كلمة الرئيس نبيه بري في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الفكر العربي الاول

القاهرة 26 تشرين الاول ( اكتوبر ) 2002


 

بسمه تعالى

 

صاحب الرعاية سيادة الرئيس محمد حسني مبارك المحترم

ممثلا"  

صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبد العزيز المحترم

 

رئيس مؤسسة الفكر العربي

 

زملائي اصحاب الدولة

 

الحضور الكريم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

من دواعي سروري ان نلتقي الآن في هذ المؤتمر الفكري في قاهرة المعز بالتحديد ، القاهرة التي انتصرت دائما" لعروبتها ولرسالة الاسلام منتظمة خلف قادة كبار في معارك التصدي للتتار والصليبيين ، والتي قادت ودمشق حرب اكتوبر ( تشرين ) المظفرة ضد الاسرائيليين ، وهي معارك وحروب مثلت في اساسها تحديات فكرية وثقافية قبل ان تُعّبر عن نفسها بأدوات القتـال .

 

ومن دواعي سروري الكبير ، ان ينعقد هذا اللقاء على خبز وملح الكلمة ، بدعوة كريمة من مؤسسة الفكر العربي ورئيسها ، وهو امر يشير الى انتباه شديد في اللحظة المناسبة لتوجيه الاستثمار على بناء هذه المؤسسة الفكرية وجعلها وعاء للتبادل الفكري والثفافي في حوار منتج بين اهل المعرفة والاختصاص والخبرة والتجربة على عناوين تتصل بالحياة اليومية لاقطارنا وامتنا كما تتصل بالمستقبل .

 

واصدقكم القول ان مجرد تفسير حلم الامير خالد الفيصل بإنشاء هذه المؤسسة ، والمهمة التي طرحتها على نفسها في عالمنا العربي الشديد القلق والشكوك ، امر يشكل مغامرة كبيرة خصوصا" انه تمت مواجهة مثيلاتها في السابق بكل سلبية من مختلف انماط السلطات التي تعاقبت على اقطارنا ، والتي عملت للأسف الشديد على ( تجميد العقل ) او ( نفي العقل ) وفتحت الابواب امام هجرة الادمغة التي اصيبت بالاحباط . 

 

الآن ، وفي هذه اللحظة السياسية الضاغطة على النظامين العربي والاسلامي بهدف تفكيكهما ، واعادة انتاج العالمين العربي والاسلامي بما يتلاءم مع الادارات القابضة على النظام الدولي ، والتي تمتلك الثروات والموارد والاصول الثابتة ، والتي تسعى لعولمة الاقتصاد والامن والسياسة ، والتي لا تعترف بالخصوصيات الثقافية .

 

الآن ، وعالمنا العربي موضوع على منظار التصويب من القدس الى بغداد ومن الفرات الى النيل بل الى الوزاني ، الذي يمثل مجرى دمع صغير .

 

الآن ، وعالمنا العربي من المحيط الى الخليج يقع على خارطة لتقطيع الطرق ، يقتضي ان تصبح كل العناوين مباحة للنقاش والتحري واستكشاف آثارها السلبية والايجابية ، وتصبح الدعوة الى اطلاق المشاركة - مشاركة المواطن العربي في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع في الحاضر والمستقبل - وتعزيز هذه المشاركة اكثر الحاحا" .

 

من هنا تنبع اهمية ان نلتقي في هذا المؤتمر الاول للفكر العربي ، الذي يتناول جملة قضايا ملحة تشغل بال الانسان العربي الذي نأمل ان يشكل فرصة للاجابة على الاسئلة التي تطرحها عناوين الندوات ، بما يفتح الابواب امام المستوى السياسي العربي للاستفادة من الاجابات التي يقدمها المؤتمرون من علماء ومفكرين ومختصين في المجالات المختلفة من اجل تصحيح الواقع ووضع اقطارنا وامتنا تحت اضواء العصر .

 

مجددا" شكري للمؤسسة ورئيسها على عقد هذا المؤتمر ، وشكري لمصر رئيسا" وبرلمانا" وحكومة وشعبا" على رعاية واستضـافة هـذا المنبر العربي ، الذي نسأل الله ان يوفقـه لاداء مهمته .

 

والســلام عليكــم