اقامت حركة امل بدعوة من الرئيس بري، بعد ظهر الثلاثاء 31/ 8 /1999، مهرجاناً خطابياً حاشداً في الذكرى السنوية الحادية والعشرين لتغييب قائد المحرومين والمقاوميين والمفكر الاسلامي والانساني سماحة الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي الاستاذ عباس بدر الدين وذلك في المدينة الرياضية في منطقة بئر حسن.
حضر الاحتفال رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ممثلاً برئيس مجلس الوزراء الدكتور سليم الحص، رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري والرؤساء الياس الهراوي امين الحافظ ورشيد الصلح، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، والوزراء : انور الخليل، كرم كرم، حسن شلق، غازي زعيتر، مميشال موسى وعصام نعمان. والنواب السادة : احمد سويد، علي حسن خليل، حسن علوية، عبد اللطيف الزين علاء الدين ترو نبيل بستاني مروان حمادة جورج ديب نعمة ايمن شقير انطوان اندرواس سـليمان كنعان انطوان حداد خالد صعب علي عسيران اكررم شهيب اسعد حردان محمود ابو حمدان سامي الخطيب جان عبيد جان غانم انطوان حتي روبير غانم حيب حكيم نقولا فتوش نهاد سعيد ايوب حميد جميل شماس مروان فارس صلاح الحركة عدنان عرقجي حسين يتيم خليل الهراوي بيار دكاش شوقي فاخوري علي خريس ابراهيم بيان ياسين جابر عمر مسقوي اسماعيل سكرية اسطفان الدويهي سمير عازار فايز غصن محمد فنيش محمد رعد باسم السبع مار الموسوي بهية الحريري زاهر الخطيب ميشال فرعون سليم دياب محمد علي الميس وجيه البعريني شاكر ابو سليمان بشارة مرهج محمد عبد الحميد بيضون طلال ارسلان جاك جو خدرجيان غسان مطر فيصل الداوود اميل نوفل نزيه منصور ربيعة كيروز انطوان حبيب ممثاً النائب عصام فارس. كما حضر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين، مفتي الجمهورية الدكتور محمد رشيد قباني، لمفتي الجعفري الممتاز عبد الامير قبلان، قائممقام شي عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيز، والمطران خليل ابي نادر ممثلاً البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير، العميد الركن ميشال ابو رزق ممثلاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان، العقيد الركن رستم غزالة على رأس وفد عسكري رفيع المستوى العميد الركن حسن فواز ممثلاً المدير العام لجهـاز امن الدولة والامين العام للمجلس الاعلى اللبناني ـ السوري نصري الخوري وفد الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة رئيسه علي قانصوه، وفد الحزب الشيوعي برئاسة اممينه العام فاروق دحروج، وفد حزب البعث العربي الاشتراكي برئاسة امينه العام القطري الوزير الوزير السابق غازي سيف الدين، وفد الحزب التقدمي الاشتراكي، وفد حزب الكتائب برئاسة نائب الرئيس الاول رشاد سلامة، وفد الناصرين الديمقراطيين رئيس حزب التضامن اميل رحمة، وفد من جمعية المشـاريع الخيرية الاسلامية برئاسة النائب السابق عدنان طرابلسي، سعد الدين خالد وعدد من سفراء الدول لعربية والاجنبية ونقيبا الصحافة والمحررين محمد البعلبكـي وملحم كرم ورئيس الاتحاد العمالي العام الياس ابو رزق وممثلو المنظمات والفصائل الفلسطينية وعدد من المحافظين وشخصيات رسمية وفعاليات اقتصادية ثقافية وامنية وحشد من الوفود الشعبية من مختلف المناطق ورجال دين مسلمين ومسيحيين. استهل المهرجان بأيات من الذكر الحكيم للمقرىء اسماعيل يونس، ثم النشيد الوطني اللبناني ونشيد حركة امل عزفته فرقة الكشاف " الرسالة الاسلامية ".
بعد ذلك، تقدم الرئيس بري واعتلى المنصة الرئيسية واستعرض وحدات وفرق من "كشـافة الرسالة الاسـلامية" والدفاع المدني بصفته رئيساً للكشافة. وحملت الوحدات صور الرئيس بري وصور للسيد موسى الصدر ولافتات وشعارات لمناسبة الذكرى. كما اقيم عرض لحملة الاعلام والاندية الرياضية في الجنوب. ثم عرف بالمهرجان الشيخ حسن المصري.
لحضورك الذي سكن صوتنا وصمتنا، وأخذ بيدنا وكفكف دمعنا، وأدرك عطشنا وجوعنا، وانتزعنا من النسيان.
للفصول الزرقاء في عينيك التي تحميك من عين مدمّرة وحاسدة وغاسقة إذا وقبت.
