اختتم رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم الاول من زيارته الى لبنان بتلبية العشاء التكريمي الذي اقامه رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري على شرفه والوفد المرافق له بحضور رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة سعد الحريري والرؤساء نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة و رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بالاضافة الى حشد من الوزراء والنواب من مختلف الكتل النيابية وقائد الجيش العماد جان قهوجي وسفراء الدول العربية والاسلامية في لبنان وكبار موظفي الدولة.
وقد سبق حفل العشاء اجتماع للرئيس الايراني مع الرؤساء الثلاثة تخلله التقاط صورة تذكارية لهم قبل ان يتوجه الجميع الى قاعة الاحتفالات في مقر الرئاسة الثانية.
كلمة الرئيس بري
والقى الرئيس بري الكلمة الاتية :
فخامة الرئيس الدكتور محمود احمدي نجاد المحترم
رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية
فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان
الاخوة الكرام
يسرني بإسمي وبإسم المجلس النيابي ان ارحب اشد الترحيب بفخامة الرئيس الدكتور محمود احمدي نجاد رئيس جمهورية ايران الاسلامية وبالوفد المرافق في لبنان ، ارض القداسة التي باركها نبي المحبة السيد المسيح عليه السلام وسكن اليها رمز المحجة البيضاء ابو ذر الغفاري
اهلا" بكم في لبنان بلد العلماء والمطوّبين عنوانا" للقداسة من جبل عامل الى البقاع وجبال لبنان ومليكة الشاطىء بيروت ، الذين عاشوا الزهد والمحبة وكتبوا وقالوا واغنوا المكتبات بمراجعاتهم وعناوينهم ، والذين وصل اشعاع ايمانهم الى كل بقاع الارض ، وكان لبلدكم العزيز ايران نصيب من الذين وقفوا حياتهم على رفع راية الاسلام فسكن اليكم العلامة العلم الشيخ اللبناني البهائي الذي يستمر كشاهد على عصره وعلى استمرار التواصل واخوة الايمان في حين نستودع في ذاكرتنا وفي قلوبنا وديعة ايران الخالد الشهيد الكبير الدكتور مصطفى شمران اول مسؤول تنظيمي لحركة امل واول وزير دفاع لايران بعد انتصار الثورة في بلدكم .
فخامة الرئيس
اود بداية ان اشير الى التاريخ العريق للعلاقة بين شعوبنا والتي تمتد الى آلاف السنين والتي تأسست خلالها حضارات ومعارف وعلوم وشبكة من العلاقات الانسانية التي لا يمكن ان تنفصم عراها ، والتي جاء الاسلام ليرسخ بنيانها ويفتح امامها الافاق من اجل ان نتجرأ ونقدم على تأسيس وبناء الشرق الاوسط الاسلامي الكبير ، وان نطلق مشروع السوق الاسلامية المشتركة .
بكل محبة وتقدير انقل اليكم والى بلدكم العزيز شكر الشعب اللبناني على انحيازكم الدائم لقضايا لبنان ، وعلى دعوتكم المتواصلة للبنانيين لشبك اياديهم والتوحد لتأمين استقلال وامن وتقدم لبنان ، وعلى دعمكم الدائم لاستقرار النظام العام فيه من خلال ادواركم المتواصلة لدعم الحوار والوفاق وما قدمتوه من مساهمات لانجاح اتفاق الدوحة وترسيخ السلم الاهلي ، وعلى دعمكم لحق لبنان في المقاومة لتحرير ارضه المحتلة وحقه في الدفاع عن سيادته واستقلاله بمواجهة كل عدوان صهيوني .
ان مقاومتنا التي نشأت على يد الامام القائد السيد موسى الصدر كنتيجة طبيعية للعدوان الاسرائيلي المستمر والاجتياحات العسكرية والاحتلال 00 هذه المقاومة ما كانت لتستطيع ان تستكمل مهمتها في تحرير معظم ارضنا لولا مساعدتكم ودعمكم في الجمهورية الاسلامية الايرانية ولولا مساعدة الجمهورية العربية السورية التي شكلت معكم الى جانب مقاومتنا وشعبنا وجيشنا مثلث المقاومة والممانعة والصمود الذي يستمر الى اليـوم بتشكيل قـوة ردع لاي عدوان اسرائيلي محتمل ، وقوة ضغط من اجل اجبار اسرائيل على تنفيذ القرار الدولي رقم 1701 وقوة ضغط ومساندة من اجل دعم الشعب الفلسطيني المعذب في تحقيق امانيه الوطنية .
