي الاشارة الى ان اليورانيوم المستنفذ قد يدخل الى الجسم البشري عن طريق الفم او الانف ويؤدي الى حالات تسمم خطيرة تصيب غالباً الكلى بأضرار مدمرة. الاكثر ترجيحاً للاصابات التي يجري الحديث عنها هو التعرض للأشعاع الذي يصدر عن اليورانيم المستنفذ في الاماكن والمعدات العسكرية التي تعرضت لقصف بقذائف تحتوي على المادة.
فبعد القصف غالباً ما تنتشر جزئيات " الفا " وهو ما قد يكون مصدر خطر وسبباً للامراض، ومن المعروف ان شعاع " غاما " الذي يصدر عن النشاطات في المواد التي تحمل خصائص كاليورانيوم قادر على اختراق الانسجة الحية والوصول الى الخلايا وتدميرها لكن جزئيات "الفا " لا تمتلك خاصية الاختراق لكنها قد تدخل الى الجسم عبر التنفس وتنتقل من الجهاز التنفسي الى الدورة الدموية تاركة آثاراً خطيرة خصوصاً على الخلايا الحديثة التي تعتبر حساسة إزاء الاشعاع، من هنا يمكن تفسير مصدر الحديث عن مرض ابيضاض الدم ( اللوكيميا ).
أما النوع الاكثر انتشاراً هو قذائف الدبابات من عيار 120 مليمترا التي تستخدمها دبابات " ابرامز " الاميركية و " تي72 " الروسية اضافة الى فذائف من عيار 105 مليمتر لدبابات فرنسية وبريطانية كما زج الاميركيون بعشرات الطائرات من طراز " أيه-10 " ( صائدة الدبابات ) التي تحمل مدفعا رشاشا دوارا من عيار 30 مليمترا طلقاته مزودة برؤوس من اليورانيوم المستنفذ.
اما الدول المنتجة فهي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا لكن الدول التي تمتلك هذه الاسلحة يزيد عددها عن 17 دولة ومن ضمنها اسرائيل.
والغريب بالامر ان هذه الاسلحة لا تصنف انها نووية بل تقليدية !
وما زال موقع حلف "ناتو" على الانترنت،، وكذلك موقع " حماية البيئة " التابع للأمم المتحدة، مصراً على القول ان مخاطر استعمال اليورانييوم المجهد ضئيلة تماماً، وان هذه المادة هي فعلاً... مجهدة !.

 


أعلى الصفحة | اتصل بنا |

حقوق الطبع محفوظة 2002 ©

أنجز هذا الموقع الفريق الفني في مصلحة المعلوماتية - مجلس النواب اللبناني