تصريح للرئيس بري
الثلاثاء 23 شباط 2010
اتفاقية التعاون بين مجلس النواب اللبناني ومجلس الشيوخ الفرنسي
الإثنين 15 شباط 2010

الرئيس بري رعى افتتاح المؤتمر الثاني لأمراض القلب والجهاز الهضمي

home_university_blog_3

رعى رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري افتتاح المؤتمر الثاني العالمي لأمراض القلب والجهاز الهضمي، الذي تنظمه مستشفى الزهراء الجامعي - الجناح، في حضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، وعدد من النواب والنقباء والهيئات الطبية والعلمية وأطباء من لبنان والخارج.

استهل المؤتمر بكلمة لرئيس مجلس الادارة المدير العام لمستشفى الزهراء الجامعي محمد شعيتو كلمة مما قال فيها:"يسعدني لمناسبة افتتاح هذا المؤتمر العلمي الطبي العالمي، الثاني من نوعه في هذا المستشفى الداعم للمؤتمرات والندوات العلمية بقصد تبادل الخبرات والتداول في تطور العلاجات والتقنيات، وهو مؤتمر زاخر بأساطين في الطب من لبنان ومن خارجه، ان أنظر الى هذا اللقاء الحميم والمتنوع بحاضريه، المشكورين جميعا، وهم باقة من خيار المجتمع، للتأكد من أننا في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وفي إدارة المستشفى، على الطريق الصحيح الى الاهداف السامية التي رسمها الامام القائد السيد موسى الصدر عندما قرر إنشاء هذا المستشفى، وعمل على تأسيسه في هذه الارض، ورعى انطلاقته. وإن الامام الصدر لم يغادر وجداننا لحظة، طيلة أوقات تمرسنا بمهماتنا في مجلس إدارة المستشفى وادارته العامة، ومنه استلهمنا، وبه اشتدت عزيمتنا وذللت الصعاب والعقبات، وإليه يعود الفضل بالانجاز".
اضاف:"وبكل تواضع أقول، من حقنا أن نفتخر ونعتز بأن نكون، بتوفيق من الله تعالى وبفضل رعاية حميمة وتأييد من سماحة الامام عبد الامير قبلان، حققنا حلم الامام موسى الصدر في إقامة هذه المؤسسة وتشغيلها على النحو المحقق. فالمستشفى الميداني الذي تسلمناه، ها هو، بالامكانات الذاتية والنزر اليسير من عطاء خيرين كرام، تحول صرحا استشفائيا شامخا تناهز قيمته المادية نحو 33 مليار ليرة لبنانية، ينتسب اليه نحو أربعمئة طبيب اختصاصي من كل لبنان، ويضم ثلاثمئة عنصر تمريضي معظمهم جامعيون وعددا مماثلا من التقنيين والمحاسبين والاداريين والقائمين بالخدمات، ويشكل مركزا علاجيا متكاملا، يواكب الحداثة والتطور، ويعتمد معايير الجودة باعتباره خيارا استراتيجيا، ويحوز ثقة القيمين على كليات الطب في ثلاث جامعات: اللبنانية والبلمند وبيروت العربية، فيعتمد مستشفى تعليميا لطلابها وأطبائها، كما يحوز ثقة المرضى المتزاحمين في جداول الانتظار لدخوله رغم توسيعه الى الحد الاقصى لتبلغ أسرته حاليا وآخرا 250 سريرا، علما أنه عالج في السنة الماضية نحو 18 ألف مريض في أسرته ثلثهم تقريبا لحساب وزارة الصحة العامة".
