استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الاثنين
9/7/2001 في ساحة النجمة، سفير إيران في لبنان محمد علي سبحاني وتسلم منه رسالة
من رئيس مجلس الشورى الايراني الشيخ مهدي كروبي التي جاء فيها :
" اود ان اعرب عن خالص شكري وتقديري لدولتكم على
تلبيتكم دعوتنا للمشاركة في مؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية. الواقع هو ان حضوركم
الفاعل ومشاركتكم القيمة في المناقشات التي جرت داخل المؤتمر قد احيا الامل في
نفوسنا ولدى جميع المسلمين وغير المسلمين الحريصين على القضية الفلسطينية الحيوية
وحقوق الانسان ولا سيما حقوق الانسان الفلسطيني بمفهومها الحقيقي.
انه لمن دواعي الاسف اننا ما زلنا نشهد استمرار المجازر الدموية التي يمارسها
الكيان الصهيوني الغاصب للقدس ضد اخوتنا الابرياء من ابناء الشعب الفلسطيني رغم كل
الجهود الوطنية والدولية التي تبذل بشأن القضية الفلسطينية . لا شك ان الفشل في
التوصل الى حل لهذه القضية الاسلامية المستعصية التي شهدت ابعاداً جديدة في الاونة
الاخيرة يؤكد حقيقة ان الامبريالية الغربية ولا سيما الادارة الاميركية ما زالت على
موقفها تجاه دعم الجرائم الوحشية التي يمارسها الكيان الصهيوني او التغاضي عن هذه
الجرائم. ومما يدعو للاسف اكثر هو موقف اللامبالاة الذي اختاره العالم الاسلامي
تجاه مثل هذه الجرائم الدموية الشرسة.
لا شك ان استمرار هذه الاوضاع داخل الاراضي المحتلة لا يمكن ان يظل محصوراً داخل
النطاق الاقليمي وان لهيب هذا العنف لا بد ان يمتد الى المناطق الاخرى ما لم تتم
السيطرة عليه. ومن هنا تأتي ضرورة القيام بمبادرة شاملة وواسعة يتصدى لها جميع
المدافعين عن حقوق الانسان وهو لا يمكن ان يتحقق الا من خلال موقف موحد يتخذه جميع
المسلمين من اجل تحرير ابناء الشعب الفلسطيني الابرياء والقدس الشريف.
لذا، فاننا ننتظر تزويدنا بآرائكم بصفتكم احد اعضاء المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة
الفلسطينية الفاعلين وذلك تعبيراً عن مزيد من التضامن مع الامة الاسلامية. نتمنى
على دولتكم تزويدنا بآرائكم في هذا المجال ".
السفير سبحاني
بعد اللقاء، قال سبحاني :
" عقدنا اجتماعاً جيد جداً مع دولة الرئيس الاستاذ
نبيه بري حيث سلمناه رسالة خطية موجهة من دولة رئيس مجلس الشورى الاسلامي في ايران
سماحة الشيخ مهدي كروبي. وتحدثنا مع دولته خلال هذا اللقاء حول الظروف الحساسة
للغاية التي تمر بها المنطقة حيث يمر الكيان الصهيوني في ظروف صعبة للغاية.
وكما سبق لدولته ان اعلن فقد تحدث خلال اللقاء عن احتمال ارتكاب إسرائيل لحماقة
كبرى في المنطقة، ونحن بطبيعة الحال نعتقد ان إسرائيل عندما تواجه مثل هذا المأزق
الحقيقي وتصل الى الحائط المسدود، فينبغي ان نأخذ كافة الاحتمالات بعين الاعتبار،
ونحن نعتقد انه ينبغي ان نبحث بعمق مدى صوابية او دقة احتمال نشوب حرب كبرى في
المنطقة، ولكننا على الرغم من اننا نرى ان الظروف الحاكمة على الساحة العالمية،
اضافة الى الصعوبات الكبرى التي تواجهها إسرائيل بشكل متزايد تجعل هذا الاحتمال
مستبعداً حتى الان، الا اننا لا نلغي هذا الامر من الحسبان، ولكن في نفس السياق
نعتقد انه هناك احتمالاً لأن تبادر إسرائيل الى ارتكاب جرائم كبرى بحق الشعب
الفلسطيني في الضفة الغربية، وذلك لأن شارون يواجه مشاكل داخلية من جهة، ومشاكل
خارجية من جهة اخرى ".