الرئس نبيه بري أولم تكريما لنائب رئيسة البرازيل(19/11/2011)
استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته السيدة رندة، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، عند الساعة السابعة والربع من مساء اليوم، نائب رئيسة البرازيل المتحدر من أصل لبناني ميشال تامر والسيدة عقيلته والوفد المرافق له في زيارته للبنان.
وقد استقبل الرئيس بري الضيف البرازيلي عند مدخل قصر عين التينة، وأقيم له استقبال رسمي، أدت خلاله ثلة من شرطة مجلس النواب التحية له. ثم عقدا لقاء بحثا فيه العلاقات بين البلدين والتطورات في المنطقة.
وفي الثامنة والنصف، أقام الرئيس بري وعقيلته، مأدبة عشاء تكريما لتامر وعقيلته، في حضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، الرئيس فؤاد السنيورة وعقيلته، نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء الوزير سمير مقبل، وحشد من الوزراء والنواب، قائد الجيش العماد جان قهوجي، عدد من سفراء دول أميركا اللاتينية وشخصيات رسمية ونقابية وإعلامية.
وخلال المأدبة ألقى اللرئيس بري كلمة استهلها بالقول:
"بداية، بإسمي وبإسم مجلس النواب اللبناني، يشرفني ان التقي وان أرحب بالصديق ميشال تامر، أولا بصفته الانسانية، وهو لبناني المنبع من بلدة بعتورة المنسية لولاه في متاهات وجرود ومرتفعات قضاء الكورة، وثانيا بسبب وفائه للوطن والمكان الذي انحدر منه لبنان، وثالثا بصفته استاذا في القانون الدستوري ومؤلفا لعدد من الكتب في هذا المجال، ورابعا بصفته محاميا اعتلى اعلى المناصب القانونية في البرازيل حيث شغل منصب المدعي العام للدولة، وخامسا بصفاته الرسمية كوزير ونائب وصاحب تاريخ برلماني اهله لاعتلاء سدة رئاسة مجلس النواب، وهو الذي كان احد البارزين كعضو في الجمعية التأسيسية الوطنية التي اصدرت عام 1988 الدستور الحالي للبرازيل".
ودائما أرحب بميشال تامر بصفته نائبا لرئيس جمهورية البرازيل، وكشخص من أصل لبناني متعدد المواهب في مجالات مختلفة، حيث لا يفوتني توجيه عنايتكم إلى ان واحدة من خصائص ميشال تامر هي انه شاعر العاطفة والوجدان، حيث نتمنى صدور ديوانه في اقرب فرصة ممكنة".
أضاف: "ان وجود هذا الاخ العزيز، يستدعي اليوم ان نركز على عالم مجهول معروف هو عالم الانتشار والاغتراب اللبناني. لقد قمت بنفسي بزيارة البرازيل وبترؤس الاجتماع الثاني للبرلمانيين المتحدرين من اصل لبناني، والتقيت عناوين الجالية في كبريات المدن البرازيلية من سان باولو الى برازيليا الى الغوز دي غواسون، واطلعت على ما يختلج في صدور ابنائنا من عاطفة جياشة نحو لبنان، وهم الذين يشكلون واحدا على عشرة من السلطة في البرازيل على مختلف المستويات البرلمانية والحكومية وكحكام ولايات، واطلعت على ما اسسه ابناء الجالية من اعمال في مختلف المجالات ومدارس، وصولا الى نجاحهم في تأسيس مركز للغة العربية بكلية الفلسفة في جامعة سان باولو وهو المركز البرازيلي للدراسات العربية. إلا ان ذلك لم يحدث فرقا مهما لأن نسبة قليلة جدا من المتحدرين من اصل لبناني من ابناء الجيل الثاني والثالث، نسبة قليلة جدا تتكلم العربية، بينما تراجع الاهتمام بالاصل والفصل والحسب النسب لدى مختلف الاجيال".
وتابع: "انني هنا أركز على المسؤولية الرسمية اللبنانية في هذا المجال، حيث اني منذ عشرين سنة على الأقل أنادي بنشر المدارس اللبنانية وبمبادلة الشهادات وبفتح الباب لمنح دراسية للأبناء المتحدرين من اصل لبناني. إنني وقد غلبت على أمري في مسألة تأسيس وزارة للمغتربين، تقلب كثيرون على بطونهم وظهورهم وصولا الى الغائها، فإني لا استغرب ان لا يكون هناك اهتمام للمنتشرين والمغتربين من اصل لبناني بالوطن واللغة والاعراف والتقاليد وبكل ما يمت بالنسبة لنا بالتراث الانساني".
