غادر رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ترافقه عقيلته السيدة رندة قبل ظهر الثلاثاء 8/6/1999 بيروت الى تونس في زيارة رسمية تستغرق اربعة ايام تلبية لدعوة من نظيره التونسي فؤاد المبزع.
ويجري الرئيس بري محادثات مع نظيره التونسي، تتناول سبل تعزيز العلاقات البرلمانية والتعاون بين البلدين، وعناوين تتعلق بانعقاد المؤتمر التأسيسي لاتحاد البرلمانات الاسلامية الذي سيعقد في طهران بين 15 و17 الحالي، ومؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي سيعقد في دمشق في 27 و 28 الحالي.
ويلتقي الرئيس بري كبار المسؤولين التونسيين، ويبحث معهم في التطورات الراهنة، وكيفية تعزيز التنسيق والتضامن العربيين.
رافق الرئيس بري الذي غادر على متن طياره خاصة وفد نيابي ضم النائبين : رئيس لجنة الدفاع والامن النيابية اللواء سامي الخطيب وعضو لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية - التونسية عبدو بجاني، ووفد اداري ضم الامين العام للشؤون الخارجية بلال شرارة والمدير العام لشؤون الرئاسة شارل خوري ومدير العلاقات العامة علي حمد ورئيس مصلحة النشر احمد زين ووفد اعلامي.
استقبال رسمي حافل للرئيس بري في مطار تونس
وصل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري والوفد المرافق الى تونس الثلاثاء 8/ 6 /1999 عند الثالثة بتوقيت بيروت ( الاولى بتوقيت تونس ). وقد اقيم له استقبال رسمي مميز حيث فرش السجاد الاحمر من الطائرة الى صالون الشرف واصطف على جانبيه ثلة من حرس الشرف، واستقبله عند سلم الطائرة رئيس مجلس النواب التونسي السيد فؤاد المبزع والسفير اللبناني في تونس ريمون روفايل والقائم بالاعمال السابق في السفارة عصام مصطفى والمستشار الحالي سعيد بيطار.
وبعد ان حيا الرئيسان بري والمبزع حرس الشرف توجها الى صالون الضيافة حيث صافح الرئيس بري اعضاء هيئة مكتب المجلس النيابي التونسي، وعدداً من اعضاء الجالية اللبنانية وحشداً من الاعلاميين.
تصريح الرئيس بري
وصرح الرئيس بري:
" تلقيت بشرف كبير هذه الدعوة الكريمة من زميلي رئيس مجلس النواب التونسي، الذي اتاح لي فرصة الزيارة لهذا البلد الشقيق والصديق والكريم. وهي مناسبة علنا نتمكن في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها المشرق والمغرب العربي من ايجاد تعزيز التعاون والروابط، خصوصاً لما نسميه الدبلوماسية البرلمانية، في سبيل مواجهة الاستحقاقات التي سبق وقلت انها دقيقة للغاية، ونحن على ابواب مؤتمر البرلمانيين التأسيسي الاسلامي. وايضاً على ابواب مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي سيعقد في دمشق في اواخر الشهر الحالي ".
" ومعلوم اننا اضفنا او نحاول او نضيف على جدول اعمال هذا المؤتمر التنسيق والتعاون في ما بين الدول العربية لمواجهة الاستحقاق المهم، ان ما بين لبنان وبين تونس، هو ما بين صور وقرطاج، هو تاريخ قديم ما بين الام وابنتها، هي علاقة اكثر من اخوة، واكثر من وشائج، هي علاقة بنوة. هذا التاريخ الواحد الموحد، هذه التوأمة التاريخية والتي سنكرسها ان شاء الله في العام القادم توأمة حقيقية بين صور وقرطاج، تعبر فعلاً عن العلاقة اللبنانية التونسية، نأمل ان شاء الله ان يتسنى لنا اجراء محادثات موفقة في سبيل تعزيز الاطر البرلمانية واخراجها من حيز البروتوكول كلجان صداقة الى عمل حقيقي، وكذلك، ان نطور علاقتنا الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في ما بين حكومتينا، آملين ان نحظى بلقاء سيادة الرئيس زين العابدين بن علي لنقل تحيات حكومة لبنان ورئيسه فخامة الرئيس اميل لحود له وللشعب التونسي، وللبرلمان التونسي التوفيق ان شاء الله ".
