زيارة الرئيس بري الى طهران للمشاركة في المؤتمر التأسيسي للاتحاد البرلماني الاسلامي


 

غادر رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري صباح الاثنين 14/6/1999 متوجهاً الى طهران للمشاركة في المؤتمر التأسيسي للاتحاد البرلماني الاسلامي الذي سيعقد في 15 و16 من الشهر الجاري.
 

وقد رافق الرئيس بري عقيلته السيدة رندة والنواب سامي الخطيب، محمد فنيش، عبدو بجاني وصالح الخير، الامين العام للشؤون الخارجية في المجلس النيابي بلال شرارة، المدير العام لشؤون الرئاسة شارل خوري، رئيس مصلحة النشر احمد زين، رئيس مصلحة العلاقات العامة علي حمد.
 

وكان في وداع الرئيس بري في المطار القائم باعمال السفارة الايرانية في بيروت محمد ايراني.
 

وصل الرئيس بري والوفد المرافق الى مطار مهراباد في طهران الحادية عشرة والدقيقة 35 من قبل الظهر بتوقيت ايران (العاشرة وخمس دقائق بتوقيت بيروت )، وكان في استقباله على مدرج المطار الذي فرش عليه السجاد الاحمر ووقف على جانبيه حرس الشرف، رئيس مجلس الشورى الايراني الشيخ علي اكبر ناطق نوري، وعدد من اعضاء المجلس والسفير اللبناني في ايران عدنان منصور واعضاء السفارة.
 

وبعدما استعرضا حرس الشرف، توجه الرئيس بري ورئيس مجلس الشورى الايراني الى صالون الاستقبال، حيث لوحظ ان حشداً كبيراً من الاعلاميين الايرانيين كانوا ينتظرون الوفود المشاركة في اعمال " المؤتمر التأسيسي لاتحاد البرلمانات الاسلامية ". وقد حرص الصحافيون على توجيه اكثر من سؤال الى الرئيس بري حول المؤتمر، والدور الذي يمكن ان يلعبه على صعيد العلاقات بين الدول الاسلامية ومع باقي المنظمات البرلمانية.
 

تصريح الرئيس بري
 

ورداً على اسئلة الصحافيين، ادلى الرئيس بري بالتصريح الاتي:

"بادىء ذي بدء، انا سعيد جداً كالعادة في كل مرة آتي في زيارة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية، والالتقاء مع اخي وصديقي رئيس مجلس الشورى. والسعادة هذه المرة مزدوجة : اولاً، لزيارة طهران مجدداً، وثانياً، ان الغاية من هذه الزيارة تأتي من ضمن الاستراتيجية التي تعتمدها الجمهورية الاسلامية في ايران بايجاد وبمحاولة التوصل الى تأسيس المؤتمر او المنظمة الاسلامية البرلمانية في العالم ".


اضاف :" اما الجدوى من هذا المؤتمر، فأعتقد بأن السؤال يجب ان يكون عكسياً. لماذا لم يكن هناك مؤتمر برلماني اسلامي من قبل الان ؟ وانا شخصياً، اؤمن بالديبلوماسية البرلمانية، وبالتالي بعلاقات الشعوب، واعتقد ان علاقات الشعوب الاسلامية في ما بينها اجدى وارفع وامتن، وترسخ ايضاً العلاقات الحكومية. كذلك هذا الامر، لعلنا تأخرنا فيه كثيراً، لكن، خيرا ان ناتي متأخرين من الا ناتي ابداً. وأعتز بأنني احد الذين اقترحوا ايجاد هذا المؤتمر ".
 

ورداً على سؤال، قال :" اعتقد بان هناك منهجية وضعها الراحل قدس سره الامام الخميني لا يحاد عنها، انما بالاسلوب التكتيكي او الاسلوب الانفتاحي يؤيد المنحى الجديد او المتجدد للجمهورية الاسلامية في ايران بقيادة آية الله السيد علي خامنئي وفخامة الرئيس خاتمي ".؟
 