وتابع: "لقد اعلن الامام عبد الامير قبلان، من على هذا المنبر ولاكثر من سنة خلت، وأكثر من مرة، عن الحاجة والقرار بإنشاء مؤسسة استشفائية كبرى تحاكي بتصاميمها احدث المؤسسات المماثلة في العالم وتتناسب مع الثورة العلمية في الطب والتكنولوجيا، وتلبي الحاجات لخمسين سنة آتية. واعلن ايضا عن الحاجة الى توسيع مباني وكليات الجامعة الاسلامية التي هي توأم المستشفى ومن احلام الامام الصدر. والمنشآت كلها يراد ان تقام في هذه الارض التي قدمتها مشكورة بلدية الغبيري ويرعى التنفيذ رئيسها الاخ الحاج ابو سعيد الخنسا وتبلغ مساحتها نحو 18 ألف متر مربع، وكما تشاهدون هي تقع في نقطة التقاء العاصمة بيروت بضاحيتها الجنوبية بمدخل الجبل نحو الجنوب وفي موقع مميز محاط بالطرق وجدير بالمؤسسات المنشودة، على ان تتحول المنشأة القائمة حاليا لتكون مؤسسة للرعاية الصحية والنفسية لكبار السن ولا سيما بعدما صار تشيخ الانسان ظاهرة عالمية مستمرة ومتصاعدة أظهرت الاحصاءات ارتفاع نسبته حاليا الى 10%".
وختم : "اسمح لي، يا دولة الرئيس، أن أتوجه إليك، يا من تقدمت وجرؤت، بعد إخفاء الامام الصدر ، وفي ظروف قاسية ، فحملت راية النضال من أجل المبادىء والرؤى التي أعلنها الامام وآمنا بها. وكنت مقداما وسباقا في الكفاح والمقاومة، ويشهد لك يوم الانتفاضة بتاريخ 6 شباط 1984 الذي أسست فيه لهزيمة المشروع الاسرائيلي في لبنان. ولم تكن أقل شأنا، انتفاضتك اللاحقة، من داخل الحكومة، على المراسيم الاشتراعية لسنة 1983 في ما احتوته من خروج على الدستور والنظام العام والمبادىء العامة، بقصد الهيمنة والتسلط على الادارة والمرافق العامة وحقوق ومصالح الناس. وأتت انتفاضتك تلك أكلها ونال كل حقه.وها انك تتقدم اليوم لتؤدي للشعب حقه الدستوري، فتقترب من مس نظام الطائفية السياسية مولد الحروب الاهلية، كما وصف عن حق، وكما سبق للامام الصدر ان أعلنه في تاريخ 27/11/1975 في ورقة العمل الاصلاحية التي قدمها آنذاك لحوار وطني من أجل بناء لبنان أفضل، وفيها أعلن "ضرورة إلغاء الطائفية السياسية" من أجل تحقيق الامان والاستقرار في لبنان، مشترطا كما تعلم وتصرح: "المحافظة على طابع لبنان الحضاري وسماته التاريخية الانسانية".

من جانبه، اعلن رئيس المؤتمر الدكتور جوزيف الياس "انشاء الهيئة التأسيسية للجمعية العربية للمواضيع الجدلية في طب القلب، بمشاركة الزملاء العرب التي ستعقد اجتماعها الاول في هذا المؤتمر وتؤسس لمؤتمر سنوي يجوب كل الاقطار العربية".
واشار الدكتور الياس الى "ان المؤتمر هو تكملة لبرنامج علمي ارادت من خلاله ادارة المستشفى تكريس حضورها المميز على الساحة العلمية من خلال مناظرات بين اكثر من اربعين طبيبا، قدموا مشكورين من اوروبا والدول العربية ليشاركوا مع نخبة من اطبائنا للبحث عن اجوبة لاسئلة لاتزال الحقيقة فيها على الاقل غير اكيدة".
اضاف: "ان المؤتمر سيتناول ثمانية واربعين محاضرة تفاعلية تتناول كل المواضيع الاشكالية من امراض تصلب الشرايين الى كل جديد في الطب الداخلي وجراحة القلب والصمامات الى علاجات قصور القلب، من دون نسيان التقنيات الشعاعية المستحدثة"، ولفت الى انه "سيتخلل المناظرات تصويت الكتروني يعبر من خلالها الحضور عن مدى تفاعله مع الرأي والرأي الاخر".

والقى نقيب الاطباء جورج افتيموس كلمة قال فيها: "لهذا المؤتمر ميزتان، ميزة وطنية وميزة علمية، الميزة الوطنية لان دولة الرئيس نبيه بري يرعاه ويشاركنا في حفل افتتاحه".
