حفلت زيارة
الرئيس البلغاري للبنان بيترستويانوف بلقاءات سياسية رفيعة، فاستقبل في اليوم
الثاني لزيارته في جناحه في فندق فينيسيا عند العاشرة من قبل ظهر الاربعاء 21/ 3
/2001 رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي لمدة نصف ساعة، وتم بحث بعض القضايا
الدولية والعلاقات بين البلدين.
في ساحة
النجمة
وظهراً زار
الرئيس ستويانوف مجلس النواب حيث اقيم له استقبال رسمي، واستقبله رئيس المجلس
الاستاذ نبيه برّي في ساحة النجمة وعزفت سرية من تشريفات قوى الامن الداخلي للرئيس
الضيف موسيقى التعظيم، ثم استعرضا عناصر السرية، كما فرش السجاد الاحمر من صالون
الاستقبال من مبنى المجلس حتى ساحة النجمة.
وعند مدخل المجلس، شارك في استقبال الرئيس البلغاري الى جانب الرئيس برّي نائب رئيس
المجلس ايلي فرزلي وهيئة مكتب المجلس.
وقبل ان يعقد الرئيس برّي والرئيس البلغاري اجتماعاً في صالون الاستقبال، جالا مع
الوفد المرافق في القاعة العامة، حيث شرح رئيس المجلس للرئيس الضيف كيفية عقد
الهيئة العامة لجلساتها.
وبعد ذلك، عقد اجتماع حضره الى الرئيسين ستويانوف وبرّي الوزير كرم كرم والسفير
البلغاري في لبنان نيقولاي ميخالوف اندييف واعضاء الوفد المرافق.
استمر الاجتماع نصف ساعة، بعدها ودع الرئيس الضيف لبنان بنفس الحفاوة التي استقبل
بها.
تصريح
الرئيس برّي
وادلى
الرئيس برّي بعد لقائه الرئيس ستويانوف في مجلس النواب بالتصريح الاتي:
بلغاريا هي
الجار الثالث للبنان، وعلاقتها مع لبنان منذ قديم الزمان كانت دائماً علاقات وطيدة،
ولا ننسى موقفها دائماً بالنسبة للقضايا العربية وخصوصاً بالنسبة للقرار 425. ويوجد
بالاضافة الى ذلك جسر من اللبنانيين يوجد نحو 2500 لنباني في بلغاريا يؤلفون الف
شركة يعني 2500 لبناني يملكون الف شركة هناك، كل هذه الامور تجعلنا نستفيد من علاقة
الصداقة القديمة لانشاء علاقات اقتصادية وثقافية وتجارية وسياحية، ولا ننسى انه ليس
هناك مسافة في الطائرة بين لبنان وبلغاريا ولبنان ( ساعة ونصف تقريباً ) وحقيقة فان
فخامة الرئيس والوفد المرافق في اتم الاستعداد بالنسبة لهذا الموضوع وكنا قد بحثنا
هذه الامور اثناء زيارتنا الى بلغاريا. وطبعاً كان هناك جولة بالنسبة للوضع في
بلدان البلقان والوضع في الشرق الاوسط وسبل التعاون بين الدول حول العولمة وكان
هناك جولة فكرية بهذا الموضوع، وكنت دائماً ولا ازال على تشجيع دائم لنقيم اوثق
العلاقات حيث يوجد لبنانيون في الاغتراب ومن بينهم بلغاريا ".
معلومات من
مجلس النواب
تأتي زيارة
الرئيس البلغاري للبنان تتويجاً للجهود المشتركة التي بذلها مجلس النواب وحكومتا
البلدين في اطار تعزيز العلاقات والتعاون على الصعد كافة، وفي اطار هذه الجهود كان
الرئيس برّي قد قام بزيارة الى بلغاريا خلال الاسبوع الاخير من تشرين الاول عام
1999 تلبية لدعوة رسمية من نظيره البلغاري يوران سوكولوف. وخلال هذه الزيارة التي
اجتمع فيها الى كبار المسؤولين البلغار وفي مقدمهم الرئيس الضيف حيث جرى التاكيد من
قبل الرئيس ستويانوف، ان بلاده تنظر الى لبنان كبوابة للشرق الاوسط وان بلغاريا
ترغب في ان تكون بوابة لاوروبا.
