كلمة الرئيس نبيه بري برّي بعد لقائه وزير الإعلام الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد


 

دولة الاخ محمد خليفة بن حبتور المحترم رئيس المجلس الوطني الاتحادي في دولة الامارات العربية المتحدة،

الحضور الكريم،

 

بداية اتوجه بالشكر الجزيل الى اخي دولة رئيس المجلس الوطني الاتحادي والمجلس لتوجيه الدعوة الخاصة لي لزيارة هذا البلد العزيز الشقيق .
واشكره بصفة خاصة على افساح المجال امامي للقاء صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان اولاً لتقديم التهاني باسم فخامة رئيس الجمهورية وباسمي وباسم مجلس النواب والحكومة له بشفائه وعودته سالماً الى بلده لممارسة مهامه، وثانياً لتقديم الشكر لصاحب السمو علىعاطفته الخاصة تجاه لبنان، والتي ابرزها بصفة خاصة وقت كل شدة خصوصاً خلال محنة لبنان وخلال مواجهة لبنان لحروب اسرائيل على ارضه، وايضاً وايضاً لتقديم الشكر لهذا القائد العربي ومن خلاله لدولة الامارات وشعب الامارات على مساعدة لبنان للنهوض باقتصاده ودعم الاستقرار النقدي في بلدنا، من خلال الوقائع المالية الرسمية والخاصة وكذلك من خلال احتلال دولة الامارات للمراتب الاولى بالنسبة لمجمل الصادرات اللبنانية، وكذلك من خلال تخصيص صندوق ابو ظبي لخمسين مليون دولار نأمل ان تصب في تنفيذ المرحلة الاولى لانجاز مشروع الليطاني على منسوب 800 م، ونحن طبعاً نطمح في ان يعطي صاحب السمو توجيهاته للمساهمة في عدد من المشروعات التي حملتها معي للمسؤولين الاماراتيين تهدف إزالة اثار الاحتلال الاسرائيلي ودعم صمود لبنان بمواجهة التهديدات الاسرائيلية المستمرة والتي من ضمنها التهديد بقصف بيروت .

 

كما وانني وباسم المجلس النيابي اللبناني اتوجه بالشكر الخاص لاخي دولة الرئيس محمد خليفة بن حبتور على دعوته الكريمة لعقد اجتماع الدورة العادية الثامنة والثلاثين لمجلس الاتحاد البرلماني العربي، والتي كانت غنية بعناوينها ومواضيعها، والتي نأمل ان تسهم عالياً في تحقيق اماني وتطلعات شعوبنا، خصوصاً في اطار تعميق التضامن والعمل والتنسيق العربي المشترك، وهو هدف سام عمل من اجله دائماً رئيس دولة الامارات العربية المتحدة وقدم نموذجاً وحدوياً من خلال تحقيق اتحاد الامارات العربية وبناء تقدمها وازدهارها .

 

كما انني ومن خلال هذه الدعوة الكريمة اتوجه بالشكر لدولة الامارات رئيساً وحكومة ومجلساً وطنياً، علىاحتضان جالية لبنانية كبيرة كان لاستضافتها ولمعاملتها الكريمة، ولافساح كل فرص العمل والانتـاج امامها، الاثر الكبير في دعم صمود لبنان خلال معركة التحرير، حيث ان هذه الجالية مع الجاليات اللبنانية في دول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة كانت قرش لبنان الابيض في ايامه السوداء.

 

وكذلك ومن خلال المجلس الوطني الاتحادي اتوجه بالشكر الى كل من :

اولاً : رجال الاعمال الاماراتيين الذين سعوا دائماً لتعزيز استثماراتهم في لبنان رغم قيود السفر والضرائب التي كانت قائمة، والتي نأمل بأن يكون لبنان قد لبى جزءاً من مطالبهم ليسهل سفرهم ويخفف من اعباء القيود علىاعمالهم التجارية .

ثانياً : وسائل الاعلام الاماراتية التي يمثل لبنان فيها مكاناً مميزاً والتي لعبت ولاتزال دوراً هاماً في ابراز القضايا اللبنانية خصوصاً تلك المتصلة بالوقائع المترتبة على الاحتلال الاسرائيلي البائد، وعلىالعدوان الاسرائيلي الذي لازال يتمثل باحتلال مزارع شبعا، وباعتقال عدد من ابنائنا في سجون فلسطين المحتلة .

