اطلق رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري سلسلة مواقف جدد فيها التمسك بالمقاومة وسلاحها في ظل وضع لبنان على منظار التصويب الاسرائيلي، معتبرا ان الدفاع عن الوطن مسؤولية وطنية مشتركة للجيش والمقاومة والشعب. كما تطرق الى الاستحقاق البلدي مشيرا الى ان تحالف حركة امل وحزب الله فتح باب الحوار والتفاهات في اكثر من مكان وبين اكثر من طائفة ومذهب داعيا الى الاسراع بوضع جدول زمني لتنفيذ مشروع الليطاني ولافتا الى ان الاطماع الاسرائيلية تخطت الاطماع في الارض والمياه الى الاطماع بالنفط والغاز.
مواقف الرئيس بري جاءت خلال زيارته مع عقيلته السيدة رندى عاصي بري الى مؤسسات الامام السيد موسى الصدر في مدينة صور تلبية لدعوة من رئيسة المؤسسات شقيقة الامام السيد موسى الصدر السيدة رباب الصدر شرف الدين، حيث اقيم للرئيس بري استقبال حاشد تقدمه الى جانب السيدة رباب نجلا الامام السيد موسى الصدر، صدر الدين الصدر وحميد الصدر، الوزير محمد فنيش، والنواب عبد المجيد صالح، علي خريس، نواف الموسوي، نائب حاكم مصرف لبنان الدكتور رائد شرف الدين، الوزير السابق فوزي صلوخ، الوزير السابق محمد بسام مرتضى، المطارنة يوحنا حداد، جورج بقعوتي ونبيل الحاج ومفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله وقيادات امنية وعسكرية ورئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني وفعاليات بلدية وتربوية واجتماعية.
استهل الرئيس بري جولته بتفقد أرجاء المؤسسات حيث مدرسة رحاب الزهراء ومدرسة التمريض وغيرها من الفروع والاقسام التي تشكل صرحا تربويا راقيا.
بعد النشيدين قدمت للخطباء زهراء جفال.
رباب الصدر
والقت السيدة رباب الصدر شرف الدين الكلمة الآتية:
"هذه الاجنحة التي تضمكم حبا، وتحوطكم شوقا، هذه الاجنحة راشت وخفقت والارض محتلة، ولكن الارادة كانت حرة، لذلك كنا نحس باننا نعاهد الامام السيد موسى الصدر على ما قاله يوم وضع الحجر الاساس لمؤسسة جبل عامل المهنية:( ولقد أردنا لهذه الغرسة ان تكون في هذه التربة العزيزة، وبجوار الارض المقدسة، إعلانا منا، بان هذا الجهد الرمزي المتواضع، ما كان هنا، الا لنؤكد باننا جميعا على استعداد دائم لبذل جميع إمكاناتنا، حتى الارواح والاولاد، دون تردد ساعة ما نستدعي، او ساعة تستدعي الحاجة).
وها نحن الآن نجدد العهد للامام الصدر بوجود الاخ الرئيس، قبل ان أقدم واجب الترحيب، لان هذه الزيارة لها في التصور أبعادا، وفي عزائمنا استعدادا لان نذهب بعيدا في المعاني التي أرادها الامام الصدر، ان كان في ما تحتاجه الارض العزيزة لتشمخ بعزتها اكثر فأكثر في بناتها اللواتي سيولدن العلم والخبرة والطاقة البانية في أجيال هذه الارض، وبالوقت نفسه، تفعيل مشاعر قداسة الارض الجوار.
والآن، أعود الى دولة الرئيس والى الاخت العزيزة، والى أصحاب السيادة والسعادة والاخوات والاخوة، أعود لأقوم بمقتضيات الترحيب التي تقصر عن أداء الواجب في ما لكم جميعا من مقام، ولكنكم تجولتم وأطلعتم على ما تضم هذه الاجنحة، فأرجو ان يكون تقييمكم لما شاهدتم هو فعل ترحيب، ان أنستم فيه عطاء حقيقيا، لاننا نكون قد حفظنا أمانة الله وأمانتكم في بنات بلدكم، في بنات قراكم، في قريباتكم، وانهن فوج من أفواج سبقتهن تتوزع بين بيت زوجي تنشىء أجيالا صالحة، وبين سوق العمل الحر او الوظيفة، فأرجو اعتبار حفظ الامانة هو صورة ترحيبنا بكم.
