انتقد رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ثورة الارز ، معتبرا انها اعادت لبنان على المستوى الديمقراطي ستين عاما الى الوراء، واستهلكت الاموال العامة وراكمت الديون على المستقبل، وامنت المناخات للمزيد من التدخل الاجنبي بحاضر ومستقبل لبنان.
وتناول ما يجري في الوطن العربي فأكد ان التغيير لا يمكن ان يكون مهمة امبريالية بل مهمة وطنية خالصة. واذا اشار الى الهجوم الدبلوماسي الذي تتعرض له سوريا، قال: ان جيش سوريا يعرف واجباته في حماية السلم الاجتماعي.
جاء ذلك في حفل افتتاح المؤتمر الدولي الفكري لتكريم العالمين الشهيدين الشيخ محمد بن مكي الجزيني والشيخ زين الدين الجباعي برعاية الرئيس بري عصر اليوم وفي حضور حشد سياسي وديني وفكري وذلك في مجمع الامام الصادق الثقافي.
والقى امين عام مجمع التقريب بين المذاهب الشيخ محمد علي التسخيري كلمة بالمناسبة شدد فيها على الوحدة الاسلامية، ثم تكلم رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر عضو المجلس المركزي لحزب الله الشيخ حسن بغدادي.
وشدد السفير الايراني غضنفر ركن ابادي في كلمته على الوحدة الاسلامية ونبذ الفتنة، كما اكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان في كلمة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى على الوحدة متحدثا ايضا عن التطورات الاخيرة في العالم العربي.
والقى الشيخ محمود مسلماني كلمة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ثم القى الاب عبدو كسم كلمة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
والقى نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمة فتحدث عن الشيخين الشهيدين ودعوتهما الدائمة للوحدةالاسلامية. واكد ان دعاة الوحدة هم الاقوى من دعاة الفتنة المذهبية. وقال: ان الفتنة المذهبية انحراف عن الدين في لبنان لم نختلف مذهبيا مع احد ولا وجود لخلاف ديني بل اختلفنا سياسيا مع فريق فيه جميع الطوائف كما فريقنا فيه جميع الطوائف. واعرب عن الافتخار بالمقاومة. وقال: اختلفنا على رفض الوصاية الاميركية والبعض يعمل وفق توجيهها، ودعا الى ان نمد ايدينا الى بعضنا البعض. واشار الى خروج البعض عن القانون، واكد اننا سنضحي من اجل الوحدة وسنقول للناس نحن ابناء بلد واحد ولن نقبل الا ان تمد ايدينا لبعضنا البعض نعيش على مركب واحد فاذا غرق غرقنا جميعا.
وسأل هل كان الهلال الشيعي ازمة مصر والمخلوع مبارك الذي اتكأ على الدعم الاميركي مستمدا سلطته؟.

الرئيس بري
والقى الرئيس بري الكلمة الآتية: بداية اتوجه بالشكر الخالص للمركز العالمي للعلوم والثقافة الاسلامية في قم ، والمستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان ، ولمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية والمجمع العالمي لاهل البيت ( ع ) ، وجمعية الامام الصادق ( ع ) لاحياء التراث ، على انتباههم وتكريس جهودهم لاعداد هذا المؤتمر الدولي الفكري الثاني حول الشهيدين الاول والثاني ، والشكر موصول بتكريمي لرعايتي هذا لمؤتمر .
ان انعقاد المؤتمر الدولي في فكر الشهيدين الاول ، والثاني ، رائدي الفقه والاصلاح والوحدة ، يأتي في اللحظة الاسلامية الحاسمة تجاه ما يستهدف اقطارنا من توترات سياسية وعرقية وطائفية ومذهبية ، يجري تصعيدها في محاولة لاخضاعنا الى فتنة تدخل كل بيت .
لذلك فإني من جهتي سأكسب الوقت من اجل استلهام العبر من بعض الاضاءات على تاريخ ومواقف وحركة الشهيدين في اطار الوحدة الاسلامية ، ومشروع التقريب عند الشهيد الاول ومشروع الوحدة الاسلامية عند الشهيدين .
لقد عاش كل من الشهيدين ، في عصر مضطرب قلق على الصعد السياسية والاجتماعية ، وكانت الفتن تماما كما اليوم تعصف من كل جانب ، فقد كانت الدولة الاسلامية على سعتها ممزقة شر تمزق ، ومن مفارقات الدهر انذاك صعود المماليك وتسرب الحملة الصليبية في اعقاب صد الاجتياح المغولي ( كما في عصر الشهيد الاول ) ، وقد عكس هذا الواقع نفسه على الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، التي اضحت محكومة الى الاستبداد والظلم والقهر والتسلط ، ووجود فتنة داخل مختلف انماط متعاقبة من الايوبيين الى المماليك والبرجية والشراكسة .
