كلمة الرئيس بري في المهرجان الحاشد لـ" حركة أمل " في الذكرى السادسة والعشرين لتغييب الإمام الصدر ورفيقيه
أقامت حركة " أمل " بعد ظهر الثلاثاء 31/8/2004 مهرجاناً حاشدا في ساحة عاشوراء في مدينة النبطية بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتغييب الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي الأستاذ عباس بدر الدين.
حضر المهرجان حشود كثيفة قدموا من مختلف المناطق اللبنانية كما حضر حشد من الشخصيات السياسية والوزارية والنيابية والحزبية والروحية والاجتماعية والتربوية والأمنية والبلدية والاختيارية.
ومثل الرئيس بري رئيس الجمهورية إميل لحود، والوزير سمير الجسر رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري، وحضر نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، والعميد محمد خلوف ممثلاً رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان العميد الركن رستم غزالة. قدم الخطباء عضو هيئة الرئاسة في الحركة الشيخ حسن المصري.
وألقى مفتي البقاع الشيخ خليل الميس كلمة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، قال : " يبقى الإمام الصدر أمانة عند أمل وتبقى أمل أمانة في جنوبنا. قدرنا في لبنان أن نجاور أمرين وأن نجاور بلداً محتلاً هو فلسطين وأن يجاورنا بلد بطل هو سوريا".
وتلاه المونسنيور يوحنا الحلو باسم البطريرك صفير :" كان كل هم الإمام الصدر الحفاظ على كرامة منقوصة واسترجاع حق مهدور وإشاعة طمأنية في النفوس وسلام بين المواطنين. ما عمل قط لمصلحة فرد على حساب مصلحة الجماعة وما انغلق على فئة، وإن تكن مقربة إليه، ضد مصلحة المجموع، بل سعى ودعا إلى العمل المشترك لبناء مجتمع يتساوى فيه الجميع أمام القانون والواجبات ، فأصبح للمسيحيين مرجعاً يؤمونه بثقة، فكان محترماً في محيطهم، موفور الكرامة بين ظهرانيهم، مقبولاً في كنائسهم يستمعون إليه بشوق وانشراح".
وقال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في كلمته:" إننا نطالب بمحاكمة النظام الليبي وبالاقتصاص من الطاغية ( معمر القذافي) الذي ظلم رمزاً من رموزنا الإسلامية والوطنية والعربية.وسأل الرئيس الليبي لماذا اعترفت بمؤامرتك في العالم ولم تعترف بما جنته يداك بتغييب الإمام ورفيقيه؟ أتخاف بطش الدول وحصارها لك، ولا تخاف بطش الجبار المنتقم؟ إن الله مع المظلوم حتى ينتصر وضد الظالم حتى ينهزم. فلتكن عندك صحوة ويقظة ضمير لتأمن غضب المحرومين وكل الشرفاء يريدون عودته. لقد اعترف نظامك بأنه دخل ليبيا ولم يخرج منها، نريد عودته الى أهله والى هذا الوطن الذي قدم له السيد موسى الصدر أروع المواقف التي ساهمت في بقائه".
ثم ألقى راعي المهرجان رئيس " حركة أمل" رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري كلمة برزت فيها المواقف التالية: (اضغط لقراءة نص الكلمة كاملاً)
· لن نقبل الترغيب ولن نخاف الترهيب، ولن نقبل الالتفاف حول قضية إمام الوطن وإمام المقاومة وإمام المحرومين السيد موسى الصدر ورفيقيه".
· ربما يتناسى القذافي نفسه حق الشعب الليبي وذوي ضحايا الطائرة الليبية التي أسقطتها إسرائيل، بل ويسلف إسرائيل المواقف ويحاول أن يشتري رضاها بتنازله عن أماني الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ، وتتفق عبقريته عن مشروع" إسراطين".
· نرفض الإستنسابية في محاكمة "حركة أمل" والمطلوب منهم فتح قضية اختفاء الإمام الصدر ورفيقيه.
