الرئيس برّي غادر الى الكويت على رأس وفد نيابي في زيارة رسمية


 

غادر بيروت الرابعة من بعد ظهر الاحد 7/1/2001، رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي متوجهاً الى الكويت تلبية لدعوة رسمية من نظيره الكويتي، وتستمر الزيارة حتى يوم الاربعاء المقبل.


يرافق الرئيس برّي عقيلته السيدة رندة ووفد نيابي ضم النواب السادة : ايوب حميّد، فايز غصن، فريد الخازن وجهاد الصمد ووفد اداري ضم الأمين العام للشؤون الخارجية في مجلس النواب الاستاذ بلال شرارة والمدير العام في المجلس شارل خوري ورئيس مصلحة الاعلام محمد بلوط، بالاضافة الى وفد اعلامي كبير.

 

الوصول

وكان الرئيس برّي وصل في السادسة مساءً بتوقيت بيروت الى الكويت. وكان في استقباله في المطار رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي ونائب الرئيس مشاري العنجري ورئيس لجنة السفراء في الخارجية محمد جاسم الصقر، وعدد من النواب وكبار المسؤولين في المجلس والسفير اللبناني في الكويت خالد الكيلاني واركان السفارة.
 

ومن المتوقع ان يلتقي الرئيس برّي امير دولة الكويت وولي العهد وكبار المسؤولين، ويجري محادثات مع رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي. في اطار تعزيز العلاقات البرلمانية وتوطيد العلاقات بين البلدين.
 

ويلتقي الرئيس برّي الجالية اللبنانية في الكويت ويلقي فيهم كلمة، وسيحضر جانبا من جلسة لمجلس الأمة.
 

وكان في وداع الرئيس برّي في المطار وزير الخارجية محمود حمود وسفير الكويت في لبنان محمد سعد الصلال.

 

اليوم الاول الاحد 7/1/2001

 

بدأ رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي زيارة للكويت تلبية لدعوة نظيره الكويتي جاسم الخرافي، وسيلتقي صباح غد أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، وولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح مستهلاً محادثاته التي تشمل ايضاً عدداً من المسؤولين الكبار في الدولة.
 

وتأتي زيارة الرئيس برّي للكويت في اطار العلاقات البرلمانية الوطيدة بين مجلسي النواب والأمة في البلدين، كما ستكون مناسبة للتباحث في شؤون الساعة تحت عنوان العمل من أجل تعزيز التضامن العربي في هذه المرحلة.

 

تصريح الرئيس برّي

 

وصرح الرئيس برّي في صالون الشرف، فقال:

"الزيارة هي زيارة شكر وتقدير وعرفان بالجميل من لبنان رئيساً وحكومة وشعباً، وخاصة من أهلنا في الجنوب والبقاع الغربي لما قدمته وتقدمه الكويت من مؤازرة ومساعدة ودعم يجعلها فعلاً في مصاف الدول المقاومة التي آزرت لبنان ومقاومته لتحرير أرضه وانسانه. هذه المؤازرة التي استمرت إبّان الاحتلال وابان حرب الفتنة واستمرت ايضاً بعد التحرير ولا تزال. يكفي ان اذكر في هذا المجال ان قرى في الجنوب وبلدات أمحت من الوجود تعيدها الآن الكويت الى الحياة والوجود. هذا من جهة، ومن جهة ثانية فالزيارة مناسبة كريمة للتداول وشد أواصر المحبة بين مجلس الأمة الكويتي ومجلس النواب اللبناني في شتى المجالات خصوصاً في المحافل الدولية، بدءاً من الاتحاد البرلماني العربي ومنظمة برلمانات الدول الاسلامية الى المؤتمرات الدولية وغيرها من المؤتمرات، خصوصاً ان الكويت منارة في هذه المنطقة في موضوع الديمقراطية وكذلك لبنان، وبالتالي يقع العبء على مجلسينا لنتعاون في هذا المضمار..
كما يوجد أمور أخرى اذا تسنى لي مقابلة سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد وباقي الاخوة، سيتم التداول فيها في ما يعود للعرب اجمعين وللكويت ولبنان بصورة خاصة ان شاء الله".
 

وسُئل عن موضوع الأسرى الكويتيين، فأجاب:" هذه الأمور سوف ننسقها مع الأخوة في مجلس الأمة الكويتي، وانتم تعلمون ان لبنان يعرف تماماً ما معنى الأسرى، خصوصاً انه لا يزال لنا أسرى في السجون الاسرائيلية".
 

وعن التطورات في المنطقة، قال" ككل مرة وككل أزمة لا بد من التعاون والتنسيق بين الدول العربية لأنه لا يمكن ان ننجح في أي قضية عربية اذا لم ننسق في ما بيننا".
 

سئل: هل تعتقد انه من المطلوب تحرك عربي في هذه المرحلة على ضوء ملاحظاتك على اجتماع لجنة المتابعة العربية؟
أجاب: "مازلت عند رأيي، فقد تشكلت لجنة المتابعة على اثر القمة العربية، وهي لجنة المتابعة وتقوية الانتفاضة وليست من أجل حلول سلمية طرحت او مطروحة. لذلك المطلوب فعلاً العودة الى البدء بالعودة الى الانتفاضة".
 

سئل: هل من تصورات لدعم الانتفاضة؟
أجاب: " هذا الامر ينطلق فعلاً من البرلمانات العربية التي لها دور اساسي، وللديمقراطية في المنطقة لها ايضا دور أساسي".
وعن دور الاتحاد البرلماني العربي، قال الرئيس برّي: " هناك اجتماع للاتحاد سيعقد في شباط المقبل ونأمل في أن نخرج بموقف موحد، ونأمل ان نصل الى تأليف لجنة برلمانية عربية تقوم بجولة اوروبية من اجل دعم الانتفاضة ورفض توطين الفلسطينيين في الاماكن الموجودين فيها".

 

تصريح رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي

 

وصرح رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي، فقال:

" نحن سعداء في هذا اليوم بأن نلتقي ليس فقط برئيس البرلمان اللبناني، وانما بشخصية وقطب كبير على مستوى البرلمان العربي وله ثقله وخبرته ومكانته على صعيد البرلمانات العربية، وله الدور الايجابي في دعم التواصل والتكاتف العربي خصوصاً خلال الازمات التي مررنا بها. وبقدر ما أرحب بدولة الرئيس في بلده الكويت أود ان أضيف بأنه ستتاح لنا الفرصة ان من خلال هذه الزيارة ان نناقش معه واعضاء الوفد في امكانية التنسيق في ما يتعلق بالأوضاع العربية المزرية التي كلنا نتألم منها وحريصون على أن نجد لها الحلول، وما يزيد امكان التفاهم هو ما يربط لبنان والكويت من علاقات قديمة، ونود ايضاً ان تتاح لدولة الرئيس لقاء سمو الأمير ولي العهد انشاء الله غداً وسيسمع منا أميراً وحكومة وشعباً ما نكنه للبنان من محبة وتقدير وحرص لأن نعمل جميعاً يداً واحدة نحو معالجة التضامن العربي ودعمه".