وأردف: "اني اعتبر ان وجود فخامة الأخ الصديق ميشال تامر في لبنان فرصة نادرة فعلا لتكليفه على رأس لجنة وطنية من لبنان المقيم والمغترب لدراسة السبل الآيلة الى اعادة ربط لبنان بأبنائه".
وقال:"على الصعيد نفسه فإن الاتفاقيات الموقعة بين لبنان والبرازيل في مختلف المجالات تشكل فضيحة قياسا الى الحجم التاريخي البشري الانساني للعلاقات والى الموارد المتعددة التي تنتجها البرازيل، ومما اشير اليه هو ان العجز في الميزان التجاري يبلغ واحدا على ثلاثين، حيث يكفي ان اقول في هذا المجال ان قيمة الصادرات اللبنانية الى البرازيل لا تتجاوز عشرة ملايين دولار في حين ان نسبة المستوردات اللبنانية من البرازيل تبلغ حوالي 300 مليون دولار. وكما قلت في لقائي الآن مع فخامته ان لبنانيا واحدا بالامكان ان يقوم بتجارة اكثر ربحا واكثر اتساعا من هذا العمل على مستوى الدولة".
ودعا "جميع المعنين في لبنان الى الانتباه، انه رغم بعد المسافات فإن تطوير العلاقات مع البرازيل يمثل قوة للبنان، حيث ان هذا البلد الصديق هو القوة الاقتصادية بين السابعة والثامنة في العالم".
وأضاف: "إني لا اكشف سرا اذا قلت ان عدد المتحدرين من اصل لبناني في البرازيل يصل الى اكثر من ضعفي اللبنانيين في الوطن الام، وانا هنا لا اضخم العدد ورغم ذلك فإننا لا نعرف كيف نستثمر على اخوتنا، في حين ان البرازيل على المستوى السياسي ايدت دوما تنفيذ القرارين 425 و1701 وامتنعت لمصلحة لبنان عن التصويت على قرار مجلس الامن 1559 ورفضت ادراج اي منظمة او حزب لبناني على لائحة الارهاب".
وقال: "اليوم يسرني، والرئيس نجيب ميقاتي على رأس حكومة لبنان، ان احفزه لاطلاق مبادرة تشكل مؤتمرا، يبحث العلاقات اللبنانية مع دول أميركا الجنوبية وخصوصا البرازيل والعلاقات العربية مع هذه الدول وخصوصا البرازيل، وهو سبق ان ترأس وفد لبنان الرسمي الى البرازيل حيث شارك في اعمال القمة العربية - الأميركية الجنوبية. اعتقد ان انعقاد مثل هذا المؤتمر في لبنان يشكل فرصة تاريخية لرجال الاعمال من الاقليمين العربي والاميركي الجنوبي".
أضاف: "اني وبكل فخر اقول لقد افتتحنا عام 1995 خط الاتصال الرسمي بين لبنان والبرازيل، وبعد ذلك شهدت العلاقات بين البلدين زيارات متبادلة لرؤساء الجمهوريات والمجالس النيابية والحكومية. في كل الحالات، ورغم المبررات التي يقدمها مجلس ادارة الميدل ايست فإننا ندعو، واعتقد ان الاخ محمد الحوت موجود هنا، فاننا ندعو الى اعادة تسيير خط الطيران الوطني الى البرازيل.
كما ندعو الى:
أ- تجديد اقامة معارض المنتوجات اللبنانية ذات القيمة التنافسية وعرض تسويق المنتوجات الوطنية ذات الشهرة العالمية.
ب- البحث عن آليات مناسبة لتشغيل ونقل خبرة القطاع المصرفي.
ج- تطوير التبادل السياحي.
د- امكانية جعل لبنان مركزا لتوزيع الصادرات البرازيلية.
هـ- الاستفادة من طرق البرازيليين في مجال الزراعة وسدود المياه والتنقيب عن النفط أيضا".
واستطرد قائلا: "إننا على المستوى البرلماني سنعود الى اطلاق اتحاد البرلمانيين المتحدرين من اصل لبناني الذي يشكل قوة برلمانية ديبلوماسية إضافية، إلى جانب جهود الحكومة في مجال تطوير العلاقات، خصوصا وان هناك ما يزيد عن خمسين نائبا وشيخا فيديراليا من اصل لبناني في مجلس النواب والشيوخ البرازيلي الفيديرالي".
وقال: "فخامة نائب الرئيس، ان ما يشهده الشرق الاوسط من اضطرابات وأحداث واحتجاجات، نابع دون شك من افتقاد شرعة لحقوق الانسان ومن عدم احترام اسرائيل أولا لحق الانسان الفلسطيني في الحياة.
