الرئيس نبيه بري منح دكتوراه فخرية من جامعة الاقتصاد الارمينية(5/10/2011)
منحت جامعة الاقتصاد الارمينية في ياريفان رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري شهادة الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد، في حفل حاشد أقيم في مبنى الجامعة، في حضور رئيس مجموعة الصداقة بين ارمينيا ولبنان مارتن سركيسيان والسفير الارميني في لبنان اشوت كوتشاريان وعدد كبير من الاساتذة والطلاب ضاقت بهم القاعة العامة للجامعة.
ورحب رئيس الجامعة كوريون اتويان بالرئيس بري والوفد المرافق، ووصفه بانه "من اكبر قادة لبنان ومن اهم الشخصيات اللبنانية والعربية ورجل الحوار والوفاق وصديق الشعب الارميني".
ثم القى الرئيس بري كلمة قال فيها:
"لا يمكن ان اعبر عن الشعور بالفرح والسعادة في هذه اللحظة وأنا الذي بدأت عام 1963 معركة الفوز برئاسة الطلاب في جامعة هايكازيان في بيروت. اعيش هذه اللحظة الان علما ان أغلبكم ان لم يكن كلكم لم تكونوا قد ولدتم في ذلك الوقت. واريد ان اقول ان لبنان لم يكن فضله على الارمن بأقل فضل الارمن عليه. عندما وقعت الحرب الفتنة في لبنان بين اللبنانيين انفسهم اشترك جميع اللبنانيين في تلك الحرب الخبيثة ما عدا اخواننا الارمن، فقد أثبتوا انهم لبنانيون اكثر من كل اللبنانيين الاخرين".
أضاف: "أجدد الشكر الى دولة الرئيس هوفيك ابراهميان رئيس مجلس النواب الارميني على دعوته لي وللوفد المرافق لزيارة ارمينيا في اطار زيادة أواصر العلاقة بين المجلس النيابي اللبناني ومجلس النواب الارميني وبين البلدين والشعبين. كما اشكر رئاسة الجامعة الذي تضمن زيارة جامعة الاقتصاد الارمينية والاجتماع بهيئتها التعليمية وطلابها وهو الامر الذي يتيح لي اللقاء مع نخبة من الشباب الارمني الذي يتطلع الى مستقبل بلاده والمنطقة. والشكر موصول لمنحي الدكتوراه الفخري في الاقتصاد وهو لقب يزيد من مسؤوليتي في تعزيز العلاقة بين الشعبين، اضافة الى العلاقة بين لبنان وارمينيا وايضا العلاقات البرلمانية والثقافية التي أوليها عناية خاصة".
وتابع: "انني اكاشفكم بأن حجم العلاقة الاقتصادية بين البلدين لا ترقى الى الصداقة التاريخية والحميمة بين البلدين. ونسأل لماذا، وما هي الاسباب لهذا التقدم في الانسانية والتاريخ. وفي العلاقات السياسية نحن في القمة فنحن ما تحت الصفر. لماذا؟ مع ان النشاط السياسي وتبادل الزيارات الرسمية ناشط ولي الشرف انني كنت اول زائر رسمي بعد تبادل العلاقات الرسمية بين لبنان وارمينيا عام 1996، وانا كنت شخصيا في ياريفان وبعدها وقع بين لبنان وارمينيا عشرون اتفاقية في مجال تنشيط وحماية الاستثمارات والتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني وتفادي الازدواج الضريبي والتعاون في مجال التعليم العالي والعلوم والعلوم الطبية والصحة والتعاون الثقافي وكذلك توقيع التفاهم بين مجلسي النواب في البلدين لتبادل الخبرات والاسهام في تعزيز التعاون بما يسمى الديبلوماسية البرلمانية".
