استقبل الرئيس بري امين المجلس الاعلى لمجلس الامن القومي الايراني الدكتور سعيد جليلي والوفد المرافق بحضور السفير الايراني غضنفر ركن ابادي وقد تم عرض لآخر التطورات.

وبعد اللقاء قال جليلي: "أود ان اعرب عن بالغ سروري لهذه الفرصة الطيبة اليوم التي اتيحت لي لكي اتشرف بزيارة لبنان ارض المقاومة، لبنان تحول اليوم الى نجم ونموذج يحتذى في مجال المقاومة، على المستوى الاقليمي وعلى مستوى العالم بأسره. ونحن نعتقد ان كل الانجازات الكبرى التي تحققت في لبنان الشقيق ببركة المقاومة البطلة كانت لها ايضا التداعيات القوية وانعكست على انتصارات اخرى تجلت ابان العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة، ثم لاحظنا ان من بركات هذه المقاومة ما شهدناه من صحوة اسلامية تجلت في بلدان المنطقة. ونحن نعتبر هذه الصحوة فرصة سانحة جدا بالنسبة للمقاومة. اليوم نرى ان العديد من حلفاء الولايات المتحدة الاميركية الذين لم يحركوا ساكنا في السابق تجاه الاعتداءات الاسرائيلية الغاشمة على ابناء غزة، هؤلاء الحلفاء الصغار لم يعودوا في مراكز السلطة والقدرة".

أضاف: "كانت زيارتي الاولى للبنان مباشرة بعد انتهاء عدوان غزة، واذكر انه عندما كان الشعب الفلسطيني يتعرض في تلك المرحلة الى ابشع واقسى انواع الاعتداءات الاجرامية الاسرائيلية كنا نجد بعض الاطراف تمنع حتى وصول مياه الشفه الى فلسطين والى غزة وان شعوب هذه المنطقة والشعوب العربية والاسلامية لا يمكنها ان تنسى ممارسات نظام مبارك، هذا النظام التابع للغرب الذي كان يسير بشكل متواز مع الاعتداء العسكري على ابناء غزة حيث كان يمنع صراحة وعلانية وصول المياه والاغذية والمساعدة الانسانية البسيطة الى الشعب الفلسطيني المحاصر والمجاهد في غزة، ومن ناحية اخرى فإن شعوب هذه المنطقة لن تنسى على الدوام الموقف المشرف لبعض الاطراف والبلدان التي وقفت بكل جدية وصلابة الى جانب المقاومة الفلسطينية في غزة، ونرى بفعل هذه الصحوة الاسلامية ان ارادة شعوب هذه المنطقة قضت وزعزعت اركان تلك الانظمة التي كانت اما عميلة وتابعة لاسرائيل واميركا واما انها كانت تلتزم جانب الصمت تجاه الممارسات الاسرائيلية الغاشمة. اليوم لم يعد هناك مبارك ولا بن علي ولا شك ان هذا الامر يشكل ضربة قاسية للعدو الصهيوني".

وتابع: "هذه الاطراف الآثمة لا تريد ان تزعزع موازين القوى في المنطقة في الاتجاه الذي يخالف مصالحها، وهي تعتبر ان ظاهرة الصحوة الاسلامية بمثابة خطر حقيقي على مصالحها، من هنا من الطبيعي ان يلجأوا الى بعض المؤامرات اي ان يبادروا الى تلافي الموضوع ويحاولوا الحاق الضرر والاذى بالاطراف او الجهات التي انقضت عليهم. ونحن نعتقد ان المقاومة اللبنانية الباسلة قد اعطت نموذجا في ثلاثة مجالات للبنان وللعالم بأسره: اولا الطاقة الكامنة الكبيرة المتوفرة في العالم الاسلامي، وثانيا الضعف والهوان والعجز الذي يعتري الكيان الصهيوني، وثالثا انه اذا بادرت الدول الاسلامية جمعاء وشحذت الهمم وابتعدت عن الخلافات الهامشية ووحدت القوى واستفادت من هذه الطاقات والقدرات المتاحة لديها فإن العدو الاسرائيلي لا يمكنه ان يقوم بأي حماقة تجاهلها".