لقد كانت صورة المشهد على ما يقول الشهيد الثاني : تقسم البال وتقلق الحال من تراكم امواج فتن واهوال .
لقد كان دأب الشهيدين كل في عصره نشر معارفهما والانتقال من مكان الى مكان من اجل الحوار الذي يقرب ، واحتواء ردود الافعال والضغوطات والتسامي على الالم الخاص لصالح الهموم العامة والكبرى .
لقد اسس الشهيدان لمدرسة عاملية علمية امتازت بخصائصها الفكرية والبيانية المميزة ، حيث حولا معرفتهما وثقافتهما الى طريقة في الحياة ، عبر ادراكهما تماما معاني فلسفة الانتشار التي اضحت جزءا من المعتقد والتي تزاوج بين حقول ثلاثة : الانسان والزمن والتراب . وهذه الحقول شكلت السلوك لمشروع مقاومة دائم للظلم او الانتداب او الاحتلال او الاستئثار ، وكذلك عبر المام الشهيد الثاني العميق بالمباني الفقهية والاصولية عند المذاهب كافة.
لقد كرس الشهيدان مزايا انفرد بها جبل عامل ، ابرزها انحيازه الى مبادىء الفكر ، واصبحت المعرفة عند العامليين تعبيرا عن ارادة القول بقول معرفي آخر ان افكار ومباحث الشهيدين ادت الى ابتعاد العقل العاملي عن صيغة التجزئة والابتعاد عن المنطق الآحادي في التفكير ، وادراك المصالح الموجهة للمعرفة كوسيلة لحفظ الذات ، لذلك ارتبطنا و هذا السر بأرضنا ومجتمعنا اشد ارتباط .
لقد اسس الشهيدان للانتقال من فقه المقاصد الى فقه القواعد والفوائد .
الحضور الكريم
في مجال حفظ الاسلام والوحدة ، التزام الشهيدين المبدأ الاساسي القائم على التضحية بالذات من اجل الاسلام انطلاقا من القاعدة الحسينية المشهورة : اذا كان دين محمد لا يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني .
لقد قتل الشهيد الاول بالسيف ثم صلب ثم رجم ثم احرق .
اما الشهيد الثاني فإنه ترك جبل عامل تحت الحفظ ، قاصدا حج بيت الله الحرام ، وهناك استقر بمكة المكرمة فترة قضى اثناءها مناسك الحج ، وحاور وشارك في مجالس اسلامية متعددة وفي المذاكرة والمباحث العلمية ، الى ان اخرج من المسجد الحرام في البلد الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وآمنا الى حيث
بس في بعض الدور ، ثم في الطريق الى مركز السلطنة انقطعت اخباره ، حيث قيل لابعاد الشبهة عن السلطة السياسية ان شخصا مجهولا او معروفا قتله ، وذكرت مصادر ثانية ان شيخنا قتل في اسلامبول بأمر من اعلى مراكز السلطنة العثمانية .
نقول : ان الاغتيال الرسمي للشهيدين تم بتحريض من متطرفين لازالوا يتحكمون في النظام الاسلامي الى اليـوم وسلاحهم الفتنة .
اننا نقول ان القتل والاخفاء يقع على المؤمنين وعلى الوحدويين والا لماذا استهدف الشهيدان ؟ ولماذا احرق التسرب الغربي مكتبة العلامة الكبير السيد عبـد الحسين شرف الدين بما تضم من مراجع تحفظ الوحدة الاسلامية ؟ ولماذا تم تغييب الامام الصدر ؟ اليس لأنهم دعاة تقريب و دعاة وحدة ؟ .

لقد غامر الشهيدان بسلوك الطريق الى مروحة واسعة من الجولات في البلدان ، وعقدا روابط وثيقة بالمراكز المذهبية السنية الكبرى في القاهرة واسطنبول الى جانب المراكز المنتشرة في بلاد الشام ، وكانا منفتحين لا بل كانا سنيين و شيعيين في آن معا.
لقد درسا الفقه على المذاهب الخمسة بطريقة مشوقة ، حيث استعرضا الاراء الفقهية لدى ائمة المذاهب .
