عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري، في "لقاء الاربعاء النيابي" الاسبوعي، آخر التطورات المتعلقة بالوضع المحلي الراهن، فضلا من التطورات الاقليمية، وتركز الحديث حول ما يجري في مصر.
وجدد الرئيس بري ما أكده في القصر الجمهوري اليوم "مشاركة جميع الاطراف في الحكومة"، ونقل عنه النواب "ان المعارضة السابقة تدعم وتتعاون من اجل تشكيل حكومة انقاذ وطني".
وكان الرئيس بري التقى في اطار "لقاء الاربعاء" الاسبوعي النواب السادة: اميل رحمة، علي بزي، غازي زعيتر، قاسم هاشم، عبد المجيد صالح، هاني قبيسي، مروان فارس، نبيل نقولا، عباس هاشم، علي المقداد، اسطفان دويهي، ياسين جابر، عبد اللطيف الزين، ميشال موسى، حكمت ديب وعلي حسن خليل. جنجنيان
بعد اللقاء قال جنجنيان: "أنا كنائب أحب الأشياء البناءة ولا أهتم بالقال والقيل، تطرقنا مع الرئيس بري الى الأوضاع العامة، وهو مرتاح لمجريات الأمور".
وردا على سؤال قال: "هناك اجتماعات متواصلة لقوى 14 آذار وسيقرر هذا الفريق موقفه من الحكومة، وحزب الكتائب أعلن بأنه ملتزم بفريق 14 آذار وما يقرره".
وردا على سؤال قال:"انا كرئيس للجنة الصداقة اللبنانية - الكورية وضعت الرئيس بري في جو زيارتي الى كوريا الأسبوع الماضي".
رحمة
أما رحمة فقال: "قال دولة الرئيس بري كلمته في القصر الجمهوري وهي معبرة ولافتة، وهنالك مساع جيدة لمشاركة الجميع وهذا ما يهمنا. وعلى الرغم مما قيل بالأمس والذي يقال كثيرا يدفعني الى الذهاب الى موضوع يجب أن يعرفه المواطن ويعيه، فمثلا امس قال الدكتور سمير جعجع انه سيتم التعامل مع الحكومة وكل الدول ستتعامل مع الحكومة الجديدة، علما إننا سمعنا منه الأسبوع الماضي انه إذا جاء الى الحكومة غير الرئيس سعد الحريري سنشهد غزة في لبنان، فهؤلاء إما أنهم لا يعرفون ما يجري، وإما يغشون العالم، وأنا هنا، لن أتحدث عن تشكيل الحكومة وان شاء الله تتشكل سريعا ويشارك فيها الجميع، لكن نحن في سياق عام وآن الأوان ان ينتبه اللبنانيون لمصلحتهم، ففي العام 2005 كان هناك حلف رباعي، وهذا الحلف نزل مع "حزب الله" وقد شاهدنا الدكتور ادمون نعيم رحمه الله رافعا يد الزميل علي عمار، وشاركوا سويا، لكن عندما نزلنا مع "حزب الله" تحولنا الى خونة، وعندما تحالفوا هم مع "حزب الله" كانوا يقولون ان هذاالتحالف صحيح، ثم وصلنا الى اتفاق الدوحة، وسمعناهم يقولون قبل ذلك ان ليس هناك دوحة، ثم شاهدناهم جميعا في الطائرة يتوجهون الى الدوحة، وعلى هذا فإما ليس هناك داتا لكلماتهم ولا يعرفون وإما هناك شيء آخر لا ثالث له، فإما لا يعرفون مواكبة الأمور على عكس فريق الثامن من آذار، فالمسؤولون القياديون في هذا الفريق ولا مرة قالوا شيئا في السياق العام ولم يتم".
اضاف: "كان هناك خوف لدى الناس، وهناك ناس تحدثوا معنا عن الخوف بتحويل الساحة الى غزة، وهناك أقطاب في فريق 14 آذار ومنهم الدكتور جعجع قال إذا لم يكلف سعد الحريري فلبنان سيصبح غزة، وأمس عندما سمعت كلامه الجديد ارتحت، فهو قال ان كل الحكومات في العالم ستتعامل مع الحكومة الحالية، وهذا تناقض غير مقبول وغير معروف، وآن الأوان للشعب اللبناني أن يعي ان لبنان غير كل الدول، ونحن وضعنا جيد جدا أمام ما يحدث في دول الجوار بشكل مطلق، والشعب اللبناني راق جدا ويجب أن ينتبه، فهناك مسار وحيد، وهذا المسار انتهجته المعارضة السابقة، الأكثرية الحالية، هو إنقاذ لكل اللبنانيين".
وتابع: "في السياق العام آن الأوان ان ينتبه اللبناني المعني بالمال وبأمواله المهدورة وبمساره الوطني، وبعلاقاته الجيدة مع سوريا، نسبقهم الى هناك فيخوننا، وعندما هم يذهبون يقولون يجب ان يكون هناك علاقات جيدة، ونسبقهم الى إيران يخوننا وعندما يذهبون هم يقولون إيران في الداخل هي غيرها من الخارج، وكان رأينا فيها خطأ".