تصريح الرئيس المبزع
ثم صرح رئيس مجلس النواب التونسي، فقال: نحب ان نعبر عن سعادتنا باستقبال دولة الرئيس بري، وهذه الزيارة التي كنا ننتظرها منذ مدة، وهي زيارة اخوة كما تفضل، وان العلاقات بين تونس ولبنان قديمة وعريقة كما تفضل ايضاً دولته بين صور وقرطاج، ونحن متمسكون بهذا التاريخ والمصير المشترك اليوم بالنسبة للامة العربية. وبقدر ما نتلاقى ونتحدث ونتحاور حول مشاكلنا ومشاغلنا، مشاغل الامة العربية، بقدر ما نوفق ان شاء الله الى وجود الحلول لطي مراحل اخرى. وقد تفضل دولة الرئيس بذكر الديبلوماسية البرلمانية، ونحن في تونس نؤمن بالديبلوماسية البرلمانية، ونعتقد ان العلاقات بين البلدين مرت من الديبلوماسية التقليدية الى الديبلوماسية البرلمانية، ولا بد ان نجتهد اكثر لان المستقبل سيبين لنا ان العلاقات ستكون بين المجتمعات والمنظمات غير الحكومية، فلا بد ان الديبلوماسيين الذين يمثلون شعوبهم ان يكونوا على بينة من مشاغل بقية البرلمانيين في الدول الاخرى، وخصوصاً الدول العربية. وسنساهم، كما تفضل دولة الرئيس في المؤتمر التأسيسي للبرلمانات الاسلامية في طهران، وسنحاول تقريب المواقف والوفاق بين الدول الاسلامية، وايضاً التعاون بين الاتحاد البرلماني العربي، وهذا الاتحاد المولود الجديد اتحاد البرلمانات الاسلامية. فشكراً لدولة الرئيس على هذه الفرصة التي تتاح لنا باستقباله واهلاً وسهلاً به.
الاربعاء 9/6/1999
استهل الرئيس بري والوفد النيابي المرافق زيارته الرسمية الى تونس في يومها الاول بزيارة نظيره التونسي فؤاد المبزع في التاسعة من صباح الاربعاء 9/ 6 /1999، بتوقيت تونس ( الحادية عشرة قبل الظهر بتوقيت بيروت )، فالتقاه لمدة ربع ساعة، عقدت بعدها جلسة عمل برئاسة الرئيسين بري والمبزع، حضرها عن الجانب اللبناني النائبان سامي الخطيب وعبده بجاني. وعدد من المسؤلين في كلا المجلسين.
الرئيس المبزّع
وبعد ترحيبه بالرئيس بري والوفد اللبناني، قال الرئيس المبزّع:
اسمحوا لي ان اشيد بالعلاقات القائمة بين تونس ولبنان التي تميزت باستمرار بالصفاء والود والاحترام المتبادل والتفاهم ولم تزدها التطلعات المشتركة نحو تحقيق مزيد التقدم والمناعة والازدهار الا رسوخاً ومتانة.
لقد شهدت العلاقات الثنائية دفعاً جديداً وتطوراً ملحوظاً بعد تحول السابع من نوفومبر، الذي اكد البعد العربي لتونس وعمل على تعزيز اواصر الاخوة والتعاون مع البلدان العربية والاسلامية والافريقية،علماً وان تونس تحظى بمكانة خاصة وتقدير كبير في لبنان اعتباراً لدورها الفاعل والهام في مساندة شعب لبنان وتضامنها معه ووقوفها بحزم الى جانبه لاسترجاع ارضه المحتلة، وكذلك لما يجمع الشعبين الشقيقين من روابط تاريخية عريقة وتطابق في الخيارات السياسية والاقتصادية والثقافية وايمان مشترك بالقيم الحضارية نفسها.
وبفضل الارادة السياسية الصادقة، تم في سنة 1998 التوقيع على عدد من الاتفاقيات : منها اتفاق للنقل الجوي، واتفاق تعاون بين وزارتي الخارجية في تونس ولبنان، واتفاقية لحماية وتشجيع الاستثمار، واتفاقية لتفادي الازدواج الضريبي، واتفاق انشاء مجلس مشترك تونسي لبناني لرجال الاعمال، واتفاق ثقافي. وقد شهد التعاون في هذا المجال تنوعاً حيث اصبح يغطي مجالات متعددة.
دولة الرئيس،
السادة الزملاء،
لقد حققتن تونس منذ السابع من نوفمبر 1987، عديد الانجازات لتأمين السلم الاجتماعي، وذلك بالاعتماد على خطة اصلاحية شاملة ترتكز على الملاءمة بين الامكانات المتاحة والطموحات المشروعة للحياة الكريمة في مجتمع مدني مواكب للعصر. وقد بادر سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ابان التحول باعادة الهيبة للدولة وللدستور حرمته واللمؤسسات الدستورية دورها الشرعي وتمت المصالحة الوطنية، وذلك بفتح المجال امام التعددية واطلاق المبادرة وتوسيع فضاءات الحوار الوطني ومجالاته لنمط من الوفاق القائم على تكريس الثوابت الوطنية والقيم المرجعية للمجتمع واحترام حق الاختلاف، وهو ما جسمه الميثاق الوطني الذي وقعت عليه الاحزاب السياسية ومختلف الاطراف الاجتماعية ومكونات المجتمع المدني بوصفه ارضية مشتركة تؤمن الممارسة الديمقراطية من مخاطر التطرف والاقصاء والتهميش وتحمي مبادىء الجمهورية ومؤسساتها ومكاسب الشعب التونسي وفي مقدمتها مكاسب المرأة.
ان تونس بحكم انتمائها الجغرافي، وقد اعتمدت دوماً سياسة ثابتة في علاقاتها، قوامها التعويل على الذات والتفاعل النشيط مع محيطها، ايماناً منها بالترابط الوثيق بين مقومات السياسة الداخلية والخارجية، لمواكبة التحولات العالمية والالتحاق بمصاف الدول المتقدمة.