 

اليوم الثاني الاثنين 8/1/2001

 

الرئيس برّي التقى أمير الكويت ووليّ العهد ورئيس مجلس الأمة  وتلقى وعداً بإكمال مشروع الليطاني والمساهمة في نزع الألغام.

 

حظيت زيارة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي الكويت باهتمام كبير. فالتقى صباح الاثنين 8/ 1 /2001 سمو أمير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح وبحثا في مسائل محلية واقليمية ذات اهمية مشتركة للبلدين، بينها عدد من المواضيع سبق للرئيس برّي ان اثارها مع الشيخ جابر في زيارة اولى له للامارة قبل اربع سنوات.
 

وشرح الرئيس برّي للشيخ جابر الذي يقل في الكلام مخاوف لبنان من خطر توطين اللاجئين الفلسطينيين فيه. " انطلاقاً من مبدأ تعزيز التضامن العربي الذي يساعد لبنان وسوريا والفلسطينيين ". واضاف " سنساعد الفلسطينيين حتى على انفسهم في ما يتعلق بالانتفاضة، لكن لبنان لن يقبل بالتوطين وسيقاتله، ليس في لبنان فقط، انما في أي بلد اخر لانه ضد القضية الفلسطينية نفسها ". ورأى ان " الجبهة الممثلة بلبنان وسوريا في حاجة دائماً الى دعم وتضامن عربيين " وتساءل " من يضمن لنا ان الاسرائيلي لن يعود الى لبنان "، مذكراً انه عام 1978 كان متوقعاً ان ينسحب الاسرائيليون بموجب القرار 425 الا انهم تقدموا نحو العاصمة بيروت.
 

واعلن امير الكويت تعهد بلاده الساهمة في نزع الالغام التي خلفتها اسرائيل في جنوب لبنان حيث لا يزال ثمة 130 ألف لغم.
وقال " لا ننسى موقف لبنان في ما يتعلق بالكويت، معرباً عن محبته للبنان حيث لا يزال يملك قصراً في منطقة شتورا، وأضاف : " نحن لا نميز بين لبنان والكويت الذين لديهما الموقع والاوضاع نفسها ". وان للبنان محبة خاصة عند جميع الكويتيين.
كما أكد الموقف نفسه ولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصبّاح الذي استقبل الرئيس برّي لاحقا، قائلاً :" اننا طالما قدمنا وسنقدم للبنان العزيز كل الدعم، وهذا واجبنا ان ندعم لبنان في كل يوم وفي كل ساعة ولن نتركه أبداً.
 

وفي اللقاء الذي عقد في قصر بيان واستمر نصف ساعة، اثار الرئيس برّي مع الشيخ جابر مشروع الليطاني، وكان رئيس المجلس عرض لدى زيارته الكويت في 4/ 3 /1997 امكان مساهمة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في تنفيذ مشروع الليطاني لرفع المنسوب الى 800 متر بغية ري الجنوب، وكان المدير العام للصندوق عبد الوهاب احمد البدر اوضح للرئيس برّي ان الصندوق خصص للبنان 100 مليون دولار للسنوات الثلاث المقبلة، مشيراً الى اتفاق مبدئي مع الحكومة اللبنانية على تمويل اربعة مشاريع هي طريق نهر الموت والميناء ومعالجة مياه الضاحية الجنوبية وتنفيذ طريق القلمون ـ البداوي وانشاء البنية التحتية في دوحة عرمون. وطلب إعداد دراسة كاملة عن المشروع، فأكد الرئيس برّي انها جاهزة.
ولم يغب هذا الموضوع عن محادثات امس والجديد ان الدراسات باتت جاهزة. واوضح الرئيس برّي للشيخ جابر ان التفاصيل تناقش مع الحكومة اللبنانية التي سيمثلها رئيسها رفيق الحريري في زيارة للكويت قريباً.
 

ولم يغب الجنوب بعد التحرير عن النقاش وابرزه رئيس مجلس النواب منطقة تحتاج الى الانعاش الاقتصادي والمعيشي. وقال للأمير الكويتي : " لم اكن ابيع موقفاً عندما قلت في المطار لدى وصولنا ان للكويت ضلعاً في المقاومة التي تكون بالدعم لا بالرصاص فقط. وصارحه متسائلاً : اين الجنوب من المشاريع العربية، اذا استثنينا منها تلك المقدمة من سوريا والكويت ؟ وامل في ان يستمر الدعم للجنوب خصوصاً، تماماً كما فعل بعد حضوره جلسة عمل موسعة بين الجانبين الكويتي واللبناني في 3/ 3 /1997 عندما قال، ان " الكويت لم تتوان عن دعم صمود الجنوبيين والمؤسسات ". وكان يشير الى وضع الحجر الاثاث لمستشفى النبطية الذي تبرعت الكويت بإنشائه " في مواجهة الحواجز والدشم الاسرائيلية ". واوجز الرئيس برّي تحركه في الكويت قائلاً :" اننا كمجلس نواب، سنبدأ بحملة برلمانية عربية ضد التوطين، حتى اننا سنشرك الفلسطينيين في هذا القرار. وهذا الامر يفرض على الحكومات ان تتخذ الموقف نفسه ".
 

وأبدى الرئيس برّي ايضاً اهتماماً بحقوق المرأة، معلنا دعمه في دخولها المعترك السياسي في الكويت.
وقد اثار هذا الامر وشكره الامير على موقفه المؤيد لدور المرأة في حضور رئيس مجلس الأمة جاسم محمد الخرافي الذي كان عارض مثل هذا الدور.
 

وقال الرئيس برّي بعد لقائه الشيخ جابر: " نقلت تحيات فخامة رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، وشكر لبنان رئيسا وحكومة وشعبا، وخصوصا من اهلنا في الجنوب اللبناني والبقاع الغربي لما قدمته الكويت وتقدمه من دعم في سبيل صمود اللبنانيين وصمود لبنان. وكانت مناسبة، وخصوصا مع سمو امير البلاد، للبحث في مشروع الليطاني الذي كان سببا للاطماع الاسرائيلية الاساسية في جنوب لبنان. لقد قلت واكرر دائما انه ما دام ان هذا المشروع لم ينفذ، فان اسرئيل لا تزال تحتل قسما من جنوب لبنان. هذا الامر دائما في بالها منذ قديم الزمن وسبق للكويت ان تبنت، بالاضافة الى الامارات العربية المتحدة، هذا المشروع. وسبق للكويت ان قدمت اموالها في سبيل الدراسة التي اصبحت جاهزة. وكانت مناسبة ايضا لأشكر سمو الأمير وولي العهد على العناية بالجالية اللبنانية الموجودة في الكويت والتي قدمت وتقدم الدعم الكبير".
 

