كلمة الرئيس نبيه برّي في افتتاح "معرض لبنان الدولي السابع للكتاب" ممثلاً بنائبه الاستاذ ايلي الفرزلي


 

رعى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي الخميس 15/ 3 /2001 حفل افتتاح " معرض لبنان الدولي السابع للكتاب " في قاعة المعارض في ساحة الشهداء الذي اقامته نقابة اتحاد الناشرين في لبنان بالتعاون مع وزارة الثقافة تحت عنوان " حوار الحضارات " والذي يستمر حتى 15 آذار.
 

افتتح المعرض نائب رئيس مجلس النواب الاستاذ ايلي الفرزلي ممثلاً دولة الرئيس نبيه برّي.
 

وحضر حفل الافتتاح وزير الثقافة غسان سلامة والنواب علي الخليل، ياسين جابر وعاطف مجدلاني، وزير الثقافة الايراني السابق مستشار الرئيس محمد خاتمي عطا الله مهاجري ـ رئيس مركز الحضارات للحوار والأديان والثقافات في طهران ـ والسفير الايراني في لبنان محمد سبحاني وحشد من السفراء العرب والاجانب المعتمدين في لبنان وحشد من المثقفين والكتاب اللبنانيين والعرب والاجانب وممثلون عن القيادات العسكرية والامنية والمدراء العامون والشخصيات الاجتماعية.
 

بدأ الاحتفال بكلمة لرئيس لجنة المعرض ناصر جروس.
 

ثم القى وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة كلمة كما ألقى نقيب اتحاد الناشرين في لبنان محمد عاصي كلمة بالمناسبة.
 

ثم ارتجل نائب رئيس مجلس النواب ايلي فرزلي كلمة قال فيها :

 

عادة يشرفنا دولة الرئيس نبيه برّي بابلاغنا ارادته لكي نقوم بتمثيله في مناسبات عديدة، وان ابلاغنا هذه الارادة في بعض الأحيان يتسم بطابع الابلاء، لأن المهمة التي يريد أن يكلفنا بها لا تتلاءم مع رغباتنا وشعورنا وعواطفنا، الا اننا نحن له بمستسلمين، ويأتي ابلاغ اليوم ليتلاءم مع العواطف التي من اجلها كنا في لبنان، فنقول له تحية لدولة الرئيس برّي، وكأني به شاء ان يأتي هذا التكليف بعد ارادة تجسدته وتملكته في رعاية المعرض الدولي للكتاب، وكأني به شاء ان يعيش مع ارادة الهية فنرى في جبرائيل يقول : " اقرأ باسم ربك الذي خلق "، ونرى في انجيل يوحنا انه " في البدء كانت الكلمة ". وكأني بالمعرض الدولي للكتاب شاء ان يكون هذا المعرض في وسط بيروت وفي ساحة الشهداء بالتحديد، هذه الساحة التي فيها اهوانا السفاح فرسمناه، ظل حتى ضن بنا. فأمات الحق والعدالة وأحيا بدع الجهالة، فالقائل للحرية قليل واللازم عن الحق ذليل، اخذنا بالطائفية، ما نالنا منها، ومهد للشهوات فانصرفنا عنها، فما كان المال والبنون الا اسوة بموت اليهود، وكان ذلك قدوة للأبناء والأحفاد. فكانت الشهادة الجنوب وكان التحرير من رجس الاحتلال، ويبقى السؤال الكبير ان هذا الوسط بالتحديد هو الوسط الذي انشئت فيه كلية الحقوق الرومانية والسؤال الكبير لماذا انشئت هذه الكلية في بيروت، ولم تنشأ في روما عاصمة الامبراطورية الرومانية، هذا ما يفسر ان طيطوس الأمبراطور الروماني عندما جرت الحملة لقمع الثورة اليهودية في أورشليم، وأتى ليحتفل في بيروت بانتصاره على اليهود في أورشليم سئل لماذا تحتفل في بيروت ؟
أجاب : " لكي يعرف العالم ماذا حدث وكان ذلك عام 69 ميلادياً أي منذ الفي سنة بالتحديد، وسيبقى العالم يطلع على ما يحدث في بيروت ومن وسط بيروت.
وقد شاء معرض الكتاب الدولي ان يحيي هذا الاحتفال وهذا المعرض في وسط بيروت لأنها أضحت بعد الحرب التي نالت من لبنان فدمرت من وحدة لبنان، ومن أرض لبنان، ومن مؤسساته وديمقراطيته، أتت الى وسط بيروت للمساهمة في اعادة اعماره وانشائه رمزاً لمقولة نرددها نحن أبناء القيامة في لبنان، حيث تقول ان وسط بيروت وطىء المركب للموت ووهب الحياة للذين يستحقون، وشاء المعرض السابع الدولي للكتاب ان يحيي معرض الكتاب في بيروت لان هذا هو سمو لبنان وسحره، ما سر لبنان وما سحره.
أنا لا أرى لبنان الا في عزيز ابائه، في زمرة الرواد من اعلامه، في عبرة الامجاد من حكمائه، في نثر جبران، ولطف خياله، في سحر مطران وحلو بنائه، من نبع الباروك، وفي كل من يركب المحيط ليبتغي للأرز اضواء على اضوائه ".

