3-9-2004
الجمعة 03 أيلول 2004
مؤتمر صحافي للرئيس نبيه بري7-9-2004
الثلاثاء 07 أيلول 2004

مؤتمر صحافي للرئيس نبيه بري7-9-2004

home_university_blog_3

وقائع المؤتمر الصحافي لرئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري أطلق فيه حملة دبلوماسية برلمانية

ضد قرار مجلس الأمن الرقم 1559 أكد فيه أن لبنان ليس في عزلة والتضامن العربي غير قائم


 

عقد رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري مؤتمراً صحافياً الثلاثاء 7/9/2004 في المجلس النيابي أطلق فيه حملة ديبلوماسية برلمانية لمواجهة القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن، مؤكداً أن لبنان " ليس في عزلة" وأن " موضوع الاستحقاق الدستوري ذريعة لأمر كبير جداً لا علاقة له بالحرص على الديموقراطية.

 

واستهل المؤتمر بالقول:

"إن الهجمة في مجلس الأمن الدولي والقرار الصادر عنه ليسا في سبيل ما يروونه عن حرص على الديموقراطية في لبنان والمنطقة، وأكبر دليل على ذلك الكلام الذي قيل في إسرائيل واعتبر أن هذا القرار يقرب فرص فرض السلام على لبنان، والإسرائيلي لم يترك مجالاً للشك في ما ذهبنا إليه أن المعركة تستهدف غير ما يستهدف بعض اللبنانيين الذين نحترم ونجل.بمعنى آخر، فقد كان فعلاً " الجمل بنية والجمال بنية والحمل بنية أخرى"، الاستحقاق الدستوري هو في نية أخرى، بينما الجمال برزت نياته عبر التصريح الإسرائيلي. كذلك، وإيماناً منا بالديبلوماسية البرلمانية كما تعلمون، سأطلق منذ اليوم حملة ديبلوماسية برلمانية من أجل توضيح موقف لبنان من استهدافه عبر مجلس الأمن الدولي في موضوع سيادي وفي علاقاته مع سوريا في آن واحد، وذلك عبر توجيه رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة،  ورئيس مجلس الأمن للدورة الحالية، ورؤساء مجالس النواب ومجالس الشيوخ في الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ،مرفقة بنسخ من اتفاق الطائف واتفاق التعاون والتنسيق والأخوة من سوريا، وإلى رؤساء البرلمانات عبر الأمانات العامة للاتحاد البرلماني العربي واتحاد مجالس الدول الأعضاء في "منظمة المؤتمر الإسلامي"، وبصفتي رئيسهما أطلب إليهما تعميم هذه الرسائل على جميع دول الأعضاء، وعلى الجمعية البرلمانية الأوروبية المتوسطية، والجمعية البرلمانية الفرنكوفونية، والجمعية البرلمانية الآسيوية، من أجل السلام، والبرلمان الإفريقي وبرلمان أميركا اللاتينية".

 

وأضاف:" سأتوجه شخصياً إلى جنيف للمشاركة في اجتماع الـ 111 للاتحاد البرلماني الدولي الذي ينعقد في 28 أيلول الجاري وستكون مناسبة للتوجه إلى كل برلمانات العالم في شأن الاعتداء على الديموقراطية اللبنانية، وهذا الأمر هو بغض النظر عما هو مع التمديد أو ضده.

من جهة أخرى، سأكلف الوفد البرلماني الذي سيمثل لبنان في الاجتماعات الخاصة للجان الجمعية الأورو- متوسطية، نقل مضمون الرسالة نفسها إلى رئيس البرلمان الأوروبي ورئيس مجلس النواب البلجيكي ورئيسة مجلس الشيوخ البلجيكي.

 وأخيراً لا آخراً، سنجري اتصالات برئيس الجمعية الوطنية الفرنسية ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي لأننا مهتمون جداً بإعادة إنتاج العلاقات اللبنانية –الفرنسية، والعلاقات السورية- الفرنسية نظراً إلى التاريخ المشترك والعلاقة المشتركة، ونحن نعرف غيرة فرنسا ورئيسها جاك شيراك على لبنان وعلى القضايا العربية، وما زلنا نذكر كلمة الرئيس جاك شيراك في المجلس النيابي اللبناني وتفهمه لهذا الواقع، بل تفهمه إن وجود القوات السورية في لبنان مرهون بإحلال السلام في المنطقة، وأن هذا الأمر في خدمة للبنان، ونحن نعرف غيرة فرنسا على لبنان أيضاً، وأنها لن تقدم أي غطاء أوروبي للمشاريع الأميركية التي تستهدف المنطقة ولبنان وسوريا على وجه الخصوص. طبعاً، يبقى أن عدداً من النواب البريطانيين الممثلين في مجلس العموم البريطاني سيحضرون إلى لبنان بعد أيام وبالتحديد في الثالث عشر من هذا الشهر، الأمر الذي يوفر فرصة لنا لتقديم المذكرة إليهم وشرح الواقع. هذا ما نأمله.

