بمناسبة إحتفالية اليوم العالمي والوطني لثقافة اللاعنف الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 15 حزيران 2007 في يوم مولد المهاتما غاندي (الثاني من أوكتوبر)، نظمت الأمانة العامة لمجلس النواب بالإشتراك مع لجنة حقوق الإنسان النيابية ومؤسسة وستمنستر للديموقراطية والكلية الجامعية للاعنف في لبنان، لقاء حواري مع السيد آرون غاندي (حفيد المهاتما غاندي،كاتب ومحاضر عالمي) وذلك عند الساعة الثانية عشرة ظهراً من يوم الإثنين الواقع في 1 نشرين الأول 2018، في قاعة مكتبة مجلس النواب.
حضر اللقاء:
- رئيس لجنة حقوق الإنسان النائب ميشال موسى والنواب السادة: ياسين جابر، علي بزي، قاسم هاشم، نواف الموسوي، جورج عقيص، الياس حنكش، محمد خواجه وادكار طرابلسي.
- سفير الهند سانجيف ارورا.
- المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب علي حمدان.
- ممثلون عن جمعيات ومؤسسات حقوق الإنسان.
استهل اللقاء بالنشيد الوطني ثم كانت كلمة لرئيس لجنة حقوق الانسان د. ميشال موسى قال فيها:
يسعدنا أن نرحب بضيفنا الآتي من حضارة شبه القارة الهندية، سلسل العائلة التي أعطت بلادها والعالم، شخصيات فذة لاتزال منذ القرن الماضي، رمزاً للتحرر اللاعنفي لدى الشعوب المقهورة.
كما نرحب بجميع الضيوف والشخصيات والناشطين والناشطات، المنخرطين في دعم ثقافة اللاعنف وحقوق الانسان.
أيها السيدات والسادة،
اجتماعنا في مجلس النواب للإحتفال باليوم العالمي والوطني للاعنف الذي كرسته الأمم المتحدة في يوم مولد المهاتما غاندي، واعتمده مجلس الوزراء يوماً وطنياً، هو خطوة واعدة على صعيد تعميم ثقافة اللاعنف في مناهجنا وتراثنا الثقافي. ومن أولى من وطن الأرز بحمل هذا المشعل، وهو وطن التعددية والسلام والقيم والحق والعيش المشترك بين الأديان والثقافات، والذي يتطلع الى جعله مركزاً أممياً لحوار الحضارات، وداعية سلام بين أمم الأرض وشعوبها، رغم كل ما يحيط به من بؤر ساخنة تتوسل العنف لغايات وأهداف مختلفة؟
أيها الحضور الكرام،
أخذ مجلس النواب الكريم برئاسة دولة الرئيس نبيه بري على عاتقه في العقدين السابقين، مسؤولية إقرار سلسلة تشريعات مناهضة للعنف على أنواعه، ولا سيما منه العنف المنزلي والعنف ضد المرأة، وصادق على الخطة الوطنية لحقوق الانسان التي أعدتها لجنة حقوق الانسان بالتعاون مع عدد من اللجان البرلمانية والادارات الرسمية والمنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني، ومن ضمنها لجنة مناهضة التعذيب التي أخذت طريقها الى التنفيذ العملي.
كذلك يقدم لبنان مراجعات دورية في لجنة حقوق الانسان ولجنة مناهضة التعذيب في الأمم المتحدة، في سبيل تعزيز ثقافة السلام وحقوق الانسان ومناهضة العنف، ومواكبة التوجه الأممي اللاعنفي. وأن ندعو الى دعم هذا التوجه الحضاري الذي يليق بوطننا وشعبه وموقعه المميز بين الأمم. وأن ندعو الى دعم هذا التوجه الحضاري الذي يليق بوطننا وشعبه وموقعه المميز بين الأمم.
والمجلس النيابي على استعداد دائم لمواكبة التشريعات التي تصبّ في خدمة التوجه نحو ثقافة اللاعنف، بالتعاون مع الادارات والأجهزة المعنية.
أيها السيدات والسادة،
لا بد لنا من أن نحيي مؤسسَيّ أول مؤسسة للتعليم العالي لاختصاصات اللاعنف الأكاديمية AUNOHR الناشطَين وليد صليبي وأوغاريت يونان، على مسيرتهما الريادية طوال ثلاثة عقود، وأن نشدّ على أيديهما للمضي في رسالتهما تعميم ثقافة اللاعنف في المؤسسات التربوية والمجتمع اللبناني، كما نشيد بدعوتهما الى هذا الملتقى الجامع، والى تدشين النصب التذكاري للمهاتما غاندي في بيروت أم الشرائع.
