نص الحوار الذي اجراه الرئيس بري مع محطة "العربية" الفضائية ومع التلفزيون الأوروبي - الخميس 11/10/2007


 

بين 16 تشرين و23 منه اسبوع حاسم. خيانة لكل لبنان عدم التوصل الى رئيس توافقي

 

اجرت محطة "العربية" الفضائية مساء الخميس 11/10/2007 حواراً مع رئيس مجلس النواب الأستاذ  نبيه بري في جنيف على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي فقال ان الجلسة الماضية لانتخاب رئيس الجمهورية "لم تنعقد بسبب فقدان النصاب، فالنصاب المفروض هو الثلثان وفقاً للدستور اللبناني. أما بالنسبة الى الجلسة المقبلة تفاءلوا بالخير تجدوه. نحن نسعى بكل جهد خصوصاً الأخ سعد الحريري وأنا شخصياً بالإضافة الى الاتصالات مع كل قادة الحوار الوطني الذي انعقد في 2 آذار 2006 في سبيل تأمين التوافق على شخص فخامة رئيس الجمهورية العتيد، وبذلك يتأمن أكثر من الثلثين ان شاء الله".


وأكد انه "يفصل دائماً بين رئاسة المجلس النيابي ورئاسة حركة "أمل" التي اعتز برئاستها". واعتبر ان "في لبنان الموضوع ليس موضوع حضور، الموضوع موضوع توافق بين اللبنانيين، هذا اللبنان لا يمكن ان يكون إلا بالتوافق، ولا يمكن ان يعيش إلا بالتوافق، هذا اللبنان الذي هو لمصلحة المجتمع الدولي كله حرام ثم حرام ان يحصل هذا الانقسام داخل لبنان لان اللبنانيين لا يستطيعون ان يجمعوا أو ان يجتمعوا أو ان يتوافقوا على رئيس للبنان، هذا الأمر معيب مع العلم والإشارة الى ان الرئيس التوافقي هو الرئيس القوي هو الرئيس الذي يستطيع ان يحكم، هو الرئيس الذي عبر عنه غبطة البطريرك صفير بأنه الرئيس الذي يكون على مسافة واحدة من الجميع، الذي يكون حكماً بين الجميع الذي لا يكون ماضيه خجولاً من مستقبله أو من حاضره. هذا هو الرئيس المطلوب، وإذا عدت الى روحية الطائف تجد ان دستور الطائف الذي وضع في المملكة العربية السعودية برعاية إخواننا السعوديين أعطى دائماً رئيس الجمهورية صفة الحكم حتى انه إذا حضر جلسة مجلس الوزراء أو أي جلسة لمجلس الوزراء يترأس مجلس الوزراء ولكن لا يصوّت لأنه فوق الصراعات والخلافات. روحية الدستور تتحدث عن هذا الحَكَم وواقع لبنان ألفسيفسائي يتحدث عن هذا الموضوع أيضاً، فلماذا نخالف شكل الدستور وروحيته، هذا الأمر يوقع لبنان في المجهول".

 

وحول نصاب الجلسة، أوضح انه كرئيس المجلس لا يدخل الى القاعة إلا بعد تأمين النصاب.
 

وعن موضوع انعقاد الجلسة في الأيام العشرة الأخيرة حكماً إذا لم يدع رئيس المجلس الى الجلسة قال:

"هذا نص صريح وصحيح. "إذا لم يدع"، إذا الشرطية، لم يدع رئيس المجلس الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في الأيام العشرة الأخيرة، حكماً المجلس يجتمع إذا لم يكن برئاسة الرئيس، فبرئاسة نائب الرئيس، إذا لم يكن فرئيس السن وفقاً للتسلسل في الاعمار بالإمكان ان ينعقد المجلس حكماً. لماذا هذا النص؟ هذا النص، لنفترض ان رئيس المجلس أراد لسبب أو لآخر ان يؤخر انتخابات رئاسة الجمهورية التي هي رمز وحدة لبنان، هذا الأمر خطير لذلك قال المشترع إذا لم يدع رئيس المجلس عندئذ ينعقد المجلس حكماً في الأيام العشرة الأخيرة، ولكن أنا شخصياً أنت تعلم وغيرك يعلم وكل اللبنانيين يعلمون أنني منذ أكثر من أربعة اشهر دعوت في اليوم الأول الذي تبدأ فيه المهلة الدستورية وهو 25 أيلول الى جلسة، والآن دعوت الى جلسة ثانية وتالياً هذه المادة لم تعد تطبق الآن لأن شرط عدم الدعوة قد انتفى".
وقال: "إذا لم نتوصل الى رئيس توافقي اعتقد ان هذا فعلاً بمثابة خيانة من كل اللبنانيين ومن كل السياسيين اللبنانيين لكل لبنان".
 

وسئل عن دعوة السيد حسن نصرا لله الى انتخاب رئيس للجمهورية عبر استفتاء لمرة واحدة إذا تعذر التوافق؟

فأجاب: "هذا رأي ليس كفراً، واستغرب ان يكون هناك ردود فعل ضد مثل هذا الكلام.

الأخ السيد حسن نصرا لله هو قائد وطني وله كل الحق في ان يقترح ما يراه مناسباً للانتهاء من الشكل القائم في لبنان. تقدم بهذا الاقتراح إذا كان هناك توافق عليه شيء وإذا لم يكن هناك توافق عليه شيء آخر. أليس له حق التقدم باقتراح؟".