لقد اثبت الشهيد الثاني قدرة على التعايش مع المختلف بل التأثير فيه ، وهو ينتقل بين العواصم والمدن من الشام الى القدس الى القاهرة الى مكة المكرمة الى العراق الى اسطنبول .
الحضور الكريم
لقد كانت بكلمة مختصرة افراس المعرفة تركض في سهوب عقليهما ، وكانت عيونهما ترى ابعد من زرقاء اليمامة رغم الحجب والظلمة والفراغ الشديد الذي كمم الحواس .
ومن منطلق معرفتهما ان فتنة الشرق القادمة ستدخل كل بيت وعن سابق اصرار وتصميم ، افتديا الوحدة الاسلامية بحياتهما ، حيث ان كليهما كان يستطيع : الاول ان لا يذهب الى والي الشام وان يقتل بكل وسائل السلطة وان يتمتع في جبال عاملة وبين اهله ، والثاني كان يستطيع ان لا يسلك الطريق الى شهادته من جزين الى مكة المكرمة الى اسطنبول ويمتنع عن الاستجابة الى دعوة الباب العالي .
ولكنهما - منفردين ومجتمعين - كانا الافقه والادق نظرا والابعد غورا والاكثر تحقيقا وتدقيقا ، وهما بهذه الصفات سيجعلان الاسلام مهـددا والجيل الذي جاهد لتحريره بالمعرفة يقع تحت رحمة تعسف السلطة ، وكل ما فعله احمد باشا الجزار من مجازر فيما بعد واغتيال للمعرفة واشعال لافران عكا بالكتب العاملية سيقع في عصرهما ، وبذلك ستتغلب النار على الهشيم بدل ان تكون بردا وسلاما على ابراهيم وآل ابراهيم .
الاخوة الكرام
اليوم نعيش في عصر مماثل كما قلت يضغط دوليا على شعوبنا وتاريخنا وجغرافية اقطارنا ، بمشروع الشرق الاوسط الكبير وباداته الفوضى البناءة وسياسته فرق تسد .
اننا اليوم نعيش في عصر مماثل ، عصر تحريض طائفي وتحريض مذهبي ، ونشر الكراهية والتعصب .
لكأن التاريخ يعيد نفسه بصورة المهزلة ولكأننا نعيش استتباعات العصر المملوكي والاجتياح المغولي والاثار السلبية للغزوات الصليبية التي لاتزال تفتح باب الطامعين .
اننا نعيش في الزمن الاسرائيلي الذي يجري فيه وعلى مساحة المكان العربي والاسلامي تبديد قوتنا وصرف ثرواتنا على الحماية ورهان اوطاننا .
ثم ها نحن نعيش ونرى كيف يجري التحكم بالنظام العربي عن بعد بواسطة ريموت كونترول سياسي ، وكيف تتم مخاطبة انماط السلطات العربية المختلفة وكأنهم طلاب اخطأوا الوقت في درس الحساب ، فيطلب من بعضهم الاعتزال ومن بعضهم الاعتدال ومن بعضهم الاصلاح ومن بعضهم التغيير ، ومن بعضهم الرحيل والا فإن الفوضى ستستكمل حلقاتها وستأخذ شعوبنا وسلطاتها نحو مزيد من الانقسامات ، بحيث يؤدي الامر الى النتيجة الوحيدة الممكنة وهي قسمة كل مواطن الى اثنين وجعله يواجه ذاته بذاته .
اننا ازاء ما يجري من تحركات دولية تستهدف منطقتنا نبدي قلقنا على الفرصة الرهنة التغيير نحو المستقبل انها فرصة للتغيير و لكن نبدي هذا القلق.
ان ما نلمسه حيث جرت وتجري التحركات الاحتجاجية ، مساع لاحباط امكانية تشكل قوة المجتمع التي تستطيع فرض ارادتها في تشكيل السلطة ، وان ما يجري هو التلاعب بالوقت واضعاف قوى الثورة وتآكل الحماس لها في المجتمع ، وتوقف عجلة الانتاج وتعطل المصالح وتوفير الوقت لعناصر ثورة مضادة لترتيب صفوفها واطالة الفترة الانتقالية لتوفير فرصة كافية للتدخل الاجنبي .