· أصبح لزاماً على الدولة بعد تقديم الشكوى الأخيرة إلى القضاء اللبناني أن تتحرك عدلياً وقانونياً وديبلوماسياً، للإثبات للعالم أن الاعتداء على أي لبناني ومحاولة تقييد حريته وكتم مصيره هو اعتداء على كل لبنان وعلى كل القيم في لبنان".
وتوجه الى المسؤولين عن الأجهزة الأمنية بالقول: · إذا كانوا يملكون ملفات عن الفساد والإهدار وإساءة استعمال السلطة فلماذا ينامون عليها؟ وما الغاية من عدم تسليمها الى سلطات الرقابة والقضاء؟ وهل تعتبر الأجهزة الأمنية نفسها فوق الشبهات ؟ ومن يهرب أحد مستأجري طائرة كوتونو؟ · إن هذه الأجهزة تعتبر نفسها فوق الشبهات وفوق أجهزة الرقابة. · أدعو الى حالة طوارئ قضائية والإثبات أن ليس من أحد فوق القضاء وأن ليس من سبيل الى طي ملف أو قضية. · كنا أعلنا بكل جرأة في الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر العام العاشر لحركة أمل التي إنعقدت في الأونيسكو في 26/7/2002 أن حركة أمل تقف في هذا المؤتمر كمسؤولة أمام جماهيرها لا عنهم لتؤكد أنها ليست فوق النقد، والحركة لن تغطي أي مرتكب أو مسيء أو متجاوز أو جاهل في أي موقع كان ولو كان في رئاسة الحركة، أو وزيراً أو نائباً أو مديراً أو موظفاً من أي فئة كان أو مسؤولاً أو عنصراً حركياً. هذا الكلام قلناه عام 2002 وطبقناه بالفعل. وأقول بكل حكمة وبكل حزم وروية، أننا لسنا مكسر عصا لأحد، وحركة أمل كمؤسسة سياسية وكأمواج مقاومة في تأسيسها ومسارها وخطها، هي حركة فوق الشبهات".
وحول الاستحقاق الرئاسي قال :" شرفني فخامة الرئيس بتمثيله أمامكم. ونقول إننا التزمنا في المرحلة السابقة الصمت إزاء الاستحقاق حتى لا ننطق عن هوى. الآن دخلنا عملياً دائرة الاستحقاق ، وبدل أن ينتبه الكثيرون إلى صورة المشهد الضاغط على المنطقة وعلى لبنان، وبدل أن نبحث كيف نحصن وطننا وموقعنا ونرتب أولوياتنا انطلاقاً من مصلحة لبنان، يحاول البعض أن يأخذ بيد الوطن الى دائرة الخطر نفسها، وأن يحمل سوريا المسؤوليات والنتائج المترتبة عن هذا الاستحقاق. ورأى: · أن الكلمة أولاً وأخراً هي للمجلس النيابي مساء الجمعة 3/9/2004. · وحول الدور السوري في لبنان، قال : · إن سوريا معنية بإستطلاع المواقف وبرصد اتجاهات الرأي العام في لبنان، وهي انحازت الى الفريق الذي يخرج لبنان من دائرة الخطر. · نؤكد ما سبق أن أكده الإمام الصدر أن الشقيقة سوريا كانت وما زالت هدفاً دولياً للمؤامرة بسبب مواقفها الرافضة، ودور سوريا تجاه لبنان كان شريفاً وطبيعياً وبديلاً من الحل الإسرائيلي أو الدولي اللذين كانا بداية التقسيم. · إننا نتمسك بعلاقة المصير والمسار مع سوريا ودورها كان دائماً هو البديل الدائم من الحل الإسرائيلي أو الدولي للهيمنة على المنطقة، واللذين سيكرسسان بالنسبة الى لبنان التوطين ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني. وسأل: لماذا يجوز التسول تحت شرفة الدول الكبرى ولا يجوز التواصل مع سوريا رغم القربي؟.
|