واردف: "من هنا هذه الاطراف تريد ان تشغل مرة اخرى العالم الاسلامي بنفسه، وانتم تعرفون ان الاسلوب القديم الذي كان يبادر اليه الاستعمار هو تحريك فتيل النزاعات الاتنية والطائفية والمذهبية، هذه الاطراف تحاول ان تلعب على هذا الوتر مرة اخرى. ان شعوب هذه المنطقة تدرك تماما ان الولايات المتحدة الاميركية لن تدعم التوجه الديمقراطي في هذه المنطقة في اي حال من الاحوال وشعوب هذه المنطقة لن تسمح بأي شكل من الاشكال للدول والاطراف التي لم تنعم يوما ما او لحظة ما بنعمة الديمقراطية ان تأتي اليوم وتنظر على غيرها في مجال التغني بالديمقراطية. ان الولايات المتحدة الاميركية هي المتضرر الاساسي من الديمقراطية لان التجربة العملية قد دلت انه في كل منطقة تسود فيها الديمقراطية ويحتكم فيها الى ارادة الشعوب نرى ان هذه الشعوب تنتفض لكرامتها وتعمل ضد الارادة الاميركية والاسرائيلية. ونأمل في هذا الاطار ان نعمل سوية لاستثمار كل هذه الاوراق الرابحة المتوفرة بحوزتنا اولا من ناحية المقاومة البطلة وثانيا من ناحية الصحوة الاسلامية المباركة، وان نغتنم كل هذه الفرص المتاحة في الاتجاه الذي يعزز محور وجبهة المقاومة والممانعة ضد العدو الاسرائيلي".

سئل: هل مصر في عصر محمد مرسي الان داعمة للمقاومة؟ وكيف هي علاقتكم ب"حماس" في ظل التباين بين موقفكم من الازمة السورية وموقفها؟ وهل تحملون قطر مسؤولية خطف الايرانيين في سوريا؟

اجاب: "عندما قلت ان النظام المصري السابق، نظام حسني مبارك كان حجر عثرة اساسية في طريق المقاومة والممانعة، بالمقابل نقول انه عندما اتيحت الفرصة امام الشعب المصري الشقيق لينتخب من خلال الارادة الحرة والنزيهة فلا شك سوف يدلي بصوته في الاتجاه الذي يؤيد ارادته وارادة المقاومة. وهذا الامر بإمكاننا ان نلمسه بشكل واضح من خلال الشعارات التي صدحت بها الجماهير المصرية، واصدقاؤنا في حماس والمقاومة الفلسطينية البطلة ما هم الا امتداد طبيعي لحركة المقاومة والممانعة في لبنان الشقيق. من هنا رأينا كل هذه الانتصارات المؤزرة التي تحققت اولا في لبنان في عدوان تموز 2006 ولاحقا في فلسطين وفي غزة ابان العدوان الاسرائيلي الاثم عليها، وكل هذه الاطراف والتيارات السياسية المتمسكة بنهج المقاومة وخيار الممانعة تعترف وتقول انه في الوقت الذي كان النظام المصري السابق ايام حسني مبارك يتآمر على المقاومة الفلسطينية ويساعد العدوان الاسرائيلي على غزة ويمنع وصول الماء والمساعدات الى الشعب الفلسطيني المحاصر، كل هذه الاطراف تعرف ان الجمهورية العربية السورية هي التي اخذت بيدها ووقفت الى جانبها وساعدتها ودعمتها في تلك المرحلة الصعبة".

أضاف: "نحن نعتقد ان كل هذه الحلقات المتصلة من المقاومة والممانعة على امتداد شعوب هذه المنطقة ينبغي ان تتوحد وتتعزز اكثر فأكثر، كما نعتقد انه من البركات التي تجلت من خلال حالة المقاومة والممانعة اننا نشهد في الوقت الراهن حالة من الامن والهوء والاستقرار في هذه المنطقة، في الوقت الذي كانت اسرائيل تنادي دائما بشعارها ان تمتد من النيل الى الفرات".

بعد ذلك، استقبل الرئيس بري سفير السودان أحمد علي أحمد في زيارة بروتوكولية.

وبعد الظهر، استقبل المغترب اللبناني مصطفى ناصر الذي قدم لحركة "أمل" ثلاث سيارات اسعاف مجهزة، في حضور المسؤول التنظيمي في البقاع محمد عواضة.