الرئيس بري وقع مع لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي اتفاقية تعاون بين البلدين وأولم على شرفه بمشاركة رئيس الحكومة


استقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه والوفد المرافق، وتم عرض للتطورات في لبنان والمنطقة والتعاون بين مجلس النواب اللبناني ومجلس الشيوخ الفرنسي، والعلاقات الثنائية بين البلدين.
حضر اللقاء رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب عبداللطيف الزين، رئيس لجنة حقوق الإنسان النائب ميشال موسى، الدكتور محمود بري، سفير لبنان في باريس بطرس عساكر، الوزير السابق طلال الساحلي، الامين العام للشؤون الخارجية في المجلس بلال شرارة والمستشار الإعلامي علي حمدان.
ووقع الطرفان اتفاقية تعاون بين البرلمانين.
اضغط لقراءة نص الإتفاقية.

كذلك أقام الرئيس بري والسيدة عقيلته رندى بري مأدبة غداء حاشدة في عين التينة تكريما لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشه والوفد المرافق، شارك فيها رئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي وحشد من الوزراء والنواب وأعضاء السلك الديبلوماسي وعقيلاتهم وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

 

وألقى الرئيس بري كلمة خلال المأدبة قال فيها:

"يشرفني باسمي وباسم مجلس النواب اللبناني أن أرحب بدولة الرئيس جيرار لارشيه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي وعقيلته كريستين والسادة أعضاء الوفد المرافق في لبنان، رسالة المحبة والتسامح والتعايش، وفي عاصمته بيروت التي تأسست على ركيزة مدرسة القانون الاولى في الشرق، والتي جعلت من هذه المدينة الخالدة عاصمة لبنان مرضعا للقوانين. ويسرني بعد الحياة البرلمانية المستمرة والحافلة للرئيس لارشيه، والتي تمتد لخمسة وعشرين عاما وعلى مقربة من احتفاله في ايلول المقبل بيوبيله الفضي كبرلماني عريق، حيث انتخب الرئيس لارشيه في الثامن والعشرين من ايلول عام 1986 لاول مرة سناتورا من منطقة الايفلين - يسرني أن يكون بيننا ومعنا اليوم لنكتسب عن خبرته التشريعية والرقابية، وهو من اقترح خلال حياته البرلمانية العديد من القوانين والقرارات وقدم مداخلات ثمينة في الجلسات العامة واجتماعات اللجان، ووجه الكثير من الاسئلة الى الوزارات".
اضاف: "كما يسرنا في مجلس النواب اللبناني أن يكون معنا ضيف لبنان الكبير كرئيس لمجلس الشيوخ، وأيضا كخبير سبق له أن تولى رئاسة لجنة الشؤون الاقتصادية في مجلس الشيوخ الفرنسي واللجنة الخاصة المعنية بوضع قانون تحديث الاقتصاد. ونحن نبحث سبل حل أزمتنا الاقتصادية والاجتماعية، ولو أني أتوقع أن أسمع من الرئيس لارشيه جوابا يسألني فيه عن مصير المجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، والذي أنشأ ارتكازا على التجربة الفرنسية. ولماذا لم تأخذ في الاعتبار دراسته عن أسباب الازمة الاقتصادية والاجتماعية وسبل حلها؟ ولماذا نترك هذا المجلس مجمد الفعالية ولا نعيد إنعاشه؟