لكفيك، اللتين تستضيفان الله في الآذان والصلاة والدعاء.
لقلبك، الجبل الذي يستضيف الشمس وضحكة البحر. والذي يسكنه الوطن موحداً وجميلاً ونظيفاً وأخضر.
لصوتك المكيّ الذي يرن كجرس الزهر والمدرسة والكنيسة، والذي يورق في لغتنا أملاً مكابراً ويبوح بالمجد.
لكلماتك التي تؤلف فصاحتنا، وتقرأ فينا التراب الذي يستفيق الى عريه، وتحصد زيف اللغات القديمة، وتقرأ خط حدود الصباح الذي سوف يأتي.
لكلماتك التي تكتب نخيلاً في صحرائنا، وتنهمر كالينابيع بريئة ناضحة قوية، وتكتب وطناً تأتي إليه العصافير، وتأتي الأزاهير مبلولة بالندى.
ثم.. للزيتون الذي يستفيق في جرح غيابك فلا يذبل شوقنا وانتظارنا.
للقرى التي بينها وبينك خبزاً وملحاً ووعداً، وتنام على صدرك وتحرسك في صدرها.
لنساء القرى التي تتدافع بين يديك الى حقول تبغك.
لشباب القرى الذين يتسابقون الى مواسم مقاومتك.
للصيادين الذين يفنون أعمارهم في براري الماء وهم يقرؤون وعد البحر ملحاً في دمهم ليستعيدوا غيابك.
للفلاحيـن الذين يذوبون في كتاب النهار، وهم يزرعون وردة في الروح تشبه وجهك المحكيّ وهو يدور في الأيام والمنفى.
للبقاع الذي بُحّت حناجره في بعلبك، وهو يردّد قسمك رعداً لا ينام...
للجنـوب في صور، الذي كان يشرب مساء الماء عَطِشاً، ويضربه هواء الخوف قبل ان تأتي إليه حاملاً ربيع اليوم.
لبيروت التي حملت إليك أرغفة السؤال من ضواحيها، فوقفْت معتصماً بحبل الله كي يقف الحريق.
لكل أسماء وعناوين الوطن التي تحتشد في يوم الصدر مشاهدة وشهيدة، تحية أفواجه المقاومة
وبعد...
ثم ها نحن ننتهي مرة كل عام الى الحزن، ونحن نحاول ان نستعيد خطو الامام الصدر حتى لا يغادرنا الى العواصم المسكونة بالظلام، وحتى لا تكسر الخرافة والجنون والوساوس حلمه العذب.
ثم ها نحن كلما كتبنا فرحاً، وكلما أكملنا اعترافنا بالوطن، وكلما وفينا وعداً، وكلما اقتربنا إليه. ينهينا الزمان ويسبقنا ارتحاله فلا نرى ضوءاً شحيحاً نستجير به.
فإلـى متى سيبقى لغز اختفاء الامام الصدر معلقاً على عيون العرب يحتمون من حله بالنعاس ؟
والى متى هذا التجاهل العربي والاسلامي لقضية إخفاء شخصية عربية واسلامية، لم تترك سانحة للقيام بدور من أجل زيادة التضامن والعمل العربي المشـترك، ومن أجل زيادة التنسيق بين الدول الاسلامية ومن أجل استعادة لبنان لسلامه الأهلي وترسيخ الاندماج الوطني وبناء صورة لبنان كوطن للتعايش مقابل إسرائيل العنصرية ؟
والى متى تستمر معاقبة المقاومة والصامدين في الجنوب والبقاع الغربـي والمحرومين في كل لبنان من النظام الليبي، عبر استمرار اختطاف سماحة الامام القائد السيد موسـى الصدر ورفيقيه فضيلة الاخ الشيخ محمد يعقوب والصحافي الاستاذ عباس بدر الدين ؟
ان دروس التاريخ أثبتت أن أي فرد او مؤسسة او نظام ليس بمقدورهم ارتكاب جريمة كاملة سواء تمثّلت بالاختطاف او الاغتيال، وانه لا يمكن رد الباب او رد الستار خلف أي عملية تناولت أي شخصية في التاريخ القديم او الحديث، خصوصاً اذا كانت تلك القضية تتعلق بشخصية مثل الامام الصدر، لها فـي قلب ووجدان وضمير شـعبه وأمته ما لها، إضافة لإبداعه المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي التي كانت من نبات أفكاره ومن صنع يديه.
وعليه، فإننا يوماً بعد يوم لن نتوقف عن رفع الصوت في برية عالمنا العربي والاسلامي وقرع الأجراس على مساحة العالـم، لمناشدة القادة وحتى ضمير الشعب من أجل تحرير المفكر الاســلامي والانساني، والعلامة العلم والقائد المجاهد الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه، ولن ندع سجانيه يرتاحون قبل إجلاء قضيته.