إن لبنان الذي مرّ بظروف قاسية وحروب داخلية وخارجية، هو اليوم في طليعة الدول التي تنادي بالسلم الأهلي والاستقرار الذي يتمناه لدول الجوار والمنطقة، وهو ملتزم اللاعنف وحقوق الانسان قولاً وفعلاً، ويسعى الى تطوير ذاته وقدراته في هذا الشأن، من أجل أن يليق به وبشعبه وتاريخه، موقعه الدولي المنشود.
ثم كانت كلمة للدكتورة أوغاريت يونان احد مؤسي كلية جامعة اللاعنف، التي طالبت بـاعتماد مجلس النواب اليوم الوطني لثقافة اللاعنف كما اعتمدته الحكومة" وأشارت الى ان هذا اليوم جاء نتيجة نضال منذ التسعينات من مؤسسات عديدة من المجتمع المدني وقد نجحت في تحقيق ما سعت من أجله. ودعت الدكتورة يونان الى اعتماد ثقافة اللاعنف في المناهج التربوية. ولفتت الى أنه تم توقيع اتفاقاً مع وزارة التربية في 15 ايار الماضي لإدخال هذه الثقافة في المناهج التربوية.
كما تحدث سفير الهند عن الإحتفال بهذا اليوم الذي يصادف مولد المهاتما غاندي، مشيراً الى ان الأمم المتحدة اعتمدت قرار الهند بأن يكون مولد غاندي في اليوم العالمي للاعنف، وإلى البدء بالإحتفالات السنوية للعيد العشرين ما بعد المئة للمهاتما غاندي.
وشكر رئيس مجلس النواب الذي أطلق هذه المبادرة تجاوباً مع تمنياتهم.
بدوره تحدث آرون غاندي عن مسيرة جده الذي انطلق من ان اهم حقوق الإنسان هو الحق في الحياة، واستذكر العديد من المحطات، وقال:
ان فلسفة اللاعنف التي بدأت معه منذ 125 عاماً عندما كان في جنوب افريقيا عندما اهين وطرد من القطار بسبب لون بشرته، وفهم انه اذا لم نغير مسار حياتنا لن نكون وطناً. وقد طور ثقافة اللاعنف لمواجهة العنف الذي يسيطر على كل تفاصيل حياتنا.
كما قارن بين "فلسفة العنفف وفلسفة اللاعنف"، وقال: في ثقافة العنف نركز على العقاب عند الخطأ، وفي ثقافة اللاعنف نركز على معالجة المشكل"، ان السلام لا يأتي من المزيد من السلاح والقتل اذا سعينا الى عالم يعيش فيه الناس بكرامة.
وأبدى قلقه حيال حقوق الإنسان في العالم، وقال: لا يمكن ان تكون لدينا حقوق من دون مسؤولين. إن العالم لا يمكنه ان يعيش بسلام في ظل اسلحة الدمار الشامل وعلينا ان نفكر بالعالم كوحدة متكاملة للبشر.
وتوجه النائب الموسوي الى آرون غاندي بالقول:
أارحب بك واحيي ذكرى جدك العظيم الذي ننظر اليه بتقدير عال لكونه رمزاً من رموز مقاومة الإحتلال البربطاني. واذ اوجه التحية الى جدك واليك شخصياً، أريد ان الفتك الى ما هو ليس غائباً عنك وهو معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعاني ويعيش في الشتات في ظروف صعبة.
ودعاه الى زيارة المخيمات الفلسطينية في لبنان، وتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني في سجون الإحتلال الإسرائيلي وأنه من بين المعتقلين رجال ونساء واطفال، كما ان الشعب الفلسطيني يعيش في غزة والقطاع ايضاً في ظروف صعبة.
وقال" صدقني، ايها المقاوم السلمي، اننا لن نترك نحن والشعب الفلسطيني وسيلة للتخلص من هذا الإحتلال. ولكن كما ترى قادة الإحتلالات الغربية يتآزرون في ما بينهم، ولذلك قادة الإحتلال الإسرائيلي يحظون بالتأييد الأميركي المطلق في ظل ادارة ترامب، ودعاه إلى تقديم أية مساعدة من اجل الشعب الفلسطيني.
وأوضح غاندي انه زار فلسطين واسرائيل ولمس الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون، مشيراً الى انه طلب من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عندما التقاه عام 2004 تنظيم مسيرة سلمية ضخمة الى الحدود من اجل الضغط لاستعادة ارضهم، وطلب منه عرفات طرح الفكرة على البرلمان الفلسطيني، موضحاً ان الأخير لم يبد رغبة، وبعد فترة توفي عرفات.