لذلك،، اولت المحيط الخارجي على امتداده كل العناية، وآمنت بتقلص المسافات وتماسك المصالح بين الدول، وخاصة المجاورة منها، فعملت على اكثر من صعيد من اجل توسيع دائرة علاقاتها، وارساء حوار متوسطي للبحث عن آلية لتنظيم التعاون تتسم بالفاعلية والاستمرارية، وجعل حوض البحر الابيض المتوسط بحيرة رخاء وامن وسلام، وفي مستوى الرسالة الثقافية والتاريخية التي تتحملها المنطقة، باعتبارها المهد الاساسي للحضارات الانسانية، وموطن التقاء وتبادل بين بلدان ضفاف المتوسط وشعوبها، وبين بلدان الشمال والجنوب، بصفة عامة.
وكانت مساهمات مجلس النواب جدية، في الندوات البرلمانية حول الامن والتعاون في المتوسط، سواء على مستوى الاتحاد البرلماني الدولي او على مستوى ندوات رؤساء برلمانات الدول المتوسطية والبرلمان الاوروبي.
اننا نتابع عن كثب، وبكل تقدير واكبار الكفاح الشعب اللبناني البطل ضد المحتل الاسرائيلي والميليشيات العميلة له في جنوب لبنان. وان تونس حكومة وبرلماناً وشعباً تقف بكل حزم الى جانب الشعب اللبناني الشقيق لاسترجاع ارضه المحتلة وتؤيد بكل قوة كفاحه المشروع.
كما نتابع بكل اهتمام واعجاب، مسيرة لبنان التنموية واعادة البناء والتشييد.
واننا كبرلمانيين، مدعوون الى السعي الحثيث لتنويع الاتصالات، وتكثيف اللقاءات المباشرة، لمعاضدة العمل الحكومي، وتكميله للرفع من نسق التعاون الثنائي، والمساهمة في وحدة الصف العربي، وتجاوز الخلافات وتصحيح مسيرة العمل العربي التكاملي، وذلك بطرح المقترحات الكفيلة بمعالجة الاوضاع العربية، وتحقيق التضامن العربي ولمصالحة العربية التي طال انتظارها.
كما اننا مدعوون كذلك الى التنسيق المواقف، خلال التظاهرات والندوات البرلمانية والدولية، سواء على الصعيد العربي او المتوسطي او الاتحاد البرلماني الدولي، بما يخدم مصالحنا وقضايانا الثنائية، وقضايا الامة العربية والاسلامية عموماً.
الرئيس بري
ورد الرئيس بري بكلمة استهلها شاكراً الترحيب الذي لقيه والوفد، وقال: اننا نشعر اننا في المنزل الواحد، واستشهد بقول الاديب ميخائيل نعيمة : "لقاء الاعداء فراق، ووداع الاصدقاء لقاء".
اضاف:" انا حريص خلال هذه الزيارة، واعلم انك من المؤمنين بالديبلومايسية البرلمانية، لان الديبلوماسية بين الحكومات تذهب وتأتي، مشدداً على القاعدة الشعبية للديبلوماسية. وقال:" انا اطمح في ان يكون للزيارات بين الدول العربية وخصوصاً بين لبنان وتونس، منحى لتطوير علاقاتنا، وان نبحث في الاستثمارات المتبادلة وان نفتح الملف الاقتصادي في ما بيننا ".
وتابع : " لقد وافق المجلس النيابي، على الاتفاقيات الاقتصادية بيننا، ولا بد ان نبحث ايضاً في تطوير عمل العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري وتنسيق المواقف في المؤتمرات البرلمانية، وخصوصاً مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، وفي المؤتمرات الدولية ونحن على عتبة المؤتمر التأسيسي. وانا لا أخشى المؤتمرات الدولية، اكثر مما اخشى المؤتمرات العربية ".
وقال : لقد كان لنتنياهو فضل في جمع الشمل العربي، واخشى ما اخشاه ان يخرق باراك الصف العربي، ونحن امام تحد حقيقي يجب ان نقابله بالتضامن العربي ".
اضاف : " لبنان يقدم الان من كل شعبه، رئيساً وحكومة ومجلساً نيابياً وشعباً موحداً، ورقة سلام حقيقية، هي ورقة المقاومة في الجنوب على ان يستفيد منها كل العرب. والمطلوب موقف عربي تنسيقي على الاقل، فقط للاستفادة من هذا الموقف المقاوم في الجنوب اللبناني".
".. لقد حاولوا وصمنا بتهم عديدة ولكن تأكدوا ان مقاومة لبنان هي مقاومة كل اللبنانيين، واننا نقف هذا الموقف من اجل العرب ".
وقال : لقد ابلغت امانة الاتحاد البرلماني العربي، ان نضيف على جدول الاعمال موضوع التنسيق العربي، ونتمنى ان تلعب تونس دور المؤازرة والمساعدة، لايجاد لجنة برلمانية عربية لتحث الحكومات وتراقبها في سبيل التنسيق العربي. وأشار الى الرغبة في الاستفادة من تجربة تونس في مجال المجلس الاقتصادي الاجتماعي، وايضاً الاستفادة من تجربتها في مجال اللامركزية الادارية، وقال : قبل 24 ساعة من مغادرتنا لبنان، طرح الوزير المختص المشروع حول ذلك، في مؤتمر صحافي ونريد ان نستفيد في هذا الموضوع من تونس، بعد النجاح الذي تحقق في عهد الرئيس زين العابدين بن علي.