 

صاحب الدولة،

ان هذه الزيارة لبلدكم العزيز والتي لها خصوصية لبنانية عبر توجيهكم الدعوة لي، يؤكد عزمكم وعزمنا على تمتين اواصر العلاقة المشتركة في المجال البرلماني اولاً، والذي هو مجال اختصاصنا، والثاني في شعبنا المستمر من اجل تحرير التجارة بشكل كامل بين بلدينا، خصوصاً وان المجلس النيابي اللبناني يستعد خلال اول جلسة تشريعية للاجازة للحكومة اللبنانية ابرام الاتفاقية للتعاون الاقتصادي والتجاري والتقني بين بلدينا، وكذلك الاجازة لحكومتنا ابرام اتفاقية اقامة منطقة حرة بين لبنان والامارات، وهو الامر الذي سيسهم دون شك في تطوير علاقات التعاون بين بلدينا على اساس المصالح المشتركة والمنـافع المتبادلة، وتأمين الظروف الملائمة لتشجيع الاستثمارات بين البلدين .

 

انني في اطار تعزيز روابطنا المشتركة ادعو اولاً علىالمستوى البرلماني الى بناء دور لجان الصداقة البرلمانية المشتركة، بما يمكن مجلسينا من التجاوب السريع في اصدار التشريعات اللازمة التي من شأنها توسيع مجالات العلاقة بين بلدينا .
وكذلك ادعو الى تبادل الخبرات البرلمانية حيث ان مجلس النواب اللبناني اكتسب خبرات كبيرة في مجالات متعددة منها :
ـ بناء علاقة متينة بين التكونولوجيا والتشريع
ـ تعزيز اليات عملية صنع القوانين والبدء بانجاز مرحلة تحليل الموازنة وصولاً الى رقابة برلمانية اكبر على اعمال الحكومة خصوصاً في مجال التصرف بالموازمة .
ـ بناء اوسع علاقة ممكنة بين المجلس النيابي ومؤسسات الرأي العام الاعلامية والثقافية والانسانية والاجتماعية والاحزاب والنقـابات لتعزيز مشاركة المواطنين من خلال قطاعتهم المعنية، ومؤسسات المجتمع المدني في نقاش السياسات العامة وعملية صنع القوانين .
ـ انشاء ورش العمل والندوات لتحفيز الحكومة ومساعدتها على رسم السياسات العامة في المجالات كافة .
ـ بناء ادارة تسهم الى جانب لجنة الشؤون الخارجية في تطوير دبلوماسية برلمانية خدمة لقضايا لبنان والعرب .

ان المجلس النيابي اللبناني جاهز بالمقابل على المستوى الاداري والتشريع للاستفادة من خبرة مجلسكم الوطني في كل المجالات .

 

دولة الرئيس،

اننا نتطلع بفخر ان تتحول دولة الامارات الى دولة عصرية تحت ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ زايد من سلطان آل نهيان .
ان تجاوب بلدكم مع متطلبات العصر على ابواب الالفية الثالثة وتوقعات النمو الملموس في القطاعات الاقتصادية وتحول دبي الى مدينة للمعلومات اضافة الى موقعها التجاري والسياحي امر يثير اعجابنا .

واود هنا ان اشير الى ان بلدكم وهو يقطع كل هذه الخطوات نحو ازدهار انسانه يلتفت بكل اخلاقية ونخوة عربية الى اشقائه واصدقائه من خلال تحويل برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من الدول .

انني هنا ادعو بلدكم العزيز بالاضافة الى زيادة التقديمات الخاصة بلبنان الى المساهمة مع الدولة في لبنان في الاستثمار على الانسان في لبنان، خصوصاً وان بلدنا يعاني بصفة خاصة من واقع ازمة اقتصادية اجتماعية تعكس نفسها سلبياً على سوق العمل والانتاج، اي اننا في الواقع نجحنا في تحقيق بعض النمو ولكن دون زيادة فرص العمل، وهو امر ليس ناتجاً عن سوء ادارة الازمة لا سمح الله ولكن عن جمود اليات الاسواق في الشرق العربي .

انني ادعو بلدكم العزيز الى الاستثمار على العمالة في لبنان وفتح اسواق العمل امامها، خصوصاً وانها قوة انتاج متعلمة ولديها الكفاءات والمهارات، وانها حين تكون قد انتقلت من لبنان الى الامارات فإنها انتقلت الى بلد شقيق محب للبنان ولم تتغرب، وهي ستكون كما الجالية اللبنانية في بلدكم عند حسن الظن في تقدير الامارات واحترام قوانينها، وحفظ هويتها الثقافية والانسجام مع العادات والتقاليد في بلدكم .

 

دولة الرئيس،

لن اطيل عليكم في تعداد المطالب طمعاً في كرمكم الذي تعودناه تجاه لبنان، واترك ذلك الى جلسات المحادثات في ما بيننا.

مجدداً شكري لكم على دعوتكـم لزيارة بلدكم وفي حسن ضيافتكم، مؤكداً انني سأعمل دائماً لتوثيق العلاقة بين دولة الامارات المتحـدة ولبنان .

 

عشتم
عاشت الامارات العربية المتحدة
عاش لبنان
 


أعلى الصفحة | اتصل بنا |

حقوق الطبع محفوظة 2002 ©

أنجز هذا الموقع الفريق الفني في مصلحة المعلوماتية - مجلس النواب اللبناني