وكرد للتصدي الإسرائيلي نقدم الثورة ( بين هلالين ) الرسمية في لبنان بعنوان ثورة الارز كأنموذج لما تقدم ، فهي بالنتيجة اعادت لبنان قانونيا وعلى المستوى الديموقراطي ستين عاما الى الوراء ، واستهلكت الاموال العامة وراكمت الديون على المستقبل ، وامنت المناخات للمزيد من التدخل الاجنبي بحاضر ومستقبل لبنان . هذا هو سبب فشلها و ليس كما عبر نتنياهو بعد لقائه في البيت الأبيض،و ليس كما ورد في خطاب قيصر إسرائيل في كنيست الكونغرس،فهو ذهب لأميركا لتطيير حدود دولة فلسطين و لوضع حد لأوباما و نجح. على الأقل بعض مجالسنا النيابية و الشوروية تصفق لرؤساء أوطانها و لكنها لا تقف 25 مرة في 39 دقيقة .
الكونغرس ايها السادة تجاوز الكنيست.
كما اننا ننبه الى ان التدخلات الاجنبية في حركة شعوب المنطقة ، تموه نياتها ومقاصدها بعناوين حقوق الانسان والديموقراطية ، بينما تسعى في الواقع الى تحقيق اهداف حرب السيطرة التي بدأتها بواسطة الاساطيل والاحتلال للعراق وافغانستان .
الحضور الكريم
ان ازاء ما يوصف بالربيع العربي نؤكد حرصنا بصفة خاصة على ازدهار ربيع العودة الفلسطيني ، ونجدد ترحيبنا في الوقت نفسه بالانتقال من مرحلة المصالحة الفلسطينية الى مرحلة اعادة بناء السلطة الوطنية الفلسطينية ، واستعادة الشعب الفلسطيني لثقته بنفسه وابتداع اساليب جديدة للتعبير و المقاومة بمواجهة الاحتلال .
اننا ونحن نقف في حضرة رائدي الاصلاح والتغيير ، لا اريد ان اظهر كقليل الايمان بالتغيير ، ولكني لا بد ان اؤكد ان التغيير لا يمكن ابدا ان يكون مهمة امبريالية بل مهمة وطنية خالصة .
إننا نضع ايدينا على قلوبنا ونحن نتطلع الى التصميم في ايقاع مصر في الفتنة الطائفية ، والى الضغط على مستقبلها بالمياه لتفريغ ثورة شعبها واهداف هذه الثورة من مضمونها .
اننا نتمنى ان يتمكن شعب مصر من استكمال عبوره الى العصر العالمي الجديد للشعوب الحية والحرة ، وان تتمكن القوات المسلحة المصرية التي هي موطن القدرة في فكر الدولة واساسها من حماية انجاز حركة الشباب التي استكملت حركة الوعي العربي واكملت ثورة الضباط الاحرار في يوليو 1952 و بقيادة عبد الناصر.
اننا نتطلع كذلك الى الاتجاهات القلقة للمسألة اليمنية التي نسأل الله ان تنتهي بإنتقال سلمي للسلطة ، وان تكون الدماء اليمنية التي سالت في ساحات صنعاء والمدن اليمنية كافية كثمن لوحدة وحرية اليمن والتطور الديموقراطي فيه .
اننا في نفس سياق الحمى السياسية نتطلع بقلق الى محاولة جعل البحرين نقطة انكسار في علاقات الجوار العربية الايرانية ، وبالتالي استدراج حرب خليج جديدة تأكل الاخضر واليابس .
اننا نعتقد ان ثمن الاصلاحات في اي بلد وفي البحرين تحديدا على سبيل المثال هو اقل من كلفة المواجهات ، وتحريك القوات ووضع اي بلد تحت نظام حظر التجول او التجمع ، آملين من أن الاشقاء في البحرين سيتمكنـون تجاوز المحنة الحالية واعادة ترتيب بيتهم بشكل سلمي هادىء .
ومن البحرين الى ليبيا فإننا نأمل ان ينتبه العرب الى ان الاستخدام الوحيد الباقي للنظام المجرم هو استعمال رد فعله على الثورة لتدمير ليبيا وتدمير الجيش وسلاحه و غواصاته و سفنه ، وهو الامر الذي سيحول هذا البلد العربي الى التزام لشركات اجنبية لاعادة بنائه وبناء الجيش وتسليحه وطبعا استمرار استغلال موارد ليبيا النفطية .
ثم ها نحن نتطلع الى محاولة وضع سورية تحت ضغط ظل هجوم دبلوماسي غربي مترافق مع حملة اعلامية مضللة ومظاهرات طيارة وحركة سلاح عابرة للحدود .