أيها الأعزاء،
لا بد اليوم من التأكيد على الثوابت التي شكلت مشروع الامام الصدر، وتشكل برنامجنا للبنان الذي نريد وهي :
أولاً : وطن متطور عصري في مستوى أماني المواطنين.
ثانياً : رفع الحرمان بالاستثمار على الثروات الوطنية، وخلق الكفاية الاقتصادية والاجتماعية.
ثالثاً : مواجهة الخطر الذي مثلته وتمثله اسرائيل على لبنان والعرب في الماضي والحاضر والمستقبل.
انني على مستوى بناء وطن عصري أتوجه الى أبناء الامام الصدر والى كافة المواطنين للعمل من أجل بناء وطن للإنسان لا للمحتكرين، لأن حاجة الانسان الى وطن ليست ترفاً فكرياً او رغبة في اتساع رقعة المسكن او اتفاقية مكتوبة بين المناطق المتعددة، بل هي حقيقة التطور والنمو التدريجي في المنافع والأخطار والمصالح والأضرار، وهي أيضاً المشاركة المحقة في الآمال والآلام.
ان وجود الوطن يفرض ضرورة الدولة في تنظيم شؤون الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية.
ان مفهومنا للدولة ودورها يتفق تماماً مع خطاب القسم في تجسيد ثقة المواطن بالدولة.
إن حركة "امل" هي اول من نادى بدولة المؤسسات ودولة القانون، وعملت وتعمل بإخلاص بإتجاه بناء دولة سماوية لا دولـة دينية، دولة لا تمثل مصالح الأكثرية ولا الأقليـة بل دولـة تمثل مصالح جميع المواطنين، تترفع لتقترب من السماء وتكون بعيدة عن الحزب والطائفة والفئة والمنطقة.
ان الدولة التي نريد، تكتسب خصائصها ووظائفها من خلال الدستور والقانون واحترامهما، ومن خلال مجموعة المؤسسات المعنية بصياغة القوانين وتطبيقها ومراقبة تطبيقها، وهي التي تقف على رأس المجتمع المدني ولا تنفصل عنه بل تمتد بأطرافها في داخله ويمتد بأطرافه في داخلها.
انه وكما لا يمكن لأحد ان يحيد دور الدولة او ان يوازيه على الأقل، فإنه لا يمكن لأحد ان يقيم دولة دون مشاركة جميع المواطنين في كل ما ينتج حياة الدولة والمجتمع، وعلى أساس إحترام حقوق المواطنين في الإنتماء والتعبير والتعليم والطبابة والوصول الى القوت والسكن حيث يريدون.
إننا نريد وبكل ثقة الدولة التي لا تنحرف عن الغايات الإجتماعية العامة التي يؤمل منها إدراكها والدولة التي لا تفتقد فضيلة التوسط والإعتدال.
اننا أكثر من الجميع نريد الدولة الشفافة التي لا تتعسف في استعمال السلطة، والتي تتصدى لأي محاولة لإساءة إستعمال وظيفة الدولة في كل المجالات وكذلك لإساءة استخدام السلطات الخاصة التي يحوزها الأفراد والجماعات في المجالات التي لا تسيطر عليها الدولة في سياق أنشطتهم الإجتماعية والإقتصادية والمتنوعة، والحزبية والنقابية والإعلامية والإعلانية وسوى ذلك.
لقد آن الأوان لتطوير وظيفة الدولة للتصدي للممارسة المنطوية على الإحتكار وتقييد التجـارة، والتلاعب بقانون العرض والطلب والرفع التعسفي للأسعار والغش في المعاملات التجارية، وتلويث البيئة وإنتهاك النظم الضريبية والجمركية، بإستخدام أساليب متطورة في العلاقات التجارية عبر الدولة، كإستخدام الفواتير المزورة والتلاعب بأسعار التحويل.
لقد أشرنا بإصبعنا علانية الى مكمن العلّة في الدولة والى ما نسميه في الدارج "القطبة في الطربوش، التي لا يعرف سـرّها سـوى الكوّى"، وقلنا ان العلّة ليست في الصلاحيات ولا فـي دور السلطات ولا في النظام البرلماني الديمقراطي، بل هـي في الطائفية السياسية في هذا الإختراع البغيض الذي يبقي لبنان متخلفاً ومحكوماً بعوامل القلق على المصير.
إن إلغاء الطائفية السياسية هو الخطوة الأكثر وطنية في بناء ثقة المواطنين والعـالم بالدولة، والأكثر إلتزاماً بتقدم وازدهار الإنسان والحياة في لبنان.
إننا نراهن على ان مجلس النواب سيتجرأ في ظل العهد الحالي على إتخاذ الإجراءات الدستورية الملائمة لتحقيق إلغاء الطائفية السياسية، وفق خطة مرحلية بدءاً بتشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس البلاد لدراسة واقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية ومتابعة تنفيذ الخطة المنتظرة.