وعن لقاء بكركي قال:

"لست على بيّنة بتفاصيل مثل هذه الدعوة ولكن اعتقد ان غبطة البطريرك بحكمته، دعا الى اجتماعين منفصلين في بادئ الأمر على الأقل، ولا بد من ان يستمع الى هذا الفريق والى الفريق الآخر وبعد ذلك يقرر ما يراه مناسباً من خلال ما يستخلصه من كلام الفريقين، لأنه أحياناً كثيرة أصعب من عدم العمل ان تدعو الى العمل وتفشل".
 

وعن علاقته بالنائب وليد جنبلاط قال:

"الصديق اللدود، هذا هو السرّ. الصديق يجعل معك ارتباطاً واللدود يجعل معك تناقضاً. كلمتان تعبران عن علاقتي بوليد جنبلاط".
 

وأوضح ان مشاوراته مع الحريري لم تصل مرحلة طرح الأسماء "ولكن اعتقد ان الأسبوع المقبل بين 16 و23 تشرين الأول أي بين الجلسة الحكمية لانتخاب اللجان النيابية والجلسة المدعو اليها لانتخاب رئيس الجمهورية هو أسبوع حاسم ومصيري إذا وفقنا الله".


وسئل هل في الأجواء الآن ما يوحي انه ستكون هناك عيدية للبنانيين؟
أجاب: "العيدية لا املكها، لا املك ثمنها وحدي، يملك ثمنها معي جميع القادة اللبنانيين، إذا شاركوني أنا حاضر لتقديم هذه العيدية وإذا لم يشاركونني نكتفي بتبادل التهاني"


وسئل: راهنت دائماً على تفاهم سوريا والسعودية هل سقط رهانك في ضوء العلاقات القائمة بين البلدين؟
أجاب: "ما زلت عند رأيي، وأنني من هنا أناشد خصوصاً المملكة العربية السعودية وجلالة الملك عبدالله والقيادة السورية، أقول لهم ان بلدي في خطر وان بلدي يمر بمرحلة دقيقة ودقيقة جداً، على الأقل لتكن مصالحة بينهما حول لبنان. أنا أتمناها مصالحة في جميع النواحي ولكن خصوصاً في هذا المنحى الآن لأنه الأكثر استعجالاً والأكثر إلحاحاً ".

 

وعن رأيه في سبب الرفض الاميركي لمبادرته؟ أكد ان اكثرية اللبنانيين والطوائف ايدت المبادرة، وقال: انا لم اقل ان الاميركيين عارضوا المبادرة، بل قلت للسفير الاميركي "لم الاحظ انكم مع المبادرة، اني اريد منكم موقفا واضحا وصريحا يدعم التوافق اللبناني لا اكثر ولا اقل."


ورداً على سؤال حول تسلم حكومة الرئيس السنيورة السلطة في حال تعذر انتخاب رئيس، قال: في المبدأ يتسلم مجلس الوزراء مهام رئاسة الجمهورية بالوكالة عندما يكون هناك مجلس وزراء وفقاً للاصول والدستور.


وأبدى الاستعداد للقاء النائب سعد الحريري "بفارغ الصبر" للعودة الى المحادثات توصلا لانتخاب رئيس توافقي، معتبرا ان عدم التوصل لمثل هذا الرئيس بمثابة الخيانة.

 

مقابلة مع التلفزيون الأوروبي ايضاً


وفي مقابلة أخرى مع "التلفزيون الأوروبي" تساءل الرئيس بري :


لماذا على سبيل المثال وليس الحصر ـ الكونغروس الاميركي غير ممثل في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي (الذي يشارك به في جنيف)؟

وقال: أنا أعلم أنه عندما كان الاتحاد السوفياتي قائما كان الكونغرس الاميركي يتمثل بـ 65 مندوباً في هذا المؤتمر، فلماذا الآن أصبح غير ذي جدوى، في الوقت الذي ألاحظ فيه ان الكونغرس الاميركي يتدخل حتى في الدول، ويصدر توصيات وقرارات لدول في العالم؟ وأقصد العراق وخصوصاً لبنان لأن هناك محاولات للتدخل في الشؤون اللبنانية.


أضاف: إذا حولنا اختصاصات المجالس النيابية الى مجلس الأمن وإلى المجالس الوطنية تصبح الديموقراطية كلها في حالة ضياع، بمعنى آخر فإن الحكومات هي التي تأخذ الآن الديموقراطية كذريعة كي تنفذ مراميها في دول عديدة من العالم.  

 

وكان الرئيس بري قد عقد مزيدا من اللقاءات والاجتماعات في جنيف، مع عدد من رؤساء وممثلي البرلمانات المشاركة في أعمال الدورة، وركز على الوضع اللبناني والجهود التي يبذلها في إطار مبادرته التي أطلقها، من أجل الخروج من الأزمة والتوافق على الاستحقاق الرئاسي.

وتابع الاتحاد البرلماني الدولي اجتماعاته، وشارك في أعمال المجلس واللجان، الوفد البرلماني المرافق للرئيس نبيه بري وكانت مداخلة لرئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب عبد اللطيف الزين  في لجنة السلام والأمن، حول موضوع «الأمن الوطني والإنساني والحريات الفردية وتهديد الديموقراطية» انتقد فيها التدخل الاميركي في شؤون الدول ودعا لمساعدة لبنان في مكافحة الإرهاب.