اننا مطمئنون الى ان جيش سورية يعرف واجباته الوطنية في حماية الحدود وحماية السلم الاجتماعي وتولي مسؤولية الامن ، كما اننا مطمئنون انه ليس هناك تاريخ للصراع الطائفي او المذهبي في سورية ، وان ما شهدته سورية اعطى فرصة للسوريين لمناقشة مستقبل سورية وفتح الباب لتحد متمثل بحركة تصحيحية ثانية يقودها سيادة الرئيس د. بشار الاسد ، تضع سورية في المستقبل وتؤكد ان التغيير فعلا لا يمكن ان يكون الا مهمة وطنية .
ثم ها نحن في لبنان يذهب العاشق منه ويأتي المشتاق ، والهدف استخدام بلدنا كقاعدة ارتكاز لاسقاط سورية .
إن السلوك السياسي للبعض ابرز ان هناك من يحاول قلب الجغرافية وخلق خط تماس مع سورية من جهة الشمال لاستكمال ارباك النظام العام فيها ،علينا أن ننتبه وان نعي وان نذكر التاريخ ، من حافظ على هذا البلد ومن احتله مرات و مرات ومن دمره مرات ومرات .

الحضور الكريم
يبقى اننا نلمس من خلال صورة المشهد السياسي الشرق اوسطي استمرار السعي لاشعال توترات هنا وهناك وصولا الى محاولة ايقاع فتنة مذهبية .
نحن نؤكد ان الشيعة العرب والشيعة اللبنانيين بصفة خاصة ، لن يقعوا في هذا الفخ وهذا الكمين ، رغم اننا نرى ونلمس الوسائل المتبعة لجرهم الى مثل هذه الفتنة بما في ذلك البحث عن شهيد ثالث يستدرج ردود افعال دموية هنا وهناك .
ان الشيعة لن يذهبوا الى حروب داخلية ولن يقعوا في آتون حرب مذهبية اقليمية وهذا امر ان شاء الله مؤكد ، وهم سيكونون الاكثر مسؤولية في نزع عوامل التوتر والالتزام بقاعدة من كانت اسرائيل عدوه فهي عدو كاف .
إننا في لبنان سنكون الاكثر التزاما وتمسكا بالوحدة الوطنية وصيغة العيش التي اكد عليها الامام القائد السيد موسى الصدر ، ونداء الوحدة الذي اطلقه صاحب الفضلين المناقب والكمالات ، وجامع علوم الدنيا والآخرة وشمس الله الامام الاعظم الشهيد الاول .
اننا اذ نرفع كتاب الله سبحانه وتعالى بيميننا فإننا نرفع كتاب اللمعة الدمشقية للشهيد الاول بيسارنا ، وهو الكتاب الذي يعد من ارقى مصادر فقه الوفاق بين المذاهب الاسلامية ومعه كتاب الشهيد الثاني الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية .
ثم ها نحن نسلك طريق الشهيدين من حانين وطلوسه الى جزين وجباع والى دمشق الى مصر والى بيت المقدس ومكة المكرمة والعراق .
وها نحن نواصل المبادرة الفريدة في تاريخ العلاقات الشيعية العثمانية مستذكرين زيارة الشهيد الثاني الى ( اسلامبول ) واجتماعه مع اهل الفضل والعلوم ثم توليه الحوزة النورانية في بعلبك .
وها نحن نقف على خط المذاكرة في كرك نوح ، لنحمل منها حنين الشيخين الى الامام الغريب عليه السلام في مشهد المقدسة ونحمل من مشهد الانتباه الشديد للقيمة الاسلامية الفكرية التي يمثلها الشهيد الثاني بالنسبة الى اخوتنا في ايران ، الذين كتبوا اسمه بأحرف من نور في التاريخ الايراني بإعتباره صاحب فضل في تشيعهم الفكري.
ثم ها نحن وما احوجنا في لحظة الشدة الى الوحدة ، وما احوجنا الى اطلاق علوم الشيخين والاستفادة من دروسهما في ذكر الصحابة بكل احترام ، حتى ولو اتهمنا من اتهمهم بالميل الى التسنن في اعتماد برنامج اهل السنة في علم الدراية .
ها نحن من على منصة السيد شرف الدين ومجمع الامام الصادق ( ع ) وفي مؤتمر الشيخين اعلى الله مقامهما ، ها نحن ندعو الى تجاوز الخلافات الفرعية في العقيدة والتقييم التاريخي والفقه الى التحام ووحدة الموقف .
ها نحن نسمع منهما عن الامام جعفر الصادق عليه السلام قوله : من خلع جماعة من المسلمين قدر شبر خلع رقبة الايمان من عنقه .
اخيرا عود على بدء الى شكر انتباه المؤسسات التي تعقد هذا المؤتمر سائلين الله مولانا ان يوفقكم في هذه المهمة