وتوجه الى الرئيس بري بالقول: "لا شك انكم ظاهرة وطنية وزعامة فريدة، فمنذ ان تبوأتم سدة المسؤولية كنتم دائما النبراس الساطع الذي به يهتدي اهل السياسة، وها نحن نرى حتى اولئك الذين يغيرون اتجاهاتهم وما اكثرهم اليوم، يرون في نبيه بري المنارة الوطنية التي توصلهم الى بر الامان. منذ ان تبوأتم سدة الرئاسة الثانية، جاءت رؤوس وذهبت رؤوس وانتم حيث انتم ولكأنكم رجل لكل الفصول، قلت لكل الفصول بل لكل الاديان والطوائف والملل والمناطق. لا عجب في كثرة مآثركم فما انتم الا الابن والوريث الشرعي لسماحة الامام المغيب موسى الصدر افرج الله كربته ورده الى اهله ومواطنيه ومريديه".
اضاف: "اما الميزة العلمية فتتجلى بهذا النشاط الاكاديمي الذي يقوم به مستشفى الزهراء من اطباء واداريين وعلى رأسهم الاستاذ محمد شعيتو والدكتور جوزف الياس، وينخرط هذا النشاط في برنامج التثقيف الطبي المستمر الذي تسعى نقابة الاطباء مع لجانها المختصة في ترسيخه كأهم دعامة لاعلاء شأن الطب في لبنان".
وأشار الى "ان التثقيف المستمر هو حاجة ماسة للطبيب الممارس لكي يطلع باستمرار على التقدم في ميادين العلم لافادة المريض والمجتمع بهذه المعلومات".
وعرض بعض المطالب التي تهم مجمل الجسم الطبي، ومنها: "1- في التعرفة الطبية التي اقرت اللجنة الوزارية زيادة لها، وما زالت هذه الزيادة رغم هزالتها غير مطبقة في بعض الجهات الضامنة الرسمية.
2- في تقاعد الاطباء الهزيل الذي يساوي 400 دولار اميركي شهريا، هنا نطلب من دولتكم مساعدتنا على ايجاد وسائل تمويل اضافية على غرار النقابات المهنية الاخرى. ونأمل من دولتكم ان تدفعوا بمشروع التقاعد الوطني في مؤسسة الضمان قدما لكي يشمل الجميع ومنهم الاطباء.
3- في التغطية الصحية للاطباء وهم مشمولون بالقانون بالضمان الاجتماعي. ولكن هذه التغطية تسقط بعد التقاعد حين يكون الطبيب العجوز بأشد الحاجة لها، فيا ليت تستمر هذه التغطية بعد التقاعد".
وختم: "واخيرا وليس آخرا لا بد من الاشارة الى المشعوذين ومنتحلي الصفة الذين يشوهون الممارسة الطبية ان من الناحية العلمية او من الناحية الاخلاقية. ومن هؤلاء مراكز التجميل وزرع الشعر والتنحيف المنتشرة في كل مكان بدون اشراف طبي ومن مروجي السموم من خلال ما يدعى بطب الاعشاب. وكنا نحن اول من نبهنا حول هذا الامر الفاضح وذلك حفاظا على سلامة المريض، وقد سعينا مع معالي وزير الصحة ومع القضاء اللبناني لمكافحة هذه الظاهرة البشعة والرجعية ولكن دون جدوى. ويبدو كما يقال بأن بعض هؤلاء يتمتع بحماية رسمية ولذلك فإننا من هذا المنبر نستجير بدولة الرئيس، إحمل السيف يا دولة الرئيس كما حمله الاسلاف من الامام علي كرم الله وجهه الى الامام الحسين رضي الله عنه، او إحمل السوط كما حمله السيد المسيح واطرد التجار من الهيكل".

وألقى ممثل وزير الصحة الدكتور وليد عمار كلمة قال فيها: "يسعدني أن أمثل معالي وزير الصحة العامة الدكتور محمد جواد خليفة الذي لم يتمكن من الحضور بسبب انعقاد جلسة مجلس الوزراء في هذه الأثناء. كما يشرفني أن تكون هذه المناسبة في مستشفى الزهراء الجامعي وتحديدا في قاعة الامام موسى الصدر حيث نفتتح "المؤتمر العالمي الثاني لأمراض القلب والشرايين والجهاز الهضمي".