وتحدث عن نجاح المجلس النيابي اللبناني في التعاون مع الهيئات الاهلية التي يؤخذ برأيها في العمل التشريعي.
وقال : يمكن ان نستفيد بالتعاون بين مجلسي الحياة البرلمانية في لبنان وتونس، بالاضافة الى موضوع لجان تراقب من خلال المؤتمر البرلماني العربي التنسيق العربي، وان نجعل من المؤتمر التأسيسي للبرلمانات الاسلامية عنواناً حقيقياً لخدمة القضايا العربية.
واشاد بالرئيس زين العابدين بن علي لافساحه المجال للمعارضة، وقال :" لقد استفدت شخصياً من المعارضة لي اكثر من الموالاة لي، والموالاة استفادت مني".
ورد الرئيس التونسي فقال:
"ان التصدع في الصف العربي كبير. واضعف العمل ان ننسق في ما بيننا باعتبار ان ما افرزته الانتخابات الاسرائيلية من شأنه ان يطرح علينا اكثر، زيادة المسؤولية وعلينا ان ننتظر، لنرى ".
وقال : موقفنا واضح كما قلت، بدعمنا للبنان وشعبه في نضاله ضد الاحتلال، وكذلك موقفنا واضح بالنسبة لعملية السلام.
ثم تكلم رئيس لجنة الشؤون الخارجية الطيب السحباني
فحيا الرئيس بري " رجل الكفاح والفكر الذي سخر كفاحه في خدمة وطنه لبنان والعالم العربي، والذي وظف فكره في خدمة القضايا الانسانية، وبعث في شعبه روح الامل من اجل صوت العزة للبنان وللعرب.
وقال : سنلتقي في مؤتمر دمشق،وأقترح ان يجتمع الوفدان التونسي واللبناني للتنسيق قبل المؤتمر لايجاد جو تنسيقي عربي اوسع.
ورد الرئيس بري، فشكر الطيب السحباني وذّكره باجواء مؤتمر الرباط، خصوصاً في شأن الخلافات التي حصلت بين الكويت والعراق. معلناً انه سيحرص على ان يكون هناك تنسيق بين لبنان وتونس قبل مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، وقال : لا بد ان نطلب في المؤتمر ان نحيد هذا الموضوع ( الموضوع العراقي ـ الكويتي ) مشيراً الى ان، اول موقف كان للبنان في ادانة الغزو العراقي للكويت.
وتحدث عن باراك، فقال : انه قد يعطي مفاوضات طويلة جدا،جدا، ليعطي انسحابا قصيرا جدا، مشدداً على ضرورة الحذر والترقب.
وحول مؤتمر طهران، اكد على الاستفادة من عدد البرلمانات الاسلامية في سبيل قضايانا، وايد الاجماع اذا ما حصل حول آلية معينة لعمل الاتحاد، مقدراً وجهة النظر التي ابداها رئيس المجلس النواب التونسي.
وتحدث النائب الاول لرئيس المجلس محمد شيبوب وشرح بعض طرق العمل البرلماني المتبعة في مجلس النواب التونسي.
وعن المجلس الاقتصادي الاجتماعي، قال انه مؤسسة دستورية استشارية مكونة من ممثلي المحافظات والمجتمع المدني من احزاب ومنظمات والاتحادات العمالية والنقابية والفلاحين ومنظمة المرأة وايضاً ممثل اتحاد منظمات الشباب. كذلك، فان المجلس متكون من اهل الاختصاص من رجال العمال والفلاحين وغيرهم خارج تمثيل المنظمات، مشيراً الى ان النقابات والمنظمات هي التي تسمي اعضاء المجلس، وهذا المجلس هو بمثابة مكتب الدراسات للمجالس الدستورية الاخرى.
وتحدث رئيس لجنة التشريع التونسية محمد الطرودي عن اللامركزية الادارية في تونس، فقال:" ان ميزانية الوزارات تصرف في نطاق المحافظات والمناطق بعد اجتماعا ت تنسيق بين الوزارات والمحافظات"، مشيراً الى " تحقيق خطوات مهمة من اجل التخفيف عن المواطن وتقريب كل شيء منه وجعل الادارة تنتقل اليه بدل ان ينتقل اليها ".
وعرض النائب عبدو بجاني الاتفاقيات الحاصلة بين لبنان وتونس، مشيراً الى الاتفاقية التجارية التي وقعت عام 1972، وهي اتفاقية بسيطة، وقال :" اننا نطمح الى اتفاقيات تجارية ثنائية كما هو حاصل مع مصر وسوريا، لانها تقرب التبادل التجاري ".
وعرض للوضع الاقتصاد اللبناني " الذي هو نظام حر ولا يوجد أي رقابة للقطع، وهناك اهم مصارف للمنطقة في لبنان، وهي مراقبة بشكل جيد من قبل المصرف المركزي"، واشار الى " مؤسسات تشجيع الاستثمار الموجودة في لبنان "، شارحاً طرق الاستثمار في لبنان من قبل الشركات الاجنبية.