والآن اسمحوا لي ان أعرض نقاطا موجزة تختصر الاطار النظري والفلسفي العملي الموضوع برسم أغراض التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية عبر تمكين بناتنا.
اولا: في التمكين أ- التربوي والنفسي والصحي والاجتماعي، ب- المهني عن طريق الفروع الحرفية، والقمسي التقنيين:التمريض والتنشيط الاجتماعي. ج- التمكين الحقوقي والسياسي لتغيير اجتماعي وإعادة النظر بالادوار المناطة بالفتاة. د- توفير نموذج ممأسس قابل للاقتداء لناحية الحضور الفاعل للمرأة في عمليات اتخاذ القرار والارادة.
ثانيا: التدخل المباشر في: أ- ضمان حقوق البنت بالرعاية الشاملة لإشكالات العنف والنزاع المسلح، وفي تأنيث الفقر. ب- حفز المعنيين وإشراكهم عبر مروحة أنشطة تهدف الى التمكين والتوعية بحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والبيئة والتنمية.
وفي الختام، أرجو ان تكون هذه النقاط قد نالت منكم الرضا، لتكون صورة ترحيب ايضا، وان يظهر الرضا بان يعتبر كل فرد منكم معني ايضا، ومنكم رؤساء البلديات الذين رغبت بحضورهم - يا دولةالرئيس - وهم الآن على أبواب تشكيلات جديدة، فليدركوا ان إنماء قراهم يبدأ من هنا ومن أمثالها من المؤسسات، التي تغرس في أرضنا العزيزة".
كما قدم تلامذةالمؤسسات أناشيد فنية وكورال رحبت بالرئيس بري وعقيلته السيدة رندى والحضور.
الرئيس بري والقى الرئيس بري الكلمة الآتية:
يا صور، يا حديقة الامل وشجرة البر، وعصفورة البحر وعرش الملوك، وشراع الذكريات وابتسامة الصباح.
من صور التي هي قاعدة ارتكازنا كما قال سماحة الامام القائد موسى الصدر، اعاده الله والذي قال وقال:" ياصور يا مدينة صور ايتها المدينة البطلة، من هنا بدأنا وقد كنت معنا ايام المحنة في الايام التي كانت الايادي الخفية تلعب، تتأمر، تتهم، تزور، مدينة صور اضربت، ووقفت وجاءت الحشود من كل مكان للدفاع عن الحق.
من صور بدأت المسيرة، من ذلك اليوم الذي فتح الباب لتأسيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، من ذلك اليوم الذي وضع حجر الاساس لهذه المؤسسات وقضت مضاجع الطغاة.
ومن يوم القسم انطلقت "امل" واضحة وصريحة مقاومة على حدود الوطن للعدو، ومقاومة على حدود المجتمع للظلم.
فتحية الى الامام الصدر من صور وتحية الامام الصدر الى صور، تحية لبنان تحية المناقب كلها اليك.
وتحية الى هذا المكان، مؤسسات الامام الصدر المزدهرة بارادته وبصورته وبحضوره الدائم الذي لن يغيب برغم التغييب.
وتحية الى عائلة الامام الصدر فردا فردا، وفي الطليعة الى السيدة رباب الصدر شرف الدين(ام رائد) والى عائلة المؤسسات ادارة وموظفين واساتذة وطلاب ومتدربين وبعد وبعد.
فاننا بداية نقدم احر التهاني الى جمعية مؤسسات الامام الصدر على جهودها التي الت الى منحها مؤخرا الصفة الاستشارية الخاصة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للامم المتحدة.
وايضا لابد لي ان انوه بالدور الملموس للجمعية في تعزيز الحوار والتلاقي بين الاديان والثقافات، وهو الامر الذي يترجم سعي الامام الصدر من اجل ان يكون لبنان مركز الحوار هذا.
ولا بد لي من الدخول من احد الابواب المميزة للجمعية الخاص بالتصدي لمشكلات المرأة، حيث اننا وفي هذا الشان الذي يكتسب خصوصية وطنية نسير على نفس الخط شعبيا وتشريعيا من اجل الوصول الى الغاء القوانين التمييزية ضد المرأة، ومن اجل كوته نسائية تعبر عن مشاركة المرأة في كل ماينتج حياة الدولة والمجتمع.
هنا لابد وقد دخل لبنان استحقاق الانتخابات البلدية ان ادعو الجميع وخصوصا ابناء الامام الصدر الى الاستجابة لطلبنا تشجيع مشاركة المرأة في قوائم التحالف للانتخابات البلدية بين حركة امل وحزب الله.