واضاف: "وفي اطار آخر، كانت هناك جولة افق مع سمو أمير البلاد في ما يختص بالتنسيق والتعاون العربي وخصوصا اننا في مرحلة تتعرض فيها الانتفاضة الفلسطينية لمؤامرة حقيقية، وتاليا لا يمكن ان يكون هناك سلام في المنطقة ما لم يكن هناك السلام عموما، بمعنى آخر، ان يشمل الجولان السورية والموضوع الفلسطيني. وهذا الامر لا يمكن ان يتم الا بالتنسيق والتكامل العربيين. الكويت لعبت دوراً فاعلاً ".
 

وفي كل مكان، كنت أفخر بأن اللبنانيين يثبتون مشاركتهم في بناء وأعمار الاقطار التي تستضيفهم، على انكم هنا في الكويت لستم ضيوفاً، بل أنتم بين أهلكم وأشقائكم وفي بلد شقيق له أياد بيضاء على لبنان، وكان نعم الشقيق ونعم الصديق وقت الضيق.
وأنا لا أذيع سراً حين أقول بأعلى الصوت، أن الكويت ساهمت بمقدار كبير ولا تزال في دعم لبنان مادياً واقتصادياً وسياسياً وانمائياً، وان مبادراتها المتعددة في كل مجال تعجزنا عن الشكر، خصوصاً في مجال ازالة آثار الاحتلال الاسرائيلي واعادة أعمار قرى دمرت حتى حين قررت اسرائيل ازالتها من الوجود قررت الكويت بناءها من جديد.
قد يقول قائل، ان لبنان كان سباقاً الى الانحياز الى جانب الكويت في مواجهة الغزو العراقي.
أقول : ذلك صحيح، وأن لبنان كان وسيبقى موقعاً لصوت الكويت في محاكمة الضمير العربي جراء ما أصابها خلال نكبتها، الا ان هذا الامر ليس هو دافع الكويت لمد يدها الى لبنان حيث اني متأكد من ان كل كويتي كان ولا زال يعتبر لبنان بلده الاول أو الثاني، لا أدري ".
 

دحر الاحتلال

 

" أيها الاعزاء،
كان الحدث الاول في مطلع الالفية الثالثة هو تمكن لبنان بفعل وحدة كلمته وصمود شعبه ومقاومته ودعم أشقائه وأصدقائه وفي الطليعة سوريا والكويت من تحرير أرضه ودحر الاحتلال الاسرائيلي.
 

اننا عندما نتحدث عن الاحتلال الاسرائيلي، فاننا نرى صور هذا الاحتلال البشعة اليوم في فلسطين، كما كنا نراها في لبنان، حيث ان أي اسم أو عنوان لمدينة أو بلدة أو قرية أو دسكرة في جنوب لبنان والبقاع الغربي وصولاً الى عاصمتنا بيروت والى الشمال والبقاع، لم يخل من مجزرة ومن بصمة الجريمة الاسرائيلية السوداء.
وأقول أول حدث في مطلع الالفية الثالثة، لأن اسرائيل هي قوة عسكرية غنية تملك اسطولاً حربياً جوياً، وجيشاً برّياً مجرباً، وقوة بحرية آخذة بالتعاظم، وعلى رغم ذلك فان اخوانكم وابناءكم بوحدتهم الوطنية وبمقاومتهم لم يأبهوا لتلك الطاقة الهائلة من النيران وكانوا يغيرون على قوات العدو وعملائها في قلب مواقعها المحصنة.
 

ان الانسحاب المهين للقوات الاسرائيلية هو حدث جعل من لبنان أمثولة لكل الشعوب الضعيفة في العالم، وادى هذا الانتصار الى رفع معنويات الشارع العربي واطلاق فعاليات الشعب الفلسطيني الذي تحرك عند أول سانحة ليبدأ انتفاضته التي أخشى عليها الان كثيراً من الساسة عندما دنس شارون حرمة المسجد الاقصى.
 

اننا نعتقد ان ابناء الشعب الفلسطيني الذين تعلمنا وتعلموا من درس مقاومتنا ومقاومتهم سوف يتمكنون من صناعة المستقبل، عبر التأكيد على جوهر قضيتهم المتمثل في حق العودة. لأن قضية فلسطين هي قضية شعب جرد من ارضه قبل أن تكون قضية أرض، ولهذا الشعب الحق الكامل في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
 

أؤكد على ذلك الآن لأننا في لبنان كما في الكويت وكل العالم العربي ومعنا كل الفلسطينيين الشرفاء، لن نقبل التفريط بحق العودة ومقايضة هذا الحق بأي عنوان، أو التنازل عن هذا الحق الى عنوان لم الشمل والتعويض وبالتالي التوطين.
 

أيها الاعزاء،
 

كما تعرفون، فان التحرير رتب على الدولة وعلى كل لبناني مسؤوليات جديدة تتعلق بازالة آثار الاحتلال ومساواة المنطقة المحررة ببقية المناطق بالخدمات الملحة والطارئة وكل ما تفرضه التنمية العلاجية لتلك المنطقة، ومن ثم وضعها في اطار مشروعات التنمية الشاملة وتأهيلها لتستحق الحياة الكريمة عبر الخدمات الشاملة التي توفر فرص العمل امام قوة العمل والانتاج في تلك المنطقة.
اعرف ان نسبة عالية منكم تنتمي الى تلك المنطقة المحررة، واعرف انكم لم تقصروا خلال معركة التحرير، لكن معركة التنمية هي اشد وتحتاج الى توفير كل الامكانيات والطاقات والى الاستثمارات التي توفر فرص العمل لاهلكم واخوتكم واخواتكم.
ان الدولة في لبنان في واقعها الراهن تحاوال اطلاق فاعلية القطاعات الاقتصادية عن طريق تحريرها من الضرائب وخفض الرسوم او الغائها.
ان الحكومة الحالية جادة في اطلاق دينامية اقتصادية، الا اننا جميعاً نعرف واقع الركود الذي تعاني منه كل المنطقة، وهذا الامر يحتاج الى تضافر جهود القطاع الخاص المنتشر والمغترب مع الدولة لتطوير الوسائل الاقتصادية ولرفع الضائقة الاجتماعية.
اننا في كل الحالات، وكما صمدنا في معركة المقاومة حتى التحرير سنتمكن من الصمود حتى ننتمكن من النهوض ببلدنا، وتفاؤلنا مبني ليس على قوة فعلنا الانتاجي فحسب، وليس على زيادة الاستثمار على انساننا فحسب، بل مبني ايضاً على ان لبنان يشكل ضرورة لاشقائه الذين لم يعدموا وسيلة في سبيل دعم بلدهم وشقيقهم.
وهنا لا بد ان أوجه عنايتكم الى اننا يجب ان نستمر في النضال في تلك الوسائل حتى استكمال تحرير ارضنا لان مزارع شبعا تقع في صميم مسؤولياتنا وليست مسؤولية غيرنا على الاطلاق ، وتحرير هذه المزارع ليس كافياً لان على اسرائيل ان تدفع التعويضات المناسبة لاستثماراتها المتنوعة لتلك المنطقة وللخسائر التي الحقتها بلبنان، وايضا بالمجازر، لقد قبضوا من صدام حسين 400 مليون دولار لانه اطلق صاروخين على اطراف اسرائيل بينما مئات الالاف من الاطنان، ثمانون الف قنبلة سقطت في يوم واحد على العاصمة بيروت عدا عن المجازر قانا وسحمر والعباسية وشقرا غيرها.
ان الوقائع الشرق اوسطية تشير بما لا يدع مجالا للشك ان المستوى السياسي في اسرائيل يقوم بلعبة تقاسم ادوار تحت عنوان الصراعات الحزبية ذات اليمين وذات اليسار، فيما كل المستوى الاسرائيلي كما تعرفون ضالع في ارتكاب المجازر والتشريد والاستيطان ومختلف انواع جرائم الحرب وارهاب الدولة.
هل ترى ان احداً منا سيصدق ان الكنيست الاسرائيلي الذي هو تحت خط الاتفاق وبالتعبيرات التي يحملها سيذهب الى السلام ؟ بالامس كان باراك رئيس وزراء، وكل ما يحصل من تحركات وغيرها هو لاعادته رئيساً للوزراء، وطالما ان الكنيست هو، والموقف من السلام هو، وطالما ان الشعب الاسرائيلي ليس مؤهلاً للسلام، فان المشكلة تكمن هنا، فلماذا نزهق الانتفاضة، ولاي ثمن ؟ ولماذا نبيع قبل ان يكون هناكك وعد بالشراء ؟ ".
 

