-
14
آذار كان نموذجاً ليوم وطني عام يوحد جميع
اللبنانيين.
- إسرائيل هي المعتدية على مياهنا وتأمين المياه للوزاني من نبعها أمر طبيعي.
- أدعو الى اطلاق تحرك في 27 / آذار يكون يوماً لدعم الانتفاضة الفلسطينية.
عقد رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي الاربعاء
14/ 3 /2001 ندوة صحافية في مجلس النواب بمناسبة ذكرى الاجتياح الإسرائيلي لجنوب
لبنان في 14 آذار اليوم اللبناني العالمي للتضامن مع الجنوب والبقاع الغربي. تناول
خلالها التهديدات الاسرائيلية الأخيرة ومسألة التركيز الاسرائيلي على مياه
الحاصباني والوزاني.
استهل الرئيس برّي الندوة بالقول :
" يصادف التركيز الاسرائيلي على مياه الحاصباني
والوزاني في الذكرى الـ 23 للاجتياح الاسرائيلي ليل 14 ـ 15 آذار 1978 بعنوان "
عملية الليطاني ". ومن المعلوم أنه قبل 23 عاماً تعرض لبنان وجنوبه بشكل خاص لأعتى
اجتياح مدمر قام به الجيش الاسرائيلي مستخدماً قواته البرّية والبحرية والجوية وكل
انواع الاسلحة الحديثة الفتاكة والمحرمة دولياً بعنوان عملية الليطاني. ان مثل هذا
الاجتياح وما قبله وما بعده من اجتياحات هي ذروة ارهاب الدولة في اسرائيل التي عبرت
عنها المجازر وتدمير القرى بكاملها ودور العبادة من كنائس ومساجد ومؤسسات تربوية
ومستشفيات ".
اضاف :" ان الشعب اللبناني لا يمكن ان ينسى هذه المآسي ولا تلك الكوارث ولن ينسى
الشعب اللبناني معتقلات " انصار " والخيام وما سمي بـ " الـ 17 "، ولن ننسى ايضا
مزارع شبعا ولا ابناءنا المعتقلين في السجون الاسرائيلية، وسنتذكر على الدوام موضوع
الالغام الاسرائيلية التي تفاجئنا كل يوم، حيث لا يزال هناك 130 الف لغم خلفها في
الاراضي اللبنانية حسب تقرير الامم المتحدة.
وفي نفس الوقت نتمنى على لجنة 14 آذار و18 نيسان ان تكمل مساعيها ومواكبها لهذه
الحركة، وتذكير اللبنانيين والعرب دائماً والعالم بتلك المجازر ".
وتابع الرئيس برّي : " وفي الحقيقة، فإن اسرائيل هذه المرة جاءت لتقول عبر القناة
الثانية للتلفزيون الاسرائيلي وركزت امس على الجبهة الشمالية وعلى لسان وزير الدفاع
الذي قام بجولة في المنطقة الشمالية مركزاً على محطة ضخ وضعها لبنان على النهر، وان
هذا الامر يلحق الضرر باسرائيل، ويهدد لبنان في هذا الموضوع بكل صراحة. وقال المصدر
الامني الاسرائيلي " ان الحكومة اللبنانية شرعت في بناء محطة ضخ للمياه على نهر
الحاصباني بالقرب من قرية الغجر، ان الحكومة الاسرائيلية ترى في الامر تطوراً
خطيراً وسترد عليه ".
اضاف :" احب ان اوضح هذا الامر حتى لا يعتقد العالم
اننا نحن من يأخذ مياه اسرائيل ووصلنا الى مقولة " قتلني وبكى وسبقني واشتكى "
وحقيقة الامر ان مجلس الجنوب، ونظرا لحاجة المنطقة والقرى التي هي دون مياه على
الاطلاق، يقوم بتنفيذ مشروع لتأمين المياه الى بلدة الوزاني، من مياه نبع الوزاني،
وهذا طبيعي ان تتأمن المياه للبلدة من النبع الذي نبع من ارضها، ومجلس الجنوب يقوم
بتأمين المياه لها من نبعها على بعد 50 متر من الخط الازرق داخل الاراضي اللبنانية،
ومقابل بلدة الغجر ويوجد بالقرب من الاشغال الجاري تنفيذها من قبل مجلس الجنوب مضخة
اسرائيلية على النبع نفسه، وبالتالي فان اسرائيل هي المعتدية، وبواسطة هذه المضخة
يتم تأمين المياه من داخل الاراضي اللبنانية الى بلدة الغجر، واسرائيل تريد ان تقول
انه يحق لها ان تضخ مياهنا، ونحن يمنع علينا ضخ مياهنا.
واوضح الرئيس برّي ان المشاريع التي ينفذها مجلس الجنوب تشمل شق طريق بطول 1500 متر
للوصول الى النبع، وبناء تجهيزات لمحطة الضخ وتمديد القساطل لجر 200 8متر مكعب في
اليوم الى خزان البلدة وهذه الاشغال يجري تنفيذها بالتنسيق مع قيادة الجيش اللبناني
وبمواكبة واشراف قوات الطوارىء الدولية ".
وقال :" احببت ان اقول ان اسرائيل هي المعتدية على مياه الحاصباني والوزاني
والليطاني، وفي هذا اليوم تماماً وتحت عنوان " عملية الليطاني " دمرت اسرائيل
الجنوب ودمرت لبنان، وهي تأتي اليوم بالذات لتقول اننا نعتدي على مياه الوزاني. مع
الاسف اين هم، واين نحن ".
