بدأ رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري محادثاته في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها لتركيا، تلبية لدعوة نظيره التركي محمد علي شاهين، بلقاء مطول مع رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان قبل ظهر اليوم، استمر نحو ساعة ونصف ساعة، وتناول العلاقات الثنائية والتطورات في الشرق الأوسط، ولا سيما منها الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والسياسة الاستيطانية في القدس المحتلة.
وخلال اللقاء شدد رئيس الحكومة التركية على وحدة لبنان واستقراره، مشيدا بـ"حنكة الرئيس بري ودوره" في هذا المجال، وقال: "إن تركيا مستعدة لوضع كل طاقاتها من أجل دعم لبنان واستقراره".
وحضر اللقاء رئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية-التركية النائب نهاد المشنوق وعضوا اللجنة النائبان علي حسن خليل واميل رحمة والقائم بالأعمال اللبناني في تركيا وهيب عبدالصمد.
وكان أردوغان استقبل رئيس المجلس عند مدخل القصر الحكومي، وعقدا خلوة.
وفي مؤتمره الصحافي المشترك بعد ظهر اليوم مع رئيس البرلمان التركي في مبنى البرلمان، نوه الرئيس بري بدور تركيا في دعم لبنان والقضية الفلسطينية وبالترحيب الذي حظي به من جانب القيادة التركية منذ اللحظة الاولى للزيارة، وقال: "ليست المرة الأولى أزور تركيا في ظل التفاهم التركي-اللبناني والعلاقات الممتازة بين بلدينا في كل الميادين، إن على الصعيد البرلماني أو على الصعيد الحكومي. إن الرعاية والعناية اللتين توليهما أنقرة للبنان ولوحدة اللبنانيين، أكدهما دولة الرئيس بقوة، وهو ما يجعل هذه الزيارة ذات أهمية قصوى".
سئل: متى نشهد ولادة نواة مجلس استراتيجي بين البلدين؟ أجاب: "هذا ما نسعى اليه وما طالبت به".
وكان الرئيس بري زار البرلمان التركي واستقبله رئيسه شاهين عند مدخل المبنى وسط حشد إعلامي كثيف، ثم عقدا خلوة لبعض الوقت.
وبعد ذلك عقد الجانبان جلسة محادثات حضرها عن الجانب اللبناني النواب المشنوق وخليل ورحمة والوفد الإداري المرافق، وعن الجانب التركي رئيس لجنة الصداقة البرلمانية التركية-اللبنانية عبد الرحمن كورت واعضاء اللجنة.
شاهين
ورحب الرئيس شاهين بالرئيس بري، مشيرا الى "الاهتمام البالغ لتركيا بالوضع في لبنان وباستقراره"، ومشيدا بالإنتخابات الأخيرة وبتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
وخاطب الرئيس بري: "أهلا بك ضيفا كبيرا وعزيزا، وانني أعلم ما لكم من دور كبير في تشكيل هذه الحكومة وتعزيز الإستقرار في بلدكم". وعبر عن اعتزازه "بالعلاقات المتينة والتعاون بين البلدين"، معربا عن أمله في "أن تساهم هذه الزيارة مساهمة فعالة في تطوير هذه العلاقات".
وقال: "إننا في تركيا نؤيد الإستقرار ووحدة الشعب اللبناني وسيادته على أرضه، وندرك أن استقرار لبنان يعني استقرار الشرق الأوسط".
وإذ أشار الى مشاركة تركيا في قوات "اليونيفيل" في الجنوب، أكد "أن المرحلة المقبلة ستشهد قفزة كبيرة في التعاون بين البلدين، خصوصا بعد توقيع عدد من الإتفاقات مطلع السنة خلال زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لتركيا".
وعن الوضع في الشرق الأوسط قال الرئيس شاهين: "نمر بمرحلة حساسة في ما يتعلق بمسيرة السلام في الشرق الأوسط، وسنلتزم مواصلة جهودنا من اجل تحقيق السلام والأمن في المنطقة".
وانتقد "ممارسات إسرائيل وموقفها"، وقال: "إن موقف إسرائيل وتصرفاتها خصوصا لجهة بناء المستوطنات الجديدة في القدس هو سبب كبير للعرقلة ولإحداث الصعوبات الكبيرة في وجه مسيرة السلام في المنطقة، وينبغي تجميد المستوطنات وإزالة الحصار عن غزة، وتلبية حاجات الشعب الفلسطيني".
وشدد على توحيد الصف الفلسطيني، مؤكدا أن "تركيا على أتم الإستعداد لما يمكن القيام به من أجل السلام في الشرق الأوسط". 

وجدد الرئيس بري شكره لنظيره التركي، داعيا إياه الى زيارة لبنان، ووعد الرئيس شاهين بتلبية الدعوة.
وتناول الرئيس بري ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات على الشعب الفلسطيني والمقدسات والأراضي الفلسطينية، مشيرا في هذا المجال الى بناء كنيس الخراب مكان أحد المساجد وقرب المسجد الأقصى "ترجمة لسياستها التوسعية والإستيطانية ولسياسة التهويد، ولما قاله أحد الحاخامات في القرن الثامن عشر لجهة بناء كنيس محل المسجد الأقصى".
وأشاد بدور تركيا في "التصدي لمحاولات إسرائيلية سابقة لبناء أنفاق تحت المسجد"، مشيرا الى ان "الولايات المتحدة ونائب الرئيس الأميركي لم يستطيعا وقف بناء هذا الكنيس".
وقال: "إن تمزق دولنا وتفرقنا هو الذي جعل الجبل الإسرائيلي عاليا جدا، وأقام الأودية السحيقة التي نحن فيها، فماذا فعلنا لكي نعد العدة على الأقل للسلام وليس للحرب، إلا إذا استثنينا ورقة المقاومة في الجنوب اللبناني وورقة الممانعة في سوريا؟".
أضاف: "ليس العرب هم الذين لا يريدون السلام، بل اسرائيل، ولا أصدق أن أميركا لا تستطيع أن تمون عليها".
وتناول اقتراح رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني عقد مؤتمر طارىء لاتحاد مجالس دول منظمة المؤتمر الإسلامي على مستوى رؤساء المجالس في النصف الثاني من نيسان، "من أجل حض الحكومات العربية على اتخاذ التدابير اللازمة والفاعلة في وجه السياسة الإسرائيلية الخطيرة".
وأبلغ نظيره التركي أن الاتفاقات التي وقعت بين الحكومتين اللبنانية والتركية ستكون في جدول أول جلسة لمجلس النواب من أجل إقرارها، بعدما أقرتها لجنة الشؤون الخارجية الأسبوع الماضي.
وأشاد بالمساعدات التي تقدمها تركيا في مجال المدارس والهبة لمستشفيي صيدا وقانا، وقال: "لقد تكلمنا على أعمال كثيرة أخرى خلال لقائي اليوم الرئيس اردوغان".
وشدد الرئيس بري على أن يبذل مجلسا البلدين الجهد لحض الحكومتين اللبنانية والتركية ومساعدتهما بالسير في إنشاء مجلس التعاون الاستراتيجي وتوقيع اتفاق التجارة الحرة.
ثم أقام الرئيس شاهين للرئيس بري والوفد المرافق مأدبة غداء تكريمية في البرلمان. 

وفي الثالثة بعد الظهر، استقبل الرئيس التركي عبدالله غول الرئيس بري والوفد المرافق، وتناول المجتمعون العلاقات اللبنانية-التركية والوضع في الشرق الأوسط. وتخلل اللقاء خلوة بين الرئيسين بري وغول.