 

ثم القى الاستاذ فرزلي، كلمة مكتوبة باسم الرئيس برّي وفيها :

 

" لهذا المعرض الذي يساهم في التأسيس لدور لبنان غداً " كمعرض دائم للكتاب وكمعرض دائم للفنون الحية وللكلمة الحرة المعبرة عن مشاركة الانسان في كل ما يصنع حياته.
للبنان الذي ينتشر في اصقاع الدنيا، حاملاً بذار الأمل الى يأس العالم ويباسه، والذي يقاوم بعين كتابه وناشريه المخارز الاسرائيلية التي تعتدي على الحياة فيه، ويقاوم بدمعة ريشته ألوان فأس الجنود الاسرائيليين.
للبنان الذي خرج الى العلن حاملاً الى العالم صورته التي يتلألأ حبرها بين ضفتي نهر الكتاب، واليكم أيها المفكرون والكتاب والباحثون والشعراء والناشرون تحية من دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي ومني، لأنكم تؤكدون ان لبنان يستعيد موقعه في الشرق كنافذة ثقافية ومعرفية للشرق على الغرب، وللغرب على الشرق .
 

أيها الحفل الكريم،

لقد دأب دولة رئيس مجلس النواب منذ انشاء فكرة المعرض الدولي للكتاب الذي تقيمه نقابة اتحاد الناشرين في لبنان على رعاية هذه الفكرة التي تمثل بذاراً طيباً في ارض طيبة تعمل على استعادة موقع لبنان كمكتبة للشرق ومطبعة له.
يصادف معرضكم الدولي هذا في شهر التسوق، الذي يحاول اعادة انتاج موقع لبنان في محيطه الغربي والمتوسط كمركز تجاري لا غنى عنه. وأرى من جهتي ان هذا المعرض ينبه الى دور لبنان الحقيقي، والى رسالته وثروته التي هي انسانه وحريته، والتي هي قوة التعبير وقوة التعلم والثقافة.
ولا بد من ملاحظة ان الشارع الثقافي بدأ مستشعراً حاجة الشعب اللبناني الى اعادة صياغة مفاهيمه لتتجاوب مع آفاق القرن الحالي والى ضرورة التعبيرات الطائفية التي سادت وأخذت بيد لبنان الى الفتنة.
أن انتاج حركة الوعي هذه تثبت قيماً وطنية، ابرزها حماية الحقوق الاساسية للمواطنين في التعبير والسكن، والوصول الى القوت، ورفض استبداد السلطة او اساءة استعمالها والتصدي للفساد.
أن محاولة تهميش المؤسسات الثقافية وسواها هو ايجاد الشرخ بين السياسي والثقافي، في الوقت الذي يجب أن يكون السياسي تعبيراً عن جبروت العقل، وليس عن جبروت السلطة.

 

أيها الحفل الكريم،

أن استثمار لبنان على انسانه ومثقفيه يدفعنا الى العمل على تأمين المستلزمات اللائقة لاتحاد الكتاب اللبنانيين، وللنقابات الفنية ورفع حوافزهم للمشاركة الكاملة في عملية الوحدة والاندماج الوطني على أساس مفاهيم موحدة للوطن والمواطنية.

وهنا لا بد من انجاز مشاريع القوانين المهنية لهذه المؤسسات والمراسيم التطبيقية للضمان الصحي والاجتماعي وحفظ الملكية الادبية والفنية وانشاء صندوق للسينما والمسرح مما يتيح فرص العمل لآلاف اللبنانيين في مختلف الاختصاصات ناهيك عن الفوائد الاقتصادية والسياحية والثقافية للبنان، والعمل على صياغة وتطبيق قانون اعلام يعزز فرص الانتاج المحلي، عدا فتح الباب لمناقشة موضوعية للكتاب المدرسي بما يخدم السياسة التربوية وصياغة مفهوم موحد ووعي دستوري وقانوني يؤسس لاندماج الطلاب في حياة الدولة والمجتمع خارج الاستخدام الفئوي والطائفي لفعل وانفعالات أبنائنا.

 

أيها الحفل الكريم،

مرحى بكم جميعاً، نلتقي حول الكلمة البيضاء الصافية كروح الثلج، واللغة التي تحملنا على الأمل والصبر وتمنحنا رجاء الشهادة وتسلك بنا الدرب وتأخذنا بيدنا الى النهار نتعانق كالحروف ونقاطها والارض وخصوبة مواسمها.
ولمعرضكم المتجدد للكتاب تحية التقدير والفرح المزدهر بالنصوص الممتلئة سنابل خير وعز للانسان ولبنان. عشتم وعاش لبنان ".
 

بعد ذلك قص النائب الفرزلي الشريط ايذاناً بافتتاح المعرض وجال على أقسامه.

 


أعلى الصفحة | اتصل بنا |

حقوق الطبع محفوظة 2002 ©

أنجز هذا الموقع الفريق الفني في مصلحة المعلوماتية - مجلس النواب اللبناني