فخامة الرئيس
ابدأ من لبنان لأوجه عنايتكم الى ان قضية تحرير الامام الصدر ورفيقيه من معتقلات النظام الليبي تشكل اولوية وطنية بالنسبة لنا ، وهي قضية مشتركة للبنان وللجمهورية الاسلامية الايرانية ، حيث كان لبنان كما ايران ساحة لجهاد الامام الصدر بمواجهة الظلم والجمود والتخلف والافقار والعمالة ، واساسا" بمواجهة العدوانية التي تمثلها اسرائيل والتي جمدت الحياة في الشرق الاوسط وشردت الشعب الفلسطيني واحتلت ارضه ومساحات عزيزة من الاراضي العربية .
لقد مر اثنان وثلاثون عاما" على اخفاء الامام الصدر المفسّر والمفكّر والموحّد والمجاهد ومعه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين اثناء تلبيتهم لدعوة رسمية لليبيا حيث تحوّلت ضيافة القذافي والنظام الليبي الى عملية اختطاف واعتقال تمثل واحدة من ابشع جرائم حجز الحرية خلال القرن المنصرم والحالي .
اننا يا فحامة الرئيس ، بإسم لبنان العيش المشترك ، ولبنان رسالة التسامح والمحبة ، ولبنان حديقة الحرية ، ولبنان وطن المقاومة نتمنى عليكم نتمنى عليكم مجدداً استمرار اهتمامكم بقضية تحرير الامام الصدر حفاظا" على رمزيته كأبن من ابناء الامام الخميني الذي قالها لي اثر انتصار الثورة ان الامام الصدر ابني وتلميذي وصديقي.
فخامة الرئيس ،
ان وجودكم مناسبة طيبة لاشكر عبركم الجمهورية الاسلامية بشخص مقام مرشدها آية الله العظمى السيد على خامنئي ومجلس الشورى والحكومة ومختلف مؤسسات الدولة ، على دعم مشروعات التنمية الملموسة في غير منطقة لبنانية ، انطلاقا" من منطقته الحدودية الى البقاع والمناطق المحرومة حول العاصمة وفي عمق لبنان
لقد قدمت ايران هبات رسمية وتبرعات شعبية فأسعفت الجرحى واغاثت عوائل الشهداء والفقراء وأقامت الاوتوسترادات والجسور والحدائق العامة التي ينتشر بعضها على خط الحدود من مارون الرأس الى بوابة فاطمة .
اننا نرحب بالتطور المستمر في العلاقة بين بلدينا والاتفاقات التي اجازها مجلس النواب للحكومة في مجالات النقل البري والملاحة البحرية التجارية والتجارة وتفادي الازدواج الضريبي وتنشيط وحماية الاستثمارات المتبادلة والاتفاقية المالية والاعتمادية وخدمات النقل الجوي والتعاون الاداري المتبادل في القضايا الجمركية .
اننا نأمل ان تؤدي الاتصالات الجارية في مجالي الصحة والطاقة وتوليد الكهرباء الى فتح الباب للوصول الى ازالة المعاناة التي تحكم اللبنانيين جراء تقنين هذه الخدمات خصوصا" في مجال الكهرباء والماء .
فخامة الرئيس
لقد عانينا طويلا" من استضعاف اسرائيل لبنان واعتباره بطنا" رخوا" تستطيع ان تؤلم العرب والعالم من خلال استمرار ضربه ، ومحاولة اسقاط تجربته كأنموذج للتعايش وحوار الحضارات في القرية الكونية .
ان لبنان رسالة المحبة والتعايش الذي يمثل ضرورة دولية واسلامية ومسيحية عربية ، يحتاج الآن لأن يكون قويا" لأن التجربة الرسمية السابقة فشلت في الدفاع عن لبنان وحمايته بل ادت عام 1982 الى استباحة ثلثي الاراضي اللبنانية وسقوط عاصمتنا بعد حصار استمر اثنين وسبعين يوما".
اننا نريد جيشا" قويا" بمستوى آمال المواطنين ، يشكل الى جانب المقاومة والشعب قوة دفاع وردع لأي نوايا اسرائيلية مبيتة والتهديدات بأن الحرب الاسرائيلية المقبلة على لبنان ستكون مصيرية وستغير وجه المنطقة.