كما جرى التاكيد يومها على ان بلغاريا لا تسير نحو اوروبا دون اصدقائها القدامى
الذين سيعززون موقعها ودورها.
وفي اطار التعاون ايضاً، اجاز البرلمان لحكومتي البلدين توقيع اتفاقيات تتيح لهما
التعاون على الصعد التجارية والسياحية والثقافية.
وتكتسب زيارة الرئيس البلغاري اهمية ايضا نظرا لدور الجالية اللبنانية الفاعل في
بلغاريا، والذي بطبيعة الحال يساهم في توطيد اواصر التعاون والعلاقات بين البلدين،
كما انه لا شك ان هذه الزيارة ستكون مناسبة ايضا لتبادل الاراء في الوضع السياسي
القائم في المنطقة واعادة التاكيد على الحقوق وعلى القرارات الدولية في نطاق
استعادة الاراضي العربية المحتلة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته
وعاصمتها القدس الشريف وعودة الجولان حتى حدود الرابع من حزيران واستكمال الانسحاب
الاسرائيلي من باقي الاراضي اللبنانية في مزارع شبعا وغيرها.
ثم زار الرئيس ستويانوف السراي الحكومي الكبير والتقى رئيس الحكومة رفيق الحريري
الذي استقبله بدوره في الباحة الخارجية.
حديث
الرئيس ستويانوف
وقد ادلى
الرئيس ستويانوف بحديث صحافي الى الصحافة البلغارية في اعقاب لقائه الرئيسين برّي
والحريري، جاء فيه، انه تم التركيز خلال المحادثات على تقوية العلاقات الاقتصادية
والتجارية بين البلدين.
وقال :
" ان هذا
مهم جدا لان بلغاريا تمر بمرحلة انتقالية والدخول في اسواق جديدة وتفعيل امكانات
العمل المشتركة مع دول اخرى في المجالات الاستثمارية والتجارية.
واضاف الرئيس البلغاري :" ان زيارتنا لسوريا ولبنان هي اشارة واضحة لجميع البلدان
العربية وليس فقط الى بلد واحد فبلغاريا تريد ان تنفتح على دول العالم وهي تجاوزت
عقد الماضي ". وقال : " نحن نفتح جسوراً عميقة مع البلدان العربية في كل المجالات
ويهمني ان اوضح من لبنان على خلفية ما يجري في البلقان وبالتحديد في مقدونيا. ان
تجربة لبنان اظهرت ان الصراع الداخلي في البلدان، اذا لم يتم حله في الوقت المناسب
والفوري وبمشاركة جميع الافرقاء، يمكن ان يتحول الى حرب تكون عواقبها وخيمة على
الجميع ".
وتابع الرئيس البلغاري :" انتم تعرفون ان لبنان كان قبل الحرب دولة عصرية متطورة في
جميع المجالات، بعد الحرب كان على الشعب اللبناني ان يتحمل الكثير من المحن والمآسي
لكي يعيد بناء دولته من جديد. ان تجربة لبنان فيها ما يكفي من الدروس والعبر لكي
تستفيد منها الشعوب الاخرى والقوى السياسية في هذه الشعوب، ويجب ان نستفيد من هذه
التجربة في التعايش بين مختلف الاقليات العرقية والدينية ".
وحول لقائه بالرئيسين برّي والحريري، قال : " تحدثنا في مسائل كثيرة اهمها، كيف
يمكن ان تتحول بلغاريا الى جسر لبنان، الى اوروبا الشرقية ".
وتابع :" تعرفون ان بلغاريا تملك علاقات جيدة مع جميع دول جنوب شرق اوروبا، كما ان
لدينا علاقات متطورة مع لبنان. وهذا بفضل وجود عدد كبير من المستثمرين اللبنانيين
في بلغاريا وجالية لبنانية كبيرة.