ان هذا الأمر وحده هو الذي يؤسس لإعتماد الكفاءات في المراكز والوظائف بمعزل عن الإنتماءات الطائفية والسياسية والمناطقية، كما ان هذا الأمر وحده هو الذي يلغي التمييز الطائفي والفئوي والمناطقي.
إننا وبإنتظار تشكيل الهيئة الوطنية لدراسة واقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية فإن برنامج حركة "امل" سينحاز في الممارسة الى جانب بناء الثقة بشفافية الدولة عبر:
أ ـ رفض اختصار مؤسسات الدولة بأي من أشخاصها.
ب ـ بتأكيد تصميمنا على إلتزام مؤسسات الدولة لمهماتها وفق الدستور وتطبيق القوانين المرعية الإجراء والتزام الأنظمة الداخلية لعملها، بما يضمن التقيد بمبدأ فصل السلطات وحيوية ودينامية مختلف السلطات والمؤسسات والإدارات وحسن سير العمل في مرافق الدولة.
ج ـ مقاومة التوظيفات من خارج دور الأجهزة المختصة في امتحان المرشحين اعتماداً على ان الوظائف ليست منصباً بل إدارة لتخطيط المشاريع وتحقيقها في اطار خطة الدولة.
و ـ اننا مع اعادة هيكلية وظائف الإدارات اعتماداً على التوصيف الوظيفي وعلى تقييم الاداء الوظيفي وعلى المراقبة والمحاسبة الشاملة ودون تمييز.
اما على مستوى رفع الحرمان باستثمار الثروات الوطنية فقد وجهت ايها الأعزاء عناية الدولة دائماً في يوم الامام الصدر حيث اقيم في صـور وبعلبك والنبطية وبيروت الى الآلام والكوارث المترتبة على الوقائع الاقتصادية والاجتماعية والى ضرورة وضع الخطط لتحرير لقمة عيش الفقراء ورفع الحرمان.
اننا في استقصاء الأسباب لا نجد سوى ممارسة العهود السابقة لسياسة الإهمال والحرمان وفقدان الأمل بالدولة وما تخطط وما تنفذ.
لقد حاول الامام الصدر قبل ان يصيب لبنان ما أصابه بفعل تلك السياسات وبفعل حروب اسرائيل ضد بلدنا، وقف التدهور وصياغة علاقـة الدولـة بالمناطق المحرومــة، وخرج برجل الدين الى عالـم الحياة والحركة فحبا في توحيد الجهـود الخيّرة وتجنيد الطاقات الانسانية، وكانت حركة المحرومين من أجل تأسيس مشـاركة وطنية في بناء وصنع لبنان، وكانت أفواج المقاومـة اللبنانيـة من أجل التصدي لما تخطط له اسرائيل ضد بلدنا.
الا ان يد التخريب كانت أسـرع فوقعت الحرب الأهلية، ثم حدث اول إجتياح اسـرائيلي واسع عام 1978 ثم عام 1982، واستطاع لبنان بمساعدة أشقائه وأصدقائه، وفي الطليعة بفضل يد الأسد البيضاء التي امتدت الـى لبنان، وبفضل تضحيات ســوريا وجيشـها ـ استطاع لبنان ـ ان يستعيد سلامه وتحملنا مسؤوليتنا ولازلنا تجاه عملية صنع وبناء سلام بلدنا.
ومنذ ذلك الحين اتخذنا الكثير من المبادرات تجاه دعم صمود الجنوب والبقاع الغربـي على مسؤوليتنا من خلال مواقعنا في السلطة انطلاقاً من تشديدنا على أولويتين :
تحرير الأرض، وتحرير لقمة عيش الفقير.
ولأن بناء الصمود الوطني ومواجهة التطبيع وسياسات الجدار الطيّب وشابهها لا تنتظر، فقد عملنا تحت شعار "كل الجهات الجنوب"، لأن لبنان لا يمكن أن يبتسم وجنوبه متألم.
وانطلقت الأقلام الصفراء والألسن المعاقة تتناول هذه المهمة الوطنية ونقول جواباً على ذلك كله اليوم :
كيف كان يمكن مطالبة الناس في الجنوب والبقاع الغربي بالصمود دون بناء شبكة مواصلات واتصالات وكهرباء وماء ؟
كيف كان بالإمكان ان يصمد العطاش في أكثر من مئة وخمسين بلدة وقرية دون مشروع وادي جيلو وأبار فخرالدين ولوسي وغداً.....