جولة وزيارة
بعد ذلك جال الرئيس بري مع الرئيس المبزع والوفدين وعقيلته السيدة رندة في ارجاء مبنى المجلس النيابي الجديد فتفقدوا قاعته. ثم زار والوفد المرافق متحف باردو وكتب في سجل الشرف :" من خلال الزيارة الى هذا المتحف التحفة، يتأكد ان تاريخ لبنان وتونس هو تاريخ واحد. ما بين صور وقرطاج هو ما بين الام وابنتها والاب وابنه، فهل نكون مخلصين لتاريخنا ؟ "
الجمعة 11/6/1999
الرئيس بري أنهى زيارته الرسمية لتونس
أنهى الرئيس نبيه بري زيارته الرسمية لتونس التي بدأت الثلاثاء الفائت والتقى خلالها المسؤولين الكبار وعلى رأسهم الرئيس بن علي، بمؤتمر صحافي عقده ظهر الجمعة 11/ 6 /1999، حضره حشد من ممثلي وسائل الإعلام التونسية والعربية والأجنبية. حضر أيضاً النائبان سامي الخطيب وعبده بجاني والسفير اللبناني ريمون روفايل وعن المجلس النيابي التونسي النائب البشير بلقايد.
وكان السفير روفايل أقام للرئيس بري والوفد المرافق عشاء مساء الخميس في منزله حضره رئيس مجلس النواب التونسي فؤاد المبزع ونائبه الأول وعدد من الوزراء والنواب وأعضاء السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي والجالية اللبنانية في تونس. ثم عقد اجتماع عمل مع عدد من السفراء العرب المعتمدين في تونس وتناول الحديث التطورات الراهنة وسبل تعزيز الصف العربي وتفعيل التنسيق في هذه المرحلة.
وقائع المؤتمر الصحافي
وقال الرئيس بري في المؤتمر الصحافي : "أتوجه بالشكر الجزيل إلى الأخ فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب التونسي، وإلى الزملاء أعضاء المجلس، على دعوتهم لي والوفد المرافق لزيارة بلدكم الشقيق، وهي زيارة أتاحت لي لقاء سيادة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية، إذ نقلت إليه رسالة من أخيه فخامة الرئيس اللبناني العماد أميل لحود رئيس الجمهورية اللبنانية، واستمعت بدقة إلى آرائه الحكيمة في القضايا المطروحة على أمتنا وما يحوط بها من تحديات، وقد أكد لي سيادة الرئيس بن علي مشاعره الأخوية الصادقة المعروفة ومحبته الخالصة للبنان وتمنياته بأن نتمكن من إنجاز تحرير أرضنا من الاحتلال الإسرائيلي واستعادة لبنان عافيته ليعود كما كان درة على تاج المتوسط.
وقد أتاحت لي هذه الزيارة فرصة لقاء الكثير من الزملاء في مجلس النواب التونسي وفي طليعتهم أخي رئيس المجلس وتبادلنا الآراء حول الأدوار التي تستطيع مجالسنا النيابية أن تؤديها بشكل ثنائي أو من خلال الاتحاد البرلماني العربي ومن خلال المؤتمر التأسيسي للبرلمانات الإسلامية الذي يستعد لعقد دورته الرابعة والثلاثين. حيال قضايا العمل المشترك والتضامن العربي.
وقد أبلغت إلى أخي رئيس مجلس النواب التونسي أنني طلبت إلى رئاسة الاتحاد البرلماني العربي والأمانة العامة للاتحاد إدراج مسألة تشكيل لجنة برلمانية عربية، مهمتها البحث في قضايا العمل المشترك والتضامن العربي والتحديات التي تواجهها على أبواب الألفية الثالثة.
والحقيقة أن دور هذه اللجنة الأساس سيكون بداية تنبيه العالم العربي إلى الضغوط التي سترافق صورة الحركة الإسرائيلية السياسية والعسكرية بعد انتخاب باراك على مسألة التسوية. أقول تنبيه العالم العربي، لأن انتخاب باراك ترافق عكس أبان جولته الانتخابية مع إعلان لاءاته، وفي طليعتها اعتبار أن ما لإسرائيل هو لها وما لنا هو لها ولنا، وبمعنى آخر رفض البحث في مستقبل القدس واعتبارها عاصمة إسرائيل، الرفض المسبق للعودة إلى خطوط عام 1967، رفض إزالة المستوطنات، ثم بعد ذلك طرح أي اتفاق في إطار التسوية على استفتاء عام. إن ما تقدم يشير بوضوح في رأيي إلى أن باراك يتجه للتراجع عن شعار مدريد "الأرض في مقابل السلام" نحو تسوية منقوصة لا تتسم بالعدالة والشمول تحت مظلة القرارات الدولية.
إن ما نسعى إليه هو موقف عربي موحد يؤكد للرأي العام الدولي إن محاولة الالتفاف على التسوية الشاملة بطرق التفافية تصل المستوطنات بعضها ببعض والاعتراف شكلياً بكيان فلسطين تقع عاصمته على هامش القدس في أبو دبس أو غيرها، ويجعل السلطة الفلسطينية سلطة حكم ذاتي للسكان دون الأراضي، هو أمر يعبر عن تغيير شكلي في استمرار إسرائيل إدارة احتلالها للأراضي الفلسطينية، ولن يؤدي إلى تحقيق أماني الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ، لا بد من تنبيه سلطة القرار العربي إلى إغفال إسرائيل الدائم لمستقبل اللاجئين.
