الرئيس نبيه بري استقبل وزير خارجية فرنسا دومينيك دوفيلبان


 

استقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الأحد 13/4/2003 في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير خارجية فرنسا دومينيك دوفيلبان الذي جال على المسؤولين وبحث معهم موضوعين أساسيين: مرحلة ما بعد صدام في العراق والعمل على حل الصراع العربي–الإسرائيلي في حضور وزير الخارجية والمغتربين محمود حمود.

 

وأوضح الرئيس بري للوزير الفرنسي أن العودة لإدارة العراق من قبل الأمم المتحدة لا تتم بالتصريحات وبالمواقف، إنما بتنسيق بين فرنسا وروسيا والمانيا مع دول الجوار ، وخصوصاً مع سوريا وايران .

وقال انه بدون هذا التنسيق وتوحيد المواقف لإعادة الأمور الى الأمم المتحدة لا أعتقد أن الولايات المتحدة في الوقت الحاضر تسمع شيئاً, ولا أعتقد أنها في صدد صياغة الديموقراطية في العراق ، لأن من يرفض المشاركة الدولية عبر الأمم المتحدة لا يمكن أن يسمح بديمقراطية في هذا المكان من العالم، وما الفوضى التي حصلت في العراق إلا أمراً ضرورياً ومطلوباً من قبل واشنطن لتبرير البقاء أطول مدة ممكنة.

وأضاف الرئيس بري أمام وزير الخارجية الفرنسية: " أما خارطة الطريق التي نحن لا نؤيدها لأنها لا تحقق أماني الشعب الفلسطيني ، فهي مرفوضة من قبل الإسرائيليين طالما انها تتضمن كلمة دولة فلسطينية ، وأن التهديدات المتواصلة ضد سوريا ليست لأجل العراق ، ولكن لمنع أية حركة اعتراضية لما سيجري للذهاب بالقضية الفلسطينية " .

 

وقد حمل الرئيس بري الوزير الفرنسي تحياته الى الرئيس شيراك والى رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية .

 

وتحدث الوزير الفرنسي عن نتائج مباحثاته مع المسؤولين اللبنانيين في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره اللبناني محمود حمود في مطار بيروت الدولي .

 ابرز ما جاء فيه :

"بالطبع ان الزيارة الى لبنان بالنسبة الي وبالنسبة لفرنسا لها أهمية خاصة جداً ومميزة ، فلبنان هو جسر وبوابة عبور بين العرب والشرق ، بالنسبة لفرنسا لبنان ليس فقط بوابة التاريخ وبوابة الجغرافيا ، وتعلمون بدون شك أيضاً انه باب القلب ايضاً ، والأصوات اللبنانية مهمة جداً في ثقافتنا نفكر ببعض النوابغ مثل جورج شحادة وناديا التويني وجبران خليل جبران، وتعلمون بلا شك ان هذا الحضور اللبناني مهم جداً بالنسبة للثقافة الفرنسية وبالنسبة لشعب فرنسا " .

 

 وتابع قائلاً : " تطرقت مع المسؤولين الذين التقيتهم اليوم الى أزمتين ونزاعين يحصلان في المنطقة ، وأعني العراق بالطبع ، وتطرقت الى المبادىء التي تحكم عملنا والدور المركزي للأمم المتحدة في إعادة الأعمار السياسي والاقتصادي للبلد ، ولإعمار البلد ووحدة الأراضي العراقية ، وهذه مبادىء مهمة جداً وحماية الثروات الطبيعية في العراق التي يجب ان يستفيد منها العراقيون ، هذه هي المبادىء التي يجب علينا ان نلتزم بها ، لدينا كذلك همان أساسيان ومهمان جداً يجب أن نهتم بالأمور الأمنية وتعرفون بلا شك مسؤولية القوات الموجودة على الأرض وهذا هو القانون الإنساني وتعرفون بلا شك مسؤوليات القوات الموجودة على الأرض وهذا هو القانون الإنساني والقانون الدولي ويجب ان نؤمن هذه الأمور وان نحترمها، ومن الضروري جداً أيضا ًوهذا هو همنا الثاني بالنسبة لنا ان نتوصل بسرعة الى رفع العقوبات بطريقة تؤمن احترام قرار مجلس الأمن ، الوضع في العراق مع انهيار نظام صدام حسين تبدل جذرياً ، ويجب بطبيعة الحال كذلك أن نهتم بذلك، والمفتشون عليهم أن يستنتجوا بأقرب وقت ممكن نزع أسلحة العراق .