كيف كان بإمكان الجنوب أن يتصل ببعضه البعض وبالوطن دون شق الطرقات وتسوية الطرقات القديمة ؟
كيف كان يمكن مطالبة الناس بالصمود دون بناء شبكة المدارس او توسيع ما هو قائم والذي تجاوز المئتي مدرسة، ودون تعزيز المستشفيات الحكومية في صور وصيدا وتبنين وإنشاء مستشفى النبطية ؟
هل كان علينا القبول برشوة تشكيل هيئة عليا للإغاثة عند كل حدث او كلما دق الكوز بالجرّة.؟
هل كان علينا أن ننتظر أن تنتبه الدولة الى إنشاء مشروع للطوارىء الصحية لمواجهة أخطار حروب إسرائيل ضد بلدنـا أم أن نبادر الى تعزيز شبكة الدفاع المدني والإسعاف الصحي التي أقامتها المؤسسات الأهلية الإنسانية والكشفية ؟
هل كان علينا أن ننتظر مبادرات وزارات الخدمات للقيام بدورها، وهي كانت لا تعرف جهة الجنوب، وثقافة الوزراء لا تقترب من حد معرفة أسماء البلدات المحررة من المحتلة ؟
إني أعلن أنه وعلى مسؤوليتي الشخصية انطلقت مبادرات وزارة الجنوب ومجلس الجنوب وبعض الإدارات، وإلا لكان تعرض صمود لبنان للإهتزاز، وإننا اليوم أكثر إصراراً على ترتيب الأولويات الوطنية إنطلاقاً من الجنوب والبقاع الغربي.
إن هذا الأمـر لا يعني أننا كنا منصرفين كلياً الى جهة الوطـن السادسة واننا جيّرنا كل الخدمات بذلك الاتجاه، فقد تحمّلنا مسؤوليتنا التشريعية كاملة وتحمّلنا مسؤوليتنا تجاه قضايا الناس لا عنهم، وكنا ولازلنا على رأس المطالبين بترتيب أولويات المشـاريع وإطلاق الزراعات الأصلية والمشاريع ذات الجدوى الإقتصادية، وبالإستثمار على الناس، وزيادة الإئتمانات والضمانات وتعزيز المدرســة الرسمية والمستشفى الحكومي وبإطلاق المكتب الوطني للدواء، وبجدولة زمنية للمشـاريع في البقاع وعكار وأعالي جرود جبيل وكسروان والمناطق المحرومة.
لقد عملنا من موقعنا الرسمي السياسي والشعبي كل ما بوسعنا حتى لا يتحمل أهلنا ومواطنينا ضغط ظل الأزمات وان يفوتوا بوعيهم وصبرهم أي محاولة لتهديد النظام العام.
وكانت الحكومات المتعاقبة تطلق وعوداً عرقوبية وكنا نقـول بصوت خافت حتى لا ترتفع حرارة الموقف السياسي إن ما يجري عمله هو سياسة أنفاق لا سياسة إنفاق.
لقد تناولنا بالإسم المشاريع المجدية التي كانت موضع مطالبة الامام الصدر للمناطق المحرومة من مشروع الليطاني الى مشاريع المياه والسدود في البقاع وعكار وأعالي جرود جبيل وكسروان.
إننا اليوم نعقد آمالاً كبيرة على همّة رئيس البلاد العماد لحود في اسـتعادة ملفات المشاريع التي وضعها رئيس المهندسـين العرب والعبقري اللبناني ابراهيم عبد العال، والمشاريع التي كانت في أدراج وزارة التصميم والمشاريع التي هي موضع مطالبتنا التاريخية.
اننا كذلك وفي إطار برنامجنا لرفع الحرمان والإستثمار على ثروات لبنان البشرية والطبيعية نؤكد على ما يلي : أ ـ الإستثمار على ثروة لبنان البشرية وفي الطليعة الطلاب والشباب.
لقد ركزنا خلال السنوات السابقة على الإستثمار على بناء المؤسسة الدفاعية بإعتبارها حاجة ملحّة لمواجهة إستتباعات الحرب الأهلية في إستعادة هيبة الدولة وفـي مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وقلنا أن إعادة بناء الجيش وإنتشاره على مساحة الوطن يشكل الى جانب تنفيذ مهمته في حفظ استقرار النظام العام مساهمة في دعم صمود المواطنين ومقاومتهم في الجنوب والبقاع الغربي وقد تأكد صحة ذلك.
وإننا اليوم إذ نؤكد على صحة دعوتنا الإستثمار على مؤسسـة حازمة للدفاع عن الوطن والمواطن، كما عمل على بنائها سيد العهد لا مؤسسـة حاكمة، وإننا ندعو الى الإستثمار على طلاب وشباب لبنان عبر تمكينهم من إستيعاب أنظمة الإتصالات الحديثة وبناء علاقة حيوية بالتكنولوجيا.
إن هذا الأمر يستدعي كما تخطيط السياسة التربوية لتلائم العصر، كذلك إيجاد الحلقة المفقودة بين حاجات التربيـة وحاجات التنمية.