اضاف: "تشكل المؤسسات الخاصة ركيزة أساسية للقطاع الاستشفائي في لبنان، كما تلعب المؤسسات الأهلية دورا هاما في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين خصوصا في مجال الرعاية الصحية الأولية. ولقد نجح مستشفى الزهراء الجامعي في الجمع بين فعالية الادارة الخاصة والأهداف الاجتماعية للعمل الأهلي وتمكن من تقديم خدمات متطورة عالية الجودة تصل الى المواطنين دون حواجز مادية. وما النشاطات التعليمية والمؤتمرات التي يقوم بها هذا المستشفى الجامعي إلا لتؤكد ان للفقير الحق ليس فقط بالحصول على الرعاية الأساسية بل أيضا على الخدمات التشخيصية والعلاجية التي تجاري التطور العلمي".
وتابع: "تعتبر وزارة الصحة العامة هذا النوع من المؤسسات شريكا أساسيا لإيصال الخدمات المضمونة الجودة للجميع خصوصا الفقراء. فما تقوم به الوزارة من تغطية لنفقات علاج غير المضمونين يصب في واجبات الدولة في تأمين شبكة الأمان الاجتماعي وهي تساهم بذلك ليس فقط في رفع المستوى الصحي بل أيضا في حماية المواطنين من الافقار الذي قد يتعرضون له عند تسديد فواتير الاستشفاء والدواء. ولا بد من التنويه بالدور الهام الذي باتت تلعبه المستشفيات الحكومية بحيث تكاملت مع القطاع الخاص في المناطق التي لم يستثمر فيها هذا القطاع بما يكفي لتلبية احتياجات المواطنين. بل ان المستشفيات الحكومية أصبحت تنافس، ولم لا؟، المستشفيات الخاصة، إضافة الى تأمين الاستشفاء تولي الوزارة الأهمية القصوى للوقاية وتأمين اللقاحات والأدوية للامراض المزمنة وغيرها في خدمات الرعاية الصحية الأولية. والجهود التي تقوم بها الوزارة للوقاية والحفاظ على الصحة العامة متعددة الأوجه، ابتداء من التدابير التي اتخذتها لحماية المجتمع من تفشي الانفلونزا وصولا الى التعاون مع اللجان النيابية لإصدار قانون للوقاية من التدخين يتناسب مع الاتفاقية الاطارية لمنظمة الصحة العالمية".
وختم: "بينت دراسات المسح الأسري التي قامت بها إدارة الاحصاء المركزي أهمية الدور الذي تلعبه الوزارة في خفض أعباء الرعاية الصحية عن كاهل الأسر تحقيقا للانصاف والعدالة الاجتماعية، بحيث انخفضت نسبة انفاق الأسر على الصحة من 14الى 8 بالمئة من متوسط موازنة الأسرة بينما تراجع إجمالي الانفاق الوطني على الصحة من 12,4% من الناتج المحلي القائم الى 8,2%، وفي الوقت نفسه ازداد حجم التقديمات وتحسنت المؤشرات الصحية بشكل ملحوظ. كما يعتبر مشروع البطاقة الصحية للوزير خليفة خطوة كبيرة باتجاه ترشيد علاقة المواطن غير المضمون بوزارة الصحة وسوف يساهم برفع مستوى الاستفادة من خدمات الوزارة وترشيد أكبر للانفاق".
الرئيس بري وألقى الرئيس بري كلمة قال فيها: "لأن الايام كلها ايام الزهراء، سلام الله عليها، وسيرتها وآثارها وحياتها، وكمالها ومقامها وجلالها، اختار سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر أن تكون المؤسسات على اسمها.