وهنا كذلك لابد ان اتوقف ليس لارد على الانتقادات بشان اعتبار الديموقراطية التوافقية بدعة، كما يقولون ويدعون، بل من اجل التاكيد ومن صور التي كانت مؤسسا للمفاهيم الديموقراطية، والتي ابتدعت الديموقراطية العقلية نحن الف عام قبل الميلاد، ان مساعينا لتجنيب لبنان الدخول في ابواب ضيقة تؤدي الى ارباك النظام العام عبر اولا اعتبار ان اجراء اي استحقاق هو ضرورة وثانيا اعتبار امن كل استحقاق مسالة لابد من وضعها في نفس المستوى وفي نفس الاهتمام وثالثا سعي القوى السياسية الحية لبناء وصنع تفاهمات تاخذ بعين الاعتبار التكوين العائلي والمهني وهو امر من صلب، مهمات هذه القوى.
واقول بكل فخر ان تحالف امل وحزب الله الله في الانتخابات البلدية فتح باب الحوار والتفاهمات في اكثر من مكان ومن اكثر من طائفة ومذهب بحيث اصبحت جغرافيا الانتخابات البلدية اكثر امنا واستقرارا وفتحت بابا واسعا على مهمات المجالس البلدية والاختيارية رغم المعاناة التي تحصل بين عائلة واخرى.
واقول بكل انتباه ان لبنان الموضوع على منظار التصويب الاسرائيلي، والذي يشهد حربا اعلامية ونفسية وامنية اسرائيلية عليه والذي يقع يوميا تحت تهديد اسرائيل باللجوء الى القوة هذا اللبنان الذي يشهد حملة افتراءات على مقاومته بالتسلح بمنظومات قتالية صاروخية ثقيلة عالية الدقة، هذه الافتراءات، فكل ما تملكه المقاومة لا يمكن ان يصل الى ثمن طائرة فانتوم تهديدها اميركا لاعداء لبنان الذي وقع تحت الاتهام قبل اشهر بحصول مقاومته على منظومات الدفاع الجوي، هذا اللبنان هذا الوطن يجب ان يسعى للحصول على اسلحة لاهل مقاومته ولاجل جيشه الوطني ويجب ان يسعى للحصول على اسلحة رادعة لجيشه وان يجعل مقاومته بمنأى عن القيل والقال، ونقول للجميع ماقاله الامام الصدر من هنا من صور: الحدود هي التي تحفظ الوطن وحزام العاصمة، يحفظ العاصمة، اجعلوا هاتين المنطقتين مناطق عامرة.
اننا من هنا نؤكد على ما اكد عليه الامام الصدر: الشرط الاول في المسؤولية الوطنية هي الدفاع.
اننا لا نكشف سرا اذا طرحنا ما قاله الامام الصدر في مهرجان صور عام 1974 من ان لجنة فرنسية عام 1968-1969 وضعت خطة دفاعية اعتبرت بموجبها ان لبنان بامكانه ان يدافع عن الجنوب مع وجود صواريخ ومع وجود دبابات.
ونقول منذ ذلك الحين طالب الامام الصدر بانشاء مقاومة وطنية وحرس وطني يحفظ الحدود وقال:"انا الشيخ مستعد للموت على الحدود حتى تحفظ الكرامات".
اليوم نقول الدفاع عن الوطن مسؤولية وطنية مشتركة للجيش وللمقاومة وللشعب، ونحن دولة مستهدفة لاننا نقع على خط تماس الجغرافيا والتاريخ مع فلسطين وليسمحوا لنا من يطالبون بتجريدنا من السلاحعلى الحدود هل يجب ان يكون السلاح داخل لبنان. وكل من يقبل يد القذافي لا يجوز له ان يتكلم، ولان اسرائيل تواصل احتلال اجزاء عزيزة من ارضنا، ولانها تنتهك سيادتنا ولان لها اطماعا في مياهنا وارضنا والان صدقوني لها اطماع في نفطنا وغازنا لا بل وجودنا كدولة يعيش فيها المسيحيون والمسلمون على قدم المساواة.
اليوم ننتبه ان اسرائيل تعتبر ان حصول لبنان على اسلحة صاروخية عدوان عليها وان اجراء مناورات سورية تركية امر مقلق.
اقول: اذا تركنا الامور تتمادى على هذا النحو في المنطقة فسنحتاج بعد قليل من الزمن الى اخذ اذن من اسرائيل للدخول الى غرف نومنا.
