بدأ رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري اليوم زيارته الرسمية للكويت التي كان وصلها
مساء امس ترافقه عقيلته السيدة رندى بري ووفد اداري واعلامي، وقد اجرى لقاءات
ومحادثات مثمرة مع كبار المسؤولين الكويتيين وسط حفاوة مميزة ان على صعيد اجواء هذه
اللقاءات او على صعيد تجديد الكويت قيادة وحكومة ومجلسا وشعبا دعمها الدائم
ومساندتها للبنان وارتياحها لعودة الحياة الطبيعية في لبنان وتعبيرا ايضا عن دعم
الحوار بين اللبنانيين في سبيل تعزيز وحدتهم الوطنية.
ولي العهد الكويتي
وقد استقبل نائب امير الدولة ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الاحمد الصباح الرئيس
بري صباح اليوم، في حضور رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر محمد الاحمد الصباح ورئيس
مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي وسفير الكويت في لبنان عبد العال القناعي.
وخاطب ولي العهد الكويتي الرئيس بري قائلا:" انني ارحب بك في بلدك الثاني في الكويت
ولبنان دائما عزيز علينا ونتمنى لكم كل النجاح والتقدم وارجو من الله ان يحفظ لبنان
وشعبه".
ورد الرئيس بري شاكرا الحفاوة التي يلقاها، مشيدا بدور ودعم الكويت
للبنان وقال:" ان الكويت هي البلد التي لم تترك لبنان في وقت الضيق وهي ساعدت
ومستمرة بمساعدة لبنان على كل صعيد".
رئيس الوزراء الكويتي
ثم عقد الرئيس بري اجتماعا مع رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر محمد الاحمد الصباح،
في حضور النائب الاول لرئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الصباح، نائب
رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء فيصل الحجي، وزير الداخلية جابر الخالد الصباح،
النائب عبد الواحد العوضي، رئيس لجنة الشرف والسفير الكويتي في لبنان عبد العال
القناعي والقائم بالاعمال اللبناني غسان عبد الخالق.
وادلى رئيس الوزراء الكويتي بعد اللقاء بالتصريح الاتي:
"تحدثنا مع دولة الرئيس بري في كل القضايا العربية والاسلامية والدولية وخصوصا ما
يحصل في منطقة الشرق الاوسط وما يحصل في منطقتنا. اننا نتمنى للبنان كل التوفيق
والنجاح، لبنان بلد عزيز ليس على الكويت فقط ولكن على الخليج كله وعلى العالم
العربي. والحمد لله اننا نرى الان عودة الحياة في لبنان واعيد بناء البنية التحتية
التي دمرتها اسرائيل، مع الاسف الشديد، وهذا ما يهمنا، وان نرى اخواننا في الجنوب
وفي كل لبنان عادوا الى بيوتهم وحياتهم، نأمل ان شاء الله ان نرى الرخاء والسعادة
لكل لبناني في المنطقة، ونرحب في الوقت نفسه بدولة الرئيس وبزيارته لبلده الكويت،
ونقول له اهلا ومرحبا والى اللقاء ان شاء الله في زيارة قادمة بين الكويت ولبنان".
سئل: هل تناولتم العلاقات العربية - العربية وما هي احوالها اليوم؟.
اجاب:" يجب كعرب ان نتفاءل دائما ومن الضروري ان يكون هناك تفاؤل".
سئل: هل تشجعون المستثمرين الكويتيين للعودة الى لبنان بعد عودة الحياة الطبيعية؟.
اجاب: "انهم موجودون وخصوصا في القطاع الخاص. القطاع الحكومي معروف انه موجود في
لبنان، نحن يهمنا القطاع الخاص والقطاع الخاص الان موجود في لبنان وحسب ما اطلع من
الاخ رئيس غرفة التجارة فانه يزيد يوما بعد يوم".
الرئيس بري
ثم ادلى الرئيس بري بتصريح قال فيه: "بداية تشرفت بلقاء
سمو ولي العهد هذا الصباح وانني اخرج الان من لقاء مع دولة الرئيس وبعض الاخوة
الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية واخرين. الحقيقة انه كانت جلسة شملت مواضيع
عدة، شملت التاريخ الموحد القائم بين الكويت ولبنان، وشملت التشابه بين لبنان
والكويت والحرص المشترك للبلدين على التضامن العربي وضرورة التضامن في هذه الفترة
المالية والسياسية التي يمر بها العالم والمنطقة.ايضا في هذه الظروف التي يتعرض
فيها الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة.
كل هذه الامور وغيرها وايضا في ما يتعلق بموضوع الجالية الكويتية في لبنان او
الجالية اللبنانية في الكويت كما تريدون. كذلك تناولنا التطورات على الساحة
اللبنانية، التطورات الايجابية وهذا ما يشجع اخواننا الكويتيين ليس فقط القطاع
الخاص وليس على صعيد الاستثمار انما ايضا القطاع العام والخدمات الجلة الي قدمتها
الكويت اميرا وحكومة وشعبا في سبيل تعويض ما نجم عن الاعتداءات الاسرائيلية
بالاضافة الى المشاريع العمرانية من مدارس ومستشفيات وبناء 12 قرية. واثرت مع دولة
الرئيس ومع الاخوة الوزراء امكان المؤازرة في دعم لبنان بالتخلص من القنابل
العنقودية بعد ان نفذت الميزانية المتعلقة بها".