أما على المسار اللبناني ـ السوري، أقول المسار وليس المسارين لأننا في لبنان وسوريا مصممون على وحدة المسارين انطلاقاً من اقتناعنا بوحدة المصير المشترك في الحاضر وفي المستقبل، كما كان في الماضي وتجاه الصراع أو التسوية مع إسرائيل. إن ما أود إيضاحه في هذا المجال أن أحداً في لبنان لم يعد جاهزاً لدفن رأسه في الرمل والتعامي عن حقيقة أنه ليس في الإمكان فصل قضية لبنان عن قضية المنطقة لأسباب أبرزها:
أولاً: إن في لبنان أعداداً كبيرة من أشقائنا الفلسطينيين الذين نصر على رفض توطينهم حرصاً منا على شخصيتهم وهويتهم الوطنية وحقوقهم، وكذلك حرصاً منا على لبنان الذي لا يمكنه استيعابهم بوصفهم مواطنين لبنانيين ولو طالت إقامتهم وتوالدوا أجيالاً وأجيالاً.
ثانياً: لأن لبنان رغم أنه لم يشارك رسمياً في أي من الحروب العربية الإسرائيلية، فإنه يعاني من حروب إسرائيل على أرضه. إن إسرائيل لم تحترم يوماً واحداً اتفاق الهدنة الموقع عام 1949 وعدا اعتداءاتها اليومية ، ومنذ بدأت بهذه الزيارة قامت بنحو 15 اعتداء وخرقها لحرمة المجال الجوي وللمياه الإقليمية لبلدنا فإنها قامت باجتياح أرضنا بمختلف أسلحة البر والبحر والجو عام 1970 و1972 و1978 و1981 و1982 و1993 و1996 هذه اجتياحات كبيرة .
إن أحد أبرز أسباب حروب إسرائيل ضد لبنان هو إرباك النظام الاقتصادي في لبنان وجعله رهين التهديد الإسرائيلي ومنع تشكل لبنان، كمنافس محتمل لإسرائيل في نظام المنطقة في حال توقيع التسوية. إن إسرائيل هي التي حولت لبنان مستوعباً لازمة الشرق الأوسط، وهي التي دفعت النشاط الفلسطيني المسلح إلى لبنان، وبالتالي ، فإن المقاومة اللبنانية هي النتيجة الطبيعية لاستمرار الاحتلال والعدوان الإسرائيلي. ولا يسأل شعب أبداً لماذا يقاوم محتلاً ، بل يسأل المحتل دائماً لماذا أوجدت المقاومة؟ وعليه ، وإزاء ما تقدم، فإننا نعلم علم اليقين إن ما تسعى إليه إسرائيل بعناوين اليمين أو اليسار التي تحكمها، هو وقف مقاومة الشعب اللبناني للاحتلال الإسرائيلي ومحاولة إيجاد شرخ في العلاقات السورية اللبنانية وبالتالي استفرد ، كل من البلدين على حدة.
إنني هنا أوجه عناية السادة ممثلي وسائل الإعلام التونسي إلى الكوارث التي خلفتها إسرائيل في لبنان، وإلى عشرات المجازر التي ارتكبتها إسرائيل والتي لم يكن آخرها قانا كما توقعنا، ولن يكون آخرها جنتا كما توقعنا.
إننا نتمنى أن تولي وسائل الإعلام التونسية في الفترة المقبلة المشرق العربي والقضايا المركزية هناك اهتماماً مميزاً نظراً للضغوط التي ستتركز على هذه المنطقة، ولضرورة أن تساهم في التأكيد أن السلام هو حاجة عربية، وهو حاجة خاصة لسوريا ولبنان وللفلسطينيين، ولكن ليس أي سلام على الإطلاق.
إنه لا يمكننا ولا يمكن للعالم كذلك الاستمرار في معاملة إسرائيل كاستثناء لا تطبق عليه القرارات الدولية.
إنه لا يمكننا أن نقبل تعزيز شعور الإستقواء لدى الإسرائيليين بأن تكون أول جائزة لباراك فتح الترسانة العسكرية الأميركية أمامه لانتقاء أحدث الأسلحة للتهويل على العرب، ولتعلموا أن كل هذه الأسلحة ستسقط في جنوب لبنان، ولن نقبل بالتسلح الإسرائيلي النووي غير المراقب دولياً".
إن هذه المقاومة لن تتوقف عند حدود جزين، جزين حررت بفضل هذه المقاومة وتشترك في إكمال المقاومة حتى التحرير كما فعلت صيدا وصور والنبطية. إن هذه المقاومة ستستمر حتى تحرير آخر ذرة من التراب الوطني اللبناني وبسط السيادة اللبنانية حتى الحدود الجنوبية وتنفيذ القرار رقم 425 دون قيد أو شرط.
إن سوريا في هذا الإطار تشكل عمق المقاومة الوطنية اللبنانية والعمق الاستراتيجي للبنان وشريكه في المقاومة، كما أن لبنان شريك سوريا في الممانعة توصلاً إلى سلام عادل وشامل.
