استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة، الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الوزير السابق الدكتور فايز شكر الذي قال بعد اللقاء: "ما سمعته من دولته أنه حريص حرصا كبيرا على الاسراع في تشكيل الحكومة وليس التسرع لان من الواجب السعي الدؤوب الى تأليفها لكي تنصرف الى تنفيذ اولوياتها: الهم المعيشي والوضع الاقتصادي في البلد. وتم التطرق الى ما يتعرض له لبنان من حملات اعلامية مغرضة ومشبوهة، متفلتة من كل الضوابط متجاوزة كل السقوف، حملات عشواء وشعارات لا هدف منها سوى التحريض والتجييش وصولا الى فرز مذهبي، وهذا ما سمعناه قبل يومين او ثلاثة على لسان الرئيس سعد الحريري عندما تحدث عن عسكرة طائفة بكاملها، وقصد عسكرة الطائفة الشيعية ليصل من خلال هذا الطرح الى موضوع السلاح والشعارات المرفوعة حيال هذا الموضوع".
اضاف: "انا اقول للرئيس الحريري ان هذه العسكرة هي عسكرة وطنية بامتياز، ولها وظيفة واحدة هي مواجهة العدو المتربص بنا والجاثم على ارض ما زالت محتلة، أعني بذلك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وأود هنا ان اسأل الرئيس الحريري: ماذا عن عسكرة الطوائف والفئات الاخرى؟ لا اقول عسكرة طائفة ثانية، ولكن ماذا عن العسكرة والتجييش والاحتقان الدائم والمستمر والذي يكاد لا يترك بيتا في كل لبنان من اجل التهييج الدائم آملا بحشد كبير في 14 اذار يوم 13 الحالي؟ واقول لهذا الفريق، فريق 14 الشهر كما سماه دولة الرئيس، اذا كانوا يريدون حشدا فان قوى 8 آذار جاهزة لتأمينه لهم، ونحن لسنا ضد اي تظاهرة سلمية او اي احتفال، ولكن "مرتا، مرتا تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد". كل هذا التجييش المتفلت من الضوابط حتى الاخلاقية لا هدف منه الا اثارة مشكلة في هذا البلد، وهذه المشكلة لن تأتي بالخير لا على لبنان ولا على مؤسسات البلاد. هذه المشكلة اذا كان يظن من يفتعلها انها لمصلحته فهي ستصيبه في الدرجة الاولى وتصيب لبنان. نحن في غنى عن ذلك، واؤكد اننا في غنى عن الانجرار الى اي مسعى يسعى اليه هذا الفريق. وأنصح للرئيس الحريري بأن يعود الى جادة الصواب وان يكف عن الحملات وعن التجييش، والحذر ممن يحيط به من سياسيين أعني سمير جعجع وامين الجميل واللائحة عنده تطول، الى الفريق الاعلامي الذي لا هم له ولا هدف سوى السعي الى اثارة مشكلة في هذا البلد، هذه المشكلة لا يريدها اي لبناني عاقل".
وختم: "كل اللبنانيين يريدون اسقاط النظام الطائفي وتطبيق الدستور والوصول الى الغاء النظام الطائفي، ونحن من هنا من على منبر دولة الرئيس بري نؤيد ونؤكد استمرار التظاهرات السلمية التي يقوم بها هذا الشباب اللبناني الواعد من اجل الوصول الى بلد آمن، مستقر، هادىء يتمتع بسيادة وحرية واستقلال حقيقي".
وبعد الظهر، استقبل الرئيس بري الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية برئاسة السيدة رندة بري.
وبعد اللقاء، صرحت الوزيرة السابقة وفاء الضيقة حمزة باسم الهيئة: "تشرفت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية اليوم بلقاء دولة الرئيس بري برئاسة السيدة رندة بري، وكان بحث في مناسبة اليوم العالمية للمرأة في كل المواضيع المتصلة بقضية المرأة في لبنان، والعلاقة بين الهيئة والمجلس النيابي لمتابعة التشريعات والقوانين التي من شأنها ان تزيل أي إجحاف في حق المرأة. أيضا ونحن على أبواب تشكيل الحكومة كانت متابعة مع دولته وتأكيد منه لأهمية تمثيل المرأة، وأكد دولته ايضا مواقفه الإيجابية السابقة تجاه قضية المرأة خصوصا لجهة أهمية إقرار مبدأ الكوتا النسائية، فبعد المحاولات التي قمنا بها في السابق سواء كهيئات أهلية أو كهيئة رسمية لشؤون المرأة والتي لم تتكلل بالنجاح على مستوى وصول المرأة الى مراكز القرار كان هناك تأكيد من دولة الرئيس لأهمية تخصيص كوتا نسائية في قانون الإنتخابات الذي سيجري البدء بحثه في القريب العاجل".
ورفعت الهيئة الوطنية مذكرة الى رئيس مجلس النواب طالبته فيها بضرورة "اتخاذ مبادرة - تكون تاريخية - تقضي بالسهر على ان يتم اختيار عدد من النساء لا يقل عن 30 في المئة للمشاركة في الحكومة المقبلة في سياق مختلف المعايير التي سيتم اعتمادها في تشكيل هذه الحكومة".
واعتبرت ان "موقعكم القيادي في الدولة ودوركم المفصلي في تشكيل الحكومة يعطيانكم هامشا واسعا لفرض معايير تحترم أحكام الدستور والتزامات لبنان الدولية وتتفق مع الثقافة السياسية الديموقرايطة التي تحلى بها دائم الشعب اللبناني"، مشيرة الى اقتناعها بان "مبادرتكم الى وضع شرط مشاركة نسبة من النساء في تشكيل الحكومة سيلقى رضى شعبيا واسعا وسيساهم في احقاق الحق وتطبيق الدستور".
ولفتت الهيئة الى انها رفعت هذه المذكرة "بحكم احدى المهمات الرئيسية التي أوكلها اليها القانون 720/1998 والذي أنشأ الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، وهذه المهمة هي اسداء المشورة والنصح للدولة في القضايا التي تعني المرأة".
وكان الرئيس بري استقبل رئيس مجلس بلدية بيروت الدكتور بلال حمد الذي أوضح انه "عرض مع دولته اوضاع العاصمة ووضعه في أجواء العمل لبلدية بيروت والمشاريع المستقبلية للعاصمة"، وشكره على "دعمه الدائم لعمل المجلس البلدي في بيروت وتزود من دولته آراءه ونصائحه في هذا الشأن".
واستقبل ايضا الدكتورة أوغاريت يونان التي عرضت "لاقتراحات أعدتها من اجل تغيير النظام الطائفي"، وقدمت اليه ملفا عن جامعة "اونور" (جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان في العالم العربي).