اطلع
رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الاثنين 22/12/2003 من الوفد النيابي إلى بروكسل
على نتائج زيارته الهادفة إلى مواجهة خطر التوطين. وضم الوفد النواب بطرس حرب ومحمد
قباني وعلي بزي. وكان زار بروكسل بتكليف من الرئيس بري حاملاً رسائل منه إلى رئيس
البرلمان الأوروبي ورئيسي مجلس الشيوخ والنواب البلجيكيين، تتعلق بخطر مؤامرة
التوطين والتطورات في الشرق الأوسط.
بعد
اللقاء، قال رئيس الوفد النائب بطرس حرب: " كانت مناسبة لإطلاع رئيس مجلس النواب
على المهمة التي قام بها الوفد النيابي في اتجاه البرلمان الأوروبي، وتبادلنا خلال
الاجتماع تفاصيل المهمة التي قمنا بها وتحدثنا عن جو الاجتماعات التي عقدها الوفد
مع كل الأحزاب والقوى السياسية في البرلمان الأوروبي، والتي تمكنا خلالها من شرح
موقف لبنان الرسمي، ومواقف البرلمان اللبناني من القرار الذي صدر عن المجلس
الأوروبي في موضوع توطين الفلسطينيين، وإعطاء الجنسية للفلسطينيين في الدول التي
تستضيفهم، واطلعنا دولة الرئيس أيضاً على وجوب إنشاء خلية عمل مستمرة للتواصل بين
البرلمانين
اللبناني والأوروبي، نظراً إلى المكانة التي يحتلها البرلمان الأوروبي على الصعيد
السياسي في القارة الأوروبية، وأعتقد انه من خلال هذه المهمة توصلنا إلى النتائج
الآتية:
أولاً ـ تفهمت القوى السياسية في البرلمان الأوروبي الإنعكاس السلبي للقرار الذي
صدر عنه، والذي يصيب، حق الفلسطينيين في العودة والقرارات الدولية التي كرست هذا
الحق، ولا سيما القرار 194 الصادر عام 1948 والذي أعطى للفلسطينيين حق العودة.
ثانياً ـ تمكنا من شرح وجهة النظر اللبنانية في طرح الإنعكاسات السلبية للقرار
الصادر عن المجلس الأوروبي على صعيد لبنان والوفاق السياسي فيه، ولا سيما ان موضوع
رفض التوطين يلاقي إجماعاً وهو جزء من الدستور اللبناني، ولا يمكن حل قضية فلسطين
على حساب قضية دولة أخرى، أو شعب آخر. فلبنان متمسك أيضاً بألا تنعكس أي حلول تقدم
للقضية الفلسطينية، وهي حلول غير صالحة، على الوضع اللبناني ككل. وقد تفاهمنا مع
الرئيس بري بنتيجة عرضنا لهذه المهمة على إنشاء لجنة صداقة لمجلس النواب اللبناني
مع البرلمان الأوروبي، وخصوصاً بعد التجاوب الذي وجدناه وبعد مطالبة النواب
الأوروبيين بأن يصار إلى عملية تواصل مستمرة، بين مجلس النواب اللبناني والبرلمان
الأوروبي. وقد طالعتنا وسائل الإعلام بحدثين مهمين، الأول ان النائبة الأميركية
التي كانت قد تقدمت بمشروع لتوطين الفلسطينيين إلى الكونغرس الأميركي، وبعدما
اجتمعت ببعض القوى والوفود النيابية اللبنانية قررت التراجع عن الاقتراح، وهذا يشكل
إنجازاً كبيراً والثاني ان رئيس مجلس النواب البلجيكي أجاب على الرسالة التي سبق ان
سلمناها إليه باسم رئيس مجلس النواب اللبناني وفهمنا من الإعلام ومن دولة الرئيس
بري أيضاً ان هناك رسالة من رئيس البرلمان البلجيكي، تتضمن تجاوباً مع القضية التي
طرحناها، سعياً لكي تؤخذ في الاعتبار المصالح اللبنانية، والمصالح والحقوق
الفلسطينية في أي موقف يمكن ان تتخذه دولة بلجيكا، وفي أي موقف يمكن ان يتخذه
البلجيكيون في البرلمان الأوروبي. وأعتقد أننا بذلك نكون قد أنجزنا ما أوكل إلينا
ونأمل في أن نكون قد خدمنا القضية اللبنانية، وفي الوقت ذاته القضيتين الفلسطينية
والعربية.
وكان
الرئيس بري تلقى رسالة من رئيس مجلس النواب البلجيكي هيرمان دوكرو رداً على رسالته،
وأكد دوكرو الاهتمام بمضمون الرسالة وانه أحالها على رئيسة لجنة العلاقات الخارجية
في المجلس السيدة انيمي واويتيبروك.
وقال في رسالته: " أنني أتابع التطورات في الشرق الأوسط بصفتي رئيس مجلس الممثلين،
وأتمنى إيجاد حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين يرضي جميع الأطراف في أسرع وقت. وعلى
أمل ان ألقاكم في القريب العاجل تفضلوا، سيدي الرئيس، بقبول فائق الاحترام
والتقدير".