دوامة العنف

" انني ومن منطلق المتابعة الدقيقية، اؤكد لكم ان اسرائيل تحاول جر المنطقة الى دوامة جديدة من العنف على المسارات المختلفة. ان هذا الامر يتطلب رفع درجة التنسيق العربي الى المستوى المسؤول عن مواجهة التحديات المقبلة.
 

ان اسرائيل التي تواصل الارتكابات الدموية في فلسطين ترفع درجة تهديداتها للبنان وسوريا، وهي بذلك تضع المنطقة كلها على حافة انفجار.
ان اسرائيل التي وجدت نفسها ووجهها الى الحائط أمام استحقاقات السلام على المسارات المختلفة، تحاول حرق المراحل على امل ابعاد الاستحقاقات التي تضغط عليها.
ان لبنان الذي استطاع الغاء الاستثناء الذي كانت تمثله اسرائيل على الصعيد الدولي بعدم انفاذ القرارات الدولية عليها، وضع العالم امام حقيقة واحدة هي تطبيق القرارات الدولية الخاصة بالمنطقة توخياً للوصول الى سلام عادل وشامل.
ان اسرائيل لم تنفذ مئات القرارات الدولية التي صدرت، وبغض النظر عن الناحية الانسانية فيما يتعلق بمجزرة قانا، فقد رفضت اسرائيل ان تعوض على مركز الامم المتحدة (الطوارىء المعروف والذي زاره رؤساء، بمبلغ لا يزيد عن مليون 200 الف دولار على رغم صدور القرار عن مجلس الامن. لقد كانت اسرائيل دائما استثناء ممنوع ان ينفذ في حقها أي قرار. ان اهمية المقاومة اللبنانية انها ارغمت اسرائيل على ان تعترف بالأمم المتحدة، ولقد اجبرناها على الاذعان وتنفيذ القرار 425 الذي استمرت 21 سنة تتنكر لوجوده.
اننا متأكدون من ان تعميق علاقة المصير المشترك بين لبنان وسوريا وتكمين الشعب الفلسطيني من مواصلة انتفاضته، وبالتالي دعم الاشقاء العرب لعناوين المقاومة والممانعة العربية سيؤدي الى تحقيق السلام الذي يحرر الارض ويعيد الحقوق.
 

ايها الاعزاء،
 

تناهت الى اسماعكم من دون شك عناوين لبنانية محلية متصلة بحركة الشارع السياسي في بلدنا، واحيانا بما يمكن ان يحرك غرائز بعض الشارع السياسي، انني ومن منطلق المصلحة الوطنية العليا اقول لكم، ان لبنان يعتمد اولاً وثانيا وثالثاً على وحدتنا الوطنية وهو حاجة لبنانية ملحة لابنائه المقيمين، كما المغتربين، كما في الوقت عينه مصلحة عربية وضرورة عربية ملحة، ولو لم يكن للعرب لبنان لكان عليهم ان يخلقوا لبنان، والاشقاء العرب وفي الطليعة سوريا يريدون لبنان قوياً ومنيعاً لانه قوة لهم.
واقول لهم بوضوح ان محاولة وضع أي معايير او حدود امام تطوير العلاقات اللبنانية ـ السورية يشكل تهديداً لمصالح لبنان، ليس لان سوريا تمثل حاجة لبنانية فحسب، وليس لان سوريا تمثل عنصر التوازن اللبناني في مواجهة أي تهديد اسرائيلي مستقبلي، طالما ان السلام مستحيل بظل عدوانية اسرائيل المستمرة، بل لان سوريا تشكل مصلحة استراتيجية اقتصادية وسياسية واجتماعية وامنية لبنانية.
العام 1978 صدر قرار مجلس الامن 425 وانتظرنا منذ ذلك الحين الى العام 1982 لكي تنسحب اسرائيل، واذ بنا نرى انها وصلت الى العاصمة بيروت وهي التي دفعت لتشكيل المقاومة. ولقد كانت هذه المقاومة نتيجة للاحتلال وليس سبباً له، اذا من يعتقد الان ان اسرائيل انسحبت وانتهى الامر وبدأ يفكر في افكار اخرى نقول له " مهلاً، فمهلاً ".
من يضمن الا يعود غداً اذا لم يكن هناك توازن في المنطقة من سلام شامل وعادل ؟ من يضمن ذلك ؟ لقد دخلوا في العام 1978 تحت عنوان " عملية الليطاني " وتذكرون ان المرحوم المهندس ابراهيم عبد العال هو واماسيان قدما مخططات حول مشروع الليطاني وجاءت القيادة العسكرية بقيادة علي علي عامر، وبدأت بتنفيذ مشروع الليطاني، وكان هناك قرض قدم من الامارات بقيمة 42 مليون ليرة يومها، وانذرت اسرائيل لبنان آنذاك، وقالت ممنوع تنفيذ المشروع. اذا، الليطاني لا يزال موجوداً، واسرائيل هي ايضاً لا تزال موجودة، ولم يتم تنفيذ مشروع الليطاني وهذا احد اهم مواضيع المحادثات مع اخوتنا في الكويت. وانني من هنا اوجه شكراً خاصاً الذي ما ان ذكرت انا والوفد موضوع مشروع الليطاني حتى قال نحن نتابع هذا الموضوع. وقد قال لي اليوم الاخ عبد العال الحمد الذي هو مريض : ان هذا المشروع هو منذ ثلاثين سنة.
اذا، فان اطماع اسرائيل لا تزال قائمة ولا نزال حتى الان لم نستغل مياهنا كما يجب لكي نقطع دابر هذا الامر ".