 

وتحدث عن خمس مراحل للسلام في الشرق الأوسط :

وقال: "عرضت أمس بالقاهرة خمس مراحل بغية التقدم في مجال السلام على أساس قواعد مجلس الأمن وعلى أساس المبدأ الذي وضعناه في مدريد ، أي الأرض مقابل السلام ، وهذه المنطقة تقتضي أولاً احترام خارطة الطريق ، وثانياً العمل من أجل السلام ، وثالثاً المساهمة الدولية في أعادة العمل بالأسس الدولية ، ورابعاً عقد مؤتمر دولي ضمن إطار خارطة الطريق ، والأخذ بعين الاعتبار استحقاق حزيران يونيو أي موعد إعلان الدولة الفلسطينية . ومن الواضح ان حلاً عادلاً لا بد ان يشكل حلاً يرضي جميع الأطراف ، وعلينا ان لا ننسى أيضاً الشق التعلق بلبنان وسوريا اذ لا يمكن ان يكون السلام دائماً اذا ما كان هذا السلام غير شامل وقد أكدت على رغبة فرنسا في أن تقف الى جانب لبنان بغية مساعدته للمضي قدماً في عملية الإصلاح ، لقد تحقق تقدم كبير في هذا الإطار ، وأن البرامج التي حققتها الحكومة اللبنانية قد سمحت بتحسين الوضع الإقتصادي اللبناني بشكل ملحوظ ونحن ندعم استمرار هذه الجهود التي ستسمح للبنان بأن يعود الى وضعه الإقتصادي بشكل كامل " .

 

ثم رد الوزير دوفيلبان على اسئلة الصحافيين ، فقال رداً على سؤال عما اذا كان يعتبر التهديدات الإسرائيلية الموجهة الى لبنان وخاصة اختراق الأجواء اللبنانية بالاضافة الى التهديدات الأميركية الموجهة الى سوريا فيما يتعلق بدعم سوريا لحزب الله في جنوب لبنان .

أجاب:" تعطونني هنا الفرصة لاعادة التأكيد على أهمية احترام السيادة الكاملة للبنان من قبل مختلف الأطراف ، وبخاصة من قبل اسرائيل بالطبع . أما في ما يتعلق بالتهديدات التي اشرتم اليها ، فأعتقد أنه يجب ان ننظر ببعد نظر الى الوضع القائم في هذه المنطقة، انه وضع يتميز بتحديات كبيرة ، وأعتقد انه في مرحلة كهذه من المهم ان نعطي الأولوية للمشاورات"

أما بالنسبة للوضع في لبنان تعرفون كذلك موقفنا ، ففرنسا تود أن تشجع التطبيق الكامل لاتفاق الطائف والأخذ بعين الإعتبار الواقع والحياة اليومية .

 

وسئل : هل تمكنتم من إقناع المسؤولين اللبنانيين بقبول " خارطة الطريق " ؟

 أجاب : " أن المشاورات التي تمكنت من إجرائها اليوم مع السلطات اللبنانية كانت مثمرة " .

 

 وعن الموقف الفرنسي من الاتهامات الأميركية رد الوزير الفرنسي على أسئلة الصحافيين :

"لقد تمكنا في مناسبات عديدة من الإجابة على هذا السؤال ، وأعتقد أننا نواجه اليوم تحديات كثيرة في هذه المنطقة بالتحديد، هناك تحد في ما يتعلق بتسوية الوضع في العراق وتحقيق الأهداف التي يسعى اليها الشعب العراقي ، وهدفنا هو أيضاً العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط وإيجاد حلول للأزمات بين إسرائيل والبلدان العربية ، هذه تحديات مهمة جداً ، وبغية إيجاد طريق مشترك يعطي مصداقية  للحل الذي نسعى اليه علينا القيام بعمل مشترك ، علينا إقامة حوار بين مختلف بلدان هذه المنطقة والأسرة الدولية " .

 

سئل : بعد الحرب على العراق هل تتوقعون حرباً أخرى في المنطقة ؟

 أجاب : " سبق أن قلنا ذلك تكراراً ، الرئيس شيراك عبر عن ذلك بقوة ، فقال أن الشرق الأوسط ليس بحاجة الى حرب جديدة ، السلام لا يمكن تجزئته ، كما يجب علينا أيضاً كما قلت التوصل الى حل للنزاع العربي – الإسرائيلي ، وهذا عمل يتطلب جهداً عظيماً ، أتكلم عن فرنسا وعن البلدان الأوروبية وعن المجموعة الدولية عن الولايات المتحدة ، على هذه البلدان ان تعي حاجات عدة ، الحاجة الى التكامل ، اذ ليس بإمكاننا إعادة إعمار والتوصل الى سلام في هذه المنطقة من دون ان نشرك كافة البلدان المعنية والمجموعة الدولية . لدينا أمل أن تضفي الشرعية الدولية على هذه السلطة العراقية الجديدة . وهذا هو أمل كافة المجتمع الدولي ، والأمم المتحدة هي الإطار الطبيعي الذي لا يمكن تجاوزه لكي نضفي هذه الشرعية المطلوبة". 

 

 


أعلى الصفحة | | اتصل بنا

حقوق الطبع محفوظة 2003 ©

أنجز هذا الموقع الفريق الفني في مصلحة المعلوماتية - مجلس النواب اللبناني

ونشر بالتعاون مع : مركز الدراسات التّشريعيّة في جامعة نيويورك -ألبني