الرئيس بري في حوار إعلامي لدى عودته من زيارة تركيا


"ما يجري في العراق هو تعميم لثقافة القوة ومن بعدها الفوضى"

 

عاد رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الجمعة 17/12/2004 من اسطنبول منهياً زيارة لتركيا بدأها بأنقرة.

 

وقال في حوار مع الوفد الإعلامي المرافق في طريق العودة إلى لبنان ان القرار الدولي رقم 1559 يهدف "إلى أحداث شرخ في العلاقات اللبنانية ـ السورية وفصل لبنان عن سوريا وتجريد المقاومة اللبنانية والفلسطينية والسورية من أي ممانعة".

واعتبر ان اتفاق الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون على شطب حق اللاجئين الفلسطينيين من العودة وعدم إزالة المستوطنات اليهودية الكبرى ولا الانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967 "أمور تعني على المستوى الرسمي الأميركي التراجع عن القرارات الدولية برمتها وخصوصاً القرارات 242 و338 و194 وكل ما ورد في مدريد بحيث انقلبت معادلة أميركية إسرائيلية جديدة تقوم على ان الأرض والأمن لإسرائيل ولا شيء للآخرين. وهذا يعنينا لبنانياً وخصوصاً القرار 194 المتعلق بحق العودة وعدم التوطين. وهذا ما قصدته بقولي كيف يجري ما يجري على الساحة اللبنانية بينما تهدم أسوار القسطنطينية".

وأضاف: "إذا كانت الولايات المتحدة تتراجع عن كل القرارات الدولية وتفرغ الأمم المتحدة من مضمونها، فمعنى ذلك انها تتراجع عن التسليم بأي دور لهذه المنظمة في سبيل حل النزاعات".

وتساءل "ماذا يعني إذا استصدار قرار دولي ضد لبنان وماذا يبقى من معنى للقرار 1559؟ الجواب انه يخدم إسرائيل، ويهدف كما سبق ان أوضحنا إلى إحداث شرخ في العلاقات اللبنانية ـ السورية وفصل لبنان عن سوريا، وثانياً تجريد المقاومة اللبنانية والفلسطينية والسورية من أي ممانعة". وسأل أيضاً ما هو المطلوب داخلياً اليوم؟ وأجاب: "بكل محبة، إن الطلوب إخراج سوريا من التداول الداخلي وجعلها هدفاً، لأننا بذلك نخدم الخارج الذي تحدثنا عنه. مطلوب موقف أخلاقي لبناني يعبر عن الوفاء لسوريا، ولا يسعى إلى إحراجها في سبيل مصالح داخلية، وخصوصاً انتخابية. نحن نعلم ان ليست هناك مكاسب داخلية لسوريا من علاقتها مع لبنان حتى تتنازل عنها لأحد. وسوريا ضرورة لبنانية وحاجة لبنانية وهذا ليس تعبيراً عن التاريخ والجغرافيا واللغة والدم والعلاقات الكفاحية فحسب، بل هو كذلك ضرورات وحاجات مصلحية لبنانية في المستويات كلها، اقتصادياً وأمنياً وسياسياً. وقال: "قد لا ينتبه البعض إلى ان ما يجري على ساحة العراق إنما هو محاولة لتعميم ثقافة القوة، ومن بعدها ثقافة الفوضى عبر حدود العراق إلى الجوار، ولبنان ليس بعيداً، مما يعني تفكيك الكيانات، وكل من ينسجم مع ذلك عن قصد أو غير قصد، إنما هو تقسيمي. ونذكر بكلمة قلناها إبان الأحداث ان لبنان أصغر من أن يقسم. وإذا كان البعض من خلال الانتخابات أو قانون الانتخاب يحاول ان يحقق في السلم ما لم يستطع ان يحققه في الحرب عبر "قصقص ورق وساويهم ناس"، فإننا ببساطة المؤمن بلبنان، إيمانه بلبنان بعد الله، نقول لن نقبل".

وأعرب الرئيس بري عن إرتياحه إلى نتائج زيارته الرسمية لتركيا مشيراً إلى انها حققت أهدافها ".