 

عدوانية اسرائيل

" واقول، ان الاعتقاد بان التحرير انجز وقف عناصر التدخل الاسرائيلي في الشؤون اللبنانية ووضع حداً للاطماع الاسرائيلية، هو اعتقاد في غير محله، ليس لان اسرائيل تواصل اعتقال عدد من ابنائنا المخلصين فحسب، وليس لان اسرائيل تواصل احتلال مساحة من الاراضي اللبنانية فحسب، بل لان عدوانية اسرائيل ضد لبنان محكومة بابعاد استراتيجية ومائية، اضافة الى ان اسرائيل ترى في لبنان المزدهر منافساً لها في أي نظام اقليمي قد يتحقق، واسرائيل تريد ان يبقى لبنان مشوهاً لا يستطيع النهوض بمسؤولياته.
انني الان وفي المستقبل، اوجه عنايتكم كابناء للبنان، ان بلدنا لا يستطيع العيش بدورة دموية صغيرة.
ان عالمنا العربي يشكل المكان لدورة لبنان الدموية الكبرى حيث تحقق مصالحه الاقتصادية والسياسية والثقافية والامنية، واكبر 4دليل هذه الجالية العظيمة التي ننحني امامها في الكويت.

 

ايها الاعزاء،
 

ان دولة الكويت تعيش فرحتها هذه الايام لمناسبة " الكويت 2001 عاصمة للثقافة العربية ". انكم مطالبون بتعزيز الفرحة بمشاهد الفرح وصور حركة الفعاليات والانشطة الثقافية المختلفة.
انكم تشكلون جسراً اقتصاديا للعلاقات بين البلدين، حيث يتيح لكم هذا البلد العزيز الاختيار الواسع لفرص العمل.
انكم في واقع الامر تشكلون اولً ودائما جسراً انسانيا للعلاقات بين البلدين والشعبين.
ان هذا الأمر يستدعي توجيه بعض جهودكم للاستثمار على تعزيز العلاقات الثقافية بين لبنان والكويت، خصوصاً ان البلدين متشابهان في محاولة انتاج وعي ثقافي وفي التعرض للظلم والاعتداء والمحافظة على مستوى الاحترام ولغة النص الثقافي الابداعي والتشكيلي والموسيقي.

 

ايها الاعزاء،
 

من هذا اللقاء، وباسم لبنان رئيساً ومجلساً نيابياً وحكومة، وباسم لبنان المقيم والمغترب، اتوجه الى صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الصباح رئيس دولة الكويت حفظه الله، والى صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله الصباح حفظه الله، والى مجلس الامة الكويتي، والحكومة، وشعب الكويت، بالشكر الخاص والامتنان على دعم لبنان المستمر المتواصل، وسنبقى نذكر دائماً في كل حبة تراب ان الكويت كانت هنا جزءاً من هذا التراب الغالي.
 

عشتم، عاش تراب الكويت، عاش تراب لبنان ".
 

ثم قدم ابناء الجالية الى الرئيس برّي درعاً باسم الجالية عربون وفاء وتقدير.

 

وقائع الؤتمر الصحافي للرئيس برّي في ختام زيارته الرسمية الى الكويت

 

الرئيس برّي :

 - الكويت ساهمت في أعمار قرى محيت من الوجود يخطئ من يربط الوجود السوري في لبنان بالاحتلال الاسرائيلي.
 - القوات السورية بدأت اعادة الانتشار في نيسان الماضي مبادرتي نجحت وهي لمصلحة لبنان وسوريا
 - البطريرك صفير يريد أفضل العلاقات مع سوريا وهو يطالب بحل شامل وعادل لكل شعوب المنطقة
 - نرفض التوطين حرصاً على الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية
 - انتفاضة الأقصى أعادت الصراع مع اسرائيل الى النقطة الجوهرية
 - اللوبي الصهيوني خاض معركة شرسة ضد بوش ليس هناك تواجد ايراني في الجنوب بل دعم للمقاومة
 

عقد رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي مؤتمراً صحافياً الأربعاء 10/ 1 /2001 في الكويت ختام زيارته الرسمية والوفد المرافق له والتي استمرت ثلاثة أيام اجتمع خلالها الى كبار المسؤولين الكويتيين وعرض معهم العلاقات الثنائية وتطورات عملية السلام في الشرق الاوسط والوضع في الخليج.

 

في ما يلي نص المؤتمر الصحافي :

" بادئ ذي بدء، اتوجه بالشكر العميق للاعلام والصحافة، وخاصة في الكويت الشقيق الذين غمرونا والوفد ودفقوا على الزيارة دفقاً جديداً من الحنان والحب والتحنان الذي يعبر عن ما في قلوب الاخوة الكويتيين ازاء لبنان واللبنانيين، فشكراً.

الأمر الثاني، اعتبار ان ال 6 زيارة اتت مصادفة جيدة مع اعتبار الكويت عاصمة للمثقفين العرب وللثقافة العربية عام 2001، أحببت أن أبدأ هذا المؤتمر الصحافي في حضور الشاعر والأديب وزميلنا القديم فوزي عطوي بكلمة ادبية، لذلك أقول " للكويت مرآة الشمس التي تسكن البحر في " فلكا " وتسكن الواحة المرصعة على جبين الصحراء، للكويت التي قامت حقا، قامت رغم الذين ارادو لها أن تكون خرابا وان تتسكع في الفراغ الصاري، للكويت القوية على التصحر، المكتوبة على رقعة غزل الصحراء بخط عربي قوي، بلد الوعد الذي ينتظره كل المسافرين الذين لم يفقدوا الأمل ولا أسماءهم ولا ظلالهم.
 

للكويت تقاطع الالوان النبيلة،وثمرة الذاكرة واللغة الطالعة من اعماق القلب،للكويت الصوت الصارخ في برّية العرب بنبرة صادقة صافية،المنادية بان نتمسك بحقيقة ان نكون عرباً خلصا اكثر دفئا ونخوة وازدهاراً،مرة اخرى للاعلام الكويتي، وللكويت لكم تحية لبنان ".
 

وقال :" انني في بداية المؤتمر الصحافي اتوجه بالشكر الخالص الى اخي دولة الرئيس جاسم الخرافي رئيس مجلس الامة الكويتي، والى مجلس الامة على اتاحة هذه الفرصة لي لزيارة بلدكم،واتوجه بالشكر ايضا الى صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الصباح امير البلاد الذي استقبلني اول امس، ولمست كما دائما، عاطفته النبيلة ومحبته المتزايدة للبنان والذي لم يترك سانحة الا وعبر عنها في مواجهة ما تعرض له لبنان من ويلات وحروب اسرائيلية ورغبته الشديدة في استعادة لبنان لدوره وازدهاره.
كما اتوجه بالشكر الى ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الشيخ سعدالله الصباح حفظه الله، على ما نلمسه من رعاية مستمره لقضايا لبنان الانمائيه والحياتيه والاجتماعيه ".
 