كما إن هذا الأمر يعني بناء مفهوم تربوي مُوحّد للوطن والمواطن والمواطنية والعاصمة والحدود لدى أجيالنا، وكذلك التربية على الديموقراطية من خلال نظام التعليم. ب ـ الإستثمار على الإنتشار اللبناني في العالم لأن لبنان لن يُحلّق إلاّ بجناحيه المقيم والمغترب.
إن المنتشرين اللبنانيين في العالم بما يملكون من قوة حضور سـياسية وإقتصادية وعلمية وثقافية، بإستطاعتهم لعب دور مهم في تمكين بلدهم من النهوض بمسؤولياته على أبواب الألفيـة الثالثة، وأخذ دوره في نظامه العربي والمتوسطي والعالمي.
إن إنشاء مجلس أعلى للمغتربين الى جانب الوزارة المختصة ووزارة الخارجية يُمكّن لبنان من تخطيط سياسة إغترابية، تعيد بناء الروابط اللازمة بين لبنان المقيم ولبنـان المغترب، وتفسح المجال أمام المغتربين للقيام بما يفرضه عليهم واجبهم تجاه بلدهم الأم وقضاياه.
ج ـ إعادة تقييم التراث الإنساني للبنان المتمثّل بثروته الأثرية.
إنني في هذا الإطار أوجّه عناية المسؤولين الى عدم وجود كشف رسمي بمقتنيات لبنان الأثرية سواء الموجودة داخل المتحف الوطني أو في المخازن.
إن ثروة لبنان لا تنحصر بهذا المخزون.
إن الإسـتثمار على كشف الكنوز الأثرية للبنان في البر والبحر ستجعل من بلدنا قبلة لجميع السياح والمهتمين.
إن ما يعلن عن إكتشافه بين الحين والآخر يتم مصادفة لدى قيام المواطنين بأعمال البناء أو سوى ذلك.
إنني أكتفي بالطلب الى الحكومة توجيه الإدارة المعنية الى إرسـال مصوّر محترف يمكنه العمل تحت الماء لتصوير عجائب الكنوز الأثرية المحيطة بمدينة صور.
كما انني أكتفي بالطلب الى الحكومة توجيه الإدارة المعنية إرسال مختصين للتدقيق في نقاط العلام الأثرية على خريطة الجنوب وبقية المناطق اللبنانية للتأكد ان الإستثمار المالي البسيط على هذه الثروة سيعيد فتح لبنان امام تدفقات سياحية لا يمكن تقديرها.
د ـ دعم المشروعات في اطار الخطة الخمسية التي تركز على جعل الناس محور التنمية، وتمكنهم من توسيع نطاق قدراتهم البشرية الى أقصى حد ممكن، إضافة الى حماية فرص الأجيال المقبلة.
إننا نسجل سلفاً إنحيازنا الى جانب المشروعات التي تنطلق من أولوية للحدّ من الفقر، وللعمالة المنتجة ولإعادة توليد البيئة وكذلك الى الاستراتيجية المالية للدولة، الهادفة الى إعادة تغذية رأس المال المادي والبشري والطبيعي من أجل تقليص العجـز وخدمـة الدين العـام، مع الإشارة الى أن تغذية رأس المال يجب ان لا تولد ضرائب جديدة غير مدروسة خصوصـاً على السـلع الأساسية، وأخذ العبرة من درس رفع الرسوم على التبغ الأجنبي وانعكاساته.
إنني في هذا المجال أذكّر بما قاله الامام الصدر : "ان السلطة اذا أخطأت فعليها أن تعترف لأنها اذا رفضت فحياتها وحياتنا ذلّ وطغيان".
هـ ـ زيادة الإئتمانات والضمانات الصحية والإجتماعية اولاً لشمولها عملياً لمزارعي التبغ والصيادين والإتحادات والنقابات الثقافية والفنية وصولاً الى شمولها لكل مواطن، وكذلك سلوك الطريق الأوسع نحو ضمان الشيخوخة. إن الإستثمار على موارد لبنان البشرية وفي الطليعة الطلاب والشباب، والمؤسسة الدفاعية والإغتراب، والتراث الإنساني والسـياحة، والثروة المائية والمشروعات المنتجة، وتعميم الضمانات والإئتمانات الصحية والإجتماعية وضمان الشيخوخة، من شأنه دون شك الوصول الى خلق كفاية إقتصادية وإجتماعية.
ثالثاً : على مستوى القضية الوطنية المتمثلة بمواجهة الاحتلال والعدوان الاسـرائيليين : فإن اللبنانيين الذين لم يتمكنوا من متابعـة مواقف الامام الصدر ازاء الخطر الاسرائيلي المحدق بلبنان، وكذلك اللبنانيين الذين تأخروا في إدراك أبعاد صورة الحركـة العسكرية والسياسية الاسرائيلية في لبنان، لا شك أنهم انتبهوا أخيراً الى ان اسرائيل تطرح مصير لبنان ووجوده من خلال احتلالها وعدوانها المستمر على بلدنا.
