الرئيس نبيه بري عاد والوفد المرافق من يريفان واختتم زيارته بلقاء الجالية اللبنانية(6/10/2011)

 

عاد رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري من يريفان بعد زيارة رسمية إلى أرمينيا التقى خلالها رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة ووزير الخارجية وبحث معهم في تطوير العلاقات الثنائية والتطورات الراهنة في المنطقة. رافق الرئيس بري في الزيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية - الارمينية النائب آرثور ناظريان ووفد اداري واعلامي.

 

وأقيم للرئيس بري والوفد المرافق وداع رسمي في مطار يريفان وتقدم المودعين رئيس مجلس النواب الارميني هوفيك ابراهاميان وقدمت له ثلة من حرس الشرف التحية.

 

لقاء الجالية

 

وكان الرئيس بري اختتم زيارته الرسمية الى أرمينيا بلقاء الجالية اللبنانية في حفل استقبال أقامه القائم بالأعمال اللبناني في يريفان زياد عطاالله مساء أمس، حضره رئيس مجلس النواب الارميني هوفيك ابراهاميان، وعدد من اعضاء البرلمان والسفراء وحشد من ابناء الجالية. حضر الحفل أيضا النائبان رعد وناظريان والوفد الاداري والاعلامي المرافق.


بعد النشيدين اللبناني والارميني، ألقى القائم بالاعمال عطاالله كلمة مرحبا بالرئيس بري والوفد المرافق ورئيس مجلس النواب الارميني، واشاد بدور الرئيس بري "ابرز سياسيي البلد والذي يعتبر في الازمنة الصعبة البوصلة لتحديد المسارات ورجل الحوار وقائد بارز للمقاومة".

 

ثم ألقى الرئيس بري كلمة قال فيها:

"لتسابيح الماء في آركس ورعشة الناي الحزينة في الجبال التي تحرس الماء من كنيسة غيغارد. لشهداء هذا الشعب الذين كتبوا بدمهم حياة بلادهم مزدهرة بالاشجار والازهار. للحرفيين الكادحين والعمال المهرة والموسيقيين، الذين عزفوا أحزان شعبهم والشعراء الذين سطروا قصائدهم عن الالم والامل. للشعب الارمني الصديق تحية لبنان من قانا ومن الجنوب المقاوم ومن الشعب المقاوم، ومن الامكنة العامرة بالحزن وأيضا بالفرح ، ومن شعبنا الذي يحرس اللغة والصوت واللون والوقت ، أجدد الشكر للصديق الرئيس هوفيك ابراهميان رئيس مجلس النواب الارمني الذي اتاح لي هذه الفرصة الثانية لزيارة هذا البلد الصديق والعزيز ، وهي زيارة اتاحت لي بحث تطوير كل أوجه العلاقة بين البلدين في المجالات البرلمانية والاقتصادية والسياسية، وبما يدعم تطوير العلاقات العربية - الارمنية وعلاقات الجوار".

 

وأضاف: "بداية أود توجيه التحية الى ابناء الجالية اللبنانية في أرمينيا واحدا واحدا، منوها بما تضم من طاقات ومن شخصيات في المجال الطبي والاعلامي والثقافي خصوصا الموسيقى وفي المجال النقابي، كما انوه بالاباء الاجلاء على الصعيد الكهنوتي".

 

وتابع:"أود في مجال الاعمال ان اوجه التحية الى القطاع المصرفي اللبناني الذي اتخذ عدة مبادرات في ارمينيا وان تكن غير كافية والى قطاع الاتصالات ورجال الاعمال اللبنانيين ولكن نعتبر هذا بداية غير كافية لأنه لا بد من تكرار الاعتراف ان العلاقات السياسية والانسانية القائمة بين لبنان وأرمينيا لا تقاس بحجم العلاقات الاقتصادية المتدنية. صحيح انه يوجد اكثر من عشرين اتفاقية بين لبنان وأرمينيا وكذلك مذكرة تفاهم بين البرلمانيين على أثر زيارة رئيس مجلس النواب الأرمني الى لبنان".

 

وقال:"ربما تكون المشكلة في أن اللجنة المشتركة بصورة مستمرة، وربما كانت كلفة المواصلات أيضا غالية، إنني ادعو الى مبادرة وزارة السياحة اللبنانية الى اعتماد يريفان كمركز لحملة سياحية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. إني ألفت الانتباه الى إمكان افتتاح استثمارات لبنانية في هذا البلد الصديق في مجال الدواء وانشاء المعارض للمنتجات الزراعية والصناعية، كما ألفت النظر في المجال الثقافي الى ان الحب من طرف واحد اي من الجانب الارمني فقط لا يكفي والناشط في هذا المجال أي الفريق الارمني حيث ان ثروة لبنان الاساسية والحقيقية هي في كونه اول مطبعة في الشرق وانه مكتبة ومعرض لكتاب دائمين ومنبر للرأي العام وحديقة للحرية، وهذا كله يستدعي تنشيط العلاقات الثقافية".