ان كل ذلك يستدعي اعتبار تسليح جيشنا بكل منظومات الدفاع الممكنة اولوية وطنية.
اننا في هذا المجال نشكر للجمهورية الاسلامية الايرانية مبادرتها الاعلان عن الاستعداد لتسليح الجيش ، ونحن لا نرى اي محظور في ذلك ، خصوصا" وان اصدقاء لبنان وفي طليعتهم سوريا التي سبق لها ان قدمت اسلحة ومعدات عسكرية واليوم الاستعداد الايراني لتسلح الجيش هي تقديمات واستعدادات غير مشروطة ولا نقبل ان تكون مشروطة .
فخامة الرئيس
يأخذ البعض على بلدكم العزيز وقوفه وتقديماته للمقاومة في لبنان وفلسطين
لقد نسي هؤلاء ان مجرد انتقال بلدكم من الزمن الاسرائيلي ايام حكم الشاه البائد الى الزمن الفلسطيني في ظل الجمهورية الاسلامية الايرانية ، واعتبار الامام الخميني مؤسس الجمهورية ان اسرائيل غدة سرطانية ومجرد ان تبدل اسم السفارة الاسرائيلية في طهران الى سفارة فلسطين في ايران هو دعم مطلق لاماني الشعب الفلسطيني.
اننا نقول ان دعم ايران لخط المقاومة ومشروع المقاومة وفكرة المقاومة هو دعم لكل لبنان ولكل اللبنانيين وليس تسليحا" للشيعة اللبنانية ونقول للذين يخطئون الموقف والتعبير والمكان ان ايران تقدم الدعم القوي المتنوع للممانعة، لممانعة سورية واي بلد عربي آخر وللمقاومة الفلسطينية فهل يمثل ذلك انحيازا" طائفيا" او مذهبيا" ؟
ان ذلك يمثل انحيازا" كاملا" للحقوق العربية .
انني اؤكد على هذا الامر لأقول ، ان ايران في لبنان هي لكل اللبنانيين ويجب ان تكون لكل اللبنانيين وهي تعكس موقفنا الذي يحقق النجاحات في تكريس انحياز دول شقيقة وصديقة ومرجعيات للبنان ولكل اللبنانيين ولا يجعل كل طائفة ومذهب مشدودة بخيط الى هذا الاتجاه او ذاك.
فخامة الرئيس
اننا اذ نحيّ مواقف ايران الدولة والثورة والدور الايراني تجاه الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وتجاه لبنان ، فإننا كلبنانيين وكشيعة لبنانيين وكشيعة عرب على وجه الخصوص نرفض وندين محاولات الغرب تزوير الوقائع السياسية والتاريخية ، والتلاعب بالحاضر عن طريق محاولة استبدال الاعداء ، وجعل ايران العدو الرئيسي للعرب بدل اسرائيل ، وتعميم زعم يقول بأن مسعى ايران لامتلاك الطاقة النووية هدفه اخضاع دول الجوار العربية والاسلامية .
اننا بمواجهة الفتن الغربية نعتبر الجمهورية الاسلامية الايرانية حرزا" مانعا" للوقوع في الفتن التي يحاول اعداء الاسلام اشعالها بهدف تبديد قوة اقطارنا وشعوبنا في حروب وتوترات عرقية ومذهبية وسياسية .
اننا نؤكد على ضرورة بناء علاقات الثقة بين العرب والجوار الاقليمي الاسلامي على وجه الخصوص وفي الطليعة ايران وتركيا، وفي الطليعة ايران ومصر وفي الطليعة ايران والسعودية، وتوطيدها وتطويرها في مختلف الميادين ، وفتح افاق جديدة في مختلف القطاعات والمجالات التنموية والاستثمارية ، وزيادة حجم التبادل التجاري بما يخدم المصالح المشتركة .
اننا نؤكد على توسيع شبكة المصالح بين دول المنطقة وصولا" الى تعاون اقتصادي عام.
اننا في هذا المجال ندعو كل اشقائنا العرب الى جعل العلاقات السورية الايرانية كما العلاقات السورية التركية انموذجا" للعلاقات في ما بين بعضنا البعض.
فخامة الرئيس
لأن هدفنا الاساس جعل الحقوق الوطنية الفلسطينية ممكنة التحقيق وغير قابلة للتصرف .