رئيس مجلس الامة
وظهرا، عقد الرئيس بري جلسة عمل مع رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي في مبنى مجلس
الامة في حضور عدد من اعضاء المجلس والسفير الكويتي في لبنان والقائم بالاعمال
اللبناني في الكويت، وامين عام الشؤون الخارجية في المجلس النيابي بلال شرارة ومدير
عام شؤون الرئاسة علي حمد، والمستشار الاعلامي علي حمدان والسيد حسن حجيج.
ودار الحديث حول التعاون بين برلماني البلدين لدفع واعادة تعزيز عمل الاتحاد
البرلماني العربي والتنسيق حول جدول اعماله في الدورة المقبلة في اذار المقبل. كما
تناول وضع البرلمان العربي الذي انسحب منه لبنان بعد ان اصبح دائرة ادارية في
الجامعة العربية بينما كانت الغاية منه ان يفتح ويعزز المراقبة على الحكومات
والانظمة على حد قول الرئيس بري.
وشدد الرئيس بري ايضا على تفعيل عمل الاتحاد البرلماني العربي وحضور
رؤسائه الاجتماع المقبل من اجل مناقشة جدول اعمال يلحظ التحديات السياسية والمالية
في العالم ويدفع باتجاه تعزيز التضامن العربي.
وفي هذا المجال، اشاد رئيس مجلس الامة الكويتي بالرئيس بري والدور
الذي لعبه لانشاء البرلمان العربي وقال:" لولا حماسك لما خرج هذا البرلمان بالصورة
التي خرج فيها ولكن مع الاسف فقد شعره في ما بعد".
واعرب الخرافي عن تقديره للبنانيين ولعودة لم الشمل في لبنان، مشددا
على اهمية الحوار في ما بينهم والابتعاد عن التصعيد.
الرئيس بري
وبعد لقائه الخرافي قال الرئيس بري:" بعد لقاء سمو ولي العهد في هذا اليوم ودولة
رئيس مجلس الوزراء وبعض الاخوة الوزراء الكويتيين، كان شبه الختام لهذا اليوم لقاء
مع دولة الرئيس الصديق الكبير والعزيز رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي. وتركز البحث
في هذه الجلسة الاخيرة على الامور البرلمانية وعلى ضرورة تطوير العمل البرلماني
العربي الموحد وعلى ضرورة التكاتف من خلال انعقاد الجلسة المقبلة للاتحاد البرلماني
العربي في اذار المقبل في سلطنة عمان. وركزنا على ضرورة ان يحضر رؤساء البرلمانات
العربية كي نستطيع ان نقدم سويا موقفا واحدا ازاء التطورات السياسية والمالية
الخطيرة التي تعم العالم والتي تطال العرب في ما تطال، وايضا في محاولات لاعادة
احياء تشريعات عربية موحدة في ميادين ليس فيها تناقضات وطنية واقليمية اذا صح
التعبير. هذا اللقاء الكريم كان مناسبة لي كي اشكر لدولة الاخ جاسم اتاحة هذه
الفرصة لي في زيارة الكويت الصديق الشقيق ومناسبة لانقل الى مجلس الامة دعمه
الحكومة الكويتية والشعب الكويتي في سبيل مؤازرة ومساعدة لبنان بعد الاعتداءات
الاسرائيلية وخصوصا بعد عدوان تموز الذي ادى الى ما ادى اليه والذي ادى بالنتيجة
طبعا لاول انتصار عربي على العدو الاسرائيلي، وبالتالي لم يكن بالامكان كفكفة دموع
اليتامى والايامى واعادة منازل المهجرين والمنازل التي هدمت واعادة البناء التحتي
من دون مؤازرة الكويت الشقيق. مرة اخرى لمجلس الامة الكويتي وللشعب الكويتي من خلال
المجلس هذا اقل الكلام في ان نتوجه بالشكر لكم جميعا".
الخرافي
ثم ادلى رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي بالتصريح الاتي:" لا شك ان لقاءنا هو لقاء
احباء وهو بلده تماما كما نحن نكون في بلدنا عندما ناتي الى بلدنا لبنان. ووجود شخص
مثل الرئيس بري حدث هام بالنسبة الينا لاننا نستطيع ان نستفيد من خبرته واتصالاته
البرلمانية الدولية والعربية والاسلامية، وامل من خلال الحوار في ما بيننا ان ننسق
في كل ما يتعلق بتطوير العلاقة الثنائية وتطوير العلاقات العربية - العربية التي
اصبحنا الان في اشد الحاجة اليها ونامل التنسيق بين رؤساء البرلمانات العربية قبل
الاجتماع المقبل لاتحاد البرلمانات ونحن سعيدون بتواجد الرئيس بري".
سئل: هل انتم سعيدون باستعادة الحوار في لبنان ايضا؟
اجاب:" لا شك ان استقرار لبنان هو استقرار الكويت، وقد سعدنا بما توصلتم في لبنان
الى ما توصلتم اليه من خلال الحوار، وكان الكل متخوفا من احداث قد تنفجر في لبنان
ولكن بحكمة الجميع وبالذات المتحاورين وحرصهم على وحدة الكلمة ووحدة الصف استطاعوا
ان يمروا من هذه الازمة بسلام، الله يوفقكم وتكونون دائما بخير وعافية".
وبعد الظهر، اقام رجل الاعمال الكويتي السيد ناصر الخرافي مأدبة غداء
تكريما للرئيس بري وعقيلته السيدة رندى بري.