بالنسبة الى لبنان فإننا ورغم وقوع بلدنا في عين العاصفة، نؤكد ان بلدنا سيتجاوز الازمات والتوترات المتنوعة وسيحافظ على استقراره النقدي والامني".
أضاف: "الا ان ما يجري على مساحة الشرق الاوسط لا ينفي ضرورة إصلاح النظم السياسية وتحديثها وتطويرها وتحقيق مشاركة المواطنين في كل ما يصنع حياة دول ومجتمعات المنطقة.
وتابع: "ان ما يجب ان يكون واضحا واكيدا ان استقرار النظام العام في الشرق الاوسط سيبقى مرهونا دائما وأبدا بوقف التهديدات الاسرائيلية العابرة للحدود، وبالتخلي عن السياسات الاستيطانية والعدوانية وبتحرير الأراضي العربية المحتلة والاراضي اللبنانية المحتلة وبتحقيق اماني الشعب الفلسطيني".
وأردف: "اننا نلمس يوما بعد يوم ان التدخلات الغربية في شؤون المنطقة ليست بريئة ولا تراعي المبادىء بقدر المصالح، وهي تهدف الى اعادة صياغة نظام المنطقة بهدف السيطرة على ثرواتها الطبيعية والبشرية.
إن الوقائع الشرق اوسطية المتصلة بلبنان تستدعي همة الاصدقاء وفي الطليعة البرازيل وكافة الاشقاء العرب من اجل دعم الوفاق اللبناني المبني على حوار جدي قام ويجب ان يقوم للقضايا الأساسية دائما. إن لبنان يقوم على الحوار والوفاق والتعايش ودائما على الوحدة".
وقال: "فخامة الصديق، في مطار بيروت اثناء استقبالكم هنا عام 1997 وكنتم رئيسا للمجلس النيابي على رأس وفد زائر الى لبنان، قلت: الحقيقة لا ندري من يرحب بمن فنحن نرحب بميشال تامر بكل صفاته في لبنان مواطنا اصيلا. يومها يا فخامة الصديق غلبكم التأثر ومحبتكم على الكلام خصوصا عندما اشرتم بحزن الى انكم بإنتظار من يترجم خطابكم. لقد تابعنا آنذاك مشواركم الرسمي والشعبي في لبنان خلال لقائكم الرؤساء وخلال زيارة بلدتكم بعتورة، حين تفقدتم منزل والدكم وقبلتم جدرانه معربا عن افتخاركم وانتمائكم الى هذا الحنين.
اننا اليوم نقول بأعلى الصوت: يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت رب المنزل، ونقول من القلب الى القلب نأمل ان يتعلم لبنان المقيم منكم قيمة الانتماء، ويتعلم من تجربة الغربة التي كانت الثمن الذي فرض على لبنان خلال كل الحروب منذ مئة وخمسين عاما، ونتمنى ان لا يأخذنا أحد ويدخلنا في المجهول ولعبة الامم فنتوه مجددا في اصقاع الارض".
وختم بالقول: "ان ثقتنا بأنفسنا وبوطننا تنبع من انه يمثل امبراطورية بشرية انسانية لا تغيب عنها الشمس، وان ابناءه المنتشرين معنيون كما المقيمين ببناء وصنع سلامه واستقراره، وهو سيبقى على الدوام يمثل انموذج القرية الكونية في حوار الاديان والحضارات.
فخامة الصديق، أهلا بكم لبنانيا مميزا في لبنان. عشتم، عاشت البرازيل، عاش لبنان".
ثم ألقى نائب رئيسة البرازيل كلمة تحدث فيها عن دور البرازيليين من أصل لبناني البارز في البرازيل في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، مؤكدا على اهمية تعزيز التعاون بين البلدين والارتقاء به الى مستوى العلاقات المتينة اللبنانية-البرازيلية. وقال:
"انني اشدد دائما ان لبنان هو بلد السلام، وان لبنان لا يسبب النزاعات بل ان النزاعات تأتي اليه".
وأكد السيد تامر دعم القضية الفلسطينية وانشاء الدولة الفلسطينية، وقال ان موقف البرازيل هو دائما الى جانب قضية الشعب الفلسطيني، وانه "اذا حلت قضية الشعب الفلسطيني فان السلام سيعم المنطقة"، معربا عن اسفه لعدم تنفيذ قرارات الامم المتحدة في هذا الصدد".
وختم بالقول "ان البرازيل تقف دائما الى جانب لبنان"، مؤكدا على عدم التدخل في شؤونه الداخلية. وشدد على الديموقراطية والحفاظ على الاديان، وشكر للرئيس بري موقفه الدائم الى جانب تعزيز العلاقات اللبنانية - البرازيلية.