نحن معنيون بجلب المستثمرين من لبنان، وليس فقط من الحكومة اللبنانية، لكن من رأس
مال واموال لبنانية في الخارج لملايين اللبنانيين الذين يعيشون في دول مختلفة في
العالم. ونحرص على ان نكسب ثقة المستثمرين اللبنانيين للوصول الى هدفين : اولاً
توسيع العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع لبنان، وتالياً انعكاس هذه العلاقات على
العلاقات السياسية.
وأشار
الرئيس البلغاري الى "ان المحادثات تطرقت الى كيفية استفادة بلغاريا ولبنان من
وضعهما الجغرافي الاستثنائي،وذلك في التعاون من أجل حضور اقتصادي في منطقة الشرق
الاوسط كلها ومن اجل ان تصل الرساميل اللبنانية من خلال بلغاريا الى منطقة اوروبا
الشرقية ".
وجاء في
النص السؤال :" بعد تكرار الحوادث التي تعرضت لها الجالية اللبنانية في الخارج،
وبعد الجريمة النكراء التي اودت بحياة احد عشر مواطناً لبنانياً في دولة الكونغو
وشكلت فاجعة وطنية مروعة .
وينذر النزف الحاصل في هذه الثروة الوطنية الكبرى بمؤشرات خطر يلحق ضرراً جسيماً
بمصلحة الوطن وصموده واقتصاده.
ولم ينس المغتربون رغم المعاناة والتضحيات اهلهم وابناء وطنهم، بل كانوا دائما
العون والسند الذي عوض الكثير من مشكلات الوطن، وازماته الاقتصادية والاجتماعية
فاسهموا اسهاما فعالا في تصحيح الخلل في ميزان مدفوعاته، وتامين مقومات الصمود
لاهله لمواجهة الاحتلال الصهيوني واعتداءاته على الارض والانسان والمرافق
الاقتصادية، الامر الذي نستطيع معه القول بثقة وتاكيد ان امن وسلامة الجسم
الاغترابي هو امن وسلامة الوطن، وان أي ضرر يلحق به سيصيب الوطن كله بضرر اكبر.
انطلاقاً من ذلك، نود ان نسأل الحكومة عما حصل في دولة الكونغو. وما هي الجهود التي
بذلتها لضمان سلامة اللبنانيين. وهل اجرت تحقيقاً تفصيلياً لمعرفة كافة اسباب
الجريمة، وما هي صحة المعلومات التي يتناقلها بعض ابناء الجالية في الكونغو،
وخصوصاً اهالي الضحايا وعائلاتهم عن لا مبالاة وتقصير واهمال للسفارة اللبنانية في
متابعة قضية المفقودين ومعرفة مصيرهم قبل كشف الجريمة ؟.
وما هي الاجراءات التي ستعتمدها لمحاسبة من يثبت تقصيره واخلاله بواجبه الوطني قبل
الوظيفي ؟.
الامر الذي يتطلب متابعة دقيقة لاحوال الدول حيث التواجد اللبناني الاغترابي لمعرفة
وتحليل واستنتاج توقعات تواكب المتغيرات والتحولات الجارية ورصدها لتبيان وسائل
التحرك الديبلوماسي وتوظيف الصداقات اللبنانية الدولية والعربية ومساعدة المغتربين
على تنظيم شؤونهم واوضاعهم بقصد توفير الحد الاقصى من ضمانات الحماية وسلامة المصير
وحفظ الحقوق والمصالح.
فهل الديبلوماسية اللبنانية قد استخلصت العبر والدروس مما حصل في الكونغو ولم تكن
اول حادثة تحصل في افريقيا وقد لا تكون الاخيرة ؟.
هل ستكون الجريمة بداية اعادة نظر في ادائنا الديبلوماسي وعلاقتنا مع الدول
الافريقية لدفع الضرر عن اللبنانيين وبعث الطمانينة في نفوسهم وما هي
الاجراءات المتخذة لتحقيق هذا الهدف ؟