 

وأضاف:"إنني في نفس الاطار أدعو وزارة الصناعة اللبنانية ونظيرتها الارمنية الى تشجيع اللقاءات بين رجال الاعمال في البلدين. وما يسعدني في هذه الزيارة أننا توصلنا الى خطة عمل حول أكثر هذه المواضيع علها تنفذ. انكم جسر علاقة انساني بين البلدين كما كان الارمن ولا يزالون في لبنان قوة انسانية ومهنية وقوة عمل وانتاج بامتياز ولم يكونوا يوما من الايام طرفا في اي فتنة او توتر، بل كانوا قوة ايجابية لمصلحة السلم الاهلي واستقرار النظام العام وقيام الدولة وادوارها. وأنتم بدوركم الآن وبصفتكم الانسانية مسؤولون عن تطوير العلاقة بين البلدين".

 

وقال:"بمناسبة هذه الزيارة اود ان اطمئنكم الى ان لبنان رغم بعض التوترات يعيش حالة من الاستقرار النقدي والامني لجهة النقد الوطني ولجهة الاحتياط من الذهب وغير ذلك.أما بعض الاحداث الأمنية التي هي فقاقيع من هنا وهناك لا يمكن أن يعول عليها لأن ارادة الحوار والتوافق هي دائما التي تغلب. بالنسبة الى ما يجري في المنطقة، فإن الاهم تطورات القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية في الشرق الاوسط ولا سبيل لجعلها أولوية متأخرة على جدول أعمال المنطقة".

 

وأكد أن "المسألة لا تنتهي عند حدود الاعتراف بالدولة الفلسطينية الأمر الذي لم يحصل ولن يحصل ، بل ان المسألة الاساسية هي رفع الاحتلال وانتهاكاته وممارسته ووقف جرائمه الحربية وعمليات مصادرة الاراضي والاستيطان. ان لبنان منحاز للقضية الفلسطينية بهذا الشكل".


وأضاف:"على صعيد التطورات التي يشهدها عدد من الاقطار العربية وفي الطليعة سوريا، فإن لبنان إذ يدعو إلى إصلاح النظام السياسي العربي وتحديثه وزيادة مشاركة المواطنين من الجنسين المرأة والرجل في كل ما يصنع حياة المجتمعات والاقطار العربية، وإشراك الشباب وزيادة التربية على الديموقراطية لجعلها أسلوب حياة، فإننا ننبه الى المخاطر المترتبة على مشاريع السيطرة على موارد الامة العربية البشرية والطبيعية والى إضعاف وإنهاك نظامها واحداث المزيد من الانقسامات التي تهدد وحدة أراضي وشعوب ومؤسسات الدول العربية، ما يعيد الى الأذهان سايكس بيكو آخر".


وتابع:"كما ان لبنان يدعو الى الانتباه الشديد للاخطار المترتبة على الامن القومي العربي جراء تجزئة الامن المشترك وجعله امنا قطريا يتعهد الامن الداخلي بعيدا عن التهديدات لسيادة الدولة وبخاصة التهديدات الاسرائيلية التي رأينا ولمسنا مسارعتها الى محاولة الاستثمار على جنوب السودان فور استقلاله عن السودان الام".

 

وقال:"إذ أشكر القائم بالاعمال زياد عطالله على جهده لانجاح هذه الزيارة وترتيب هذا اللقاء معكم ، فإنني ادعوكم الى احترام القوانين المرعية الاجراء في أرمينيا وانتم كنتم دائما مثالا لذلك. كما أدعو الى عمل رسمي مشترك معكم ومع رجال الاعمال الارمن من اجل قوانين اكثر مرونه للاستثمار. أدعوكم الى زيادة وشائج العلاقة بين الشعبين اللبناني والارمني لما فيه خير ارمينيا ولبنان".

 

وكان رئيس مجلس النواب الارميني هوفيك ابراهاميان أقام مساء أمس مأدبة عشاء وداعية تكريما للرئيس بري والوفد المرافق.

 

وكان الرئيس بري زار السفارة اللبنانية في يريفان والتقى القائم بأعمال السفارة وموظفيها.