نقول لبنان استهدف بكرة نار اسرائيلية من كل انواع الاسلحة بما فيها الفتاكة والمحرمة دوليا وعدد الاصابات التي تحصل في الجنوب والوفيات التي تحصل نتيجة السرطان ليست آتية من لا شيء اننا ندعي ان احد المساحات قصفت بالفسفور الابيض وان الناس هناك تموت على التوالي بالسرطان، وكذلك لم يات احد للتحقيق منذ عشرين سنة فيما اذا كانت اسرائيل قد استعملت سهل رامية للتدريب على الرماية بالذخيرة المنضدة.
الان نحن نقول اكثر من اي وقت مضى بالاختصار المقاومة ضرورة وحاجة لبنانية، ونحن نتمسك بحق المقاومة وسلاح المقاومة وندعو من صور من مكان الامام الصدر ومن على منبر الامام الصدر كذلك، الى بناء الصمود والاسراع ايضا بجدول زمني لتنفيذ مشروع الليطاني، خصوصا وان المخطط قد رسم، والدول العربية الشقيقة في الخليج وفي الطليعة الكويت على استعداد لتنفيذ التمويل وقد بدا منذ زمن بعيد والتاخر دائما دائما منذ عام 1945 من لبنان من السلطات اللبنانية.
بالعودة الى هذا الحصن الى هذه القلعة الانسانية لقدرات الناس الى مؤسسات الامام الصدر نقول: عندما اختطفوا الامام الصدر ورفيقيه اعتقدوا اننا سنصاب بالاحباط والياس والى الاذعان والاستسلام الى الضغوط والتهديدات والقبول بان ما جرى قد جرى وان نبقي مطرقة العدوان وسندان الحرمان.
كل انسان صدري كان قد فهم رسالة الامام الصدر، وانطلق المخلصون في مهماتهم، وهاهي مؤسسات الامام الصدر انطلاقا من المؤسسة الام في صور تنتشر على خط الدفاع الاول على الحدود على محور الطيبة ودير سريان وعلى ملتقى الطرقات بين دبل والقوزح وعيتا الشعب.
اننا اذ نلمس ابعاد المعاني الوطنية لكل الانجازات ننوه بمشاريع دعم الجمعيات الاهلية في مجال تكنولوجيا المعلومات ومشروع دمج الاسرى والمحررين في جنوب لبنان واعادة تأهيلهم، وتوريد الحصص الغذائية للمدارس الحدودية، ومشروع الاغاثة الطارئة لسكان جنوب لبنان ومشروع الصحة النفسية. انني فعلا اقدم التهاني الى السيدة رباب الصدر على انتباهها الخاص لان تكون محركا للتغيير من جهة واعداد الجمعية للاستجابة للظروف الناشئة عن الحروب والسياسات العدوانية الاسرائيلية.
انني بمناسبة خمسين عاما على انطلاق الجمعية التي تميزت بسجل مميز ببناء الثقة بالنفس وبالاخرين وبمناسبة انتشارها الى الولايات المتحدة الاميركية، وكذلك قيام مركز الامام الصدر للابحاث والدراسات برئاسة الاخ صدري فاني اتوجه الى الام الحاضنة والاخت العزيزة السيدة ام رائد لاوجه لها التحية والثناء على هذا المجتمع الثقافي في صور وعلى الاناقة والترتيب الذي يعبر عن اصالة وتراث متجذرين في مجتمع الامام الصدر، واعبر عن فرحي وفخري ببرامج التنمية الاجتماعية ورعاية اليتيمات داخليا وخارجيا.
اخيرا بعد جولتي وزوجتي والتي زادتني معرفة على معرفة بكل ماتقدمه الايادي البيضاء للجمعية وبعد لقائي طالبات المعهد فانني ومن صور اردد مع الامام الصدر ماقاله على منبر المدينة: قوتنا في صوتنا قوتنا في ضميرنا قوتنا في اخلاصنا، قوتنا صفاء رؤيتنا، قوتنا في عدم التزامنا بالمصالح الخاصة، كل المصالح الخاصة فداء لمصالح الناس العامة ومصالح المعذبين والمحرومين.
ونكرر اننا لن نهدأ حتى لا يبقى محروم واحد ومعذب واحد ومواطن واحد، الا متساويا ومشاركا في كل مايصنع الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبنان.
واختتمت الزيارة بمأدبة غداء تكريمية اقامتها السيدة رباب الصدر على شرف الرئيس بري وعقيلته.