إن هناك فائدة لحثّ الذاكرة اللبنانية على الإنتباه الى الأبعاد الاستراتيجية لصورة الحركة الاسرائيلية في بلدنا والمتمثلة بالأطماع في الأراضي والمياه، وكذلك في إلغاء لبنان كمنافس محتمل لإسرائيل في حال التسوية، إضافة الى البعد الفلسطيني الذي يقوم على التوطين والبعد العربي عبر كسر علاقة المصير المشترك مع سوريا.
لقد قرعت الجرس مؤخراً في مؤتمرات برلمانية عربية واسـلامية للتعبير عن مخاوفنا وهواجسنا من باراك وبرنامجه، تلك الهواجس والمخاوف التي كانت في محلها، إذ سـرعان ما بدأت الحكومة الاسـرائيلية بالمحاولات للتحلل من إلتزاماتها، وبدأ التفاؤل الذي رافق صعود باراك بالإنحسار.
إن تجربة لبنان خلال الإعداد لمرحلة باراك تشير الى ان سياسة الترغيب (التي تمثلت بإخلاء جزين) والترهيب (التي تمثلت بقصف المنشآت المدنية من جسور ومحطات لتوزيع الطاقة) ـ هذه السياسة ـ ستستمر في محاولة لفرض استسلام بشروط الترتيبات الأمنية والاستراتيجية الاسرائيلية.
لقد زادت خلال مرحلة باراك حمى النشاطات الحربية الاسرائيلية ضد لبنان خصوصاً الاعتداءات الجوية والنشاطات التخريبية الأمنية وآخرها عملية إغتيال المجاهد خضر سلامه، وعلـى المستوى السوري، فإن حكومة باراك تُمعن في التحلل من إلتزامات حكومة رابين في الإنسحاب حتى حدود الرابع من حزيران.
وبالترافق مع ذلك فقد زادت عمليات التسلح الاسرائيلية والتي كان آخرهـا صفقة الغواصات ثم صفقة الطائرات الأميركية (أف ـ 16)، وعلى المستوى الفلسطيني وبالرغم من أن حكومة باراك تواصل على المستوى الرسمي إعلان رفضها بناء المزيد من المستوطنات، فإنها بالحقيقة وعلى أرض الواقع تواصل عملية بناء مستمرة للمستوطنات خصوصاً في القدس الشرقية رغم قرار مجلس الأمن الصادر قبل تسعة عشر عاماً بالتمام والكمال برفض الإعلان الاسـرائيلي إعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل.
كما ان حكومة باراك تحركت لتطالب الفلسطينيين بالتوقيع على إعلان مبادىء حول قضايا الوضع النهائي التي تشمل القدس والدولة المستقلة واللاجئين، بالإضافة الى المستوطنات وقضايا المياه.
اننا في هذا المجال نحذر الرأي العام اللبناني والعربي من الإنسياق وراء حملة التفاؤل والرهان على أن باراك سيسلك الطريق نحو سلام عادل وشامل. كما ان أي رهان على خطوة اسرائيلية الى الخلف من الأراضي اللبنانيـة المحتلة هـو رهان في غير محله، اذا لم تفرضه المقاومة كنتيجة حتمية للخسائر في صفوف القوات الاسرائيلية.
اننا نتوقع خطوات اسرائيلية للإنتشار الى الخلف نحو مواقع تبادلية في اطار له معنى عسكري يرتبط فقط بالتقليل من ثمن الوجود الاسـرائيلي في الأراضي اللبنانية، ولا يعبر عن حسن نية اسرائيل في تأكيد أنه ليس لها أطماع مائية في لبنان، وهي تسرق مياه الوزاني وتسحب مياه الليطاني، وفي تأكيد أنه ليس لها أطماع أرضية في لبنـان فقد استولت على مساحات واسعة من الأراضي على طول الحدود وضمتها داخل السياج الأمني لما تسميه حدودها.
ان اسرائيل مقابل أي خطوة الى الخلف ستقوم بخطوات عسكرية وأمنية الى الأمام داخل لبنان.
إننا نحذّر من عمليات إسرائيلية عسكرية وأمنية لإرباك النظام العام في لبنان ومن أجل الإمساك بالمبادرة على مستوى المجابهة مع المقاومة.
إن إسـرائيل تزيد من استخدام "التاسك فورس" الجوية في اطار حربها المستمرة ضد لبنان.
إننا نتوقع ذلك لأن فترة السنة التي حددها باراك للإنسحاب من لبنان هي مهلة مُصمّمة لإنهاك وكسـر المقاومة من جهة، وتطويع الموقف اللبنانـي عبر محاولات ترهيب مماثلة لوقائع ليلة 24 ـ 25 حزيران المنصرم.