وقال الرئيس برّي:"احمل الى الشعب الكويتي عبر الصحافه الشكر الخالص والعرفان على ما قدمته وما تواصل الكويت تقديمه للبنان، كل لبنان ولجنوبه بشكل خاص، من اجل ازالة آثار الاحتلال والعدوان الاسرائيليين بعد ان تمكنت مقاومة شعبنا الباسلة من دحر الاحتلال الاسرائيلي وتسجيل اول 6انتصار شعبي عربي على أعتى قوة دموية مسلحة بكل اسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الاسلحة النوويه والفتاكة والمحرمة دولياً ".

 

دعم لبنان

وأضاف : " أن انتصار لبنان ما كان ليتحقق لولا دعم الاشقاء وفي الطليعة سوريا والكويت، وهو الامر الذي عزز صمود شعبنا أثناء مقارعة الاحتلال، حيث، أن مثالاً، مستشفى النبطية وغيره من تعابير الدعم الكويتي، وكذلك مدينة الاسد الرياضية والمراكز الثقافية والمساعدات الطبية والعينية المستمرة والمتواصلة عبر جسر برّي وجوي دائم مكنت شعبنا من الصمود، وكنتم ايها الأخوة الكويتيون مع سوريا اليد التي تعمر مقابل اسرائيل التي تدمر، وصولاً الى التحرير الذي نأمل ان يستكمل باندحار اسرائيل عن مزارع شبعا ".

واكد " أن حدود الدعم الكويتي لم يتوقف عند هذا الحد، فقد سارعت الكويت وبصمت، وبعيداً عن الدعاية الى تولي أكثر القضايا تعقيداً وهي اعمار عدد من القرى والبلدات الجنوبية المهدمة بالكامل والتي محيت من الوجود، وكذلك تسجيل حضورها في قضايا الخدمات والبنى التحتية والمراكز الصحية، وأخيراً لا آخراً، الآن الوعد في ما يتعلق بالالغام وموضوع مشروع الليطاني ".

 

الانتفاضة الفلسطينية

وقال الرئيس برّي : " اود ايضاً ان اتطرق الى موضوع سياسي، وهو ان الوقائع الفلسطينية تشكل مؤشراً هاماً على صعيد الصراع في المنطقة حيث اعادت انتفاضة الاقصى الصراع الى نقطة جوهرية والتي تؤكد ان قضية فلسطين هي في اساسها قضية شعب، لا قضية ارض محتلة، كما تؤكد ان الصراع على القدس ليس مسألة محدودة بالسيادة الفلسطينيه على هذه المساحة من الارض او تلك، وان مسألة حق العودة وتحرير القدس هما في واقع الامر مسألتان لا تستطيع القيادة الفلسطينية وحدها ان تقرر فيهما، فالقدس هي قطعة من السماء، لا قطعة من الارض، وطابعها الدين الاسلامي كما المسيحي او اليهودي مسألة تتطلب حسب رأيي وأقتراحي خلال زيارتي الاخيرة للجمهورية الاسلامية في ايران اطاراً عربياً ، اسلامياً، مسيحياً ".
واشار الرئيس برّي الى " انه بالنسبة الى حق العودة، فان دول الجوار الاقليمي لفلسطين وخصوصاً لبنان وسوريا والاردن ومصر وكل الدول العربية بشكل عام معنية بالحق الذي تقره الاعراف الدولية والانسانية للشعب الفلسطيني بالعودة الى ارض وطنه وتقرير مصيره وأقامة دولته وعاصمتها القدس ".

 

رفض التوطين

واكد " اننا في هذا الاطار، نؤكد رفضنا مشاريع التوطين حرصاً على الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية، وحرصا على عملية السلام نفسها، وانفاذاً لقرارات القمم العربية والاسلامية، واننا لذلك، نؤكد رفضنا لأي تكتيك يؤمل منه التأثير على نتائج الانتخابات الاسرائيلية، لأن مثل هذا التكتيك يشكل مساساً بالمبادىء والثوابت الاستراتيجية العربية الخاصة بالصراع العربي ـ الاسرائيلي ".
وقال :" هذا الذي احببت ان اقوله كبداية، تاركاً المجال للأخوة الاعلاميين والاخوات لأي سؤال او توضيح أو ايضاً توجيه ".

 

اسئلة واجوبة

سئل : حول قضية التوطين، لم نسمع حتى الان عن اى تنسيق او مشاورة بين المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين حول هذه القضية ووضع الفلسطينيين في لبنان ؟
اجاب : " هذا الكلام عكسي، في ما يتعلق بي كرئيس مجلس نيابي، هذا الامر كان بتشاور دائم مع كل الاخوة الفلسطينيين، وتعلمين ان الاخوة الفلسطينيين وكل المنظمات الفلسطينية ممثلة على كل الاراضي اللبنانية، حتى ان اتفاقات حصلت مع بعض المنظمات الفلسطينية، على سبيل المثال وليس الحصر، رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش وغيره من المنظمات الفلسطينية التي هي موقفها موقف واحد تماماً كالموقف اللبناني ".

 

الاسرى الكويتيون

سئل : خلال زيارتك الى الكويت، من المؤكد انه جرى الحديث بشأن الاسرى والمفقودين الكويتيين في العراق، فهل برأيكم يوجد امل في ان يحصل تضامن عربي يساهم في عودة الاسرى الى ديارهم ؟ اجاب :" كلامي في موضوع الاسرى ليس جديداً ولا مستجداً ايضا، ليس جديداً لانه في كل القمم البرلمانية العربية، في المؤتمرات كافة، كان هناك موقف للبنان واضح في هذا الموضوع، واخر المواقف كان بالامس عندما زرت اللجنة المتعلقة بموضوع الاسرى ". واضاف :" اختصر لأقول هذا الموضوع من الخطأ ان يطرح في الكويت كأنه موضوع كويتي، هذا الموضوع اكثر من موضوع كويتي، هذا الموضوع عربي وانساني، بغض النظر عن العدد والعديد والمصير. لقد قلت البارحة أنه على العراق أن يتحمل مسؤولية المفقودين وأن ينهي هذا الجزء الاخير من منتصف الليل العربي ـ العربي الذي حصل نتيجة ما يسمى بحرب الخليج والذي نسميه غزو الكويت، بصراحة، قلنا هذا الكلام أمام ذوي المفقودين امس، على العراق ان يتحمل مسؤوليته ازاء هذا الامر، فان كان هؤلاء الاخوة ما يزالون احياء فليسلموا، واذا كانوا " لا سمح الله " قد استشهدوا، فليسلم جثمان كل منهم، ولننه هذا الليل الطويل العربي ـ العربي، وأنا متيقن في هذا الاطار أنه ليس من كويتي ـ والكويت عامة ـ ترغب أبداً في استمرار الحصار على الشعب العراقي. ان من يحاصر الشعب العراقي ليس الكويت، وأرفض أن تتحمل هذه المسؤولية الكويت، لأن الشعب العراقي هو شعبنا، ولكن على الحكومة العراقية أن تتحمل مسؤلية هذا الأمر المتعلق بالاسرى والمفقودين وتنهي هذا الموضوع، فهذا هو موقفنا ".