أضاف رحمة: "من هنا أتوجه بكلامي الى المواطن اللبناني الذي يجب أن يعرف اين هي مصلحته، فمصلحته في الطرح العام الذي نطرحه نحن وهذا ليس عن مكابرة أو كيدية، إنما عن موضوعية أقول هذا الكلام".
وعما قاله النائب سليمان فرنجية عن إعطاء الثلث المعطل لفريق 14 آذار وبالأمس رفض العماد عون ذلك، فهل هذا من ضمن إرباك فريق 8 آذار؟
قال: "ليس هذا من ضمن الأرباك، إنما من ضمن التكتيك فهؤلاء استراتيجيون وناجحون جدا وخصوصا الجنرال عون وسليمان بك، هذا بالتكتيك أما بالمفاوضات فأنا كمحام متمرس بالتفاوض، المفاوضات تجري بين اخذ ورد للوصول الى خاتمة سعيدة للمواطنين".
نقولا
بدوره، سئل النائب نبيل نقولا عن التناقض بين موقفي عون وفرنجية: "فقال نحن مع الثلث الضامن في الأمور الإقتصادية والإجتماعية لتسهيل أمور المواطنين، لكن أن يكون الثلث الضامن الذي على أساسه فرطت الحكومة، فنحن ضده، ونحن متفقون على الا تكون الشروط التي يضعونها والتي كانت السبب باستقالة وزراء المعارضة وإلا فما معنى الثلث الضامن".
باسيل
بعد ذلك استقبل الرئيس بري وزير الطاقة والمياه المهندس جبران باسيل الذي قال بعد اللقاء: "نأتي هذه الزيارة من باب التنسيق مع دولة الرئيس بري كحلفاء للتشاور حول طبيعة المرحلة. ونطالب بالتعجيل في تأليف الحكومة كحد أدنى لمعالجة مشاكل الناس، واليوم هناك مشكلة مطروحة أمامنا هي أسعار المحروقات. نحن نفهم أن هناك أناسا تقرر أن تنتحر سياسيا، فهذا خيارها، ولكن لا يجوز لها أن تجعل الشعب ينتحر معها، وليس هناك أناس في الإدارة تقرر أن تنتحر إداريا. وعندما يستند اليوم وزير الطاقة والمياه الى مرسوم واضح يقول فيه أنه "يناب المجلس الأعلى للجمارك بتعديل رسم الإستهلاك الداخلي للبنزين بناء على طلب وزارة الطاقة"، فهذا المرسوم هو أعلى من قرار سابق صادر منذ سنتين عن مجلس الوزراء في ظروف ارتفعت فيها أسعار المحروقات 55 في المئة. واليوم نحن في ظرف استثنائي، وليس هناك حكومة، وهناك في المقابل وضع اجتماعي ضاغط جدا يسبب انفجارا اجتماعيا، إذ إن أسعار المحروقات ارتفعت 55 في المئة، ولن نعدم وسيلة لكي نجد الحل المنطقي الذي لا يؤدي الى تأثير كبير على إيرادات الخزينة والذي يسمح بأن نجد حلا مرحليا ريثما تكون الحكومة قد تشكلت، ويكون هذا الحل مئة في المئة قانونيا، وهذا الموضوع ليس فيه مزايدة على أحد سوى اننا نحرص على معالجة مشكلة، ولا يجوز أن نرى هذه الإصرار الذي نشاهده اليوم من وزارة المال بعد الإيعاز بما يتوجب الإيعاز به لتطبيق المرسوم الذي لا يزال ساري المفعول".
أضاف: "نحن لسنا في وارد افتعال أزمة، وليس الوقت وقت أزمات، إنما هناك أزمة فرضت نفسها علينا هي أسعار المحروقات التي أصبحت اليوم 37 الف ليرة لبنانية، والإرتفاع مستمر، وتلاحظون أسعار النفط في العالم، ونأمل معالجة الموضوع من دون زعل على الطريقة "الولادية"، ولا يحتاج الأمر الى زعل، ولا الى حرد، ولا مناكفة أو مزايدة، ونحن نقول شكرا ولا مشكلة لدينا. نريد نتيجة واحدة، وخفضا للاسعار بشكل معقول ومقبول، والتعنت بالرفض لا يجوز، لأنه كما أوصل بالسياسة الى المكان الذي أوصل اليه، فإنه في البنزين يحرق ويؤدي الى مكان آخر".
قيل لباسيل: "أنت اليوم لم توقع الجدول المتعلق بأسعار المحروقات، وعقدت في الوزارة اجتماعا مع أصحاب شركات النفط الذين اجتمعوا ايضا مع وزيرة المال وأعلنوا انهم لن يسلموا البنزين الى أصحاب المحطات، فما هو الحل؟" فرد قائلا : "كل الشكليات نتنازل عنها، ولا مشكلة عندنا، وقد يقال إن وزيرة المال ريا الحسن هي التي خفضت سعر البنزين، وأنا معها وأؤيدها في ذلك، إنما المهم هو النتيجة، والنتيجة أن هذه الأسعار يجب أن تخفض لأنها أصبحت لا تحتمل، وهذا حرام، فهي تحرق الناس. وكانوا في السابق يدافعون عن ارتفاع سعر البنزين، والآن هل هناك من يدافع؟ فليخرجوا من هذه الذهنية وليتجاوبوا معنا بالطريقة التي يرونها مناسبة لخفض السعر".