الرئيس بري أدلى بحديث الى تلفزيون أبو ظبي


 

أدلى رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الاثنين 27/11/2006 بحديث الى تلفزيون أبو ظبي، حيث سئل:" لبنان الى أين؟ المعارضة ترفض الحديث عن تسوية إلا من باب الثلث المعطل، لكن الأكثرية ترفض ذلك ومطلبها الأساسي إقرار المحكمة الدولية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، هل يمكن الحديث عن حلول؟"
أجاب: "هذه المواضيع ليست طارئة وليست جديدة وهي كانت احد الأسباب الرئيسية التي دفعتني في 2 آذار الماضي أي قبل أكثر من نصف عام للدعوة الى عقد مؤتمر الحوار الوطني، وأكثر النقاط التي تحدثت عنها كانت على جدول الأعمال عدا موضوع الحكومة. لماذا لم تكن الحكومة على جدول الأعمال؟ لأن ما يسمى الثلث المعطل وما اسميه أنا الثلث المشارك كان مؤمّنا عندما تألفت هذه الحكومة. ليس المطلوب الآن أكثر من إعادة الوضع الى ما كان عليه عند تأليف هذه الحكومة، هذه الحكومة تألفت من 24 وزيرا، وكان فيها للمعارضة 9 وزراء، وحصلت ظروف بعد ذلك جعلت بعض الوزراء ينتقلون من مكان الى مكان وأصبح هناك معارضة شكلية وبالتالي محكومة، لذلك كانت المطالبة من خلال التشاور البحث في حكومة وحدة وطنية. الآن يوجد حل آخر. ان الديموقراطية في العالم تقوم على أمرين: إما ان تكون ديموقراطية توافقية، وهذا الأمر دائما يطبق في لبنان نظرا الى ظرفنا الداخلي، وأما ان تكون ديموقراطية عددية، بمعنى ان يكون هناك أكثرية وأقلية، الأكثرية تحكم والأقلية تعارض. هذا الكلام الذي قلته على طاولة التشاور، إذا كنتم لا ترغبون في ان نكون مشاركين فاقبلوا على الأقل ان نكون معارضين، أما ألا تقبلوا بالاعتراض ولا بالقبول، إذا صح التعبير، فهذا ليس من المنطق على الإطلاق، وما يسمونه الثلث المعطل قلت لهم نحن حاضرون لأي ضمان في آي امر. وبالفعل حضر أول امس السبت 24/11/2006 بعض من الأكثرية وتكلموا معي في هذا الموضوع، وتقدموا باقتراحات ووافقت عليها، ويا للأسف عادوا وأصروا على رئاسة الجمهورية، الأمر الذي بته الحوار الوطني بألا نتفق عليه".
 

وسئل: المعارضة ترى الحل بالنزول الى الشارع، ولكن في ظل الانقسام السياسي الحاد والانقسام الشعبي، ألا ترون ان النزول الى الشارع لعبة خطرة، وبالتالي من السهل إطلاق الشرارة ولكن من الصعب التحكم بها وبتداعياتها؟
أجاب: "يا للأسف، عام 1976 قيل كلام "انتظرناها من الشرق فأتت من الغرب". الحقيقة أنهم كانوا دائما يتخوفون من ان المعارضة ستنزل الى الشارع، ولكن لاحظتم في هذين اليومين، من نزل الى الشارع؟ هم الموالاة. ولم يكن النزول أبداً لأجل الشهيد الزميل والوزير بيار الجميل. لقد أخذ هذا الأمر ذريعة لأن المأتم الحاشد والمهيب لا يتطلب ما شاهدناه من شعارات. وفي رأيي ان ما أرادوه من هذا الأمر جاء ضدهم ولم يأت لمصلحتهم لأن الحشد الذي كان في 14 آذار الماضي والذي قبله أكبر بكثير بكثير من الحشد الذي حصل الآن، وكان الحشد يتم على أساس النزول الى الشارع. إذن في الوقت الذي كنت أهدىء شارع المعارضة وأتابع مشاوراتي في هذه المواضيع فوجئت بأن النزول الى الشارع حصل من الطرف الآخر، عسى ألا تكرهوا شيئا لعله خير لكم. وفي جميع الحالات إنا مع الشيء الذي تتفضلين به، النزول الى الشارع تعرفين كف يبدأ ولكن لا تعرفين كيف ينتهي. إنا متخوف منه كثير التخوف، وآمل ان تكون الاكثرية بالحرص نفسه، لعلهم يتداركون الأمر ويلبوا مطلبا واحدا فقط، الإقلاع عن المخالفات الدستورية التي تمارس كل يوم".
 