وعن تقويمه لدور الاتحادي البرلماني الاسلامي مستهدف في اكثر من منحى بدءا من قضية فلسطين وانتهاء بكوسوفو، والعالم الاسلامي في حاجة الى التضامن، خصوصاً في ازاء اخطار العولمة، وفي الوقت نفسه تقدم العالم نحو هذه العولمة.
ان على كل بلد اسلامي ان يختار اما ان يكون وحده في مواجهة العولمة ككل، او نكون متضامنين في ازاء الاخطار التي تنجم عنها اقتصاديا وثقافياً واجتماعياً، واخيراً لا اخراً سياسياً.
لذلك نرى ان مثل هذا العمل الجماعي امر اكثرمن ضروري انه امر محتم في ازاء التطورات الحاصلة، ومعلوم ان كل الاتجاه العالمي يسير الان نحو العمل المجموع بما في ذلك في الاقتصاد. وليس سراً اليوم ان بعض الشركات او شركات عدة اصبح لها مفهوم كينونة الدولة، بمعنى اخر، انها انشأت دولة اقتصادية من ضمن الدول المتعددة وبالتالي علينا ان نواجه هذا الامر، ولا ندفن رأسنا في الرمال، ونقول ان العقيدة وحدها تكفينا، " اضيفي الى دعائك شيئاً من الغفران ". كما يقول الامام علي عليه السلام :" علينا ان نواجه، لا ان نكتفي بالدعاء" . هذا الامر قد لا يسر البعض، ولكن هي الحقيقة التي نحن فيها امام اخطار محدقة، اضافة الى التعاون بين الدول الاسلامية، اصبح امراً ضرورياً جغرافياً اذا كنت لا اريد ان اتكلم بالتاريخ - جغرافياً واقتصادياً وثقافياً واعلامياً، وهنا اشدد على الموضوع الاعلامي.
لذلك، نتنمنى ان ننجح في طهران في ان ننشىء هذا البرلمان الاسلامي الموسع، اذا صح التعبير. وعندئذ نستطيع من خلال تبادل الخبرات وتعميم الديموقراطية وتعزيز الشأن الديموقراطي والشورى في ما بيننا، ان نفعل الكثير اذا حسنت النيات .
وعندئذ فقط، يمكننا القول :" رحماء في ما بيننا اشداء على الاعداء ".
 

ثم توجه الرئيس بري الى مجمع الحافظية حيث مقر رؤساء الوفود المشاركة، بينما توجه النواب محمد فنيش وصالح الخير وسامي الخطيب وعبدو بجاني والوفد اداري الى فندق ازادي. ونزل الوفد الاعلامي مع الوفود الاعلامية الاخرى في فندق الاستقلال.
 

وعشية بدء اعمال المؤتمر. عقد في الخامسة من عصر الاثنين بتوقيت بيروت اجتماع موسع للوفود العربية، افتتحه رئيس الوفد المصري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب ممثلاً رئيس المجلس احمد فتحي سرور الذي اعتذر عن المشاركة لوجوده في الجزائر.
 

ثم اقترح ان يتأسس الجلسة رئيس مجلس الشعب السوري عبد القادر قدورة، فوافق المجتمعون بالاجماع، وبداؤا مناقشة مسودة النظام الاساسي، بنداً، بنداً، وقدم رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري اكثر من مداخلة، شدد فيها على التضامن العربي والاسلامي لمواجهة الاستحقاقات المقبلة واكد فيها على العمل من اجل انجاح المؤتمر وولادة الاتحاد البرلماني الاسلامي.
وكانت هناك، مداخلات لعدد من الوفود العربية ركزت على انجاح المؤتمر وابدى البعض ملاحظات وتعديلات على مسودة النظام الاساسي الذي سيناقش الثلاثاء والاربعاء.
 

اعمال المؤتمر
 

ومن المقرر ان تبدأ اعمال المؤتمر صباح الثلاثاء 15/ 6 /1999، في قصر المؤتمرات في طهران لمناقشة مسودة مشروع الاتحاد البرلماني الاسلامي التي اعدتها لجنة التنسيق الموسعة التي كانت اجتمعت في طهران في 14 و15 كانون اول الماضي. وشارك في الاجتماع ممثلو برلمانات عن 29 دولة اعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي والامين العام للاتحاد البرلماني العربي وممثل عن البوسنة والهرسك بصفة مراقب. وتنص المسودة على ان يتألف الاتحاد من المؤتمر ومجلس الاتحاد واللجنة التنفيذية والامانة العامة.
 