كما يسرني ونحن نتداول في شأن ادخال تعديلات خجولة على قانون الانتخابات البلدية، أن نستقبل دولة الرئيس لارشيه وهو أيضا عمدة رامبويية التي احتفلت برعايته باقامة اسبوعين للثقافة اللبنانية ورفعت العلم اللبناني فوق القصر البلدي، وهو كذلك رئيس سابق لاتحاد رؤساء بلديات غابات وسهول الالفين، ثم مستشارا لهذا الاتحاد، وهو بهذه الصفات يستطيع أن يقدم لنا نتاج خبرة طويلة في مجال بناء السلطات المحلية وقيادتها".
وتابع :"إننا من على هذه المنصة نتمنى على الرئيس لارشيه بكل صفاته، وأيضا كخبير في الشؤون اللبنانية، وهو يزور لبنان اليوم للمرة الثامنة والثلاثين ان يقدم كمسؤول فرنسي المشورة التي تسهم في إنقاذ لبنان من مرض الطائفية المزمن ويجعل هذا البلد نموذجا عصريا لنظام المنطقة السياسي في مجال تطوير التجربة الديموقراطية والحكم الصالح. إننا نرحب بالمغزى الخاص لزيارتكم التي تمر ولبنان يتذكر للسنة الخامسة على التوالي، بكل وفاء، الشخصية الوطنية الرائدة التي أدت دورا في قيامة لبنان بعد الطائف وفي إعماره وفي السعي الى استعادة دوره في نظام منطقته، وأقصد دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كانت تربطه بفرنسا صداقة خاصة شكلت قيمة مضافة لعلاقة لبنان ببلدكم الصديق".
واردف :"اليوم جددنا الرئيس لارشيه وأنا توقيع صيغة حديثة لاتفاقية التعاون بين مجلس النواب اللبناني ومجلس الشيوخ الفرنسي، وحددنا أهدافا ووضعنا آليات تنفيذ برنامج تعاون جديدة.إنني في المناسبة، وباسم مجلس النواب اللبناني، أقدم الشكر لرئيس مجلس الشيوخ والاعضاء على ما تم تنفيذه بموجب بروتوكول التعاون الاول الذي وقع في 15 تشرين الاول 2002، والذي تم بموجبه استقبال وفود برلمانية لبنانية ووفود من الادارة البرلمانية في إطار اكتساب خبرات في مختلف المجالات التشريعية وآليات صنع القوانين وتطوير مهارات الموظفين".
وقال:"اننا سنتذكر على الدوام الدعم الفرنسي المتواصل لإنقاذ لبنان عندما كان ضعيفا نتيجة تفكك عناصر وحدته خلال الحرب الاهلية، وكذلك بسبب العدوان الاسرائيلي، كما سنتذكر الدعم الفرنسي المستمر منذ نهاية الحرب الاهلية من أجل استعادة الدولة وأدوارها ودعم خطط النهوض والاعمار وانعقاد مؤتمرات باريس 1 في 27 شباط 2001 وباريس 2 في الثالث من تشرين الثاني 2002 وباريس 3 في الخامس والعشرين من كانون الثاني 2007، تلك المؤتمرات التي عقدت بدعوة وبجهد فرنسي من أجل لبنان".
أضاف: "لم يكد يمضي يوم واحد دون تهديد اسرائيل للبنان باللجوء الى القوة وبتحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن أي تدهور، ولم يكد يمضي يوم واحد دون خرق اسرائيلي للحدود السيادية اللبنانية برا وجوا وبحرا في خرق فاضح للقرار الدولي 1701، فيما تواصل اسرائيل عرقلة تنفيذ هذا الاتفاق عبر استمرار احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر. في المقابل، فإن وجود المقاومة هو نتيجة طبيعية للحروب الاسرائيلية على أرض لبنان وللاجتياحات والاحتلال والاطماع في المياه والارض، وبالتالي فإن جعلها سببا لتهديد لبنان هو قلب للحقائق".