 

العلاقات مع سوريا

سئل : نلاحظ أن التنسيق والتعاون مع سوريا هو الذي ساعد المقاومة اللبنانية والاسلامية على دحر الاحتلال الاسرائيلي، ولكن نسمع كلاماً يطالب بالانسحاب السوري وتحديد العلاقة بين لبنان وسوريا بعد انسحاب الاحتلال الاسرائيلي غير المكتمل. فما هو توضيحكم حول هذا الموقف وكيف ترى التنسيق والعلاقة مع سوريا ؟
أجاب : " هذا الموقف ليس بجديد لا علي ولا على اللبنانيين جميعاً، يخطىء من يربط الوجود السوري في لبنان بالاحتلال الاسرائيلي، يخطىء بالامس، ويخطىء اليوم، ويخطىء في المستقبل، وأكثر من ذلك يخطىء من يعتقد أن الانسحاب الاسرائيلي من لبنان نستطيع أن نعتبره نهاية المطاف، اولاً، اسرائيل لم تنسحب بالكامل من لبنان، لا يزال موضوع مزارع شبعا، واحتلال أي جزء من الاراضي اللبنانية هو احتلال لكل لبنان بنظرنا نحن، دائماً كان هذا موقفنا. ولكن سأفترض تجاوزاً أنه حصل ذلك، فما هي الضمانة بأن اسرائيل لن تعود الى لبنان ؟.
في عام 1978 (للتذكير) دخل الاسرائيليون تحت عنوان " عملية الليطاني " وصدر القرار 425 في 19 آذار 1978، انتظرنا 4 سنوات حتى ينفذ هذا القرار، واذ نفاجأ بدلاً من رجوع اسرائيل الى الوراء انها تقدمت حتى بيروت واحتلت اول عاصمة عربية بعد القدس. ونذكر جميعاً كيف دمرت بيروت. وبدلاً من أن تنسحب أتت الى بيروت، لا تزال اطماع اسرائيل المائية ‎‎الاستراتيجية في لبنان قائمة، ولا احد منا يتوهم للحظة واحدة أن هذه النكسة او النكبة التي وقع فيها الجيش الاسرائيلي، واسرائيل، لا يحمل في نفوس الاسرائيليين الحقد ورغبة الانتقام من لبنان ".
 

وأضاف الرئيس برّي : " أن العلاقات اللبنانية ـ السورية علاقات استراتيجية يجب دائماً أن تشكل في نظر اللبناني أن سوريا تشكل نقطة التوازن الاستراتيجي مع الاسرائيليين، وبالتالي، فان البحث بين لبنان وسوريا يجب أن ينطلق من هذه المسلمات، بالاضافة أن بين لبنان وسوريا، يوجد معاهدة اسمها معاهدة الاخوة والتنسيق والتعاون، وهي التي تطبق بين البلدين، ولا ربط على الاطلاق يجب أن يكون بين أي لبناني ولبناني في موضوع الوجود السوري، في أن يحصل ربط في أن الموضوع السوري له علاقة بالموضوع الاسرائيلي. اعادة الانتشار للقوات السورية في لبنان، كما قلنا في بكركي منذ فترة قريبة، بدأت في نيسان 2000، أي قبل الانسحاب الاسرائيلي، لماذا ؟ لأن هذا شيء مستقل عن الموضوع، وبالتالي تواجد الوجود السوري في لبنان والعلاقات السورية ـ اللبنانية للمرة الألف قصة مستقلة عن الموضوع الاسرائيلي، لأن العلاقة بين لبنان وسوريا اكثر بكثير من عملية تكتيكية ".
 

الانتخابات النيابية

ورداً على سؤال حول دخول رأس المال السياسي في الانتخابات النيابية اللبنانية
قال الرئيس برّي : " أن لبنان منارة ديمقراطية في المنطقة، وأيضاً الكويت منارة ديمقراطية، وان شاء الله تكثر المنارات الديمقراطية. ولا أبالغ أن العنصر المالي والعنصر الطائفي والعشائري تدخل في هذه الانتخابات، ولكن نحن بحاجة الى تطوير الديمقراطية في البلاد، والمال يلعب دوراً في الانتخابات، ولكن علينا أن نعزز الديمقراطية".

 

المبادرة في بكركي

وسئل عن المبادرة التي قام بها الى بكركي ؟.
أجاب : " أن الذي يهمني هو أن روحية المبادرة نجحت، ويهمني ان لا يحصل هناك أي شرخ على الاطلاق في المجتمع اللبناني، واعرف ان هناك الحاحاً شديداً ورغبة لكي يقال شيء بشأن هذا الموضوع، فيما يتعلق بموضوع المبادرة، لنكن صريحين، هناك اناس تحاول في قيادة الشارع المسيحي في لبنان اعادة انتاج الحروب وحروب استتباع، وهذه التيارات والاشخاص والقوى معروفة، ان بعضها ارتكز خلال حرب الفتنة على عدة قوى، ان البطريركية المارونية برأيي ترفض ان يتحكم احد في انفعالات الشارع وتطلق حواراً حول عناوين اقليمية ولبنانية ايضاً، وهناك افكار لاناس تريد ان تكون الحوار خارج المؤسسات، ومبادرتي كانت، اولاً من اجل التاكيد ان مجلس النواب اللبناني هو المكان المناسب للحوار وهو الذي يدير أي حوار، ان مبادرتي كانت لمصلحة سوريا ولبنان، وهي مصلحة واحدة، وان الزيارة برأيي كانت للتعبير عن ان اثارة أي اتفاق او أي اختلاف يتم مع شخصيات عاقلة ومسؤولة مثل البطريركية وهذه هي الغاية. وما يجب ملاحظته، هو ان البطريرك اكد على استراتيجية هامة بالنسبة الى لبنان وهو رفض الحلول المنفردة، وهذه نقطة يجب ان نسجلها بالنسبة الى لبنان وكان دائماً يطال4ب بحل شامل وعادل لكل شعوب المنطقة حسب مفرداته وتعبيراته. وبرأيي خطأ كبير ان يقال ان البطريركية ضد سوريا، وهنا اريد ان الفت النظر ان نبيه برّي لا يتعلم مصلحة سوريا في لبنان او مصلحة سوريا ولبنان من احد ابداً هذا الامر هو فعل ايمان عند نبيه برّي، وانا اعرف المصلحة تماماً، ولا اتلقى دروساً من احد، وكان البطريرك دائماً في الموقف الذي يحاول ان يقوم به هو ما يحفظ لبنان وسوريا، وهو السلام الشامل والعادل الذي يطاول سوريا اولاً، وله كلام واضح " ان أي سلام جزئي او منفرد سيكون له انعكاس سلبي على البعد اللبناني". اذا، البطريرك لا يريد ان يكون لبنان مكسر عصا للاسرائيليين، وهو يريد افضل واميز العلاقات مع سوريا، ولو كان غير ذلك لما حاوره نبيه برّي، لذا دعونا نخلص من هذا الموضوع.
 