وقال: "اذا، الى ماذا تعود الاسباب؟ هذا بالاضافة الى انه يوجد جسر انساني متين جدا بين لبنان وارمينيا وهو عبارة عن اخواننا الارمن الموجودين في لبنان منذ ما بعد المجزرة. كما تخرج اكثر من الفي لبناني في جامعات ارمينيا ابان الاتحاد السوفياتي وحتى اليوم، جالية ارمنية تضم كفاءات وعمال مهرة طبعوا الصناعة اللبنانية والاعمال الحرفية بطابعهم المميز"، مشيرا الى ان "بعض الخبراء يردون الاسباب الى ضيق الاسواق في البلدين وارتفاع كلفة النقل واستمرار اقفال الحدود الارمنية التركية ما يؤدي الى ارتفاع كلفة النقل بحرا عبر مرفأ جورجيا ثم برا الى ارمينيا الى اربعة اضعاف الكلفة العادية".
وأضاف: "اننا ندعو الحكومتين اللبنانية والارمينية الى دعم نقل المنتجات المتبادلة للبلدين بحيث لا تقع كلفة النقل على المستهلك. ويمكن للحكومة ان لا تتحجج بأي شيء سواء الارمينية او اللبنانية، ويمكن ان تنشط العلاقة في ميادين عديدة مثلا:
التنشيط السياحي، حيث يمكن ان يلعب لبنان دور بوابة ارمينيا الى العالم العربي وان تلعب ارمينيا دور بوابة لبنان الى عدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة. والاهم من ذلك كله هو العلاقة بين رجال الاعمال الارمن واللبنانيين لانه بكل صراحة على الصعيد الاقتصادي اللبناني فان الفرد هو اقوى من دولته في الاقتصاد، ولماذا لا يكون تعاون مشترك في الادوية وصناعات اخرى. المهم ان يصار الى تفعيل اللجنة الحكومية المشتركة اللبنانية الارمنية اضافة الى ما اقترحته لانشاء لجنة برلمانية من لجنتي الصداقة بين البرلمانين لكي ترعى هذا الموضوع. وبمناسبة نيلي شرف هذه الشهادة اليوم اقول لماذا تقتصر العلاقة فقط حتى على السياسة والاقتصاد ولا نكمل هذا المشوار التربوي في التوأمة بين جامعاتنا وجامعات ارمينيا كي نعمق هذا الجسر بين البلدين. اجدد شكري لكم على منحي هذه الشهادة التي ساحملها بافتخار طيلة حياتي".
ثم سلم رئيس الجامعة للرئيس بري شهادة الدكتوراه الفخرية وسط تصفيق الحضور.
اسئلة واجوبة
ورد الرئيس بري على اسئلة عدد من الاساتذة والطلاب، فقال ردا على سؤال عن الارمن في لبنان: "لا فرق بينهم وبين اي لبناني اخر بأي شيء على الاطلاق، ولا يمكن لمجلس نيابي او لمجلس الوزراء او اي مؤسسة رسمية الا ويكون هناك مشاركة ارمنية، ففي الحكومة الحالية يوجد وزيران احدهما وزير الصناعة الذي سأحمله المسؤولية للعمل من اجل تعزيز التعاون الاقتصادي بين لبنان وارمينيا، وفي المجلس يوجد ستة نواب واحدهم عضو في هيئة المجلس".
وعن تناقص عدد الارمن في لبنان، أجاب: "ان ما طاول الارمن طاول بقية اللبنانيين ولقد كان عدد الارمن في لبنان يتجاوز مئتي وعشرين الف نسمة قبل العام 1975 قبل وقوع الحرب الفتنة لكن الهجرة التي حصلت للارمن وباقي اللبنانيين حصلت بسبب الاعتداءات والحروب الاسرائيلية على لبنان".
نشاط
ولاحقا، استقبل الرئيس بري في مقر إقامته في قصر الضيافة وزير الخارجية الأرميني ادوارد نالباديان في حضور النائبين محمد رعد و ارتيور نظريان، وتناول الحديث العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة. ثم جال بري والوفد المرافق على الأماكن الاثُرية والكنائس القديمة يرافقه رئيس مجموعة الصداقة الأرمنية-اللبنانية مارتن سركسيان والسفير الأرميني آشوت كوتشاريان والقائم بالأعمال اللبناني في أرمينيا زياد عطاالله.