مجلس النواب تقدم بمذكرة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان

تدعم نضال النائب عزمي بشارة – جدار الفصل وجه جديد للإرهاب


 

سلَم وفد نيابي قوامه السادة الدكتور علي الخليل وبشارة مرهج وناصر قنديل وعبد اللطيف الزين وقاسم هاشم ووجيه البعريني الخميس 8/7/2004 الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصاد والاجتماعية لغرب آسيا " الإسكوا" السيدة ميرفت تلاوي مذكرة باسم رئيس مجلس النواب رئيس الاتحاد البرلماني العربي الأستاذ نبيه بري وباسم أعضاء مجلس النواب مرفوعة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان تتعلق بدعم مجلس النواب النائب عزمي بشارة الذي يضرب عن الطعام احتجاجاًُ ورفضاً لجدار الفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل في فلسطين.

 

وفي اللقاء قال النائب الخليل أن " هذه المذكرة هي باسم المجلس رئيساً وأعضاء ترفع إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان وتتعلق بدعمنا المطلق للدكتور عزمي بشارة، وهذا الموقف يعبر عن موقف البرلمانات العربية والعالمية احتجاجاً على جريمة إسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري رغم معارضة الرأي العام العالمي لهذا التوجه ورأي محكمة العدل الدولية". وأضاف أن هذه الجريمة تؤدي إلى إجهاض العملية السلمية المستندة إلى مرجعية مدريد القائمة على الأرض في مقابل السلام وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".

 

نص المذكرة التي قدمت بالإنكليزية :

"السيد كوفي عنان المحترم الأمين العام للأمم المتحدة، تحية طيبة، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بناء جدار الفصل العنصري داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة رغم المعارضة الدولية الشاملة التي واجهها هذا الإجراء  الخطير باعتباره جريمة حرب، ولتعارضه مع القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، وبسبب الأضرار التي يلحقها هذا الجدار بالمواطنين الفلسطينيين من جراء حرمانهم أراضيهم وتقويض مقومات إقامة دولة فلسطينية قابلة للبقاء، إذ أن هذا الجدار العنصري يلتهم 56 في المئة من مساحة الضفة الغربية، ويجعل 44 في المئة منها مقطعة الأوصال والأجزاء ، كما سيعزل مدينة القدس الشريف عن الفلسطينيين، إذ أن الأراضي المقتطعة لمصلحة الجدار العنصري تنتج نحو 45 في المئة من الإنتاج الزراعي الفلسطيني، ودفع وتيرة قهره الى أقصى مدى في عقاب جماعي لا تقره قوانين وأعراف إنسانية.

 

 ومع اقتراب صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بعدم شرعية بناء سلطات الاحتلال الإسرائيلي لجدار الفصل العنصري، يتبارى المسؤولون الإسرائيليون في إعلان عزمهم على عدم قبول أي قرار يصدر عن محكمة العدل، متسلحين بقرار المحكمة العليا الإسرائيلية التي اعتبرت الجدار ضرورة أمنية ملحة لإسرائيل، إقامته صحيحة قانونياً وأخلاقياً، وهو ما يعني تحدياً جديداً تسجله إسرائيل ضد المجتمع الدولي ممثلاً بأعلى سلطة قضائية فيه.

 

وفي مقابل هذا الوجه الجديد من إرهاب الدولة الإسرائيلي، يقف أبناء الشعب الفلسطيني متصدين لبناء الجدار العنصري، ومتحدين الإجراءات الإسرائيلية بعزم وإباء، سعياً لدحض الحجج الإسرائيلية لبناء الجدار وبالتالي وقف بنائه، وجاء الاعتصام والإضراب عن الطعام الذي بدأه المناضل عزمي بشارة والشخصيات الفلسطينية الأخرى تعبيراً قوياً عن رفض الجدار العنصري، وتدمير وسائل الحياة وحصار الشعب الفلسطيني.

 

إنني باسم الاتحاد البرلماني العربي، أدعو المجتمع الدولي ممثلاً بمنظمة الأمم المتحدة الى التدخل بوسائل أكثر نجاعة، والضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل وقف العمل في إقامة جدار الفصل وهدم ما بني منه وإعادة التواصل الإنساني والاجتماعي والاقتصادي بين أبناء الشعب الواحد، ومنع تحويل المناطق الفلسطينية سجنا كبيراً، انسجاماً مع دورها الذي كرسته في ميثاقها كحامية وحافظة للأمن والسلم الدوليين. كما نطالب بالتوقف عن معاملة إسرائيل كاستثناء لا تطبق عليه القرارات الدولية، لأن التغاضي عن استمرار إسرائيل في التعالي على المجتمع الدولي وقراراته، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الحروب والمآسي وإعاقة تنمية منطقتنا وتقدمها، وتدمير الآمال في سلام عادل وشامل تحت مظلة القرارات الدولية.

 

                                                            نبيه بري

                                                   رئيس مجلس النواب اللبناني

                                                  رئيس الاتحاد البرلماني العربي