وعلى المسار السوري أود أن أوجّه عناية الإعلام التونسي أنه عندما يعلن باراك رفض العودة إلى خطوط عام 1967 فإنه يعني سوريا، وعندما يقول أن أي تسوية ستعرض على استفتاء عام في إسرائيل فإنه يعني عرقلة الانسحاب من الجولان، وبالتالي التسوية على أصوات الناخبين في وقت نعلم فيه ان احد الناخبين الإسرائيليين أدلى برصاصته في صدر رابين وهو نبي من أنبياء إسرائيل على خلفية ما كان قد تم التوصل إليه في جولات المفاوضات السورية الإسرائيلية والحديث عن تنازلات متوقعة في الجولان".
ثم تطرق إلى نتائج محادثاته مع المسؤولين التونسيين وخصوصاً الرئيس بن علي ونظيره رئيس البرلمان، وقال: وقد أكدت خلال لقاءاتي الدور الذي يمكن تونس أن تضطلع به ، أولاً ، من خلال موقعها العربي ومن خلال اتحاد المغرب العربي ، وثانياً ، بفعل انتمائها الإفريقي والمتوسطي في مجال السياسة الخارجية لدعم القضايا العربية".
لقد بحثت مع المسؤولين في بلدكم وضع آلية عمل لمشروع توأمة صور وقرطاج وسوسة وطرابلس، والحمامات وجونيه، وكذلك مشاريع التوأمة مع المحافظات اللبنانية: ولاية تونس، محافظة بيروت، ولاية (سوسه)، محافظة جبل لبنان، ولاية المنسير محافظة البقاع، وكذلك سبل الاستفادة من الخبرات التونسية في مجال الصناعة السياحية، وقد بحثت في لقاءاتي البرلمانية وكذلك مع الصديق السيد وزير الخارجية سعيد بن مصطفى السبل الآيلة إلى الدفع بالمشاريع العربية وفي مقدمتها مشروع السوق العربية المشتركة التي سمعها أجدادنا ونسمع نحن بها وقد يسمعها أحفادنا قبل أن يتحقق كل ذلك بفضل التنسيق العربي.
أسئلة وأجوبة
ثم إلى أسئلة وأجوبة، فقال الرئيس بري:
أولاً، عن جريمة صيدا واغتيال القضاة الأربعة في قصر العدل: "لأول مرة في تاريخ لبنان وفي تاريخ العدالة في لبنان حتى أيام الأحداث الحرب الفتنة في لبنان لم يحصل أن أعتدي على قاضٍ، هذه المرة أعتدي على القضاء وعلى لبنان كل لبنان من خلال هذه الجريمة النكراء، وبالفعل كنت قد غادرت لبنان عندما حصلت هذه الجريمة. ولا أعتقد أن لها الصفة العامة، هذا مجرد اعتقاد لأني حتى الآن لست مطلعاً على أي تحقيق في الأمر، ولكن ما أستطيع أن أؤكده أن هذه الجريمة هي غريبة عن طباع الجنوبيين وهي بعيدة كل البعد عن المنحى الذي يقاوم فيه لبنان وجنوب لبنان إسرائيل، والمهم في رأيي كما قلت في تصريح لي أن لا يقتل هؤلاء القضاة مرتين ، بمعنى آخر ضرورة كشف الفاعلين المجرمين والذي أؤكد أنه ليس لها منحى سياسي وفقاً لرأيي".
أما بالنسبة إلى موضوع انسحاب إسرائيل من لبنان خلال سنة، فأقول أن هذا وعد انتخابي ليس جديداً فعام 1987 عرض عليّ شخصياً الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ماراك غولدنغ أن تتوقف المقاومة اللبنانية تسعة أشهر وإسرائيل مستعدة للانسحاب ، وكان جوابي ، هل أعطونا إنذار عام 1978 لمدة تسعة أشهر قبل أن يدخلوا لبنان؟ إن باراك يريد اتفاقاً أو تعهداً أمنياً على الأقل من لبنان لينسحب خلال سنة أو أقل أو أكثر، ولبنان ليس على استعداد لأن يقدم أي تنازل أو اتفاق أو توقيع أو مفاوضات من أي نوع كانت تحت الطاولة وفوق الطاولة دون أن يكون هناك سلام شامل وعادل في المنطقة. أردد كلمة نحن متفقون حتى مع الفاتيكان عليها ، أن لبنان يوقع آخر العرب وليس قبل آخر هم".
وأضاف " لو كانت إسرائيل على حدود تونس لكنت تونسياً وعلى حدود المغرب لكنت مغربياً، على مر الزمن، لبنان لم يغزُ يوماً من الأيام أي بلد ولم يكن له أطماع في أي بلد. عمر لبنان ستة آلاف سنة وكل الذي حمله إلى العالم ونحن هنا من قرطاج من تونس، حمل الأحرف الأبجدية وتجارته وجال في كل أنحاء العالم ولا يزال. هذا اللبنان الذي اشترك في وضع وثيقة الأمم المتحدة والذي اشترك في وضع وثيقة الجامعة العربية وكان مؤسساً لـ "الفاو" ولأكثر المؤسسات الإنسانية. لقد دخلت إسرائيل أرضه بعدما أقصت إخواننا الفلسطينيين وحاولت تمزيق لبنان".