 

حوار 

ومن ثم دار بين الرئيس بري والصحافيين الحوار الآتي:

- ذكرت أنك سترسل وثيقة الوفاق الوطني، اليسوا على علم بها؟

- ذكر إن نفعت الذكرى، مع اتفاق التعاون والتنسيق والأخوة بين لبنان وسوريا، لأن هناك اتفاقات لا تخرق بهذا الشكل الذي يحصل، كما لا يؤخذ شيء في سبيل شيء آخر.لقد أخذ موضوع الاستحقاق الدستوري ذريعة لأمر كبير جداً لا علاقة له به إطلاقاً".

 

- ولكن في اتفاق الطائف ذكر أن القوات السورية يجب أن تخرج من لبنان خلال سنتين؟

- باتفاقات بين الدولتين اللبنانية والسورية، وهذا الشيء الذي يجب أن يبقى دائماً قائماً، ولا أحد يقول لا. إن الهدف الذي انطلق منه والذي ينطلق منه مجلس النواب اللبناني.لا أريد أن أتحدث عن أشياء غير معروفة، وعن اتصالات حصلت معي قبيل الجلسة، وإغراءات عديدة قدمت قبل الجلسة. نحن نعرف ما معنى السيادة، ونعرف تماماً أن هناك ذريعة معينة، بينما مثل هذه الذريعة حصل عام 1995 في لبنان ويحصل كل عام أو عامين في المنطقة العربية.

 

- لماذا لم يدخل بهذا الحجم ؟

- أنا أفهم أن يؤخذ هذا الأمر مداً وجزراً داخل لبنان بين الفئات السياسية اللبنانية،  وأفهم أن أكون مع التمديد أو ضده، ومع التجديد أو ضده، وأحترم هذا الرأي أو ذاك ونحتكم في النهاية إلى التصويت أو أي شيء آخر. ولكن لا أفهم أن يكون هذا الأمر مجالاً لتدخل الآخرين لأنني أخاف كما قلت بتعابير كاريكاتورية، أن يضطر المرء إلى أخذ إذن من أجل أن يتزوج".

 

- هل يعني هذا التحرك أن لبنان في عزلة؟

- إطلاقاً. ولكن لا نريد أن نسكت ونترك الأمر.لقد أعطى مجلس الأمن مهلة ثلاثين يوماً ومضت حتى اليوم أربعة أيام والمفروض أن يزور الأمين العام للأمم المتحدة لبنان وسوريا أو يرسل موفداً له. ونتيجة ذلك، سيقدم تقريره إلى مجلس الأمن. لماذا يجب أن نكون في موقف الضعيف والمنتظر؟ لماذا نجعل موضوع مجلس الأمن والأمم المتحدة كأنهما ضد لبنان وسوريا؟ لماذا لا نجعل الأمم المتحدة ضد الذين عملوا لاستصدار مثل هذا القرار وانتهكوا فعلاً الأمم المتحدة وميثاقها لأن في ميثاقها نصاً صريحاً وواضحاً بعدم التدخل في الأمور الداخلية للأوطان؟ لماذا يجب أن نترك الساحة ونكتفي بالدعاء؟ علينا أن نضيف إلى الدعاء شيئاً من الجهد.

 

- هل هناك ما يمكن أن يصدر عن مجلس النواب بشأن العلاقات اللبنانية- السورية كما هو حاصل بين الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بشأن الوجود الأميركي العسكري في الدول الأوروبية؟

- قرأت بعض هذه التحليلات العظماء وليس العصماء، قرأت الكثير من هذا الشيء. إن الموقف الذي أعلنه الآن ليس موقفي منفرداً، فأنا لا أتكلم باسمي الشخصي فحسب، بل باسم مجلس النواب اللبناني.

 

- قال وزير الخارجية الأردني أنه إذا طرح قرار مجلس الأمن على الجامعة العربية فسنوافق عليه ما رأيك ؟

- كل الدول العربية تعيش على طريقة أن كل بلد يحاول أن يحفظ نفسه، أنا أتكلم بكل أخوة وهذا الكلام ليس موجهاً إلى الأردن فقط، بل إلى كل الدول العربية.  آن الأوان أن نعرف أن الواحد منا لا يحفظ رأسه إلا إذا حفظ رأس أخيه، وبالتالي يجب أن يكون هناك تضامن بين البلدان العربية، وهذا التضامن حتى الآن غير موجود.

 

- ما عنوان الحكومة الجديدة؟

- لم يكن من الممكن الدخول علينا لو كان صفنا واحداً. وفي رأيي أن على الحكومة واجباً هو أن تعيد تمتين الوضع الداخلي والوضع الوطني، فعندما تكون وحدتنا الداخلية والوطنية محفوظة لا أحد يستطيع الدخول من الخارج على الإطلاق، والعبرة في ما حصل.