واصل
رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري حملته على الحكومة واصفاً إياها بأنها "مستغرقة
في سبات عميق من دون ان تلتفت إلى قضايا الناس"، وقال للنواب الذين التقاهم
الأربعاء 21/7/2004 في صالون الرئاسة الثانية في ساحة النجمة بعد لقائه التشاوري مع
رئيس الجمهورية إميل لحود ان لبنان اليوم هو في موقع مواجهة في المنطقة ويقف جنباً
إلى جنب مع سورية، وهذا ما يحتم عليه ان يعمل أمناً قبل أي شيء آخر".
وقال
الرئيس بري للنواب:
"لقد
دعونا الجميع إلى إرجاء التداول في الاستحقاق الرئاسي إلى موعده الدستوري، وها نحن
اليوم نرى كيف ان الحكومة في سبات عميق. فالحكومة لا تحكم ولا تهتم بشؤون وهموم
الناس، والأمن لا يحفظ أمناً وعين بعضه على السياسة، والحقيقة هي انه لو قام كل
بواجباته لانتظمت أمور البلاد والعباد".
وانتقد الرئيس بري تعثر الحكومة في معالجة مشاكل الحياة اليومية مشيراً إلى ان هناك
ملفات حياتية أساسية لم تعالج، واتهم الحكومة بأنها تهربت من إصدار قرار فتح الدورة
الاستثنائية لمجلس النواب لتتجنب مواجهة هذه الأمور، وركز في حديثه على مشكلة
الكهرباء مذكراً بأنه في العام 2002 أصدر مجلس النواب قانوناً لإنشاء شركتين
للكهرباء واحدة للإنتاج وأخرى للتوزيع على أساس الخصخصة. وفي أيلول عام 2002 صدر
قرار حول هذا الأمر، ومع ذلك، وعلى رغم مرور سنتين على هذا القرار لم ينفذ شيء ولم
يحصل أي تغيير.
وأثار
رئيس المجلس أمام النواب قضية المغتربين، وقال "ان لبنان ألغى وزارة المغتربين
نتيجة للتناقضات التي كانت تحصل يومها بينها وبين وزارة الخارجية "مع اننا بأمس
الحاجة إلى مثل هذه الوزارة". واستدرك "إن لبنان ليس بحاجة فقط إلى وزارة مغتربين،
بل إلى حكومة مغتربين، وأكد الرئيس بري ان قيمة الأموال النقدية التي تدخل لبنان عن
طريق المغتربين تبلغ 4 مليارات دولار، أي ما يعادل ألف دولار لكل شخص، عدا عن
المداخيل الأخرى غير النقدية والتي لا تستطيع تقديرها كالماس وغيره.
ودعا
رئيس المجلس إلى قراءة التصعيد الإسرائيلي تجاه لبنان على خلفية الحركة الإسرائيلية
الإجمالية في الهجوم المعاكس على نتائج قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي وإلى عدم
تحويله إلى عنصر جديد يضاف إلى لعبة التجاذبات الداخلية التي أنهكت البلاد حتى
أوصلتها إلى مرحلة الاهتراء، وكأن الجميع موافق على إدخال البلاد في حالة من الشلل
التام.
أضاف:
"لا يجوز فصل التصعيد في لبنان من خلال جريمة التفجير في الضاحية الجنوبية أو على
الحدود في الجنوب أو عبر العدوان الجوي على العاصمة ومناطق أخرى، عن زرع الفتنة بين
الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، كما لا يجوز صرف النظر عما يجري على الساحة
الأوروبية والفرنسية خصوصاً من افتعال لقضية هجرة اليهود لمنع أوروبا من التحرك على
الساحة الدولية لترجمة قرار المحكمة، ما استدعى رداً من الرئيس الفرنسي جاك شيراك
بقامته التي تذكر بقامة شارل ديغول عندما أعلن ان شارون غير مرغوب فيه في فرنسا.
والعرب للأسف عن كل ذلك نيام لا يقرأون هذه الأحداث بالجملة، بل يأخذونها بالفرق،
بينما الخيط الإسرائيلي واحد وواضح فيها كلها، وهو خلق ضباب كثيف وغبار ورماد يحجب
الرؤية عن حقيقة الجدار. وما أدراك ما الجدار!"