ولأن الزهراء سلام الله عليها، كانت سلسلة ورابطة لبقاء النسل النبوي، ولأن منزلها كان درع علي عليه السلام، وفراشها ومخدتها الرمل، واثاثها قطعة من السقف ورحى وملعقة، اختار الامام الصدر ان تكون المؤسسات على اسمها المتواضع المزدهر بالاسلام فكانت: مستشفى الزهراء، هنا حيث ينمو هذا الصرح الطبي، ومدينة الزهراء حيث تقوم الجامعة الاسلامية، فسلام على الزهراء المطهرة بالايمان السيدة المتعبدة التي عاشت مع الله والام التي عملت لدنياها فعاشت ابدا. وسلام على الامام الصدر الذي عرشه في قلوبنا، والذي غادرنا من باب مدينة الزهراء الى ليبيا تلبية لدعوة رسمية من رئيس نظامها، فاستقبلوه ورفيقيه سماحة الاخ الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في معتقلات وزنازين النظام. سلام عليه، حيا في قلوبنا وفي ضمائرنا وفي اسلامنا، وفي سلوكنا وفي مسيحنا والنهج الذي رسمه لنا، وفي عروبتنا التي تشتكي انعقاد القمة العربية ليس في ليبيا وانما في كنف النظام الليبي، الأمر الذي يمكنه من غسل يديه من جرائمه واخفاء بصماته عن كل ارهابه".
أضاف: "لذلك اسمحوا لي وانا على منبر من منابر الامام الصدر، ان اتوجه بكلام من القلب الى القلب، للقادة العرب مذكرا اياهم بأن: الامام الصدر كان مفكرا ومفسرا وعالما اسلاميا مجتهدا، وانه كان في لبنان إمام الاعتدال والمشاركة والوحدة الوطنية، وكان امام المقاومة الذي اراد ان لا يكون لبنان بطنا عربيا رخوا، تضربه اسرائيل ساعة تشاء لتؤلم اشقاءه وتصفي حساباتها العربية والفلسطينية على ارضه، فأطلق المقاومة مستدعيا اللبنانيين للدفاع عن حدودهم السيادية بمواجهة العدوانية والارهاب الاسرائيليين".
وتابع: "أذكر القادة العرب بأن الإمام الصدر ورفيقيه غيبوا في نهاية شهر آب (اغسطس) من العام 1978 في ليبيا وهو يلبي دعوة رسمية وكان يسعى لعقد قمة عربية كالقمة التي تدعون اليها الآن. اني اذ اطالب لبنان بالامتناع عن المشاركة في قمة الاحباط العربي في بنغازي، فإني اطالب القادة العرب بإيجاد الوسيلة المناسبة التي تجعلهم خارج المسؤولية عن افعال نظام التجزئة النظام الذي اغتال مفهوم الوحدة والتضامن على مساحة الوطن العربي وإفريقيا، وأشعل النار بثوب النظام العربي من تشاد الى الصومال ودارفور".
وقال: "الحضور الكريم، أرجو تفهم مقدمتي في المكان والزمان والقضية، وبعد وبعد فإني اعبر عن سروري لوجودي في هذا الصرح الطبي، الذي ربما تدخلت مع ادارته الصدرية ليس من اجل القلب لان ما استطيع ان اساهم في مداواته هو قلب لبنان، بل اعتقدت ذات ليلة ان هناك افراطا في استخدام التيار الكهربائي، فاتصلت بالاخ العزيز محمد شعيتو وعبرت له عن ملاحظتي حيث اعرف انه الرجل المؤسسي المناسب على رأس الادارة المناسبة، وانه كان بجانب الامام الصدر في المجلس الشيعي الاعلى، وحفظ ووثق الاحداث وصورة حركة الامام حتى تغييبه. ثم اني كنت من بعيد استطلع شؤون هذا الصرح الطبي وشجونه، وأتدخل بلمسات مطلوبة وبصفتي أزعم أنني أحمل أمانة الامام الصدر ولو أن الامام الشيخ عبد الامير قبلان لم يقصر بالاستمرار في تفسير حلم الامام الصدر بقيام مستشفى جامعي يتضمن مؤسسة بحثية الى جانب كلية للطب، ويستمر في ان لا يشبه المستشفيات الخاصة من حيث الادارة التجارية الغالبة، ليكون مستشفى للمحرومين بكل معنى الكلمة وليكون مستشفى الفرصة للاختصاصيين والخريجيين ولكل من يسعى لتطوير مهاراته وخبراته".