واضاف : انه في الامر الاخر، انا لا يهمني ان اقوم بمبادرة لتفسر هذه المبادرة ضد فريق من اللبنانيين او ضد فاعلياته، وخصوصاً ضد فخامة الرئيس، بالعكس، هذه المبادرة كانت لمصلحة سوريا ومصلحة لبنان. هذا الامر اردنا به ان تعم روح الوحدة الوطنية التي هي اول عوامل الانتصار ضد اسرائيل وبعدها المقاومة.

 

نجاح المبادرة

واعرب الرئيس برّي عن اعتقاده بان مبادرته والحمد لله نجحت بدليل انه منذ تلك المبادرة ونلاحظ ان هذه الاصوات التي كانت تخرج الى الشارع والتي تجرأت حتى على مقدسات لبنانية في سوريا ومقدسات سورية في لبنان انا اعتقد انها امتصت واخذت حيزها. وبعدها ماذا يكون عنوان هذا الامر، انا لا يهمني ويهمني فعلاً انه تحقق الشيء المرجو، وبالتالي قلنا ان روح المبادرة حية والحمد لله، وان شاء الله تستمر.

 

العلاقة مع بشار الاسد

سئل : عايشتم عهدين متتاليين في سوريا، عهد الرئيس حافظ الاسد وعهد الشاب الواعد الدكتور بشار الاسد، كيف تنظرون الى عهد الرئيس بشار الاسد على الصعيدين الداخلي والخارجي ؟.
اجاب : بكلمة مختصرة وصريحة آمل على الصعيد الداخلي ان يكون عهد سيادة الاخ الدكتور بشار الاسد افضل للسوريين من عهد والده مع انه يعز علي ان احكي كلاماً من هذا النوع، انما هذا رأيي.
 

سئل من أي ناحية ؟.
اجاب :" من حيث النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكل ما يتعلق بذلك، وطبعاً لا ننسى ان الاجيال تختلف، فجيلنا لم يعد كجيل اولادنا، البارحة كتبت في المجمع العلمي في الكويت، نحن اصبحنا اميين بالنسبة لاولادنا، والحمد لله ان الرئيس بشار الاسد بدأ يعمل في عهد والده بهذا التطور، لذلك اقول ان الشعب السوري وخصوصاً بالنسبة للانفتاح التجاري والاقتصادي وملاقاة العصر والعولمة وانا اعتقد ان عهده سيكون افضل للسوريين في هذا المجال.
واشار الرئيس برّي الى انه في ما يتعلق بالموضوع الاستراتيجي والسلام والصراع العربي ـ الاسرائيلي والسياسة الخارجية، اعتقد انه لم يصل أي تغيير على الاطلاق لا ن ما رسمه الراحل حافظ الاسد كان هو عنوان الممناعة ملهم القوة.

 

الادارة الاميركية الجديدة

ورداً على سؤال حول تعليقه على نجاح الرئيس الاميركي جورج بوش وتعيين الاميركي اللبناني الاصل ابراهام سبنسر، قال :" لم نتعود من الادارة الاميركية الا الانحياز لاسرائيل، ولكن لا نريد ان نستعجل الامور، سيما نعرف ان اللوبي الصهيوني خاض معركة شرسة ضد بوش، فهل سيكون شيء من التوازن وان تكون اميركا متحيزة قليلاً مع العرب، هذا يتطلب من العرب ان يكونوا متحيزين لانفسهم، وان هذا غير موجود الان.
وتساءل هل عدد اليهود اكبر من العرب في اميركا، فهذا غير صحيح، ولبنان وحده عنده مليون ونصف المليون لبناني في اميركا، وعندنا ستة نواب في الكونغرس، ولقد سقط سبنسر في ميتشيغين، ولكي يعوض عليه بوش اتى به وزيراً للطاقة، والحقيقة لا نستطيع ان نحكم على ادارة بوش من الان، وخصوصاً ان اميركا عودتنا الخضوع للسياسة الاسرائيلية في غياب الضغط والتنسيق العربي، حتى المال الذي هو ملك العرب بحاجة الى ضوء اميركي اخضر ليحصل عليه لبنان، اللهم الا من بعض الدول الاشقاء العرب وخصوصاً الكويت.

 

الدعم الايراني للمقاومة وحول دور ايران في تحرير الجنوب،
اجاب الرئيس برّي :" لا يوجد تواجد ايراني في جنوب لبنان، هناك دعم قدمته الجمهورية الايرانية للمقاومة، بالاضافة الى الدعم السوري، ونحن نسجل دائماً الشكر لايران لهذا الدعم.

 

علاقة ايران بالامارات

وحول رد فعل البرلمانات العربية على واقع الانتفاضة الفلسطينية، اجاب الرئيس برّي " لقد كان هذا الموضوع موضع نقاش معمق مع الاخوة الكويتيين صباح اليوم الاربعاء وارسلت برقية اطالب بانعقاد الاتحاد البرلماني العربي فورا لدعم الانتفاضة، وتساءلت كيف لا يتم ذلك، وبعد 48 ساعة اتصل بي رئيس الاتحاد عبد القادر بن صالح وقال " ان سبب التاخر يعود الى نقطتين : هما ان الدورة العادية ستعقد في مطلع شباط في الامارات العربية المتحدة وثانياً انه تشاور مع الشعبة الفلسطينية وجرى تفاهم على ان تشكل لجنتان قبل الاجتماع العادي للانتقال الى اوروبا واميركا لاجراء اتصالات لدعم الانتفاضة. واؤكد انه يجب ان يكون الاتحاد البرلماني العربي اكثر نشاطاً في هذا الاطار.

 

قضية الامام الصدر

وردا على سؤال حول اتهام الرئيس الليبي له بشأن قضية الامام الصدر قال الرئيس برّي :" لا اريد ان اتوقف عند موضوع التهديد، ان الامر بمنتهى البساطة، يوجد بيننا وبين ليبيا قضية واحدة لا غير، وهي قضية امانة الامام الصدر ورفيقيه الذين زاروا ليبيا بدعوة من القيادة الليبية، ومطلوب ان تتوضح هذه القضية، ولا شيء على الاطلاق، ومنذ ان خطف الامام الصدر، ومنذ ان تحملت مسؤولية حركة امل، وانا اتصرف بمنتهى العقلانية بهذا الوضع وانا لم استقبل السفير الليبي في يوم واحد حتى امنعه الان فلماذا فطنوا لهذا الموضع اليوم وكل ما نطلبه ان تعلن القيادة الليبية عن مصير الامام الصدر ورفيقيه.
"اما في ما يتعلق بالجزر، فأنا دائماً أسجل اننا مع الحوار بين ايران والامارات العربية المتحدة حول هذا الموضوع، ولماذا لا يبدأ هذا الحوار الآن.
هناك علامة استفهام كبيرة.