ورداً على سؤال ، قال: "إن أهلنا في جزين رفضوا رفضاً باتاً الاحتلال الإسرائيلي بكل أوجهه، وما يقوله أحد أفراد ما يسمى جيش لبنان الجنوبي هو نتيجة الانهيارات التي حصلت. وأريد أن أؤكد للأخوة الإعلاميين أن ما يسمى جيش لبنان الجنوبي قد تفكك وانهار، وأن الانسحاب الذي حصل من جزين لم يكن كرمى لعيني أحد على الإطلاق، وإنما كانت له أهداف سياسية، ولم يقرر هذا الانسحاب كما يقول أنطوان لحد، بل أن الذي قرره هو الجيش الإسرائيلي وبمباركة من باراك نفسه وليس من نتنياهو ، لأننا نعرف كيف تتبع السياسة العسكرية الإسرائيلية، وهذه الأمور لا تنطلي علينا على الإطلاق، فليسألوا أهلنا في جزين ليقولوا لهم إن الجمهورية اللبنانية أولاً وآخراً. بعد 24 ساعة وقبل أن يسلم بعض العملاء أنفسهم إلى السلطة القضائية اللبنانية كان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة هناك، وأؤكد أن التراب وشلالات جزين استقبلت رئيس الجمهورية بالعلم اللبناني.
وأضاف: "إن وسائل الضغط على لبنان وسوريا والفلسطينيين والعرب ستزداد من الآن حتى سبعة أشهر أو ثمانية".
أضاف: "إن فكرة إنشاء دويلات لتفكيك لبنان فكرة قديمة جداً تعود لأيام الاستعمار الفرنسي عام 1920 ولم تنجح، لبنان أصغر من أن يقسم وتقام فيه دويلات".
وأشاد بالعلاقة اللبنانية ـ التونسية داعياً إلى توظيفها في رأب الصدع العربي.
وسُئل عن موقفه من طرح عقد قمة لدول الطوق ومعارضة سوريا لها؟ فأجاب: "في رأيي أن موضوع القمة الخماسية مطروح حتى لا نصل لمعالجة الموضوع الأساسي، تماماً كما كنت أقول الآن، ولكي نوجد ضغطاً، المطلوب أن يكون هناك تنسيق عربي كامل، أي مؤتمر قمة عربية حتى يعطي حقيقة مفعولة، وبمجرد أن نطرح عقد قمة خماسية يعني أننا لن نناقش موضوع إسرائيل ، بل سنناقش مشاكل الدول الخمس، وهذا الأمر الذي لم ترفضه سوريا وحدها بل أن لبنان أيضاً يرفضه. وكل تحركاتي الآن هي من أجل أن يعقد مؤتمر قمة عربي وليس قمة ثنائية أو ثلاثية أو رباعية أو خماسية لأن هذه القمم سوف تناقش مشاكلها ولن تناقش الموضوع الأساسي. هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، لنفترض أن هذه الدول الخمس اجتمعت وقررت أمراً ما حتى في الموضوع الرئيسي، من قال إن بقية الدول العربية تقبل أن يفرض عليها إرادة الدول الخمس. أنا سمعت من أكثر من رئيس عربي إننا لا نقبل أن يجتمع البعض ويفرض أراءه على الآخرين. إذاً، فليكن رأي الجزء ينطبق على المجموع لأنه ليس سوريا وحدها ترفض، نحن أيضاً كمعنيين نقول إننا لا نقبل بأن يكون هناك اتفاق خماسي، نريد اتفاقاً أو لقاء الجميع. إن العرب ليس لديهم سوى ورقة سلام واحدة هي ورقة المقاومة في الجنوب ونقول لهم استفيدوا منها من أجلنا ومن أجلكم، وأنا أستغرب لماذا هذا التردد العربي بالنسبة إلى هذا الأمر.
ورداً على سؤال ، قال الرئيس بري:
"حتى لو حصل تقارب بين إيران وأميركا، أقول ذلك على سبيل الافتراض ، فإن هذا لا يغير أسلوب المقاومين في الجنوب اللبناني".
ورداً على سؤال حول الديموقراطية في لبنان ، قال:
"لو لم يكن في لبنان ديموقراطية لما نشأت المقاومة، ولا أقول بأن الديموقراطية محصورة بلبنان وتونس ، بل هناك بلدان عربية أخرى فيها ديموقراطية ولكن مع الأسف".
وحول إقامة اتحاد فيدرالي بين سوريا ولبنان ، قال الرئيس بري: "الوحدة العربية هي حلم الأجيال العربية ولكن مع الأسف لم نعد نرى هذا الحلم إلا بأغنية الحلم العربي فقط، والعلاقة بين لبنان وسوريا هي علاقة ممتازة جداً ويوجد معاهدة اتفاق وتعاون وأخوة وتنسيق مشترك.
حضر مندوب "وكالة الأنباء الليبية" وهو صحافي ليبي وسأل الرئيس بري "كيف ترون الدور الذي يلعبه العقيد معمر القذافي في جمع البلدان العربية وتنقية الأجواء بين الحكام"؟ فرد عليه رئيس المجلس: "لا أعتقد أن ليبيا تعمل على تنقية الأجواء. وثمة أمانة كبيرة للبنان في هذا البلد ، وهي الإمام السيد موسى الصدر".