أضاف: "وها نحن اليوم في المستشفى الذي بدأ كمستشفى ميداني في خيمة عام 1975، نقف لنشهد على الاستعدادات لانشاء مستشفى جديد على بعد امتار قليلة من قسم الطوارىء يضم اربعة طوابق تحت الارض، منها اثنان للعمليات والمختبرات، وطابق للعيادات والادارة، وعشرة طوابق للاستشفاء، اضافة إلى إنشاء كلية علوم للجامعة الاسلامية. لذلك، أوجه التحية إلى إدارة هذا الصرح والجسم الطبي ومديره وكل العاملين في أقسامه. وها نحن اليوم نتشرف برعاية وافتتاح المؤتمر الثاني الوطني الشامل على المستوى العالمي لمستشفى الزهراء الجامعي، المتنوع الاختصاصات والمحاضرين وتعدد جنسياتهم واختلاف مدارسهم العلمية، والذي سيركز كما المؤتمر الاول على جدليات امراض القلب، اضافة الى جدليات طبية في امراض الجهاز الهضمي جراحيا ودوائيا".
وتابع: "إننا لا بد ان نلاحظ ان انعقاد المؤتمر الطبي الاول عام 2008 قد جرى في ظل ازمة سياسية في لبنان وتحت ظل ضغط توترات داخلية، الا انه نجح في تحقيق غاياته، فإن انعقاد المؤتمر الثاني اليوم يأتي تحت ظل تهديدات اسرائيلية متصاعدة بحرب مفتوحة على ما يسمى بالجبهة الشمالية، محكومة الى عقدة استعادة قوة الردع الاسرائيلية واخضاع خط المقاومة والممانعة. فاسمحوا لي إزاء تهويل اسرائيل التي يتناوب عليها قادة المستويين السياسي والعسكري، وازاء عروض القوة الاسرائيلية المتمثلة بالمناورات العسكرية المتواصلة، ان اوجه عناية جميع المهتمين بشؤون الشرق الاوسط الى ان تفكير قادة اسرائيل بالهرب الى الامام على حساب لبنان لن يكون نزهة بكل تواضع ومن دون تبجح كما لم يكن كذلك عام 2006، وستكون اي حرب اسرائيلية جديدة غلطة شاطر او مغرور، حيث من المعروف ان اسرائيل ستتمكن بفضل قوة النار التي تملكها ان تسبب كالعادة الكثير من المجازر والموت والاذى والدمار، ولكن النتيجة الوحيدة لحربها ستكون الهزيمة والفشل الاستراتيجي. ولن تستطيع تفكيك الجبهة الداخلية ولا ايجاد شرخ بين المقاومة والجيش او بين المقاومة والوطن، رغم ما يثار من حين إلى آخر حول المقاومة وحول سلاح المقاومة".
وأردف: "ان اسرائيل كما لا يمكنها ان تكسب رهانها على الجبهة الشرقية، فهي ايضا ستفشل في مشروعها البعيد المدى لتهويد الدولة وتهويد القدس واجبار الفلسطينيين على "ترانسفير" جديد، وتحويل غزة الى مخيم كبير للاجئين، واقتلاع الفلسطينيين استيطانيا من الضفة الغربية، ونحن متأكدون أن استعادة وحدة الشعب الفلسطيني وتوسيع خياراته بمواجهة الاحتلال ستمكنه من تحقيق امانيه الوطنية. ومرة اخرى، نناشد اهلنا الفلسطينيين من كل الفئات والفصائل، ان من كانت اسرائيل عدوه فهو عدو كاف. كفى، وصلنا الى نقطة الكفر. ومن حدود الوطن والقضية الى حدود المجتمع على المستوى اللبناني، فإننا ومن إحدى مؤسسات الامام الصدر ومن على احد منابره، نؤكد اننا سنستمر في نضالنا الديموقراطي، وصولا الى لبنان العدالة والمشاركة والى قيام الدولة وادوارها في لبنان".
وأردف: "ونقول لأخواننا في الوطن والمواطنية لا احد يعتقد اننا نريد هيمنة طائفة على اخرى او هيمنة طائفتين على اخرين او ثلاث او عشر طوائف بل نريد هيمنة ال 18 طائفة عدا ونقدا ولكن: 1- ان بقاء لبنان ضعيفا امام العدوانية الاسرائيلية ناتج عن نظام الطائفية السياسية. 2- ان فساد الحكم في لبنان ناتج عن نظام الطائفية السياسية. 3- ان نشوء جماعات المصالح الخاصة ناتج عن نظام الطائفية السياسية. 4- ان الاحتكارات والامتيازات وادوية الاعشاب وغير الاعشاب هي تعبيرات نظام الطائفية السياسية".