وتابع :"إننا نطالب فرنسا بما للبنان من محبة وخصوصية لديها، وبما لها من علاقات وتأثير في الساحتين الاوروبية والدولية، بموقف حازم لمنع اسرائيل من العدوان على لبنان وتجربة منظومات السلاح الجديدة التي تعتقد أنها عنصر قوة مضافة، ومن جعل لبنان مساحة لتصفية حساباتها الاقليمية. إننا نطالب بإشعار اسرائيل بسقوط نظرية الردع، مما يعني أن استخدام القوة لن تؤدي إلا الى المزيد من دورات العنف. إننا في السياق نفسه نطالب سلطة القرار الدولي الممثلة بالدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن بجعل القرار الدولي 1701 ممكن التطبيق، ونرفض أن تبقى اسرائيل استثناء لا تطبق عليها القرارات الدولية".
ورأى "أن بناء هيبة الامم المتحدة وجعل قراراتها محترمة هو المفتاح الحقيقي ليس لحفظ السلام والامن الدوليين على الحدود اللبنانيين فحسب، وإنما كذلك الحل لقضية الشرق الاوسط، لأن قرارات الامم المتحدة تؤكد الانسحاب الاسرائيلي من الارض العربية المحتلة حتى حدود الرابع من حزيران 1967، وهذا الامر يشمل الجولان السوري والضفة الغربية وقطاع غزة، كما أن القرارات الدولية تؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وتلبية أماني الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".
وقال: "اننا اذ نرحب بتقدم المواقف الاوروبية وكذلك الاميركية الجديدة ازاء الاستيطان الاسرائيلي فاننا ندعو فرنسا والاتحاد الاوروبي الى ممارسة الضغوط ليس لتعليق او تجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية والسورية المحتلة فحسب، وانما لوقف بناء المستوطنات نهائيا حيث ورغم ما تعلنه الحكومة الاسرائيلية تستمر الاجراءات والعمليات الاستيطانية، خصوصا تلك التي تستهدف القدس الشرقية والحرم القدسي الشريف.اننا في اطار الجهد الدبلوماسي المبذول في محاولة للوصول الى تسوية في الشرق الاوسط نرحب بدعوة فرنسا كما روسيا الى عقد مؤتمر دولي حول الشرق وكذلك بأي جهد تبذله فرنسا الى جانب تركيا لتحريك المسار السوري".
اضاف: "في الوقائع الشرق اوسطية اود ان اوجه عنايتكم الى ان الشرق الاوسط الذي يمثل (هلال الازمات) على حد وصف الرئيس ساركوزي يحتاج الى معالجة هادئة لملفاته وليس الى توليد المزيد من التوترات.ان معالجة الملفات النووية على سبيل المثال تبدأ من بناء قناعة يجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية وهذا الامر يجب ان يركز على اسرائيل التي تؤسس لسباق تسلح يشمل اسلحة الدمار الشامل. اننا نؤكد على ادارة مفاوضات هادئة حول الملف النووي الايراني وليس فرض العقوبات والمزيد منها لان هذا الامر يدفع الامور بشكل سلبي على جميع المستويات".
وختم :"اسمحوا لي قبل ان اختتم كلمتي بأن استعيد مشروع الاتحاد من اجل المتوسط الذي اطلقه الرئيس ساركوزي ولاقى تأييد دول المنطقة. اننا اذ نعبر عن اهتمامنا باتخاذ خطوات برلمانية لدعم هذا المشروع نؤكد رفضنا الحازم لمقاربة التعاون بين ضفتي المتوسط على اساس اعتبارات اجندة عسكرية وامنية والتشديد على مقاربة التعاون على اساس سياسي واقتصادي وثقافي. دولة الرئيس اذ اجدد ترحيبي بكم وبالوفد المرافق فانه يسرني دعوتكم لالقاء كلمتكم".