اليوم رفض رئيس الجمهورية توقيع مرسوم مشروع المحكمة الدولية، وانتم أيضاً رفضتم الدعوة الى عقد جلسة للبرلمان لإقرار هذه المحكمة، هل يحق لمجلس الأمن تجاوز كل الاشكاليات اللبنانية وإقرار هذه المحكمة؟
 -
لا أعلم إذا كان رئيس الجمهورية قد رفض التوقيع أو قبل ذلك، ولكن أتفهم هذا الأمر، الشيء المعلوم انه سيرفض. بالنسبة إلي، حتى الآن لم يصل الأمر الى المجلس النيابي. منذ عام 1992 لي شرف مسؤولية رئاسة المجلس النيابي في لبنان، وحتى اليوم لم أطبق إلا القانون والدستور. عندما يصل الأمر الى عندي سيسمعون الجواب. عندما يطرقون بابي يسمعون جوابي.
 

يحكى انه سيكون هناك حكومتان، فهل هذا صحيح؟
-
يوجد جرائم كثيرة ترتكب في لبنان على مستوى الاغتيالات وجرائم على مستوى الممارسات. ولكن إذا كانت كل الجرائم لا تغتفر فهذه الجريمة لا يمكن ان تطالها رحمة، هذا معناه تقسيم لبنان. حصلت إحدى المرات، والنص الذي أتى في دستور الطائف في الفقرة "ي" التي لا تعترف بأي شرعية تتجاوز الميثاق الوطني كان لأجل هذه الغاية، ولمنعها. لذلك اعتبرت ان أي حكومة تخل بهذا الميثاق كالحكومة الحالية هي حكومة قائمة لكنها لا شرعية ولا دستورية. وهذا الكلام قلته وأعطيتهم الحل انه في الامكان ان تختاروا وزراء من هذه الطائفة التي استقال وزراؤها، فانا حاضر لأباركهم إذا كان يجوز لي المباركة، وعندئذ تعودون مكتسبين الشرعية، لماذا لا يفعلون ذلك ويصرون على مخالفة مقدمة الدستور والمبادىء العامة التي قام عليها ميثاق الطائف؟ هذا الأمر خطير للغاية، وأحذر منه مرة اخرى.
 

هل تتخوف من عودة الحرب الأهلية؟
-
 سبق ان رددنا ان حرب الفتنة في لبنان ولّت الى غير رجعة.

 لكن بعض الكلام الذي يصدر وهذه الشروخ والانقسامات أعادت أجواء الحرب. ثقتي بالشعب اللبناني أكثر من ثقتي بالقيادات بمن فيهم أنا وهذه تجعلني ان شاء الله وتجعل هذا البلد في عصمة مما يخططون.
 

من استفاد من جريمة اغتيال الوزير الجميل، المعارضة أم السلطة؟
 -
بالمعنى الواضح، ان هذه الجريمة،  ولا أتهم أحدا، استفادت منها الموالاة وألحقت ضررا بالغا بالمعارضة، وهذا لا يعني أنني أتهم هذا الطرف أو ذاك. هذا الأمر يترك للتحقيق والمفروض ان يأخذ مجراه، خصوصا أنها جريمة نادرة في علنيتها وفي فجورها وانكشافها، وإذا كانت هذه الجريمة لا تكشف في لبنان فأي جريمة ستكشف؟.