وقال: "اننا مع اخوتنا في الوطن الذين احتشدوا بالأمس في الرابع عشر من آذار نريد العبور الى الدولة ولكن شرط ان يكون معنى ذلك الاعتراف ان الدولة التي كانت تحكمنا قد سقطت دون رجعة. لماذا نتنكر لهذا الامر لقد نلنا استقلالنا عام 1943 وفي العام 1958 حصلت فتنة طائفية اي بعد 15 سنة، ومن العام 58 الى العام 69 حصلت فتنة طائفية جديدة اي بعد 11 سنة ونقصت الثلث، ومن العام 1969 الى العام 1975 انخفضت ايضا بمعدل الثلث، فمن جرب المجرب كان عقله مخربا، كما يقول المثل. ان الجميع يعترف ان تلك الدولة تمادت في الظلم وبالغت في حرمان الناس، وتآمرت نعم تآمرت على شعبها وجنوبها ورفعت شعار السيادة التي تنازلت عنها".
اضاف: "حتى من زاوية اقتصادية فإن المقاومة تساعد ليس فقط في الدفاع عن الحدود وليس فقط في التحرير، المقاومة تساعد ايضا على استرداد الاراضي وعلى استخدام المياه واستخراج النفط المؤكد في مياهنا. دراسات المسح الاخيرة الجيولوجية في مياهنا الاقليمية بعد الكلمة التي القيتها في البقاع الغربي في افتتاح مياه عين الزرقا واشرت الى هذا الموضوع ورئيس الحكومة انذاك قد اعترف وقال ان هذا الامر موجود وانه يوجد تقارير وتوجد دراسات من شركات بوجود هذا الامر، وان دراسات المسح الجديدة الجيولوجية التي قامت بها شركات عالمية افضت الى وجود كميات كبيرة واعدة من النفط والغاز الطبيعي وآخر شركة قامت بمسح ثلاثي الابعاد اكدت حجم الكميات لدينا ثلاثة اضعاف حجم الموجود امام ساحل فلسطين الذي وضعت اسرائيل اليد عليه وبدأت بانتاجه وفي تأكيد الشركة ان هناك 308 بليون برميل نفط و 220 تريليون قدم مكعب غاز. هذا الكلام كلام علمي والدراسات موجودة وطبعا تكلمت مع الاخ دولة الرئيس سعد الحريري للاسراع بجعل لبنان احدى اكبر الدول المنتجة للنفط، صدق او لا تصدق ولكنه واقع ويجب ان نخطو الخطوة الاولى وهو مجالنا لسداد الدين وتعزيز مشاريعنا في لبنان".
وتابع: "ونقول ان العبور الى الدولة الحقيقية وادوارها يحتاج الى الايمان بأننا نريد لبنان واحدا ارضا وشعبا ومؤسسات، نريده وطنا نعيش فيه كمواطنين مشاركين متساوين مهما حصل في الماضي القريب والبعيد، وبأننا نريد لبنان وطنا متطورا عصريا في مستوى اماني المواطنين، لا يملك احد فيه حق الفيتو على تحديث النظام والتفكير على الاقل التفكير بالوسائل لالغاء الطائفية السياسية وهذا لا يعني اننا نلغي الطائفية الان انا اعلم الواقع واقول انه اذا كنا متفائلين بعد 30 او 40 سنة يمكن ان نصل الى هذا الامر، نريده لبنانا لا طائفيا دولة معاصرة، نريده وطنا ونظاما نابعا من ارضنا وتاريخنا، نريده وطنا لا يقبل الاعتداءات على انسانه وارضه وجوه وبحره، نريد جيشا مزودا بمنظومات وبأسلحة متطورة للدفاع الجوي والبري والبحري في مستوى الاخطار التي تهدد الوطن، ولا يعتبر المقاومة تهمة بل على حدود الخيانة ولا اعتبار ابدا للخيانة على حدود الوطن".