 

الرئيس بري نائباً اول لرئيس مجلس اتحاد البرلمانات الاسلامية

 

الخميس 17/6/1999
 

ترجم لبنان حضوره ودوره المميزين في مؤتمر اتحاد برلمانات منظمة الدول الاسلامية بانتخاب رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري نائباً اول لرئيس مجلس الاتحاد، وتبني عدد من النقاط التي طرحها في المؤتمر. وفور انتخابه بالاجماع، تلقى الرئيس بري التهاني من قبل رؤساء الوفود وشكرهم على ثقتهم.
 

وادلى بتصريح مقتضب قال فيه:" اتوجه بالشكر الى جميع المندوبين للمؤتمر الاسلامي التاسيسي لهذه لثقة الغالية التي لم تعط لشخصي بمقدار ما اعطيت للبنان والمقاومة في الجنوب التي رفعت اسم لبنان واسم العرب واسم المسلمين".
وكان مجلس الاتحاد الجديد قد عقد اول اجتماع له بعد الظهر الخميس 17/ 6 /1999 في قصر المؤتمرات في طهران بعد اختتام المؤتمر التأسيسي قبل الظهر، وانتخب رئيساً له وهو رئيس مجلس النواب الباكستاني السيد الهي سومرو، والرئيس نبيه بري نائباً اول للرئيس، ورئيس مجلس النواب المالي علي ديالو نائباً ثانياً. والمعلوم ان النائبين سامي الخطيب ومحمد فنيش كان تم اختيارهما عضوين في مجلس الاتحاد المشكل من المجالس المشاركة.
كما اجتمعت اللجنة التنفيذية للاتحاد التي كان اكتمل تشكيلها ايضاً بانتخاب ستة اعضاء من السعودية والمغرب ومالي وتشاد وبنغلادش واندونيسيا.
وقرر المجلس ايضاً عقد المؤتمر المقبل بعد سنتين " عام 2001 في المغرب، كما قرر عقد اجتماعه في الباكستان.
 

لقاء الرئيس بري الشيخ رفسنجاني
 

التقى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في طهران الخميس 17/ 6 /1999 رئيس مصلحة تشخيص النظام الايراني الشيخ هاشمي رفسنجاني الذي استقبله عند المدخل الخارجي لمقره، ودار الحديث حول المؤتمر البرلماني الاسلامي، وقومه الرئيس بري ايجاباً، مشدداً على ضرورة اعطائه الاطار الذي يمكنه من اداء دور في معالجة الاشكالات وتعزيز العلاقات الاسلامية.
وتناول الحديث التطورات بعد الانتخابات الاسرائيلية والوضع في لبنان وتعزيز تبادل الزيارات بين رجال الاعمال الايرانيين واللبنانيين.
كما زار الرئيس بري ضريح الامام الخميني وتلا الفاتحة على روحه.
 

 السبت 19/6/1999

 

لقاء السيد خامنئي والرئيس بري
 

استقبل مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي، رئيس مجلس النواب نبيه بري في طهران السبت 19/ 6 /1999، بحضور رئيس مجلس الشورى الشيخ علي اكبر ناطق نوري، ومستشار مرشد الجمهورية الدكتور علي اكبر ولايتي وعدد من العلماء.
وحذر السيد خامنئي خلال اللقاء من اضعاف المقاومة اللبنانية، ونقلت الاذاعة الايرانية عنه قوله انه يجب التيقظ ومنع الاعداء من اضعاف المقاومة اللبنانية تحت مختلف الذرائع، مثل استئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل.
ودعا " مختلف الفصائل اللبنانية الى التيقظ في مواجهة مؤامرات الاعداء الهادفة الى بث الفتنة في صفوف المقاومة ".
وأكد الرئيس بري، من جهته ان " المقاومة اللبنانية مصممة اكثر من أي وقت مضى على مواصلة الحرب ضد الجنود الصهاينة وطرد المحتلين ".
وكان الرئيس بري زار وعقيلته السيدة رندة مقام الامام الرضا في مدينة مشهد ومدينة اصفهان، ويعود الاثنين 21/ 6 /1999 الى بيروت منهياً الزيارة الرسمية الى ايران التي بدأت في 15/ 6 /1999.