إننا فـي لبنان مؤمنون بأن مقاومتنا ستزداد، وهي حتماً قادرة على الرد وعلى إبتكار وسائل مؤلمة للإحتلال، وفـي ذات الوقت تحملها لمسؤولياتها في عدم الإنجرار لإعطاء فرصة لتجربة العصا الإسرائيلية في المنشآت المدنية اللبنانية.
إن آخر التقارير الإسرائيلية الصادرة عن معهد "جافي للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب" والتي وضعت على طاولة باراك ووزير خارجيته ديفيد ليفي يوم الخميس 19/ 8 /1999 تدعو الى بقاء الجيش الاسرائيلي في لبنان، لأنه (وحسب التقرير) الأفضل من أي بديل أو خيار آخر علـى الرغم من التآكل الحاصل في دعم الجمهور بسبب خسارة الأرواح المستمرة.
ويُذكّر التقرير بأن الإنسحاب الأحادي الجانب من لبنان دون الإتفاق مع سوريا يشمل مجازفة كبيرة وسيكون على حساب المستوطنين في الشمال.
إننا إزاء كل محاولة لفرض سلام بشروط الأمن الإسرائيلي على لبنـان والمنطقة وإزاء إستمرار الإحتلال والعدوان الإسرائيلي نؤكد :
أ ـ ان السلام حاجة لبنانيـة كما هو حاجة سورية وعربية، ولكن ما نرمي إليه هو السلام العادل والشامل المبني على قرارات الشرعية الدولية وفي طليعتها القرارات 242 و338 و425.
ب ـ اننا نؤكد ايماننا بأن مقاومتنا ستزداد وهي سلاح السلام اللبناني بمواجهة الإحتلال والعدوان الإسرائيليين، وهي نتيجة طبيعية لهذا الإحتلال والعدوان.
ج ـ التأكيد على وحدة المصير المشترك مع سوريا وعلى التمسك بإستراتيجية السلام التي رسمها الرئيس الأسد كخيار مشترك، وعلى تمتين إتفاقيـة التعاون والتنسيق والأخوة بين البلدين في كل الإتجاهات، ليس لمواجهة الإستحقاقات المرتبطة بالصراع او التسوية مع إسرائيل فحسب وإنما لمواجهة الإستحقاقات المترتبة على عالم الغد على أبواب الألفية الثالثة، وإعتبار ان العلاقات اللبنانية ـ السورية المميزة هي الأنموذج للعلاقات العربية ـ العربية وللتعاون والتنسيق والعمل العربي المشترك.
د ـ الرفض المطلق لتوطين الأشقاء الفلسطينيين اللاجئين في لبنان، والتصدي لأي مشروع مقنع بجواز السفر او التعويضات او محو الديون والذي يهدف الى تذويب هويتهم وشخصيتهم الوطنية في لبنان.
أيها الأعزاء،
اننا في يوم الوفاء لقائد مسيرتنا الامام الصدر نعاهده على الإستمرار في ترسيخ صيغة العيش المشترك، وتعميق الوحدة والاندماج الوطني، وفـي الحفاظ على لبنان حديقة للحرية وموقعاً لتلاقي الحضارات، وفي جعل بلدنا أنموذجاً للدولة العصرية ودولة القانون، وفـي الوفاء لسـوريا التي كانت الشقيق وقت الضيق والتي لازالت تعمّر مقابل إسـرائيل التي تدمّر، والتي تواصل تقديم التضحيات من أجل ضمان استقرار لبنان وازدهاره.
كما نعاهدك يا سيدي على التمسك بمسـؤوليتنا لتحرير أرضنا وإزالة العدو وإرهاقه... اننا سنتكفل بذلك وسنتحدى العالم بذلك.
اننا نقول لأنفسنا ما قاله الامام الصدر للبنانيين والعرب والعالم بالحرف الواحد : اننا نحن لا يمكن ان نقبل بأن نشـوّه تاريخنا المشـرق مهما تعاظمت المصائب، بل سنبقى واقفين نحمل المشعل ونحمي جنوبنا ولبناننا، ونحمي سلامه واستقامة سلوكه وشرعيته العادلة وتكافؤ فرصه.
أخيـــراً،
وفي يوم الامام الصدر فإننا لن ننسى أبناءنا في معتقلات العدو الإسرائيلي.
إننا نعاهدهم على تحريرهم مهما طال ليل الإحتلال وظلام الزنزانات.
ولن ننسى أن نحيّي أهلنا الصابرين الصامدين في أرضنا المحتلة وشهداء مقاومتنا الذين زرعوا قاماتهم في الأرض من أجل قطاف التحرير وسلام لبنان...
عشتـــــــم
عاش الامام الصدر
عاش لبنــــان