الرئيس لارشيه
والقى الرئيس لارشيه كلمة قال فيها: "انه لمن دواعي الشرف العظيم والسرور البالغ بالنسبة الي والى زملائي ان اقوم بهذه الزيارة الى لبنان، وهي اولى زياراتي الرسمية هذه السنة، ويسرني على وجه خاص ان تكون هذه الزيارة الى بلد عزيز جدا على قلبي، وانا واثق من انها سعادة تشاركني اياها عقيلتي كريستين، واعضاء مجلس الشيوخ الذين يرافقونني، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية - اللبنانية ادريان غوتيرون، نائبا الرئيس اندريه فانتوم وكريستيان كامرمان وكذلك دومنيك براي والوفد المرافق لي. باسمنا جميعا، اود ان اشكركم يا دولة الرئيس لدعوتكم واستقبالكم لنا وللكلام الودي الذي خصصتمونا به للتو.لقد وصلنا البارحة يوم الاحد في الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووضعنا اكليلا من الزهر على ضريحه، اردنا ان نعبر دولة رئيس مجلس الوزراء، انتم نجل الرئيس الشهيد تحمل المزيد من الآمال للبنان، اوليست الوحدة المستعادة اجمل تحية اليه على الاطلاق؟".
اضاف: "لقد تحدثنا للتو يا دولة الرئيس عن الوضع في بلدكم والوضع الاقليمي وعلاقتنا الثنائية وبالطبع عن علاقاتنا البرلمانية، وتحدونا رغبة مشتركة في ان يتم تطبيق اتفاق التعاون الذي وقعه مجلسانا عام 2002 تطبيقا كاملا. هذا هو معنى برنامج العمل الخاص بعام 2010 الذي وقعناه للتو. بعبارة اخرى، بفضل الخطوات الملموسة وتبادل الموظفين الرسميين وتنظيم ورش عمل حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وكذلك عبر التعاون بين مكتباتنا، نرغب في تكثيف عمليات التبادل وتوطيد الروابط الانسانية بين مجلسينا. واجمل مثال على هذا العمل المشترك هو الندوة الاقليمية لبرلمانات حوض البحر الابيض المتوسط التي تجمع ما بين المغرب والجزائر وتونس ولبنان وفرنسا، وستنعقد هذه السنة في بيروت بعد ان استضافتها تونس عام 2007 وباريس عام 2008 والجزائر العاصمة عام 2009 وهي تحظى بدعم السفارة الفرنسية وجمعيتنا الوطنية ومجلس الشيوخ".
وتابع: "مما لا شك فيه ان مجموعات الصداقة تشكل الركيزة الاساسية لعلاقاتنا البرلمانية، وهذا امر يعيه جيدا ادريان غوتيرون ونائباه ايضا، وهم جميعا يهتمون منذ سنوات وعلى نحو يومي بالعلاقات بين مجلسينا ولا شك في ان ميشال المر الذي يرأس مجموعة الصداقة مع مجلس الشيوخ الفرنسي في البرلمان اللبناني يعرف هذا الامر بدوره. اشكرهم جميعا على الجهود التي يبذلونها على مر السنين من اجل استمرارية العلاقات الرائعة التي تربط في ما بيننا. نهار الاربعاء وقبل لقائنا مع الرئيس سليمان، سنتوجه الى جامعة القديس يوسف، في هذا الصرح الرائد في مجال الثقافة اللبنانية والفرنكوفونية سألقي محاضرة امام الطلاب حول النموذج الفرنسي القائم على الثنائية البرلمانية. اعرف انه ثمة عملية تفكير قائمة لديكم حول هذا الموضوع وان اتفاق الطائف ينص على انشاء مجلس ثان. ولكنني اقول بوضوح ان هذا النقاش يخص اللبنانيين واللبنانيين وحدهم، ولا نية لي بالتدخل فيه يوم الاربعاء، سأقدم شهادة عن موضوع تمرست فيه منذ 25 عاما، هو نظام الثنائية البرلمانية ولا رغبة لي سوى مشاركة تجربتنا مع اصدقاء والتعبير عن استعدادنا لمشاركتهم التفكير حول الموضوع اذا رغبوا في ذلك".
واردف: "دولة رئيس مجلس النواب، تعلمون ان زيارتي هذه الى لبنان هي لقاء متجدد فأنا اعرف هذا البلد جيدا منذ وقت طويل، حتى اني لم اعد احسب زياراتي الى لبنان، وكم يسرني ان اعود لأجد لبنان متصالحا مع نفسه، ان الحكومة التي تشكلت في 9 تشرين الاول/ نوفمبر الماضي هي مصدرأمل، الوضع في لبنان افضل من ذي قبل، وهذا ما يبعث الفرح في نفوس جميع اصدقاء لبنان. اسمحوا لي ان اشكركم مجددا على دعوتي وأود بدوري ان اوجه لكم دعوة للقيام بزيارة رسمية الى فرنسا.ستكون زيارتكم لبلدنا، بعد الزيارة التي قام بها الرئيس سليمان والرئيس الحريري تعبيرا جديدا على متانة الروابط التي تجمعنا. فخري كبير بالتزام فرنسا الى جانبكم وسروري عميق بتكرار موقف فرنسا، وهو موقف دعم كامل لاستقلال لبنان وسيادته ووحدة اراضيه".
وختم :"كلنا نعقد آمالا فعلية على مشروع الاتحاد من اجل المتوسط، هذا المشروع الجميل الذي سيوفر اطارا موسعا لعلاقاتنا، لا بد من ان يكون البعد البرلماني حاضرا بقوة في هذا المشروع وعلى هذا الصعيد ايضا، علينا ان نوحد جهودنا وقناعاتنا ومواهبنا لطالما كان لبنان صلة وصل مميزة بين الشرق والغرب والاتحاد من اجل المتوسط يحتاج الى موهبة لبنان. فغنى لبنان انما يكمن في موهبته الخاصة موهبة المزاوجة بين هوياته العربية والفرنكوفونية والمتوسطية ليجمع بينها لا ليطرح منها، وحوار الثقافات وتعددية الهويات ذاك هو وجه لبنان الحقيقي وهو وجه تسامح واخوة".

وتوجه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي بالتحية الى الحضور وقال: "سواء كنتم لبنانيين من الشمال او الجنوب او البقاع انتم لخدمة لبنان واحد، لخدمة السلام وجميع اللبنانيين".