اجتماع للرؤساء الثلاثة في بعبدا لتقويم الموقف والمعلومات والتطورات بعد الهجمات الانتحارية التي حصلت في نيويورك وواشنطن


 

الرئيس برّي ينفي وجود طلب اميركي بتسليم لبنانيين متهمين بالإرهاب ويؤكد حصول اتصالات ذات طابع امني لم يكن فيها اسماء لبنانيين كما يؤكد تضامن الرؤساء مع ضحايا التفجيرات في اميركا وتوافقهم على أهمية بلورة موقف عربي موحد يميز بين المقاومة والإرهاب.

 

بدأ لبنان الاربعاء 19/9/2001 حركة مشاورات سياسية سريعة وناشطة لتقييم الوضع في ضوء التطورات التي اعقبت الهجمات الانتحارية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأميركية . ولشرح وجهة نظره حيال هذه التطورات، وامكان بلورة موقف عربي موحد ازاء الاحتمالات المرتقبة.
وقد تقررت هذه الحركة في خلال الاجتماع الثلاثي الذي عقده قبل ظهر الاربعاء 19/ 9 /2001 الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا، وضم رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ورئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه برّي ورئيس مجلس الوزراء السيد رفيق الحريري، والذي تناول عرض الاوضاع في لبنان والمنطقة في ضوء التطورات المستجدة بعد الهجمات التي حصلت في نيويورك وواشنطن.
وتم في خلال هذا الاجتماع تقييم الموقف وردود الفعل التي صدرت محليا واقليميا ودوليا ولا سيما منها موقف لبنان، كما عرضت الاتصالات التي اجريت في الساعات الماضية والمعلومات الديبلوماسية الواردة في هذا الشان من المراجع المعنية.
وتقرر في ضوء هذا التقويم اجراء مشاورات مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة لتقويم الوضع.
وكان من المقرر ان يحضر وزير الخارجية والمغتربين السيد محمود حمود هذا الاجتماع الا ان وعكة صحية المت به حالت دون مشاركته.
وعلم ان الرئيس الحريري سيتولى القيام بهذه المشاورات السريعة، وهو بدأها فعلا بزيارة خاطفة إلى دمشق، واعقبها بزيارة ثانية إلى العاصمة الفرنسية التي يعود منها نهاية هذا الاسبوع.

 

الرئيس برّي

واوضح الرئيس برّي ان التفاهم كان تاماً مع الرئيسين لحود والحريري على موقف لبناني يؤكد التضامن مع ضحايا الاعتداءات التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأميركية، انطلاقاً من ضرورة التمييز بين المقاومة والإرهاب.
وابلغ الرئيس برّي النواب الذين إلتقاهم في مكتبه في ساحة النجمة، في اطار لقاء الاربعاء النيابي، ان الرؤساء الثلاثة تداولوا في المعلومات الديبلوماسية الواردة في شأن ما جرى في اجتماع واشنطن بين مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط السفير وليم بيرنز والسفراء العرب المعتمدين في العاصمة الأميركية، وتوافقوا على أهمية بلورة موقف عربي موحد وضرورة السعي إلى تنشيط حركة اتصالات ومشاورات بين لبنان وأشقائه العرب لترجمة هذا التوجه.
واشار الرئيس برّي إلى انه تقرر تأجيل جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية غدا، لان رئيس الحكومة سيكون خارج لبنان، انطلاقاً من أجواء بعبدا.
وعما تردد عن طلب أميركي قدمه سفير الولايات المتحدة الأميركية في لبنان فنسنت باتل لتسليم لبنانيين متهمين بالضلوع في أعمال إرهابية، نفى الرئيس برّي نفيا قاطعا ان يكون المستوى السياسي اللبناني من الرئاسات الثلاث إلى الخارجية قد شهد شيئا من هذا القبيل، وان يكون المستوى الديبلوماسي قد أبلغ بأكثر مما ورد في لقاء بيرنز مع السفراء العرب مشيرا إلى ان الاتصالات ذات الطابع الأمني تضمنت بعض الأسماء من غير اللبنانيين، من دون ان يكون فيها أي اسم لبناني.
وأثار بعض النواب ما شهدته الأوضاع في الأراضي الفلسطينية من توقف الاعتداءات الإسرائيلية وإمكان أن يشكل ذلك بداية لدور أميركي جديد يأخذ في الاعتبار المطالب العربية، فأبدى الرئيس برّي تمنياته بأن تصدق هذه التوقعات مبديا خشيته من ان يكون ما يجري مجرد تهدئة ـ رشوة من دون إفاق تطورها إلى معالجة حقيقية تنطلق من القرارات الدولية.

 


أعلى الصفحة | اتصل بنا |

حقوق الطبع محفوظة 2002 ©

أنجز هذا الموقع الفريق الفني في مصلحة المعلوماتية - مجلس النواب اللبناني