وتابع الرئيس برّي :" في هذه المناسبة اعود لاشدد على وحدة الموقف اللبناني وعلى
الوحدة الوطنية لانها سلاح الردع الوحيد لاي تفكير بالمساس بلبنان، فالتهديدات
تتواصل، امس كان تهديد وزير الدفاع الاسرائيلي الجديد. فكل واحد يجرب تهديداته
معنا، في نفس الوقت الذي نرى فيه بوادر تفرقة . ادعو الجميع في مواقع المسؤولية الى
الانتباه من ان يختلط عليهم العدو من الصديق، ومن الوقوع في فخ ترسيم حواجز مصطنعة
امام تعميق العلاقات مع سوريا التي كانت الشقيق وقت الضيق والتي وقفت الى جانب
اللبنانيين في محنهم خصوصا في الوقت الذي لا تزال فيه اسرائيل تستمر في تهديداتها،
واقول للذين ينشدون مصلحة لبنان اننا نعيش في منطقة القلق، واننا نقف على خط التماس
الجغرافي والتاريخي مع قضايا منطقتنا، ولا يمكن عزل لبنان عن التأثر والتأثير في
محيطه ولا يمكن ان نتنكر لدورنا او لعروبتنا او للبنانيتنا.
واخيرا، اطلب من لجنة 14 اذار و18 نيسان ان تتابع تحركها وادعو اللجنة الى اطلاق
تحرك يوم السابع والعشرين من اذار الذي يصادف انعقاد القمة العربية استجابة
للقرارات السياسية الصادرة عن مجلس الاتحاد البرلماني العربي، اعتبار هذا اليوم
دعما للانتفاضة.
أسئلة وإستجوابات
وسئل الرئيس برّي عن التحرك اللبناني الرسمي
في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية على المياه ؟.
أجاب :" اخشى ان يحصل كما حصل بالنسبة لقضية اللبنانيين في الكونغو، احببت
توضيح هذا الامر، في السابق كشفنا سرقة التراب اللبناني ولم تستمر الشكوى حتى
النهاية، ان تأمين المياه حاجة ضرورية للقرى التي تحررت خصوصا وان معظم المدن
والبلدات لا توجد فيها مياه عى الاطلاق وقد بدأ مجلس الجنوب بعد التحرير فوراً
العمل لتأمين المياه، ومن الطبيعي ان يؤمن المياه للوزاني من بلدتها ".
سئل : " هل تعتقد ان هذه التهديدات مقدمة للاعتداء على لبنان ؟
أجاب : لا شك علينا ان نبقى حذرين، فالذي حصل
مع اسرائيل ليس سلاماً، بل ان اسرائيل انسحبت تحت ضغط المقاومة، وعلينا الانتباه
لهذا الامر، واحب هنا ان اتحدث عن موضوع ولكن ليس لدي اثباتات جدية ولكن لدي بعض
القرائن والادلة وبعض الامور التي تصل الى حدود الدليل لكنها ليست ثابتة واكيدة،
فان التحركات التي تجري ضد المغتربين في افريقيا ومنها الكونغو وغير الكونغو علينا
ان نبحث بجدية عن الاصابع الاسرائيلية في هذا الموضوع، فالافارقة لم يكونوا ابدا
على عداء مع اللبنانيين، بل كانوا دائما محبين للبنانيين، لان اللبناني ولعله
الاوحد، الذي استطاع ان يعيش في الجو الافريقي وان ينمي ويشارك في تنمية الحياة
الافريقية، المغتربون هؤلاء اكثرهم من الجنوب، وبالتالي اعتقد ان اسرائيل لا تزال
تخوض معركتها ضد لبنان وضد الجنوبيين ليس فقط في الجنوب اللبناني وانما ايضا على
مساحات الاغتراب. وهذا الامر لنا حديث حوله في وقت لاحق وعندنا مسائل ملموسة في هذا
الموضوع ".
سئل : تكلمتم عن بوادر تفرقة، كيف يمكن ان نواجهها ؟.
اجاب :" علينا ان نواجهها بتمتين الوحدة الوطنية وما قلته اعتقد انه واضح
وكاف، ويكفي انه في يوم كهذا اليوم أي 14 آذار كيف ترون هذا الجو، وهذا الامر لا
يخدم المصلحة العامة، علينا ان لا ننسى ان العدو ما زال قائماً ".
ورداً على سؤال قال الرئيس برّي :" في مثل هذا اليوم كنا نعلق الشارات الصفراء وقد
انطلقت الفكرة من المجلس النيابي وذلك للتذكير بالقرار 425 في كل مكان، وكان هذا
اليوم نموذجاً ليوم وطني عام في لبنان، وكان اللبنانيون يختلفون على امور معينة ما
عدا في هذا اليوم الذي كان يوحد اللبنانيين، وكنتم ترون الشارات الصفراء في كل مكان
حتى ان السفير الاميركي كان يضع على صدره الشارة الصفراء عندما يحضر الاحتفال هنا
في مجلس النواب بمناسبة 14 آذار، واستطيع ان اقول أن هذا اليوم كان يوماً وطنياً
عاماً للمسلمين والمسيحيين ولا يجوز ان يحصل تحت خيال ما سمي بالنصر اللبناني،
باعتبار ان النصر لم ولن يكتمل طالما ان هناك قطعة ارض لا تزال محتلة من قبل
اسرائيل. فاذا بقي هناك شبر واحدتحت الاحتلال فان ذلك يعني ان الاحتلال يطاول
الجميع، واحب ان اوضح هنا ان نحو 15 او 16 اعتداء وخرقاً تنفذ كل اسبوع ضد لبنان
وهذه الخروقات لا تحتاج الى دليل او تقرير امني وهي تحصل بوضوح وتحت بصر وسمع
الجميع وتطاول احياناً العاصمة بيروت ".