وقال: "اننا نؤكد ان مسيرة الالف ميل نحو لبنان الدولة ونحو ادوار الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدفاعية والامنية، تبدأ بتجسيد القناعة بأن الطائفية السياسية هي علة العلل، وانه لا بد من تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية ليس بإعتبارها واجبا دستوريا فحسب بل اعتبارها واجبا وطنيا. طبعا ستكون الهيئة من كل الفئات ولا يتم فيها التصويت هذه امور على غرار الحوار تماما، في الحوار ناقشنا 12 مشروعا من اصل 13 واقرت ال12 بالاجماع وليس بالتوافق. اذن كل غايتنا ان نحافظ على الطوائف وغايتنا في الوقت نفسه الابعاد عن الاتجار بالطائفية. "
اضاف: "إننا نؤكد ان الاهتزاز الوحيد الذي يتعرض له لبنان ليس ناتجا عن التهديدات الاسرائيلية بل عن التوترات السياسية، التي تنبعث عن مواقع تعتبر ان مصلحة لبنان هي اعادته ستين عاما الى الوراء واعادة انتاج نظامه على ما كان عليه. اذا اردنا الرجوع الى الخلف لا يهمنا لا طائف ولا غيره فبعد ستين سنة عدنا الى دوائر انتخابية هي القضاء مع العلم ان الطائف ينص على المحافظة".
وتابع: "انني من الموقع المؤسسي للامام الصدر الذي يمثله هذا الصرح الطبي اقول: ان احدا في لبنان لا يملك حق النقض (الفتيو) على القرارات الوطنية، وان على الجميع تسهيل الانتقال السلمي من مراحل انماط السلطة التي حكمت لبنان ولا تزال الى مرحلة الدولة. وفي كل الحالات نقول: انه لا التهديدات الاسرائيلية ولا الاهتزازات الداخلية المفتعلة ستعيق حركة تاريخ لبنان الى الامام. فكما تمكن لبنان من ان يكون انموذجا لمقاومة وممانعة الشعوب مطلع الالفية الثالثة، فإنه بدأ يتحول الى انموذج ليس في المقاومة بل انموذج نقدي ومالي على خلفية نجاحه في عبور الازمة المالية العالمية دون اضرار مباشرة، وأنه لولا البيروقراطية والبنى التشغيلية غير المستقرة والفساد فإن لبنان كان الصورة الانصع لنظام منطقته في المجال المالي، وهذا ما يستدعي الجميع للعمل من اجل تصحيح الواقع وايضا من اجل شطب لبنان من على جدول مؤشر حجم الدين الخارجي لا ان يحتل الدرجة الواحدة والاربعين عالميا والرابعة عشرة بين البلدان النامية". في كل الحالات فإن رهاننا اليوم وغدا سيبقى على تمكن لبنان من ان يكون انموذجا في نشر شبكة امان صحية وزيادة الضمانات والائتمانات الصحية والاجتماعية لمواطنيه وكذلك في التخفيف من وقع الازمة الاقتصادية والاجتماعية على شعبه، ولا ان يصبح الطبيب يحتاج الى من يضمنه صحيا". قبل الختام وعلى ضوء التجربة المؤلمة المترتبة على فجيعة الطائرة الاثيوبية، وعلى بقاء جناح لبنان المغترب معلقا بين الارض والفضاء مغامرا في سبيل كرامته والعيش الكريم، فإنني ادعو ودون اي تأخير مرة اخرى الى انشاء هيئة ادارة الكوارث المقترحة منذ اعوام ومنذ ايام ايضا وكذلك انشاء الهيئة العامة للطيران المدني الذي صدر قانونها منذ سنوات، مشيرا في هذه المناسبة ومنوها بدور الجيش اللبناني وجهوده شاكرا كل من بذل وكل من حاول وكل من عاون من اية جنسية كان في سبيل عملية الانقاذ فهذه العملية بحد ذاتها التي كانت منتهى الالم ومنتهى الوجع".
وختم: "اخيرا اعود لاتمنى لكم التوفيق في اعمال ونتائج المؤتمر الدولي الثاني لمستشفى الزهراء الجامعي، لما فيه مصلحة تطور الطب ووسائل العلاج ومصلحة وسمعة لبنان واعذروني اذا تكلمت في كل شيء ما عدا الطب".