ولأننا لا يمكن ان نقبل استمرار الظلم على الشعب الفلسطيني الابي واحتلال ارضه وسرقة موارده وتدنيس المقدسات والحفريات اسفل المسجد الاقصى المبارك والاستيلاء على الاراضي الوقفية واحراق مسجد الانبياء ومحاولة تهويد حائط البراق .
فإننا نؤكد على دعم مقاومة الشعب الفلسطيني بكل اشكالها .
كما إننا ازاء استخدام وسيلة الدبلوماسية الناعمة للضغط على الفلسطينيين عبر المفاوضات نؤكد :
1 – ان المطلوب ليس جعل اسرائيل تستجيب للنداءات لتمديد فترة تجميد المستوطنات .
ان المطلوب اعتبار نشر المستوطنات اساسا" عملا" عدوانيا" على الشعب الفلسطيني.
2 – ان المطلوب عدم الانصياع الى مطالبة اسرائيل بالاعتراف بيهودية الدولة ، لأن هذا الامر يساوي الغاء حق العودة ويشرع طرد عرب 1948 من اراضيهم وقد بدأت المناورات التطبيقية لذلك.
اخيرا" نؤكد كما ان عدم انتشار ونزع السلاح النووي لا يمكن ان يتم بمراعاة وجود اسرائيل كدولة نووية فوق الرقابة الدولية .
ان عدم الزام اسرائيل بمنع حيازة وتطوير وانتاج وتكديس ونقل واستخدام الاسلحة النووية سيجعل من كل المساعي الدولية لنزع السلاح النووي عقيمة وغير مجدية ، بل ان ذلك سيؤدي الى تزايد الطموحات النووية لدى مختلف دول العالم خصوصا" في الشرق الاوسط .
إننا في هذا المجال نحيل الى الرأي العام العربي والدولي كما سلطة القرار العربي الانتكاسة قبل ثلاثة اسابيع عبر اسقاط الاقتراح العربي في وكالة الطاقة الذرية الذي يدعو اسرائيل الى توقيع معاهدة حظر الانتشار النووي الذي حصل في فيينا .
ان هذا الامر يجب ان يجعلنا نؤكد على حق جميع دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وننوه بإستعداد ايران لسلوك طريق الحوار المباشر لازالة المشاكل المتعلقة ببرنامجها النووي السلمي .
فخامة الرئيس
فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية شكراً لتشريفكم
لقد اطلت ولكن كان لا بد من قول ما لا بد من قوله حتى لو جعنا قليلاً.
ثم قدم الرئيس بري للرئيس الايراني درع مجلس النواب.
كلمة الرئيس الايراني :
ثم القى الرئيس نجاد كلمة مقتضبة جاء فيها:
نشكر الاخ العزيز دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري كما فخامة رئيس الجمهورية و دولة رئيس مجلس الوزراء والشعب اللبناني العزيز على حسن الضيافة.
وقال :ان المجلس النيابي يعبر عن الوحدة والتآزر في لبنان و هو قام بدور مميز في مختلف المجالات .
و مع الادارة الحكيمة لدولة الرئيس بري و ممثلي الشعب تمكن لبنان من ان يضع خلفه الفترات الصعبة و الثقيلة.
ان الدور المميز للمجلس النيابي جنباً الى جنب مع رئاسة الجمهورية ومع دولة رئيس مجلس الوزراء و سائر القيادات من اجل الاستقرار هو دور مميز ومنقطع النظير.
واكد الرئيس نجاد على النجاح اللبناني الباهر في الحفاظ على مقومات المقاومة والوحدة والاخذ بالمصلحة العليا وبالتآزر والانماء.
وختم الرئيس الايراني قائلاً اليوم نحن وسائر دول المنطقة لدينا مهمات كبيرة لتحقيق الاهداف المشتركة التي هي عامل وحدتنا و لايمكن لاحد من ان يمنعنا من الوصول الى الاهداف.
اكرر جزيل شكري لهذا الاستقبال من قبل المجلس النيابي وعلى راسه الرئيس نبيه بري في استضافة هذه الامسية والى فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء واعلن ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستقف الى جانب الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية في كل الاحوال0
وسبق المأدبة ايضاً لقاء جمع الرئيسين بري والحريري والعماد ميشال عون بحضور قائد الجيش العماد جان قهوجي