الرئيس اليوناني ستيفانو بولس التقى الرئيس بري وجال في المجلس النيابي


 

توجه رئيس الجمهورية اليونانية كونستانتين ستيفانو بولس الذي يزور لبنان بدعوة رسمية،  ظهر الخميس 22/1/2004 إلى ساحة  النجمة، حيث استقبله رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري في ساحة المجلس واستعراضا ثلة من الحرس الجمهوري على وقع موسيقى الحرس. وصافح الرئيس الضيف نائب رئيس المجلس ايلي فرزلي وأعضاء هيئة مكتب المجلس أنطوان حداد وعبد الحمن عبد الرحمن وسيرج طورسركيسيان والأمين العام للمجلس الأستاذ عدنان ضاهر.

 

بعد ذلك عقد الرئيس بري والرئيس اليوناني والوفد المرافق اجتماعاً في مكتب الرئيس بري،  في حضور الوزير ميشال موسى، تناول العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة.

ثم انتقل الجميع إلى القاعة العامة في المجلس النيابي حيث استمع الرئيس اليوناني من الرئيس بري إلى شرح حول أعمال المجلس.

وبعد الجولة انتقل الرئيس بري والرئيس اليوناني إلى المبنى الثاني حيث مكاتب وقاعات اجتماعات اللجان وتفقدا قاعة الندوات والمكتبة قبل أن يودعه الرئيس بري.

 

وقال رئيس المجلس:

"كما تعلمون كان لنا الشرف لاستقبال فخامة رئيس جمهورية اليونان، هذا البلد يعتد بصداقته منذ قديم الزمان ، منذ كانت ممالك الشواطئ ما بين صور وجبيل وصيدون وأثينا ، هذه العلاقات التاريخية الحضارية ، هذا التميز الدائم لم يكن يقتصر فقط على العلاقات الثقافية بين البلدين أو العلاقات التجارية ، كما تلاحظون ونلاحظ أن مواقف اليونان كانت دائماً مواقف عادلة ومشرفة، وقفت إلى جانب لبنان وإلى جانب قضايا العرب جميعها، وقفت إلى جانب القرار 425 ، وقفت إلى جانب قضية فلسطين والى جانب قضية سوريا، ولا تزال حتى الآن في هذا الموقف. لذلك نقدر هذه الزيارة ونثمنها عالياً".

 

وأضاف:" كانت جولة أفق من المحادثات تناولت كل أحداث المنطقة من قبرص إلى العراق إلى فلسطين إلى كل ما هو في متناول الوضع السياسي في لبنان والمنطقة، كانت مناسبة أيضاً بمناسبة تشريف الرئيس اليوناني قد إتخذنا قراراً بتأليف لجنة صداقة برلمانية مع البرلمان اليوناني وسلمنا فخامة الرئيس نسخة عن القرار اللبناني في هذا الأمر واللجنة برئاسة النائب سمير عازار".

 

ورداً على سؤال قال:" يمكن القول أن الموقف اليوناني متطابق مع الموقف اللبناني".

 

وظهراً أقام الرئيس بري على شرف الرئيس الضيف والوفد الرسمي المرافق مأدبة غداء في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة شارك فيها الرئيس الياس الهراوي ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري ونائب رئيس مجلس النواب ايلي فرزلي ونائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس والنائبة نايلة معوض وعدد من الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي والنواب.

 

وفي المساء حضر الرئيس بري استقبالاً أقامه الرئيس اليوناني ستيفانوبولس في مجمع  "بيال" بحضور الرؤساء والوزراء ونواب ورجال دين وعدد من السفراء والبعثات الدبلوماسية وقيادات عسكرية ونقيب المحررين وشخصيات إقتصادية ورجال أعمال وفاعليات.

 

الرئيس الحريري يولم للرئيس الضيف ستيفانو بولس

وشارك الرئيس بري في العشاء التكريمي الذي أقامه رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري تكريماً للرئيس الضيف والوفد الرسمي المرافق في السراي الحكومي. 

 

وكان الرئيس اليوناني استهل نشاطه صباح اليوم الثاني للزيارة بافتتاح جلسات المنتدى الاقتصادي اليوناني- اللبناني، داعياً إلى فتح مجالات العمل والاستثمار بين لبنان واليونان.

 

وألقى ستيفانو بولس كلمة الافتتاح فأشاد بالحفاوة وكرم الضيافة التي يتمتع بها اللبنانيون، مشيراً إلى أن زيارته للبنان " أهمية عظمى وتصب في مصلحة البلدين وتسهم في تقوية العلاقات وتمتين صلات التعاون بين الشعبين اللبناني واليوناني. وأكد " أن هذا الإنطباع هو ما يشعر به رجال الأعمال اللبنانيون الطامحون إلى فتح مجالات العمل بين البلدين"، ودعا الرئيس اليوناني رجال الأعمال اليونانيين واللبنانيين إلى إقامة العلاقات التجارية فيها بينهم وفتح مجالات العمل والإستثمار.

 

ثم ألقى وزير الاقتصاد مروان حمادة كلمة أشار فيها إلى " أن الحضارة مشتركة بين لبنان واليونان وبالتالي فإن الإلفية الثالثة استمدت إستمراريتها من خلال هذه الحضارة المتعمقة في التاريخ".

 

وتحدث نائب وزير الخارجية اليوناني اندرياس لوفيردوس فلفت إلى أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين، مشدداً على ضرورة تطويرها على الصعيدين التجاري والاقتصادي.

 

ثم ألقى كابي تامر باسم اللجنة التنفيذية اللبنانية للمنتدى الاقتصادي اليوناني- اللبناني فرحب بالرئيس اليوناني، معتبراً " أن وجوده دعم أساسي لهذا المؤتمر لأنه يعطي حافزاً كبيراً لتوثيق علاقات العمل بين البلدين".بعدها تحدث عدد من رجال الأعمال وممثلون عن المؤسسات الاقتصادية اليونانية واللبنانية حول سبل تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.    

    

الرئيس اليوناني حضر الصلاة في كاتدرائية القديس جاورجيوس الأورثوذكسية في ساحة النجمة.

 

وفي ختام الصلاة القى المطران عودة كلمة رحب فيها بالرئيس الضيف ، شاكراً للدولة اليونانية كل مساعدة قدمتها الى الكاتدرائية وغيرها من المؤسسات الأورثوذوكسية.

وقال: أود أن أشكركم وأشكر شعبكم على استقبالكم أبناءنا اللبنانيين في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي ، حين ضاق العيش بهم في وطنهم بسبب الحرب، فهاجروا مكرهين، ينشدون الأمان ، وكانت اليونان من بين البلدان التي قصدوها ولاقوا فيها الترحاب، كما لاقى أخوتنا اليونانيون في بيروت، بعد الحرب العالمية الثانية، وطناً ثانياً ومدينة محتضنة.

 

ووقف الرئيس ستيفانو بولس في صحن الكاتدرائية في مواجهة الهيكل، وخاطب المطران عودة بكلمة مرتجلة باليونانية: أود أن أعتذر لأنني لا أعرف هذه اللغة الجميلة التي تتحدثون بها، أي العربية. اسمحوا لي بأن أؤكد أنه يجب أن نعترف بالحقيقة ، وهي أن شعوراً خاصاً يتملكنا تجاه الطائفة الأورثوذوكسية المسيحية التي نعتبر أبناءنا إخوة لنا. بالطبع، نحن نحترم كل الديانات والطوائف التي يعيش أبناؤها في طريقة منسقة وراحة وسلام تام في هذا المجتمع.